كتبت : دلال العطوي مع الايقاع السريع للحياة ومسئولياتك الأسرية التي تتزايد مع الأيام والمهام الملقاة علي عاتقك كأم وزوجة, تري هل ضاعت منك أنوثتك؟ الحقيقة التي تفرض نفسها الآن هي ان الجمال لم يعد المقياس الوحيد الذي يربط الرجل بزوجته, لم يعد القوام الممشوق والجمال الخلاب والعيون السود الواسعة وطابع الحسن وبياض المرأة أو سمارها هي المفاتيح لقلب رجل هذه الأيام... فبعض الرجال يقولون أن انوثة المرأة في عقلها, والبعض يري ان انوثتها تكمن في حنانها.. بينما تري فئة ثالثة ان سحر المرأة في عطائها وتسامحها, وحنانها وهناك من يعتقد ان الانوثة في الصبر وسعة الصدر, والكثيرون يقولون ان انوثة المرأة في هدوئها, وقدرتها علي الاحتواء ووجهها البشوش. ولكن كيف يري الزوج مواطن الانوثة في زوجته؟ وكيف تفقد المرأة انوثتها؟ * الشاعر فاروق جويدة يري ان انوثة المرأة تتأكد في قدرتها علي العطاء, فهناك امرأة انانية تري العالم كله من خلال نفسها, وأخري خلقت لكي تسعد الآخرين, والنساء مثل الأشجار, فهناك شجرة تعطي ثمارها وظلالها ودفئها لمن حولها, وهناك شجرة بخيلة, ويبقي الحنان أفضل صور العطاء لدي المرأة, لأن الحنان أكبر من الحب والرحمة أكبر من الاثنين معا... والحنان لا يعني فقط الكلام الجميل ولكنه يعني قبل ذلك الاحساس الجميل, وأسوأ أنواع النساء, علي حد قول الشاعر فاروق جويدة, المرأة التي لم تعرف الحنان وأسوأ أنواع الرجال الرجل الذي يبخل بمشاعره, وأري ان عيون المرأة هي اصدق ما فيها فالإنسان يمكن ان يكذب بصوته أو كلامه أو تصرفاته ولكن العيون صادقة دائما ولا تكذب أبدا. * د. محمد حسن الحفناوي استاذ الأمراض الجلدية يري ان انوثة المرأة في ذكائها, فالذكاء يجذب كثيرا من الرجال إلي المرأة وانوثة المرأة تكمن في احساس الرجل بها. فهناك المرأة التي تتمتع بجمال آخاذ ولكنها لا تصل إلي قلب الرجل, فالجمال شيء نسبي. وهذا يمكن ان يفسر ان يكون الرجل شكله معقولا ومتكامل الرجولة وتجد زوجته عادية الجمال... وكأنه يقول للعيون المتساءلة والمتعجبة خذوا عيوني وانظروا بها!! والمرأة يجب ان تعرف مفاتيح شخصية الرجل, فهناك دائما بين الرجل والمرأة ارسال واستقبال, عين تلتقط موجة معينة تستشعرها ولا يشعر بها الآخرون.. إذن احساس الرجل بأنوثة المرأة يتميز بخصوصية خاصة جدا. * د. علي مرسي استشاري طب الأطفال يري ان نظرة الرجل للمرأة تختلف باختلاف عمره, فالمرأة تمثل بالنسبة للرجل الزوجة الحنون, المعطاءة, المحبة لبيتها ولزوجها ولأولادها والتي يلجأ إليها في اوقات شدته فيجدها بجواره, وأنوثة المرأة تكمن في معاملتها الجميلة واحتوائها لغضبه.. ومن هنا لا يشترط ابدا ان تكون الانوثة في جمال المرأة, فجمال الزوجة هو في مشاركتها اهتماماته وهواياته وحرصها ان تكون لغة الحوار منسجمة ومتناغمة. * ويري الاعلامي محمد حسين ان انوثة المرأة في عقلها مع افتراض وجود معايير حسية مقبولة بنسبة معقولة.. وللأسف فالمجتمع العربي يصادر فكرة التعبير عن الانوثة ولذلك تكون مشكلة المرأة المصرية والعربية في افتقارها للتعبير عن انوثتها فلقد تعلمت في كل مراحل حياتها خنق انوثتها! فهي تعيش انوثة مصادرة لحين انتقالها للعيش في بيت زوجها فتواجه فشلا ذريعا في التعبير عن انوثتها والمرأة الذكية التي تمتلك عقلا انثويا, وليس مجرد جسد فاتن, هي التي تجذب الرجل وافتقاد العقل أدي إلي وجود نساء يعانين حالة مسخ وطمس للشخصية برغم مظاهر الجمال التي تكون متوافرة لديهن... * احمد عفيفي رجل اعمال يقول ان الرجل مسئول عن ابراز انوثة زوجته وجمالها, بان يمنحها الثقة في نفسها ويحسن معاملتها, ويشعرها انها ملكة متوجة في حياته فتمنحه