الوقت هو الحياة، وهو عمر الإنسان المحدد الذي حدده الخالق بحيث لا يتقدم ساعة ولا يتأخر، وهو الذي سيسأل عنه يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه؟" أخرجه الدارمي في سننه عن أبي برزة الأسلمي. والوقت سريع الانقضاء فهو يمر مر السحاب، ويجري جري الرياح، وهو عنصر لا يمكن تجميعه، ولا شراؤه ولا تأجيله للاستفادة منه وكما قال الشاعر: ( الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك). إن تنظيم الوقت واستغلاله ضروري في هذه الحياة، فالبعض من الناس يشعرون بأن الساعات والأيام تجري بين أيديهم دون أن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، والبعض الآخر من أضاع وقته فيما لا ينفعه في الدنيا والآخرة. إن تنظيم الوقت هو عدم تضييع أي جزء من الوقت واستغلاله في عمل مفيد، وهي عملية مهارة، وأصعب ما فيه هي الخطوة الأولى التي تعني بكسر الأسلوب الذي تعود الإنسان على تنظيم وقته أصبح هو المسيطر والمتحكم في طريقة حياته وعمله. وتبدأ عملية تنظيم الوقت أولاً: بالنية ثم بالاستعانة بالله. ثانياً الدعاء فقد كان دعاء عمر بن الخطاب: ( اللهم إنا نسألك صلاح الساعات والبركة في الأوقات). ثالثاً: تحديد الأهداف وتدوينها ( مذكرة، قائمة...) مع تحديد الوقت اللازم لإنجاز تلك الأهداف. رابعاً: تقسيم كل هدف إلى أجزاء صغيرة مع تحديد الزمن اللازم لإنجازه وتدوين ذلك في المذكرة ( يوميا، أسبوعياً). خامساً: استشعري أهمية الوقت وقيمته في حياتك وأنك محاسبة على هذا الوقت. سادساً: الاستفادة من الوقت الضائع كالانتقال أو الانتظار في عيادة الطبيب وذلك بذكر الله سبحانه وتعالى أو قراءة كتاب. سابعاً: إن التأخير في أداء العمل أو الإهمال أو التكاسل يؤدي إلى فقدان الهمة وتضييع الوقت. ثامناً: تذكري أن مفكرتك تعد من أهم الأدوات التي تساعدك على تنظيم حياتك. تاسعاً: كافئي نفسك عند الانتهاء من تحقيق هدفك. عاشراً: إن الوقت أو العمر يحسن ويسوء بحسب العمل، فقد قال رجل يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: ( من طال عمره وحسن عمله) قال: فأي الناس شر؟ قال: ( من طال عمره وساء عمله).