نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
هل الاطراء أصبح نفاقا!
دخلت على زميل لي وهو يقلب صفحة إحدى المجلات حيث كانت قراءته جادة وقد مسك المجلة بيديه وكأنه كان يخاف من أحد أن ينزعها منه حاولت جاهدا أن أقرأ بعض العبارات والجمل من خلال إيماءات وجهه فعلمت بأنه قاب قوسين من الانفجار فلزمت الصمت حتى يتفرغ من قراءة ما يقرأه وإذا به يخرج الآه من صدره
ويقول : أليس هذا نفاقا ؟
فسألته ما الذي جرى وكأن هناك كارثة قد حلت في جزء آخر من الكرة الأرضية أو أن دولة أخرى قد حان موعد قصفها وتغيير نظامها ، فهدأت من روعه وقلت له أفرغ يا أخي مافي جعبتك حتى أستطيع أن أفهم سبب انزعاجك .
فقال والحسرة تملأ قلبه .لقد كتب زميلنا ..... موضوعا في هذه المجلة التي بين يدي حيث يمدح زيدا من الناس وقد وصل به المديح إلى درجة أنني أضع هذا الكاتب في دائرة النفاق .
قلت له يا أخي هل ترى الدنيا بلونين فقط الأسود والأبيض ؟
فأجاب بنعم .
عندها كان لابد من إظهار حقيقة قد يغفلها بأن هناك من يرى الدنيا بألوان مختلفة لأننا نتعامل مع كائنات حيه وهذا الكائن له أنماط مختلفة فلابد أن نضع في قاموس حياتنا بعض المفردات ليستقبلها عقلنا الباطن وتظهر عبر شاشات الذاكرة بأن الدنيا فيها من الألوان ولابد من قبولها .
أما بشأن المديح والإطراء الذي كتبه زيد من الناس فأعتقد أنه تلمس من ذلك الشخص الجانب الإنساني أو الاجتماعي وغيره من المواضيع قد اقتنع بها فهناك شريحة من يهتم بالمجتمع بأسره ولا ينظر إلى مصلحته الشخصية بل يضع مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار ويمكن لهذا الشخص أن يكون له سلبيات متعددة ولكن لا نستطيع أن نتوصل إلى إنسان كامل لأن الكمال لله سبحانه وتعالى وبينت له حتى الإنسان السيئ منهم فيه من الخير الكثير ولكن يريد من يزيح الغبار من هذا الجزء حتى ينتصر الخير على الشر فما هذا المديح أو الإطراء الذي يكتبه زيد من الناس لأخيه الإنسان هو أن يعطي كل من يقوم بعمل جيد في حينه و يحاول أن ينتصر به على نفسه ولا يكون أنانيا، ويسعى لإسعاد الناس .
فأعتقد أن هذا هو بيت القصيد حسب ما نراه لأن القلوب بيد الرحمن يقلبها كيفما يشاء ولا نعرف نية الشخص لأننا نحكم على الناس ظاهريا ، وبعد أن سمع ما قيل أجاب وبانفعال لا هذا هو النفاق بعينه .
فكان لابد من الانسحاب لأن الحوار كان عقيما فإنه غاضب لمجرد أن زيد من الناس قد مدح واحد من بني جنسه وكأن كاتب المقال قد ارتكب جريمة لا تغتفر ولابد أن يقدم إلى محكمة العدل الدولية . فمثل هؤلاء يؤخرون تقدم المجتمعات ويعرقلون عجلة التقدم من السير إلى الأمام .

مجلة بنت نت    08/04/2005