الخلافات تؤسس لمخاطر صحية مميتة... من قال إنّ المتزوّجين غير سعداء؟
بوسطن - علي حويلي الحياة 2005/04/23 النساء المتزوجات اللواتي يتمالكن أنفسهن ولا ينبسن ببنت شفة أثناء الخلافات الزوجية، يمكن أن يتعرضن في ما بعد إلى أزمات قلبية حادة قد تودي بحياتهن بصرف النظر عن المسببات الأخرى. كما أنّ الرجال الذين تعود نساؤهم من العمل وهن بحالة من التعب والإرهاق والمزاج السيئ ، يمكن أن تنعكس عليهم هذه الحالات سلباً وان يصابوا أيضاً بانتكاسات صحية مماثلة. هذه النتائج أعلن عنها المؤتمر النسائي العالمي الثاني الذي عقد في اورلاندو في فلوريدا في شباط (فبراير) الماضي والذي تناول أمراض القلب وأشرفت عليه منظمات صحية عدة بينهـــا جمعية القلب الأميركية ومركز التدخل لمراقبة الأزمات القلبية الحادة. وكانت ايلين ايكر المسؤولة عن دائرة الأبحاث الطبية في جامعة بوسطن تقدمت بدراسة حول الخلافات الزوجية ونتائجها الصحية السلبية على حياة ومستقبل الأزواج. في هذه الدراسة تقول ايكر: «نحن نتوقف عند الأشخاص الأصحاء أي الذين لم يتعرضوا من قبل لأزمات قلبية والذين قد تكون خلافاتهم الزوجية مصدراً لمثل هذه الأمراض». وقامت لذلك باختبارات عملية شملت 1967 رجلاً و1913 امرأة راوحت أعمارهم بين 18 و78 سنة بينهم 1483 زوجاً و1501 زوجة. واستغرقت متابعة هؤلاء الأشخاص عشر سنوات. وتوصلت الدراسة إلى أنّ النساء اللواتي يتنازعن مع أزواجهن يقين أنفسهن من أمراض القلب. كما أنّ الزواج يلائم الرجال أي أنّه يبعد احتمال إصابتهم بأمراض القلب ما يعادل نصف ما يتعرض له العازبون. وخلصت الدراسة الى أنّ النساء اللواتي يلزمن الصمت أثناء الخلافات الزوجية، يرتفع لديهن احتمال الإصابة بأمراض قلبية حادة خلال عشر سنوات، لا سيما اذا ترافق ذلك مع امراض اخرى كالكولسترول والبدانة والسكري . وتعلل ايكر امتناع النساء عن الانفعال وتجنب الغضب والتزام السكوت والتمسك برباطة الجأش الى «الحفاظ على العلاقات الزوجية والعائلية وليس الى الضعف او الخجل». وترى ان الامتناع المذكور يزيد احتمال اصابتهن بأمراض صحية ونفسية نظراً لما يرافق كبت الانفعالات من افرازات كبيرة من هرمونات التوتّر التي تتسبب احياناً بالازمات القلبية الحادة . اما نوكا غولدبرغ رئيسة وحدة العناية الطبية للنساء في مستشفى «هال لوفوكس» في نيويورك فلم تفاجأ بمثل هذه النتائج، وتقول: «ان عدم الانفعال اثناء المشاحنات الزوجية ليس الا نوعاً من الصمت الايجابي الذي يستوعب حدة الغضب والتوتر». وتقول في كتابها «النساء لسن رجالاً صغاراً» women are not small men انه «ينبغي على النساء ان يحتفظن بدرجة من الوعي ويكتمن غيظهن ويستوعبن الانفعالات الظرفية تجنباً للوصول الى نقطة اللاعودة وانهيار الهدوء العائلي والزوجي». والى ذلك، تتوجه غولدبرغ الى الأطباء اثناء معاينتهم للمرضى، ان يطرحوا عليهم اسئلة تتعلق بحياتهم الزوجية كجزء متمم للمعلومات الضرورية التي تسجل في ملفاتهم الطبية بغية مساعدتهم وارشادهم الى العيادات او الاطباء المتخصصين بالطب العائلي والنفسي.