كتب :د. أكرم رضا الأستاذ مصطفي حسين ذلك الفنان الذي يتحول قلمه في يده إلي «كرباج» ولا يعنيه من يصيب إذا كان ما يقوله هو الحق من وجهة نظره... أتفقنا معه واختلفنا معه ولكن كنا دائمًا نضحك علي سخريته التي قد تصل إلي حد القسوة أحيانًا. وهذه المرة أتفق معه فيما يأتي: رسم في كاريكاتيره بالأخبار -قبل أيام- شابة فارعة الطول.. ترتدي بنطلون «جينز» يكاد يتمزق من علي جسدها.. ومن أعلي لا ترتدي إلا الألوان!!.. وتضع علي رأسها شيئًا لا يذكرنا إلا بالفوطة الصفراء التي يضعها السائقون علي عدادات التاكسي (أيام العدادات).. المهم هي صورة نراها كثيرًا في شوارعنا وجامعاتنا وأنديتنا هذه الأيام تلك المحجبة رأسًا والمتبرجة جسدًا! بقية الصورة رجلان أحدهما يقول للآخر: [كنا زمان بنقول: من جوه هلا هلا ومن بره يعلم الله. دلوقتي بنقول: من تحت هلا هلا ومن فوق يعلم الله]! وأدّعي أنه لو وقف ألف واعظ علي المنبر يخطبون في الناس لتصل تلك الفكرة إلي الناس فلن تصل بهذا الوضوح. شكرًا مصطفي حسين الذي نشر الكاريكاتير لثاني مرة بناء علي طلب الجماهير.. وأظنه يحتاج إلي أن ينشر لعاشر مرة. والآن نعود إلي ذلك النموذج (للفتاة المحجبة) الذي رسمه وقلنا: إنه انتشر بشكل عجيب.. ما دلالته? وما أثره? الدلالة هي أن هناك توجهًا مجتمعيًا نحو الحشمة التي أصبح الحجاب رمزها.. ثم هناك أمران: الأول عدم جدية مؤسسات المجتمع في التعامل الإيجابي مع ذلك التوجه (ولهذا حديث آخر.. والثاني أن هناك جهلاً بشروط الحشمة في الإسلام التي تُركت ليحددها أصحاب محلات الأزياء وذوق كل فتاة! وإسهامًا في محو جزء من الأمية الدينية ألخص شروط الحشمة التي لا يختلف عليها أصحاب فطرة سليمة, والتي جاء الإسلام ليؤصلها ولينميها في ثلاث كلمات نسميها (3ف): الأولي: لا يكشف...... الثانية: لا يشف....... الثالثة: لا يصف...... أي (لا يكشف) ما أمرنا الله تعالي أن نغطيه وهو كل الجسد إلا الوجه والكفين.... (ولا يشف) فيظهر ما تحته, (ولا يصف) أي لا يكون مثل ما رسمه مصطفي حسين. وأقول لبناتنا اللاتي رضين بأن يكن بمثل هذه الصورة: إن فرنسا لو رأت البنات المسلمات الفرنسيات يرتدين حجابًا مثل حجابكن الكاريكاتيري هذا, ما أصدرت قرارات حظره.. بل ولشجعته.. فقط تذكرن أن صاحب المعصية عليه وزر, بينما صاحب البدعة عليه إثم كل من يتبعه.. وأخيرًا.. عرضت هذه الصورة التي رسمها الأستاذ مصطفي حسين علي فتاة لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها فنظرت إليها (بقرف) وقالت: مَنٍ ترتدي هكذا نقول عليها (في الشلة): إنها بيئة!! وبرغم أني لا أعرف معني مصطلح (بيئة) في قاموس الشلة وأظنه حاجة (وحشة) فإن مصطلح بيئة مرتبط عندي... بالتلوث! أخيرًا.. أقول لمن تستهتر بأوامر الله سبحانه: «عيب يا بنتي».