عزيزتي الأم .. اعلمي أن العبقرية لا تورث، وإنما تصنع .. فبامكانك أن تجعلي طفلك إنسانا مبدعا، حيث يرتبط مستوي الابداع بتوفير جو من التشجيع والأمان ومدح النجاح، مما يكسب الأطفال نوعا من الثقة والتفاؤل والرضا، وذلك علي عكس ما يحدث بالنسبة لمن تعرضوا للنقد عند الفشل. فعوامل البيئة والتربية والإعداد والمران كلها عناصر أساسية حتي بالنسبة لمن منحتهم الطبيعة كثيرا جدا من المواهب، أما الوراثة فإنها لا تقدم سوي البذرة التي يجب أن تغرس في التربة الملائمة ثم تولي بالرعاية والتهذيب الي ان تنضج وتتفتح. كما أن الإبداع يتمثل في وجود قدرات وإمكانات من أهمها التلقائية والسهولة غير العادية في تداعي الصور والأفكار، إلي جانب عنصرين آخرين علي جانب كبير من الأهمية، وهما قدرة العقل علي تقبل الجديد، والاستجابة له، ثم الحدس ونفاذ البصيرة، فهذه كلها عناصر تميز العبقرية الابداعية الناجحة المفيدة. ويوضح يعقوب الشاروني كاتب الأطفال في كتاب أدب الأطفال، كما ورد بجريدة الأهرام، أن الدراسات التي أجريت علي الأطفال المصريين تؤكد أن هناك ارتباطا بين انخفاض مستوي الابداع والبيئة المنزلية التي تتسم بالتسلط والصلابة وضيق حرية الحركة المسموح بها للأطفال، وممارسة أنواع من الضبط والنقد والعدوان والإحباط علي الصغار.