نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
الأسرة والأيام العشر(2)
أجواء رومانيسة
وترى الأخت عهود الدهيش أنها تعتبر أن طاعتها لزوجها وبره وتحقيق جميع مطالبه المشروعة هي من أهم الطاعات خلال هذه الأيام
إضافة إلى استثمار أجواء الربيع وتغيير الروتين اليومي الذي تعيشه الأسرة سواء بالذهاب إلى الشالية أو السفر خارج الكويت وإقامة مخيم بالبر وممارسة بعض الرياضات مع الزوج والتفكر في آلاء الله تعالى، فالأجواء الإيمانية لا تحول دون صناعة أجواء رومانسية.

وتقول الدهيش إنها توقظ زوجها خلال هذه الأيام لقيام الليل ومن ثم صلاة الفجر ومراجعة حفظ وقراءة الأوراد القرآنية مؤكدة أن الزوجة عليها أن تعتني بنظافتها الشخصية وأن تكون أمام زوجها في أبهى صورة وأجمل حلة، وإذا ما سافرت مع زوجها إلى الحج فلا مانع أن تصطحب معها بعض البطاقات لكل المناسبات وتكتب لزوجها بعض العبارات الرقيقة التي تخلق أجواء رومانسية وتمثل مفاجأة للزوج.

والعشر الأوائل من ذي الحجة يجب ألا تقضيها الزوجة مترددة بين الأسواق ومثقلة لكاهل زوجها بالطلبات، ويوم عرفة يجب أن لا تتوقف الأسرة عن التهليل والتكبير.

وتقول الأخت ابتسام عبدالله المطوع يجب ألا تحل علينا هذه المناسبة دون أن تكون جميع نفوس أبناء الأسرة صافية ونقية مما يعكر صفوها، لأن ما أحرص عليه هو وضع أهداف لتحقيقها في هذه الأيام منها تعميق الحب والطاعة والإخلاص بين جميع أفراد الأسرة عبر مزيد من الطاعات وقيام الليل ومحافظة الأولاد على أوقاتهم وإنفاقها في الأعمال الطيبة وزيارة المرضى وما زلت أذكر أنني كنت مريضة ذات مرة وحلت علينا هذه المناسبة وكان أبنائي يتنافسون فيما بينهم لرعايتي وخدمتي وكان والدهم نعم القدوة حيث غرس فيهم هذه الصفات الحميدة، والحج مناسبة عظيمة للتقارب وإزالة الشحناء، فالمشاهد الإيمانية التي يجسدها الحجيج تنقل المسلم أو المسلمة على عالم آخر يتذوق فيه حلاوة الإيمان ويسمو فوق كل الخلافات والمشكلات الدنيوية.

وتعليقا على هذه الأراء يطرح د. يحيى إسماعيل أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وآمين عام جبهة علماء الأزهر سابقاً تصوراً عملياً للأسرة المسلمة في هذه الأيام المباركة قائلاً:

إن أيام الحج أيام خير وبركة لا نظير لها في الزمان، ويكفيها شرفاً أن الحق جل جلاله أقسم بها في كتابه الكريم فقال سبحانه وتعالى ( والفجر وليال عشر) وتلك الليالي العشر هي العشر الأوائل من ذي الحجة كما قاله ابن عباس وغير واحد من السلف والخلف وقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا  ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام يعني عشر ذي الحجة، قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء، وقد أخرج الإمام أحمد في سنده والنسائي في سنته عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر .

ويضيف د. يحيى: وحيث أن الأمور بمقاصدها وأن للوسيلة من الشرف ما للغاية فإن هذه الأيام التي نحياها منذ شهر شوال وحتى العاشر من ذي الحجة وهي التي تسمى بأيام الحج ينبغي أن يتجهز فيها بيت المسلم لاستقبال أشرف يوم من أيام العام ألا وهو يوم عرفه، ذلك اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ما رؤى في يوم أغيظ ولا أحقر ولا أدحر مما رؤى في يوم عرفه إلا ما كان من يوم بدر حين رأى جبريل يزع الملائكة وذلك لما يرى من تنزل الرحمات.

وما أيسر سبيل الخير لمن طلبه وما أقرب معالم الشرف لطالبيه أن بإمكان البيت المسلم أن يجعل من تلك الأيام المباركة روضة فيحاء تبعث بعبق تلك الأيام إلى كل بيت له به صلة وإلى كل راغب في عمل الخير حرص عليه فإن البر كما قال ابن عمر رضي الله عنه شيء هين، وجه طليق وكلام لين . فإذا كان عامة المسلمين من غير الحجيج لا يدعون يوم عرفة بغير صيام فباستطاعة بيت السابقين أن يبدأ صيامه من أول أيام ذي الحجة حتى يبلغ بها يوم عرفة فيصوم مع الصائمين وإذا كانت عامة البيوت لا تشهد الأضحية إلا يوم نحرها فبإمكان بيوت المقربين أن تشغل بيتها بحق تلك الأضحية من قبل هذا اليوم بما تشاء وتريد فإنها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  تأتي يوم القيامة بأظلافها وقرونها وأشعارها أوفر ما تكون .

وما أجمل حلقات الدرس والحفظ لكتاب الله في تلك الأيام إذا خصص لها بالبيت ساعة معلومة احتفاءً بها وانتفاعاً منها وإعداداً لها وما أحوج الأمة الآن إلى تمثل المعاني التي جاء لها هذا الفداء تلك المعاني التي تجسدت في جلادة وثبات أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام ثم تجاوب ولده معه في الاستسلام لأمر الله والتفويض له والتوكل عليه والرغبة فيما عنده والصبر على تكاليف شرعه فيه فبذلك كان الفداء وكانت البشرى بالولد الثاني بعد الولد الأول ( وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين).

ويجب أيضاً على الأسرة أن تصلح ذات البين لأفرادها لأن في فسادها هلاك الأسرة.

العدد (77) فبراير 2003 ـ ص: 8

مجلة الفرحة    30/01/2004