نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
العراقيات يعانين من عصابات الإجرام المحلية وزوار الفجر الأميركيين

تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية: نساء العراق لسن بأفضل حالا مما كن عليه أيام صدام

واشنطن: عماد مكي
أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال) الحقوقية امس، ان النساء العراقيات لسن الان في حال افضل مما كن عليه في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين، مؤكدة انهن يتعرضن للعنف والاذلال والاهانات على ايدي القوات الأميركية. وبحسب ما جاء في تقرير جديد أصدرته المنظمة بعنوان «العراق: عقود من المعاناة ـ من حق النساء الآن أن يعشن حياة أفضل» فانه ينبغي على السلطات العراقية أن تتخذ إجراءات فعالة لحماية النساء.
وقالت المنظمة في بيان حول التقرير تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «تعيش النساء والفتيات في العراق في خوف من العنف. وقد أجبر انعدام الأمن حالياً نساء كثيرات على الانسحاب من الحياة العامة مما يشكل عقبة كأداء أمام تعزيز حقوقهن».
وأشار التقرير الى تعرض الكثير من النساء العراقيات في حالة الفوضى الأمنية السائدة في ظل الاحتلال للاختطاف والاغتصاب. وقال التقرير ان حالات الاغتصاب قد زادت بشكل كبير عما كانت عليه في فترة حكم صدام حسين، وهي حالات تقوم بها خصوصا عصابات مسلحة. وذكر التقرير حالة فتاة اسمها «اسماء» اختطفت تحت تهديد السلاح في بغداد على الرغم من خروجها مع امها واختها واحد اقاربها من الذكور، وتم اغتصابها من قبل ستة رجال مسلحين. ويقول التقرير ان حالة الفوضى وانعدام الأمن تعرض الفتيات للخطر وفي كثير من حالات الاغتصاب يتم التكتم على الامر خشية الفضيحة وعدم جدوى ابلاغ الشرطة في ظل سيادة الفوضى الأمنية.
واشتكت المنظمة من تعرض النساء للاهانات تحت الاحتلال الأميركي وخصوصا في المعتقلات والسجون، وقالت العديد من النساء اللواتي اعتقلن ثم افرج عنهن فيما بعد انهن تعرضن للضرب والتهديد بالاغتصاب والاذلال الجسدي والاعتداءات الجنسية على ايدي القوات الأميركية.
ونقل التقرير عن امرأة عراقية تعمل سيدة اعمال، اسمها هدى حافظ احمد، 39 عاما، قولها انها اعتقلت من قبل الأميركيين اثناء بحثها في الشوارع عن اختها نهلة وتم اعتقالها في القاعدة الأميركية بمنطقة الاعظمية للاشتباه في مساعدتها للجماعات المسلحة هي واختها واخيها. وقالت هدى لـ«أمنستي انترناشيونال» انها تعرضت للضرب والتعذيب والاعتداء الجنسي عند نقلها الى سجن ابو غريب بما في ذلك تصويرها عارية. وتعتبر المنظمة الدولية اغتصاب السجينات نوعا من التعذيب.
ونقلت المنظمة عن عراقيات تعرضهن للاهانة والاذلال والضرب عند نقاط التفتيش الأميركية، ومن ذلك ما تعرضت له واحدة اسمها هدى شاكر النعيمي وهي مدافعة عن حقوق النساء في العراق، وأستاذة في العلوم السياسية، إذ اعترضت على تفتيش حقيبة يدها عند احدى نقاط التفتيش الأميركية. فسبها الجندي الأميركي بعد ان صوب بندقيته اليها وصرخ وشتمها بكلمات نابية.
واشتكت الكثير من النساء ممن تحدثن للمنظمة الحقوقية انهن يجبرن على الخروج شبه عاريات الى الشوارع بملابسهن الداخلية عند قيام القوات الأميركية بغارات ليلية تفتيشية وفي اوقات الفجر على المنازل العراقية وخصوصا في المناطق السنية. ونقل التقرير عن نساء عراقيات انه يتم اعتقالهن والتحقيق معهن بملابس نومهن مما سبب لهن آلاما نفسية عظيمة. وقال عبد السلام سيد أحمد مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه «ينبغي على السلطات العراقية اتخاذ تدابير محسوسة لحماية النساء»، مضيفاً أنه «يتعين عليها إرسال رسالة واضحة بأنها لن تتسامح إزاء العنف ضد المرأة وذلك بإجراء تحقيقات في جميع مزاعم الانتهاكات المرتكبة ضد النساء وبتقديم المسؤولين عن ارتكابها إلى العدالة أياً تكن انتماءاتهم».
ودعت منظمة العفو الدولية القوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تعزيز الضمانات المتوافرة للنساء في الاعتقال والتحقيق من دون إبطاء في جميع مزاعم العنف ضد المرأة، بما فيها الاعتداءات الجنسية التي يرتكبها جنودها أو موظفوها الآخرون. ويدعو التقرير إلى أن تكون النساء في صميم عملية صنع القرار السياسي في العراق، وخاصة عند التعامل مع القضايا التي تتعلق بهن مباشرة، وان يجري تمثيل النساء على كافة المستويات لحماية مصالح المرأة. ويجب أن تتولى النساء في الحكومة المقبلة والجمعية الوطنية المنتخبة عملية التأكد من انسجام القوانين العراقية والتعديلات المستقبلية عليها انسجاماً تاماً مع المعايير الدولية.

جريدة الشرق الأوسط    23/02/2005