السعادة فالنساء يطربهن الثناء... والمرأة التي اسعد بها هي المرأة التي تشرفني في الوسط الذي احيا فيه, وهي التي يمكن ان تكون صديقتي بالاضافة الي أنها زوجتي, فتخلق هذه الصداقة جوا من التفاهم والتسامح ولا يشترط ان تكون الزوجة جميلة جدا, فالحقيقة تقول انه مهما بلغ جمال المرأة فسوف يتم الاعتياد عليها بعد بضعة أسابيع من الزواج ويصبح شيئا عاديا لمن يعايشها, ولا يبقي منها بعد ذلك الا حسن الطباع وعلمها وثقافتها.. * ويقول محمد عامر مستشار هندسي, انوثة المرأة في أخلاقها الراقية, وطباعها الهادئة وحسن عشرتها, والزوجة الجميلة هي الزوجة التي تملأ البيت بالهدوء والسكينة.. * صبحي عليوة كهربائي يري ان انوثة المرأة في وجهها الصبوح وضحكتها الحلوة التي تستقبلني بها عند رجوعي للبيت بعد يوم عمل شاق, فكما ارهق في توفير لقمة العيش لها ولاولادنا, هي ايضا عليها ان توفر لي الجو الهاديء المرح في المنزل وعليها ايضا الا تكون نكدية فالنكد والزن يقتل الانوثة! * ويري احمد عوض فكهاني ان انوثة المرأة تعني جمالها ورقتها وحلاوة عشرتها, الزوجة يجب ان يكون عقلها كبيرا تخفف عني متاعبي في وقفتي طول النهار في العمل وتسد عني في تربية اولادي لذلك يجب ان تتمتع بالذكاء والثقافة, فانوثتها تكون في هدوئها ومخها الكبير واهتمامها بنفسها وبمظهرها من اجلي.. * والآن كيف يري الرجل العربي انوثة المرأة؟ من خلال الانترنت, أسأل د. هنري كريمونا استاذ الفلسفة بجامعة بيروت عن انوثة المرأة واين تكمن فيها... يجيب انه من اهم خصائص المرأة ان تتمتع بانوثة تعكس حقيقتها كامرأة, فالمرأة هي أم الرجل وهي التي تمنحه الحياة, منها يخرج الي الوجود واليها يرغب ان يسكن وهي رمز الحنان والحب والأمان وهي نعمة الحياة وعنوان العطاء وبدونها يبقي الرجل تائها, خائفا وممزقا. وانوثة المرأة تظهر في كيفية تنقلها وطريقة جلوسها وحشمتها وفي نظرتها الوادعة من عيون تشع حنانا وتبرج المرأة يحطم صورة الأنوثة فيها فجمال المرأة في داخلها فإذا كان الداخل جميلا, انعكس ذلك في عينيها وفي ابتسامتها حتي وان كانت قبيحة المنظر... فالرجل لا يحب تبرج المرأة الزائد وان اظهر اهتماما ليرضيها فهو في اعماقه يعرف انه يكذب عليها ويهمس استاذ الفلسفة اللبناني لكل زوجة: ابقي إلي جانب زوجك في انوثتك, يبقي الي جوارك في رجولته, فتتكاملان وتبنيان الإنسانية بالحب والسلام.. * ويري احد الرجال الذي رفض ذكر اسمه انه يريد المرأة ضعيفة معه, قوية مع الآخرين, والجمال مهما بلغ لا يعنيه وليس من اهتماماته فالجمال الآن اصبح يشتري بالنيولوك التي انتشرت بين النساء, واحالتهن جميعا إلي منظر واحد لا فرق بين احداهن عن الأخري!! ويقول ان أنوثة المرأة في ضعفها, فهو لا يحتاج في حياته إلي من يناظره في كل امر, والرجل يستطيع مساعدة المرأة علي الاحتفاظ بهذه الانوثة بان يحترم ضعف المرأة ولا يستغله وان يمنحها القوة بعطفه واحترامه لها وان يعلمها بالحنان معني الضعف الجميل وليس فقدان الثقة... وهناك بعض من الرجال بسوء معاملته للزوجة او بالعنف والغضب يدفع المرأة إلي ان تتخلي عن انوثتها وضعفها لتحمي نفسها من غضبه وثورته الدائمة.. * اما كيف تضيع الانوثة من المرأة؟ فذلك عندما يعلو صوتها أو تتخلي عن هدوئها او ابتسامتها او رقتها او عندما تتغابي او تتجاهل او لا تهتم, وعندما تدمن النكد والعبوس وعندما تكون زنانة او تتمسك بعندها. * فالانوثة هي الذكاء والحنان والقدرة علي الاحتواء والعقل والحكمة والمرح والتسامح والقلب الكبير المعطاء والوجه المبتسم الصبوح وخفة الظل ودفء الكلمات.. * وعلي كل زوجة ان تسأل نفسها هل ضاعت, مع مرور سنوات العمر, ملامح أنوثتها؟؟.