نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
تضحي براحتها أيضا زوجة وأم وعاملة‏..‏ في وقت واحد‏!!‏
لا وقت للمرض‏..‏ فمن سيقوم بكل أعباء المنزل؟ هذا التساؤل الملح يراود كل أم إذا ما شعرت انها في حاجة إلي الراحة أو مجرد الاسترخاء لاستعادة نشاطها‏,‏ حتي إذا أصابها المرض بالفعل فهي ترفض الاستسلام له فتعمل بكل طاقتها للتغاضي عنه والقيام بكل جهدها داخل وخارج المنزل‏.‏
وعموما فالمرأة العصرية تجد نفسها داخل دوامة الحياة الرهيبة‏,‏ فبجانب دورها الأساسي في الحياة كزوجة وأم‏,‏ فإنها تواجه الحياة العملية بكل قسوتها‏,‏ وكل مطالبها‏,‏ وهنا يقع عليها عبء الموازنة بين عدة واجبات‏.‏
وهناك بعض النصائح المهمة التي وضعها علماء النفس في إطار دراسة المصاعب التي تواجهها المرأة العاملة‏,‏ وهي الدراسة الميدانية التي قامت بها جامعة بنسلفانيا الأمريكية‏,‏ والتي يمكن ان تلقي الضوء علي كيفية التعامل في ظل هذه الظروف التي تواجه حواء‏,‏ ماري آن بارتسيس رئيسة قسم العلوم النفسية بجامعة بنسلفانيا في فيلاديلفيا‏,‏ تقدم لك أهم التوصيات التي يمكن ان تساعدك علي النجاح في حياتك‏:‏
لا تتوقعي ان يقوم زوجك وأبناؤك بالمشاركة تلقائيا في المهام المنزلية التي يقع عبؤها عليك‏,‏ يمكنك التغلب علي الامتعاض من موقفهم بان تتقبلي الواقع‏,‏ وتقومي بأكبر قدر من العمل والمجهود‏.‏ وقد يبدأ الزوج والأبناء في المساهمة بعض الوقت‏,‏ لكن ثقي ان هذا الحماس سريعا ما يزول‏,‏ هنا يجب ألا يصيبك هذا التقاعس من جانبهم بالإحباط‏,‏ وحاولي ان تتفهمي هذا الواقع‏.‏ وكلما زاد صياحك وعبوسك‏,‏ وغضبك في مواجهة هذا الموقف‏,‏ وكلما تعالت شكواك واحتجاجك لتعدد مسئولياتك‏,‏ فإن النتيجة المتوقعة هي تمسك أفراد أسرتك بموقفهم واحجامهم عن المشاركة في أعمال المنزل‏.‏ وبناء علي ذلك إذا لم تنجحي في اقناعهم بمساعدتك بصورة تلقائية‏,‏ فعليك القيام بهذه الأعمال بنفسك‏,‏ ومن ثم سوف تشعرين بالراحة‏,‏ عندما تجدين ان هذه الواجبات قد تمكنت من القيام بها بمفردك‏,‏ واذا لم يكن هناك الوقت الكافي لتنظيم المنزل فلا تنزعجي وسوف يتفهم أفراد الأسرة ظروفك‏.‏
لا تشعري بالذنب إذا لم توفقي في إعداد غذاء شهي يوميا‏,‏ فإذا كان أطفالك في سن كبيرة نسبيا‏,‏ فليس هناك ما يمنع من توفير بدائل للوجبة الساخنة في يوم لم تسمح لك الظروف فيه بإعداد الوجبة المعتادة‏,‏ فليس هناك طفل يموت من سوء التغذية لمجرد انه تناول ما تبقي من يوم سابق‏,‏ أو استعاض في أحد الأيام عن الوجبة الأساسية بوجبة خفيفة‏.‏
تكلمي مع أطفالك عن الفائدة التي تعود علي الأسرة من المشاركة في توفير دخل اضافي‏,‏ دون ان تشعريهم بأنك شهيدة‏,‏ وقدمي لهم أمثلة إيجابية‏,‏ وكيف ان تحملك يوفر لهم الاستقرار النفسي والثقة بالنفس‏.‏
