نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
الخطوبة خير من صدمة بعد الزواج!
Boyfriend أم خطبة؟.. ما البديل؟ فلسفة جديدة لها معارضوها ومؤيدوها وكل بأسبابه المنطقية، كثير من الآباء لا يكترثون بالعلاقات التي يقيمها أبناؤهم من الجنسين، وخاصة داخل أسوار الجامعة، بحجة الزمالة والصداقة؛ لأن الزمالة لها حدود كما للأخوة والمحبة والتعاون حدود بين الجنسين، في حين أن هؤلاء أنفسهم يرتعشون عندما يأتي شاب في مقتبل العمر يطلب منهم الخطبة الرسمية، بحجة أنه غير قادر على الزواج حاليا وهذا سيؤدي إلى أن تطول الخطبة، وهذا من المستحيلات في أبجدياتهم... فهل أصبحنا نقبل الحبيب ولا نقبل الخطيب؟!
مرحلة جميلة وخطيرة
فترة الخطبة من أهم وأخطر الفترات التي يمر بها الشباب من الجنسين، فهي مهمة لكونها فرصة للتعارف والتفاهم واكتشاف الأخلاق والطباع، لا سيما أن الخطيبين من بيئتين مختلفتين، كل منهما خضع لتجارب وأساليب تربوية مختلفة لا يعرفها الآخر، فقد تكون بعض العادات والتصرفات عند البعض غير مقبولة نهائيا، ولكنها مقبولة عند الطرف الآخر بلا أي قيود. ولذلك ترى أن لكل منهما طريقة وأسلوبا في الحياة، بل إن هناك أيضا مرجعا فكريا وعقليا لكل منهما يتصرف من خلاله ويوجهه في ركب الحياة.
أما خطورة هذه الفترة -التي ربما لا يدركها الكثيرون- فهي كثرة المجاملات والتصرفات المصطنعة، وغيرها من الأمور التي قد تكون غير موجودة عندهما أصلا؛ الأمر الذي يؤدي إلى بناء تصورات غير صحيحة عن الشريك، حيث يرسم به قصورا من الأحلام والآمال والأماني المستقبلية والأسرية، ولكن سرعان ما يتبخر كل شيء بعد فترة الزواج الأولى؛ لأن الطبع سيغلب على التطبع.. عندها لا مجال للخداع.
إن المتابع للحالة التي يعيشها الشباب في هذه الأيام يقف حائرا. يقول الواقع: إن هناك مشكلة حقيقية تواجه الشباب، فهم ما بين مطرقة الحدود الاجتماعية والشرعية وسندان العاطفة المتأججة، فهل تعتبر فترة الخطبة الطويلة حلا لهذا الواقع الذي يعاني منه الكثيرون؟ أم أن لها من سلبياتها ما يجعلها مشكلة أكبر؟ وهل يمكن أن نعتبر الخطبة الطويلة حلا أو بديلا للصداقة غير الشرعية بين الشباب من الجنسين في هذه الأيام؟.
الشباب يتكلم بصراحة
يقول شادي جردات: أعيش الآن أجمل وأروع لحظات حياتي.. لن أستطيع أن أصف لك السعادة التي بداخلي، ولكني ملأت الفراغ العاطفي الذي كان يشغل جزءا لا بأس به من حياتي، الخطبة بالتأكيد تجعل الإنسان يستقر عاطفيا ويبتعد عن أي علاقات أخرى خارجة، فهو لا يفكر في أحد سوى خطيبته وكيفية إسعادها؛ فالخطبة فيها الحب الحقيقي والاستقرار النفسي، وهذا ما لا يحصل في العلاقات التي يقيمها الشباب من الجنسين في هذه الأيام خاصة في الجامعات، فإن كنا صادقين في الحب فلماذا لا نسلك الطريق الصحيح؟!.
ويضيف: أنا الآن في سنتي الخامسة وأدرس هندسة الحاسوب، وقد مضى على خطبتي سنة كاملة ولم أشعر بأي نوع من الملل أو المشكلات، وذلك لأن الأهل من الطرفين بفضل الله يتفهمون الظروف وهم يعلمون أن الزواج قد لا يتم إلا بعد 3 سنوات على الأقل، وهم لا يرون في ذلك أي مشكلة، لأنهم سألوا عني منذ البداية وتأكدوا من أخلاقي، وهذا ما وجدوه فعلا خلال السنة الأولى من الخطبة، فأنا لا أثقل على خطيبتي وأهلها بالزيارات أو كثرة الخروج، وإنما كل شيء باعتدال.
أما "آلاء ونبيهة" فتتفقان على أن الخطبة يجب ألا تمتد لأكثر من سنة حسبما تعتقدان، إلا أن ذلك يتعلق بالظروف المحيطة بالخطيبين ومدى تأثيرها على إتمام الزواج.
وتؤكدان على أن فترة الخطوبة لها محاسن؛ حيث إنها فرصة لتحليل الشخصيات، ومعرفة تفاصيل دقيقة حول طبيعة الطرف الآخر مما يساعد على تجنب الكثير من المشكلات التي قد تقع بعد الزواج، بالإضافة إلى قضاء وقت رومانسي يساعد على تقارب القلوب بعد الزواج؛ فالخطبة ذكريات جملية تعتبر وقودا لحياة زوجية سعيدة. ومن ناحية أخرى تريان أنها إذا طالت تكون سببا في أن يشعر الطرفان بالملل "فالكلام الجميل استهلك!!" بالإضافة إلى أن كثيرا من المشكلات قد تظهر كلما طالت المدة، ناهيك عن الضغوطات الاجتماعية وكلام الناس الذي لا ينجو منه إنسان.
