نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
غرفة النوم قبل سائر الغرف!
ينبغي أن لا تشغل الزوجين غرفهما الأخرى عن غرفة نومهما، لأن هذه الأخيرة وراء نجاحهما في غرفهما الأخرى أو إخفاقهما فيها،

بعبارة أخرى، إن نجاح المعاشرة الزوجية، التي تتم عادة في غرفة نومهما، سبب في نجاح جميع علاقاتهما الأخرى ببعضهما وبالآخرين جميعاً.

وأوضح ذلك فيما يلي:
غرفة الطعام: تزداد الرغبة في الطعام، والاستمتاع في الآخر، أي إن السعادة التي تثمرها المعاشرة الناجحة تولّد لذة في تناول الطعام، كما أن زوال التوتر إثر المعاشرة يساعد على هضم الطعام ويحول دون عسره.

غرفة الضيوف: لا يغيب عن ضيوف الزوج ملاحظة سعادته وانشراحه وحسن استقباله لهم إذا كانت علاقته بزوجته في غرفة النوم ناجحة وسعيدة.. وكذلك لن يغيب عن ضيفات الزوجة إمارات السرور والارتياح على وجهها إذا كانت تمضي أوقاتاً سعيدة مع زوجها في غرفة نومهما.

والعكس صحيح، إذ إن إخفاق الزوجين في إسعاد بعضهما بعضاً في غرفة نومهما سينعكس سلباً على حسن استقبالهما لضيوفهما.

غرفة الجلوس: إذا خرج الزوجان من غرفة نومهما إلى غرفة الجلوس بعد معاشرة مبهجة، فإن آثار ذلك لن تخفى على أي أحد يقيم معهما في البيت، لأنهما سيكونان مبتسمين، متفاهمين، يساير أحدهما الآخر، ويتودد إليه أحسن ما يكون التودد.

غرفة الأولاد:
وكذلك الحال فيما لو دخل الزوجان، أو أحدهما، إلى غرفة أطفالهما إثر معاشرة ناجحة في غرفة النوم، فإنهما سيكونان متدفقين حناناًً عليهم، ومودة لهم، واهتماماً بهم، وسيطمئن الأطفال حين يجدون والديهم متفقين غير مختلفين.

غرفة المكتب في العمل: ذهاب الزوج إلى عمله في صباح ليلةٍ عاشر فيها زوجته يجعله ذا حيوية ونشاط، ويكون أقدر على مواجهة مشكلات العمل بنفس راضية وقادرة على التعامل معها وحلها، وتكون صلاته بزملائه ومراجعيه زاخرة بالإنسيابية والشفافية، وكذلك الحال لو كانت الزوجة عاملة.

غرفة الصف في المدرسة: إذا كانت الزوجة معلمة فإنها تصبح في غرفة الصف، بعد ليلة عاشرت فيها زوجها معاشرة ممتعة، أوسع صدراً لتمليذاتها، وأصبر عليهن، وأقدر على تعليمهن، وكذلك الحال لو كان الزوج معلماً أو مدرساً.

غرفة السيارة:
نطلق تجاوزاً غرفة على ما هو داخل السيارة لنقول إن خروج الزوجين معاً، بعد معاشرة سعيدة في غرفة نومهما، تجعل قيادة السيارة سلسة سهلة آمنة من الحوادث بحفظ الله، وتجعل الزوجين منسجمين كأحسن ما يكون الانسجام.

غرفة العيادة الطبية والعمليات الجراحية: إذا كان الزوج طبيباً فإن ممارسة مهنته في الكشف على المرضى وتشخيص أمراضهم تصبح أدق وأصوب فيما لو كان موفقاً مع زوجته.

وكذلك إجراؤه عملية جراحية وهو منشرح الصدر من زوجته يجعله أكثر توفيقاً فيها ونجاحاً في إجرائها.

غرفة النوم نفسها: يؤكد العلماء أن من أهم عوامل الاسترخاء المعين على النوم هو المعاشرة التي تفرز في الجسم هرموناً كيماوياً يسمى السيروتونين serotonin وهو هرمون مساعد على النوم الهانئ والمريح.

الأدلة العلمية على ما سبق
وحتى لا يبقى الكلام السابق كلاماً افتراضياً غير مؤيد علمياً أسوق عليه الأدلة العلمية التالية:
- تطلق المعاشرة هرمونات منعشة في الجسم تسمى الأمينات ( Amines ) وهذه الهرمونات تكسب الوجه مزيداً من الإشراق والتألق وتجعل البشرة أكثر نضارة ورونقاً، والقلب أكثر سعادة وانشراحاً.

- دلت الأبحاث على أن أربعاً من كل خمس نساء يعاشرن أزواجهن كثيراً تنتظم لديهن الدورة الشهرية، فيما لا تنتظم الدورة لدى النساء اللائي يمارسن الحب مرة أو أقل في الشهر، وهذا دليل على أن تعرض المرأة لهرمونات الذكر ( الفيرومونات) سبب رئيسي في انتظام الدورة الشهرية، ومن ثم استقرار الحالة النفسية للمرأة.

- أجرت الدكتورة ( مارثا جروس) وهي طبيبة محللة نفسانية متخصصة في الحياة الجنسية للزوجين في واشنطن، أجرت مقابلات مع مئات الزوجات وخرجت منها بنتيجة واحدة ومؤكدة هي أن النساء اللواتي يتمتعن بحياة جنسية جيدة وسعيدة مع أزواجهن، هن صحيحات جسدياً ونفسياً أكثر من غيرهن.

- تقول الدكتورة ( فيرتون كولمان) في بحث لها نشرته في المجلة الطبية البريطانية: إن قبلة الصباح من الزوجة للزوج قبيل خروجه للعمل تجعله في مأمن من حوادث المرور.

- العالم النفساني ( لوني بارياك) من جامعة كاليفورنيا.. يقول:
ليس صحيحاً أن المرأة تكتفي بدفء الحنان والحب وكلام الغزل الرقيق، لأن لجسدها متطلبات، وعملية الإشباع الجنسي عملية تفريغ طاقة محبوسة، وإن ضغط هذه الطاقة وحبسها يؤدي إلى أمراض عصبية سواء في المرأة أو في الرجل.

وبعد، أيها الزوجان العزيزان، لعلكما ازددتما يقيناً، بعد قراءة ما سبق، بأن غرفة النوم وما يجري فيها من معاشرة مباحة بين الزوجين مهمة في نجاح ما يجري في سائر غرف البيت والعمل والحياة، فاحرصا على أن لا تهملاها.. وعلى أن لا تهملا المعاشرة الزوجية فيها.

مجلة الفرحة    07/04/2005