احرصي علي أن تتركي مساحة من الوقت لزوجك‏,‏ ولا تجعلي دورك كامرأة عاملة وأم يطغي علي دورك كزوجة ولا تضجري في وجهه‏,‏ بحجة انك مرهقة في العمل‏,‏ فانك إذا لم تنجحي في ذلك فانك تقضين علي استقرار حياتك الزوجية وانسجامها‏.‏
في خضم مسئولياتك‏,‏ لاتنسي ان توفري وقتا لحياتك الخاصة‏,‏ حتي لو كان ذلك لمدة‏15‏ دقيقة يوميا‏,‏ خلال هذه الفترة البسيطة يمكنك القيام بأي عمل خاص بك‏,‏ كأن تقرئي أو تقومي ببعض التمرينات الرياضية‏,‏ أو حتي حل بعض الألغاز‏,‏ ذلك لكسر حدة الدائرة الروتينية التي تعيشين في إطارها‏,‏ فإن ذلك يقلل من فرص شعورك بالامتعاض من عدم مشاركة أفراد أسرتك لك‏,‏ فلا تبخلي بعدة دقائق يومية من أجل احداث التوازن النفسي في حياتك‏.‏
اختاري بعض النماذج النسائية التي تعرفينها‏,‏ من اللائي حققن قدرا من النجاح في حياتهن العائلية والعملية‏,‏ وتقربي اليهن لمعرفة بعض الخطط التي يلجأن اليها والتي يمكن ان تساعدك في هذا المجال‏.‏
الموازنة‏:‏ اعلمي جيدا انه مهما بلغت من مهارة فلن يمكنك القيام بدورك علي أكمل وجه في الجبهات الثلاث‏:‏ كزوجة وأم وامرأة عاملة‏,‏ فان ذلك من الأمور المستحيلة ان تقومي بكل مهمة بتقدير امتياز ـ فقد تتفاوت الدرجات التي يمكنك الحصول عليها في المهام الثلاث‏,‏ وهذا لا يعد تقصيرا منك‏,‏ فلا تعطي لنفسك الفرصة لمشاعر تأنيب الضمير‏.‏
خططي كل صباح ليومك‏,‏ قسمي عملك علي عدد من المستويات والأولويات فبدلا من ان تسألي نفسك عندما تستيقظين في الصباح‏,‏ ما الذي سوف أعود به اليوم إلي المنزل؟ ما الذي ينقصنا شراؤه‏,‏ يجب ان تكوني قد حددت من قبل احتياجاتك لهذا اليوم‏,‏ حتي يمكنك السيطرة علي الحياة اليومية‏,‏ مع الوضع في الاعتبار إمكانية مواجهة بعض الأحداث والاحتياجات الطارئة ومنذ مساء اليوم السابق ابدئي بتحديد المهام العاجلة الملقاة عليك في العمل أو في المنزل‏,‏ ثم حاولي إعادة ترتيب أوراقك لما يمكن ان تقومي به خلال الوقت المتبقي سواء في العمل أو في المنزل‏,‏ هذا هو المستوي الثاني من الاهتمامات‏,‏ أما المستوي الثالث فهو تحديد الأعمال التي تريدين القيام بها‏,‏ والتي تشعرين انها تقع تحت بند الأمور غير المستعجلة بمعني انك لن تقعي في مشكلة من عدم انجاز هذه المهام في ذلك اليوم‏.‏
ضبط النفس‏:‏ يمكن وضع خطط توفر لك ولأسرتك حياة سعيدة‏,‏ لكنك إذا لم تنجحي في تنفيذ هذه الخطط فلا تستسلمي لليأس‏,‏ وحاولي انجاز أكبر قدر من العمل‏,‏ وكما يقولون‏,‏ بدلا من ان تلعني الظلام أضيئي شمعة‏,‏ مثال ذلك إذا جلست امام التليفزيون لمشاهدة أحد البرامج أو الأفلام التي تجذبك فعليك المواءمة بين الجلوس أمام التليفزيون لمشاهدة هذا الفيلم أو اللجوء إلي النوم للاستيقاظ مبكرا للإعداد لمهمة عاجلة عليك انجازها في هذا اليوم‏,‏ في هذه الحالة سوف تجدين نفسك مضطرة للتوجه للنوم‏,‏ وإغلاق التليفزيون‏.‏
وعموما فان دور الأم يتمثل في التضحية حتي بوقت راحتها‏.‏

جريدة الأهرام    17/06/2005