أما أن تكون الخطبة حلا بديلا للصداقة فتقول آلاء: "الخطبة متنفس وبديل للصداقة غير الشرعية؛ فهي تلبي رغبات الشباب العاطفية، على الأقل تكون علاقة الخطيبين شرعية وواضحة أمام الجميع.. ولكن كل شيء بحدود وضمن إطار الوسطية".
حسين الطالب في سنته الجامعية الثانية يقول بكل صراحة ووضوح: لقد بدأت أحبها منذ فترة طويلة ولم أصرح بذلك أبدا وبقي حبي محفورا في صدري، ولكن عندما أصبح الأمر أكثر جدية وصارحنا بعضنا بكل شيء لم يكن هناك مفر من أن أخبر الأهل بما حدث مهما كانت الظروف فأنا أثق بنفسي جدا.
ويتابع حسين مبتسما: لقد جن أصحابي من أفكاري وقالوا لي إن الأهل لن يوافقوا إطلاقا على هذا الأمر، ولكن قناعتي بحبي الصادق لها وثقة أهلي بي جعلتني أخبرهم بذلك دون تردد. وقد وافقوا وسوف تتم الخطبة هذا الصيف. والزواج لا أعلم ربما بعد التخرج بسنة، وهذا ما اتفقنا عليه.
أما أحمد فيتمتم بحزن وقلق: لا أستطع أن أقنع أهلي بشيء، الخطبة الطويلة عندهم مرفوضة بشكل قاطع ودائما يقولون لي عندما يكتمل البيت تستطيع أن تتقدم لبنات الناس.
بينما يقول علاء "طالب في كلية الاقتصاد": أؤيد بشدة في أن تكون هناك علاقة بين الشباب من الجنسين، ولكن بشرط أن تكون هذه العلاقة بريئة، فإن كانت هناك علاقات طبيعية ومنفتحة بين الجنسين فلا داعي للخطبة الطويلة، وعندما يكمل الشاب تعليمه ويبني حياته يقترن بالفتاة التي أعجبته من خلال خبرته وتعاملاته مع الجميع".
القانون والشريعة
ويصنف المحامي والباحث الفلسطيني فاضل بشناق -مدير مركز المرشد للدراسات والأبحاث، وشبكة مداد للدراسات والأبحاث- مفهوم الخطبة إلى نوعين: قبل الحديث عن هذا الموضوع يجب تحديد مفهوم الخطبة بشكل صحيح، فهناك مفهومان للخطبة: المفهوم الشرعي والقانوني والذي يترتب عليه الأحكام الشرعية والقانونية وبه تثبت الحقوق والواجبات، وهو الطريق الأمثل لبناء العلاقات الدائمة والسعيدة، والمفهوم الاجتماعي الذي أوجده المجتمع وهو يختلف من تجمع سكاني لآخر حتى في داخل الدولة الواحدة.
فالخطبة في نظر الشرع والقانون هي طلب الفتاة للزواج دون عقد قانوني ولا يترتب عليها أيا من الحقوق والواجبات، وهي فترة للتعارف، وفي الغالب لا تحتاج لفترة طويلة ويفضل ألا تطول، لأنها تكون بلا غطاء قانوني يحفظ للفتاة بالذات حقوقها في حالة تراجع الشاب عن رأيه فيها، وبما أن الخطبة هي مرحلة تعارف من كل الجوانب فإنها لا تحتاج لأكثر من أشهر قليلة، ومن ثم يكون العقد الشرعي والقانوني دليلا على الصدق في نية الاقتران والاستمرار بغض النظر أن تم الزواج "الدخول" مباشرة أو بعد فترة، فهذا الأمر يرجع إلى الخطيبين والأهل وطبيعة الظروف سواء أكانت اقتصادية أم دراسية أم غيرهما، فلا مشكلة قانونية ولا شرعية إن طالت الفترة قبل الدخول لأن العقد يكفي لحماية حقوق الطرفين.
أما الخطبة كما رسمها المجتمع فهي فترة ما قبل الزواج، سواء أكان هناك عقد أم لم يكن، وهذا التصور يخلق الكثير من المشاكل الشرعية والقانونية، ونكتفي بالقول: إن الخطبة مجرد طلب للفتاة والتعرف عليها عن قرب، ومن ثم إعطاء رأي بالقبول أو الرفض من الطرفين بدون أي حقوق لأحدهما على الآخر، أما العقد فهو زواج مع وقف التنفيذ.
ويضيف بشناق: يمكن أن تكون الخطبة "مع العقد" حلا للعلاقات غير الشرعية والمرفوضة، لكن بشرط أن تكون على أسس وقواعد متينة، وأن تبقى العلاقة في إطار معين بحيث لا تسبب مشاكل للطرفين والأهل معا، "أي ألا يأخذ أي منهما شيئا من شريكه إلا بعد إعلان الزواج الرسمي".
** صحفي في مكتب النجاح للصحافة.. فلسطين

موقع إسلام أون لاين    18/05/2005