أرسلت لنا إحدى الزوجات تقول: أنا امرأة متزوجة وزوجي يثير ضيقي وألمي لأسباب كثيرة جداً فهو كذاب ومهمل لنفسه من ناحية النظافة. حتى سيارته لا يهتم بنظافتها، ولا يهتم بصحته فهو بدين إلى درجة تضايقني، يجود على نفسه في الكماليات وأمور الترفيه مثل الجوالات والكمبيوترات الشخصية والأكل والاشتراك في القنوات الفضائية الدنيئة، لكن إذا طلبت منه نفقة فإنه يتهرب بحجة أنه لا يملك المال. وفوق ذلك كله هو عقيم فنحن متزوجان منذ سنوات ولم نرزق بطفل، فهو مصاب بالتهاب يمنع الإنجاب، وأنا حائرة هل أنفصل عنه قبل أن أكبر وتضيع فرصي في الزواج والإنجاب من غيره أم أستمر معه علما بأنه في الفترة الأخيرة زاد سلوكه سوءاً فصار يرافق أصدقاء سوء ويدخن ويعاكس بالهاتف حيث ضبطته متلبساً أثناء إحدى معاكساته؟ آفاق المشكلة: الزوجة لا ترى في زوجها إلا الصفات السلبية, وطرحت مجموعة من هذه السلبيات التي تصلح لأن تكون كل واحدة منها مشكلة قائمة بذاتها وهي: أ- الكذب. ب- إهمال النظافة الشخصية. ج- البدانة إلى درجة تضايق الزوجة. د- البخل في الإنفاق على الزوجة والمنزل وفي الوقت نفسه الإنفاق ببذخ على الكماليات الشخصية له. هـ- العقم. و- سوء السلوك الذي يتضمن مرافقة أصدقاء السوء ومتابعة القنوات الفضائية السيئة والمعاكسات الهاتفية. وبين هذا الكم الكبير من السلبيات لم نلمح إيجابية واحدة ذكرتها الزوجة لزوجها ولذلك نحن نطلب منها أولاً أن تبحث له- وبطريقة واعية- عن إيجابيات في سلوكه وفي شخصيته لتكون الموازنة سليمة والحكم فيه مصداقية. الحلول الممكنة: عليك موازنة الإيجابيات والسلبيات بعد أن تكتبي إيجابياته على ورقة أمامك مثلاً، لتحددي موقفك في نهاية المطاف بعد المحاولات التالية: 1- حاوريه في الجوانب السلوكية السلبية التي تحدثت عنها وحاولي إقناعه بالابتعاد عنها، فإن لمست منه تجاوبا ولو طفيفا فهذا يعطي بارقة أمل في التغيير وعندها تحتاجين للصبر والمثابرة والمتابعة لتصلي معه إلى الوضع الذي تريدينه. 2- فيما يتعلق بموضوع النفقة فأمامك خياران، الأول هو إدخال طرف ثالث في الموضوع على أمل أن يساعد في الحل ويقنعه بأن النفقة حق من حقوقك المكفولة شرعاً، وأن من الواجب عليه أن يؤمن لك كل احتياجاتك الأساسية دون أن يشعرك بالمهانة وأنت تطلبينها. فإن لم يجد هذا الحل فبإمكانك اللجوء للقضاء الذي بدوره سينصفك ويمنحك حقك. 3- فيما يختص بالعقم فكما فهمنا من رسالتك أنه يعاني من مشكلة التهابية وهذه المشكلة يجب أن تبحثا لها عن حل وعن علاج ولم توضحي لنا هل هو رافض لمبدأ العلاج أم أن مرضه لا علاج له؟ 4- أخيراً ننصحك باللجوء إلى مختص نفسي أو اجتماعي ليساعدك على وضع خطة أولويات للتعامل مع سلبيات زوجك وعلاجها. وبعد ذلك كله عليك النظر للنتائج التي حصلت عليها وموازنتها فإن كانت السلبيات لا تزال كما هي والإيجابيات معدومة فإن الانفصال عند ذلك هو المرجح، أما أن تضعي الانفصال كحل أولي فهذا ما لا ننصح به.
