نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
لا تظلموا المرأة مرتين!

في 8 مارس الماضي أحيا العالم ذكرى اليوم العالمي للمرأة، اليوم الذي يذكر العالم بحقوق المرأة، ويطالبه برفع الظلم عنها في كل مكان من العالم.

هذا الإحياء وإن تزامن مع ذكرى مظاهرة نساء روسيا ضد طغيان الحكومة القيصرية في مطلع القرن العشرين، إلا أنه لم يعد مرتبطاً بهذه الحادثة، بقدر ما ارتبط بمسيرة تحرير المرأة في العالم الغربي، حيث أصبح يوم تذكّر الحركات النسائية العالم فيه بمنجزاتها وما حققته للمرأة على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه تطالب بإعطاء باقي نساء العالم حقوقهن.

إنَّ مسيرة تحرير المرأة الغربية بكل ما فيها من أحداث ومواقف، لم تأتِ من فراغ، ولم تنبت في الهواء، بل هي مسيرة أفرزتها أفكار وأوضاع في الغرب، قادت المرأة إلى أن تسير في هذه المسيرة.

هذه المسيرة ـ بلا شك ـ حققت إنجازات عظيمة للمرأة الغربية، كما وقعت في أخطاء عظيمة، فقبل قرون كان النقاش حول آدمية المرأة وفي عصرنا هذا أصبح النقاش حول حق المرأة في الزواج المثلي، وحرية الإجهاض وغيرها من القضايا التي ما زال مؤيدوها ومعارضوها لا يملون من طرح رؤاهم حولها.

إن مسيرة تحرير المرأة الغربية جديرة بأن تدرس بعمق وجدّ، ليس بدافع البحث عن مسوغات رفضها أو قبولها، لا، بل بدافع الاستفادة من التاريخ البشري وفهم آلية الحراك الاجتماعي، وتوظيفه في تطوير الحياة المعاصرة، ومحاولة التنبؤ والتحكم في حركة التغيير الاجتماعي.

المرأة في العالم الإسلامي وإن كانت ليست بحاجة إلى يوم تجعله عيداً لنيلها حقوقها، إلا أنها بحاجة إلى تثقيف وتوعية لتعرف حقوقها وتطالب بها دون حاجة إلى متحدث باسمها، أو متاجر بقضيتها.

لكن ماذا عن المرأة في العالم الإسلامي؟ هل ستحتفل باليوم العالمي للمرأة أم لا؟ وهل بحاجة إليه أم لا؟؟

الحقيقة إننا لسنا بحاجة للإجابة على هذا السؤال، فحاجة المرأة المسلمة إلى تفهم حقوقها والسعي في تيسير الوصول إليها، أولى من حاجتها إلى يوم يثير فيه الجدل والمشكلات أكثر مما يحل.

إنَّ المرأة في العالم الإسلامي ظلمت مرتين، المرة الأولى حين تجاهل البعض مشكلاتها الحقيقية واستوردوا لها مشكلات غريبة عنها، وحاولوا إقناعها بها، والثانية حين غفل البعض الآخر عن واقعها المؤلم واتجه إلى الحديث عن مثاليات لم تعرف طريقها إلى واقعها الحاضر، إلا في أقل من النادر.

إنَّ مثل هذا الحديث كان ينبغي أن يستغل لإظهار الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة، وإبراز التشريعات الإسلامية التي كرَّمت المرأة وأعطتها حقوقها، لكن المصيبة هي أنَّ المسلمة لا يسعفها وضعها في مثل هذه الأحداث إلا أن تكون مثالاً من الأمثلة التي تساق لتأكيد الظلم والتخلف الواقع على المرأة المعاصرة.

موقع لها أون لاين    27/03/2005