أمام الدعوة الأمريكية الجديدة لمنعها في فرنسا، مثَّل الحضور الكبير "للجنة الخيرية لمناصرة فلسطين" في مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا (المعروف بالبورجي) حدثا بارزا جاء لينافس حدثا آخر ميز افتتاح "البورجي" وهو ظهور "ماجالي" كأول منشدة فرنسية مسلمة ملتزمة أرادت الدفاع من خلال الأغنية عن حقوق المرأة المسلمة أمام الهجمة التي تتعرض لها.
وفي حضور جمهور غفير من النساء والرجال في القاعة الكبرى للدورة الثانية والعشرين عرضت "فاطمة الزهوي" رئيسة الرابطة الفرنسية للنساء ما اعتبره البعض "مفاجأة البورجي"، أما البعض الآخر فعده بمثابة "الهدية" وهو أول شريط تنشده امرأة مسلمة بفرنسا.
وعن شريطها "نساء ومؤمنات" الذي تحمل أغنيته الرئيسية الاسم نفسه قالت "ماجالي سانيبا" في تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت: إن شريطها هو هدية للمؤتمر تقدمها منظمة الرابطة الفرنسية للنساء المسلمات التي هي عضوة فيها، لكل النساء المسلمات في فرنسا ولكل النساء المسلمات في الغرب. وأضافت "ماجالي": من المهم امتلاك الكلمة لأن الغناء أداة للتبليغ قد تفوق الكتاب، وأضافت: "الكلمة وسيلة أكبر تأثيرا ونحن محتاجون لأن تبرز كلمة المرأة داخل محيطها المسلم وخارجه".
وقالت "ماجالي": إن الأغاني التي تؤديها في الشريط هي تعبير عما تعرضت له المرأة المسلمة عبر قانون 15-3-2004 الذي منع الحجاب في المدارس، كما أن الشريط يطالب بقوة بالمواطنة الكاملة للمسلمين في فرنسا، كما أن أغاني الشريط تنتقد التوجهات المتشددة من جانب بعض المسلمين والتي تمنع حقوق المرأة؛ الأمر الذي يتعارض مع الإسلام نفسه، كما تقول.
واعتنقت "ماجالي" التي تبلغ من العمر 27 سنة الإسلام منذ ثماني سنوات وهي متزوجة من فرنسي ذي أصول مغربية ولها بنتان وتنحدر من مدينة "كلارال فارمينون" في وسط فرنسا.
الظهور المفاجئ لماجالي في مؤتمر البورجي لم يوازه إلا الحضور الكبير "للجنة الخيرية لمناصرة فلسطين" بقاعة عرض كبرى احتلت قلب القاعة الكبرى للمعارض بالبورجي، وهو ما عده مراقبون ردا مباشرا من مسلمي فرنسا على الحملة الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف منع هذه الهيئة الخيرية بفرنسا.
وفي تصريحات خاصة لإسلام أون لاين.نت قال خالد الشورى مسئول العلاقات الخارجية للجنة: "تتعرض اللجنة لضغوط أمريكية بالرغم من أنه طوال خمس عشرة سنة من تأسيسها فإن عملها واضح وشفاف إلى أبعد الحدود حيث تقوم على رعاية الأيتام ورعاية العمل الخيري"، ويضيف الشورى "أن الحملة الأمريكية في استهدافها للجنة تستهدف 4802 عائلة فلسطينية من العائلات التي تضم يتامى وعددا من ذوي الحاجات الخاصة".
وقال الشورى: "فتحت اللجنة ملفاتها للجميع دون أن تثبت عليها أية شبهة وهي إضافة إلى ذلك تخضع لمدقق الحسابات الرسمي الفرنسي الذي أثبت في آخر تحقيق سلامة حسابات اللجنة وخلوها من أية ارتباطات حزبية أو دينية أو غيرها".
واختتم الشورى حديثه بالقول بأن سبب الهجمة الأمريكية على اللجنة هو في الحقيقة تجويع الفلسطينيين وهدم البنية التحتية الفلسطينية".
واحتوى القسم الخاص باللجنة الخيرية لمناصرة فلسطين على إعلانات عدة تستهدف تقديم تبرعات إلى ذوي الحاجات الخاصة والأسر الفلسطينية المشردة واليتامى وأطفال المدارس.
وتقوم اللجنة ببيع المنسوجات والصناعات التقليدية الفلسطينية، حيث يباع "الشال" الفلسطيني الذي يرمز للقضية الفلسطينية بكثافة بين رواد المؤتمر، إلى جانب أبرز أشرطة الأغاني الفلسطينية.