نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
زوجتي لن تتغير

الفرحة: ما هو أثر مدح المطلقين في هدوء العلاقات الاجتماعية المحيطة بهما؟
د.عدنان: كلما كانت العلاقة بين المطلقين طيبة, ويتحدث كل طرف منهم عن الآخر باحترام, ولا يذكره بشر- أصبحت العلاقات الاجتماعية لأسرتيهما متقاربة ولن تتغير كثيرا عما كانت عليه من قبل فعندما يكون الطلاق بشكل ودي ومتفق عليه من الطرفين دون نزاعات بينهما بحيث يكون المطلقان قد اتفقا على ذلك وحسما ما يتعلق بالأبناء في حالة وجودهم, وبعيداً عن تدخل أحد من أسر الطرفين فإن هذا يؤدي إلى هدوء العلاقات بين الأسرتين وعدم نشوب أي نزاعات.
فامتداح المطلقين لبعضهما أمام أسرتيهما يكون له أثر إيجابي في علاقتهما بعد ذلك ومن الممكن أن يظل الود قائما بين الأسرتين. أما إذا سمح المطلقان لأحد بالتدخل في شأنهما, وتبادلا السباب والاتهامات, وتنازعا على الأولاد في المحاكم, فبذلك سوف تتعصب الأمور بينهما ويصبح هناك أحزاب: حزب مع الرجل وهم أسرته، وحزب مع المرأة وهم أسرتها وتزداد الخلافات والنزاعات بين الأسرتين وبالتالي تسوء العلاقات بينهم وتصبح المسألة كحرب, من سينتصر فيها على الآخر
ومن ناحية أخرى أرى أن على أهل المطلقين ألا يتدخلوا بينهما إلا إذا لزم الأمر ويكون التدخل بالحسنى ودون إفراط لأنه يؤدي في كثير من الأحوال إلى تفاقم المشكلات فبالمدح والتفاهم تتحسن العلاقات الأسرية, وتطيب النفوس وترضى بالأمر الواقع, لأنه من الممكن أن يكون المطلقان أبناء عمومة أو من العائلة نفسها، فأنا أعرف رجلاً طلق زوجته وكانت ابنة عمه ولم تتأثر العلاقة بينهما وإنما كان يذهب إلى بيت عمه يقابل مطلقته وذلك بسبب التفاهم والاتفاق بينهما على مسألة الانفصال وأحياناً تكون بين المطلقين تجارة أو شركة وتستمر بعد الطلاق فأنا أعرف رجلاً طلق زوجته وكانت بينه وبين أسرتها تجارة ومصالح مشتركة فلم تتأثر علاقته بهم وذلك لأن الطلاق قد تم باتفاق وتفاهم بين الطرفين.
أثر سلبي
ويضيف د.عدنان: على النقيض من ذلك هناك بعض حالات الطلاق كان لها أثر سلبي في العلاقات الأسرية وذلك بسبب سوء تعامل المطلقين مع بعضهما بخصوص الأبناء أو حقوق الزوجة أو بسبب تدخل أحد الأسرتين في شؤونهما فمثلاً أحد أقاربي قد طلق زوجته وكان له ابن صغير ثم تزوجت أمه من رجل آخر وأصبح في حضانة والدة أمه التي لم تسمح للأب برؤية ابنه حتى أصبح رجلا فكان الأب عندما يذهب لرؤيته تقول له إنه غير موجود في المنزل وهو في الحقيقة موجود حتى يئس الأب من هذه المعاملة وتركه ثم فوجئ بعد مرور السنين أن ابنه يدعوه لحضور حفل زواجه فرفض الأب أن يذهب وذلك لأن بعدهما عن بعضهما كل هذه السنين أدى إلى فتور العلاقة والتنافر بينهما وكل ذلك بسبب جدته التي قطعت العلاقة بين الأب وابنه خاصة وبين الأسرتين بصفة عامة.
يؤلف القلوب
الفرحة: ما هي آثار مدح المطلقين في احتمال عودة العلاقات بينهما؟
د.عدنان: هناك كثير من الأزواج يقع الطلاق بينهما رغما عنهما ولظروف خارجة عن إرادتهما فيكون طلاقا اضطراريا بسبب مشكلة بين الأسرتين أو بسبب أم الزوج وبعد ذلك وعندما يعيد المطلقين حساباتهما, فإنهما يندمان على ما كان, ويكتشفان أن المشكلة لا تستحق الطلاق, ومع وجود المديح المتبادل بينهما والذي يلعب دوراً كبيراً في تحسين العلاقات بينهما, ومع وجود الأبناء الذين يوصلون للأب وللأم المديح المتبادل بينهما- فإن ذلك يمكن أن يؤلف بين قلبيهما, ويؤدي هذا التآلف إلى عودة العلاقة الزوجية بينهما مرة أخرى بعد أن يكونا قد تعلما من هذا الدرس فالمدح له أثر كبير في المطلقين
أولا: في تحسين العلاقة بينهما.
ثانيا: في احتمال عودة العلاقة الزوجية بينهما مرة ثانية.
فأنا أنصح المطلقين بأن يستثمروا المدح بينهم لعودة العلاقات من أجل أبنائهم وليتركوا مشكلاتهم وراء ظهورهم.
بعد 18 عاما
وهذه قصة واقعية لزوج طلق زوجته ثم عاد إليها بعد طلاق استمر ثمانية عشر عاما ويقول لي إنه نادم جداً على ذلك فلقد وقع الطلاق بينهما نتيجة غلطة منه رغم احتياجه إليها حينئذ والسبب في رجوعها هو العلاقة الطيبة التي تلت الانفصال ومدحهما لبعضهما أمام أبنائهما.
الفرحة: بماذا تنصح كل زوجين؟
د.عدنان: أنصحهما بالتريث في موضوع الطلاق وخصوصا إذا كان لديهم أبناء وذلك حتى لا يضيع الأبناء بينهما، وإن كان ولابد من الطلاق فليكن دون مشاكل, وبعيداً عن المحاكم, وأن يذهبوا إلى استشاري نفسي ليستشيروه في الفترة التي تلي مرحلة الانفصال بالنسبة لما يتعلق بأبنائهما فليس عيبا أن يتفاهم المطلقان على ذلك.
الفرحة: ماذا تقول لأهل المطلقين؟
د.عدنان: أطالبهم بعدم التدخل في شؤون المطلقين وألا يزيدوا النار حطباً وليتركوا المطلقين ليحلا مشكلاتهما معا وألا يتبادلوا السباب حتى لا تتأثر علاقة الأسرتين، ولعل الأمور تتغير بين المطلقين ويعودان إلى بعضهما.

مجلة الفرحة    16/03/2005