د. أنور نعمة الحياة - 21/07/05// دكتور، ابني صحته تتقهقر الى الوراء، او ضعيف الشهية، نحيف لا يسمن، لا يكمل وجبته كلها، شاحب لأنه لا يأكل كفاية، بقي على وزنه منذ شهرين، لا يأكل إلا القليل، لا يتناول إلا قطعة صغيرة من الخبز، مريض لأنه لا يتغذى جيداً، لا يحب اكل اللحم كابن الجيران، لا يأكل كل شيء، ليس عنده قابلية على الطعام، يتذمر من الطعام الفلاني، يكره البيض على رغم انه غذاء نافع... ... هذا غيض من فيض عبارات تلقيها الأمهات على مسامع الطبيب المعالج علهن يجدن لها حلاً يزيل قلقهن، ولا نبالغ اذا قلنا ان القسم الأعظم من تلك الشكاوى ليس لها ما يبررها على ارض الواقع، اذ كثيراً ما يكون الطفل عادياً جداً وصحته عال العال وكل ما في الأمر ان حاجة الطفل للطعام هي اقل من المعدل الوسطي المعروف، إلا ان الأم الحريصة زيادة على اللزوم والشديدة العناية بطفلها تريد ان تفرض عليه كمية تعتبرها طبيعية له، ولكن ما ذنب الطفل المسكين، الذي لا حول له ولا قوة، اذا كان لا يقدر على انهاء ما قدمته له والدته؟! وكي يكتمل «النقش على الجرة»، فإن قلق الأم بشأن تغذية طفلها يبلغ اقصاه عندما تسمع من الآخرين، كالأب والجد والجدة والجارة والصديقة، ما يجعلها تقف على اعصابها، بأن حال الطفل ليست جيدة ولا تبعث على الاطمئنان، وهذا الكلام الذي يقع على مسامع الأم لن يكون ابداً مصدر ترحيب من قبلها، لا بل تعتبره جارحاً لها ولمشاعرها هذا إن لم تضعه في خانة الإهانات! تبذل الأم قصارى جهدها ومن اعماق قلبها لتحضر لابنها ما يدفع صحته الى الأمام، غير ان الأم التي تكرس حياتها وحبها لطفلها لا تتقبل بيسر وسهولة ان يرفض ما حضرته له اناملها من اصناف الطعام وألوانه فهي لا تريد ابداً ان تسمع منه عبارات مثل: لا اريد ان آكل، أو لست جائعاً، او هذا الطعام ليست طيباً. إن قرار الرفض الذي يلوح الطفل به غير مقبول من الأم لا بل انه يسبب لها إزعاجاً وضيقاً إن لم يدفعها الى الشعور بالذنب والحنق والغضب لدرجة قد تفكر معها بصفع ابنها لما صدر عنه، ولكن هيهات ان ينفع الضرب هنا فالطفل سيركبه العناد، وأي عناد فالأم ستكتشف بنفسها ان الولد لن يرضخ مهما ضرب. طبعاً، كل ام تريد من طفلها ان يأكل جيداً وهذا امر لا خلاف عليه ولكن على الأم، كل ام، ان تضع في ذهنها ان الطفل قد يمر بمرحلة لا تكون فيها شهيته على ما يرام وهنا لا خوف على الطفل ما دام يشب وينمو ويطول في شكل طبيعي ويتمتع بصحة جيدة. في كل الأحوال ان على الأم ان تراعي الأمور الآتية في ما يتعلق بتغذية طفلها: 1- ألا تقوم قائمة الأم فتعمل من الحبة قبة عندما يرفض الطفل الطعام فهو لن يموت جوعاً. 2- عدم توبيخه اذا لم يكمل صحنه. 3- عدم إرغامه على الأكل. 4- عدم تهنئة الطفل اذا انهى صحنه. 5- عدم إلهائه بأشياء تشغله عن تناول الطعام. 6- عدم اعطائه أي اغذية بين الوجبات. 7- عدم اللجوء الى اسلوب الترهيب والترغيب. 8- اعطاء الطفل مهلة محددة مقبولة لإنهاء طعامه ثم سحب الصحن من امامه من دون أي تعليقات او إلقاء نظرات متوعدة او التنويه بأي اشارات. 9- عدم اعطاء الطفل وجبات كبيرة. 10- تحضير انواع الطعام التي يميل الطفل لها اكثر من غيرها شرط ان تكون مفيدة وشاملة تحتوي على ما يحتاجه الطفل من عناصر البناء والقوة والحياة.