نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
بيتي.. كشبكة العنكبوت
كنت خائفة من فكرة الزواج برجل مطلق واشترطت أن أعرف ظروف زواجه السابق وأسباب الطلاق..
بالفعل عرفت السبب أو السر وراء الطلاق، فقد كانت مطلقته تخونه مع أقرب أصدقائه، وقد قدر لزوجها أن يكتشف تلك الخيانة، وتم الطلاق في اليوم نفسه وظل هو مع طفله دون أن يعرف أحد من أهله أسباب الطلاق إلا إحدى أخواته.
ومن ثم تم الزواج على أساس أن زوجي نسى الماضي والألم الذي لحق به، ولكن للأسف، فقد اعتقدت أنني تزوجت برجل طبيعي ولكنه غيور جداً، ولا يثق بأخلاقى وأعتبر هذا إهانة كبيرة لي، فأي تصرف أقوم به أحس بنظرة الشك وعدم الثقة منه فليس من العدل أن يحاسبني على غلطة مطلقته، فهو لا يسمح لي بالاقتراب منه إلا في حدود ضيقة ودون رغبة منه ودائم الصمت لا يشاركني، فكيف أستمر في حياتي مع زوج لا يثق بأخلاقي ولا يعتبرني أهلاً لحمل شرفه وسمعته، إن حياتي معه خالية من أي إحساس أو شعور بالأمن والاستقرار والحب فهي كبيت العنكبوت.
أم أحمد
إجابة – الأخصائية النفسية- ميسون بيان النيواني مركز الرازي للاستشارات النفسية
الأخت السائلة ( أم أحمد ) تحية طيبة
شكراً لك على ثقتك بنا أولاً وعلى صبرك وتحملك لزوجك ثانياً.
أختي العزيزة في البدء لابد أن أشير إلى نقاط مهمة وهي أن زوجك إنسان فاضل وشريف، والدليل على ذلك أنه رأى ما رآه من زوجته الأولى ولم يحاول أن يسيء إليها أو أن يفضحها بدليل أن أحداً لم يعرف عما حصل غيرك وغير أخته، ولكن صدمته كانت قوية بحيث ساهمت في تغيير قناعاته واتجاهاته فأصبح سلبياً كئيباً ويفتقد إلى الثقة بالنفس وبالآخرين.. ومادمت قد قبلت به زوجاً جريحاً ومطلقاً منذ البداية فعليك تحمل مسؤولية اختيارك، وطبعاً هذا لا يعني العقاب ولكن يعني وضع قدمك على أول درجة في سلم الحل.
فبحثنا عن الحل يبدأ في قناعتنا بأن ذلك كان اختيارنا وعلينا أن نتقبله كما هو حتى نستطيع أن نفكر بالحلول بعقل نيرّ ومتفتح، لذا ما أرجوه منك أن تبتعدي عن التفكير الذاتي وانسي نفسك قليلاً ولا تتعاملي مع الموضوع على أنه مأساة يصعب حلها، وأنا أعتقد أن على الزوجين النظر كما تنظر الأم إلى علاقتها بطفلها سواء أكان جيد السلوك أم سييء السلوك، سواء أكان صالحاً أم طالحاً، فهذا لا يغير من حقيقة أنه ابنها وأنها أمه.
كذلك الزوجة والزوج عليهما النظر إلى علاقتهما مهما شابها من مشاكل وخلافات واختلافات أنها ستبقى قائمة، وليس مطلوباً منهما إلا البحث عن كيفية التوافق والتكيف، وهي ليست حرباً لابد وأن يخرج أحد الأقطاب منها منتصراً.. لذا فإن ما أنصحك به هو احترام صمته، ومهما بادرك بعدم الرضى أو عدم التقبل حاولي أن تستوعبي مشكلته ولا تحاولي الضغط عليه في معرفة ما يفكر به، أو ما يجعله صامتاً.
حاولي فقط أن تضيفي مناخاً من الرضى والابتسام في كل مناسبة، أعرف أن ذلك صعب ولكن يجب أن تحاولي، وأنا متأكدة من أنك ستقدرين على ذلك، وطبعاً هذا سيغير من اتجاهات تفكيره فهو لربما فقد الثقة بكل النساء، والسبيل إلى هذا التغيير هو أن تغدقي عليه من عطفك وكرمك وابتسامتك مهما حصل، وحاولي أن تظهري الرضى واجعلي كلماتك وأحاديثك وتصرفاتك تزيد من تقبله لنفسه وثقته بقدراته وأفكاره.. ولا تكوني سلبية في التعامل معه، فإن بادرك بالرفض وعدم التقبل حاولي أن تستجيبي بالرضى واستيعاب أسباب صده. وأدرك أن ذلك صعب ولكنه سيغدو سهلاً إذا حاولت وقررت...

مجلة الفرحة    09/04/2005