نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
أم نضال فرحات: رسالتي إلي ولدي الشهيدين لقد بررتماني اعظم آيات البر باستشهادكما

آويت كل المناضلين الذين كانت تلاحقهم اسرائيل وبينهم عماد عقل
السيدة مريم محيسن (ام نضال فرحات) القاطنة في حي الشجاعية، هذه الام تحظي بلقب خنساء فلسطين، حيث استشهد نجلها محمد في السابع من آذار عام 2002 وتلاه نضال بعد اقل من سنة، واستشهد في السادس عشر من شهر شباط (فبراير) من العام 2003، والأم الفلسطينية كسائر الامهات في العالم، لها احاسيس وتحن علي ابنائها وترغب في رؤيتهم وذريتهم، لكن الواقع الذي فرض علي الشعب الفلسطيني جعله يشعر بفخر واعتزاز عندما يستشهد احد افراده، تتقزم الكلمات وتنحني الرجولة امام امهات الشهداء، وخاصة امام خنساء فلسطين ام نضال، فهي شامخة ومجاهدة، لم تذرف دمعة واحدة علي نجليها تقول الشهادة شرف واشكر الله الذي خصني بهذا الشرف العظيم ، ام نضال ليست كباقي نساء الكون.. فقدت ولدين، وتربي البقية وبينهم ابناء الشهيد نضال. ام نضال كانت البست محمد الحزام الناسف وحملته القنابل والبندقية وقالت له: الله يرضي عليك، اخرج الي الجهاد ولا تعد الا شهيدا ، وكان لها ما ارادت وما اراد ابنها.
فيما يلي الحديث مع ام نضال:
اولا نتحدث عن الشهيد محمد، انت صابرة ومؤمنة ولكن ما يميز استشهاد محمد انك طلبت منه ان يخرج للجهاد وان لا يعود الا شهيدا؟
الحمد لله، هذا الامر من مباديء الاسلام الاصيلة التي نتمسك بها، نحن مسلمون ومؤمنون والقوة الايمانية هي التي تدفعنا لتحقيق هذه الامور، اعتبر نفسي اما لكل الشهداء وليس فقط لمحمد ونضال، كل المناضلين الذين كانت تلاحقهم اسرائيل عاشوا عندي في البيت ومنهم الشهيد البطل عماد عقل رحمه الله. واعتبر كل الشباب الملتزمين وابناء الشعب الفلسطيني ابنائي. تمنيت دائما ان اكون ام شهيد، وكان ابني نضال ـ الله يرحمه ـ يقول لي دائما يا امي لا تموتي الا وانت ام شهيد.
كوالدة لشهيدين، وهذه الايام يمر عامان علي استشهاد محمد وعام علي استشهاد نضال، ما الذي تغير في حياة ام نضال؟
ابدا لم يتغير اي شيء وفقط ازددت عزة وكرامة وشرفا، لا يهمني ان يكون عندي شهيدان او ثلاثة وحتي لو استشهد جميع ابنائي، المهم ان نعمل بما يرضي الله عز وجل وان نجاهد في سبيل هذا الوطن، هذه نعمة ونحن في خدمة الدين والوطن.
الشهيد محمد كان عازبا ولكن نضال كان متزوجا ولديه اولاد، هل يشعر اولاده بغيابه، يعني يسألون عنه؟
اريد ان اقول لك لو دخل كل الناس علي ابناء الشهيد وكل نعم الدنيا فلن تغنيهم عن حنان والدهم، هذا الامر استشعره كل يوم، ففي كل يوم اري ابناء الشهيد نضال اشعر بألم تجاههم، عماد، نجل نضال البكر عمره اربع سنوات منذ عدة ايام وهو يسأل: وين ابوي ليش استشهد انا مشتاق لأبوي ، هذه الكلمات تحرق القلب، اولاد الشهيد نضال يحرقون قلبي كل يوم.
كم ولد للشهيد نضال؟
لديه ستة ابناء، اربع بنات وولدان، هم يسألون عن والدهم دائما، البنت الكبيرة عشر سنوات، ابنه عماد اربع سنوات ورزقنا بطفل آخر بعد استشهاد نضال سميناه علي اسم والده نضال.
يلقبونك بخنساء فلسطين، ماذا تقولين؟
ان شاء الله ان اكون علي قدر هذا اللقب، لكن والله اعتقد ان شرف هذا الاسم لا يحق لي لوحدي، فلو وقفت علي حال نساء فلسطين، من امهات وزوجات لرأيت العجب ولقلت هؤلاء الخنساوات، اري نفسي صغيرة جدا بجانب زوجات في مقتبل العمر صابرات ومحتسبات ازواجهن.
لو اتيحت لك الفرصة بتوجيه رسالة للشهيدين محمد ونضال، ماذا كنت تقولين؟
اقول لهما يا ابنائي ادعو الله ان التقي بكما في الفردوس الاعلي وان يتقبل الله شهادتكما، لقد بررتماني اعظم آيات البر، فلم انتظر من اولادي البر بأكثر من الشهادة في سبيل الله.
وما هي رسالتك لأمهات الشهداء؟
نشد علي ايديهن ونطالبهن بالصبر والاحتساب وندعو الله ان يثبتهن لأن الألم صعب وليس من السهل نسيانه، لكن اقول لهن جميعا رغم الألم ورغم التضحيات ومهما بلغ سيل الدم علينا مواصلة طريق الجهاد، حتي النصر او الشهادة، الانسان المسلم الفلسطيني المؤمن عطاؤه لا ينضب ابدا وحتي يتحرر كامل تراب الوطن، واقول هذه ارض الرباط ولنا شرف عظيم، اننا نعيش عليها والحمد لله انه اصطفانا بأن نكون من سكان هذه الارض والحمد لله انه اصطفي ولدي ليكونا من الشهداء، وعلي كل ام فلسطينية او زوجة ان تفتخر وترفع رأسها بأن الله اصطفي زوجها او ابنها من بين الشهداء، فهذا خير الدنيا والآخرة.

القدس العربي    28/02/2004