نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
لكل مشكلة حل
 سيدتي:
أنا شابة في التاسعة والعشرين من عمري, تزوجت منذ حوالي خمس سنوات.. زوجي كان زميلي في الكلية ويسبقني بعام, وكانت بيننا مشاعر طيبة تُوجت بالزواج والحمد لله, باجتهاد زوجي أثناء الدراسة استطاع العمل في إحدي الوظائف التي تدر دخلا لا بأس به, وهو يتمتع بجمال وجاذبية أكثر مني بكثير, ولكنه أحبني أنا. وتزوجني برغم وجود الكثيرات في الجامعة ممن هن أجمل مني بكثير, وقبل الزواج لم أكن أتوقف كثيرًا أمام هذا الفارق, أما بعد الزواج فقد أصبحت عصبية معه أكثر من اللازم, ولا أدري لماذا هذا التحول, فإن تحدث في الهاتف أو نظر من النافذة, أو التفت وأنا معه في السيارة ينقلب حالي من الهدوء والوداعة إلي الغضب والتوتر, ثم أهدأ بعد فترة, وفي كل مرة أجدني بالفعل مخطئة, حتي أصبحت علاقتنا متوترة بدرجة كبيرة معظم الوقت. وهذا التوتر بدأ ينعكس علي ابني الصغير وابنتي الرضيعة.. وانشغلت كثيرًا بهذه المشكلة حتي تفتق ذهني عن وسيلة أضمن بها وجود زوجي معي, وضمان بقائه لي ولأولادي, وهي أن أغالي في طلباتي وطلبات أولادي واحتياجاتي الأسرية حتي أنهكه ماديا, وفي بعض الأحيان أشعر بأنني ظالمة له, ولكني سرعان ما أعود إلي نفس العصبية واستنزاف مدخراته, ومنذ فترة بدأت أشعر بأنه بعيد عني, ولكن -حرصًا علي أولاده- يضغط علي نفسه ولا أدري ماذا أفعل.. أشعر بأن علاقتي بزوجي تنهار.. بالله عليك دليني ماذا أفعل ولك الشكر?
عزيزتي:
أدعو الله تعالي أن يربط علي قلبك وأن يرزقك نعمة الأمان والاطمئنان وأن يكفيك شر نفسك, وشر الوسواس الخناس.. آمين.. وأرد علي رسالتك فأقول: يا عزيزتي, إن زوجك كان كريمًا معك منذ كنتما زميلين» فقد اختارك من وسط زميلاتك الجميلات, فماذا يمكن أن يفعل حتي يثبت لك حبه وتقديره لك?! وما ذنبه أن رزقه الله الجمال والوسامة والجاذبية, حتي يكون جزاؤه ما تصنعين? إن وسامته نعمة, فلماذا تحرمين نفسك منها?! وبدلا من غيرتك الشديدة اشكري الله علي هذه النعمة التي لم يستخدمها في الحرام.
إن أسلوبك يكاد يفقدك نعمة الأسرة ونعمة الزوج المهذب الذي يطيعك برغم ظلمك له وجشعك واستغلالك.. والزوجة المسلمة المحترمة راعية في بيت زوجها, واستنزافك لأمواله ومدخراته هو عدم أمانة, والرسول -صلي الله عليه وسلم- يقول: «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته».. ولكي تخرجي من هذا السلوك العدواني غير المبرر عليك بالآتي:
1- التوبة والاستغفار والندم الشديد علي نعمة الزوج المحب.
2- مراجعة حق زوجك عليك وتلبية احتياجاته بما يرضي الله ورسوله ويحقق السعادة لكليكما.
3- تقوية ثقتك في نفسك» فالجمال نسبي والدين والأخلاق والأدب تزيده وتقربك من زوجك أكثر فتصبحين لديه أجمل الجميلات, وتملكين عينيه وفؤاده.. والثقة شيء مهم.
4- توقفي فورًا عن عصبيتك واستنزاف زوجك ولا تحاولي إرهاقه بالمطالب قبل فوات الأوان.
5- عليك بتقوية صلتك بالله بالانتظام في أداء الفرائض والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن, وأدعو الله أن يبارك في أسرتك وفي زوجك الكريم, ولك تحياتي.
أم أيمن

جريدة آفاق عربية    20/04/2005