جـهنـم للـبـيـع !! - من أرشيف الملفات السرية القديمة للكنيسة
محمد علي البدوي 5/5/1425 (1) (داخل إحدى الكنائس يظهر البابا وهو يخطب في جمع من الناس بينما ترتفع أصوات النواقيس في الداخل) البابا: أيها المؤمنون.. تطهروا من خطاياكم.. إن الرب يمنحكم فرصة الظفر بالمغفرة ودخول الجنة والبراءة من النار؛ احصلوا على صكوك الغفران وانعموا بالخلاص.. الخلاص. أحدهم (للبابا): هل تبيعني صكًّا يا مولاي؟ البابا: وبأبخس الأثمان يا بني، اشكروا السيد المسيح إنه يمنحكم ذلك لتنعموا بالنعيم.. إنها العدالة الحقة والرحمة المهذبة. الرجل: والتفريغ يا سيدي؟ البابا: حالاً.. بعد استيفاء الثمن وقبض المثمن (للكردينال) أيها الكردينال. الكاردينال: نعم يا سيدي. البابا: حرر لهذا المذنب صكًّا في الجنة بعد إقراره بخطيئته. الكاردينال: الآن يا سيدي. (يخرج) الرجل: ولكن !! بكم تبيعني المتر الواحد في الجنة ؟! البابا: كلٌ بحسب ذنبه ! الرجل: إذاً.. أريده بدينار. البابا: ويحك !! أظنك لن تجد حتى مرآبًا في الجنة. الرجل: ولم؟ ذنوبي قليلة ولا أحتاج سوى متر واحد. البابا: ما هكذا يتنافس المؤمنون... يا مسكين. الرجل: إنني أنافس المذنبين وليس المؤمنين. البابا: بدينار ؟! تريد الجنة بدينار؟! الرجل: أنا.. لا أملك الكثير من المال. البابا: إذًا.. هيّئ نفسك لدخول النار وبئس القرار. الرجل: (مذعوراً) النار !!.. لا.. سأدفع.. سأدفع وكما تريد (يخرج). (يعود البابا إلى خطبته وقد اجتمع عليه الناس) البابا: الخلاص.. الخلاص.. طهّروا أنفسكم من الخطيئة أيها الناس.. (2 ) (داخل الكنيسة يظهر البابا وهو يتفقد النقود التي جمعها بينما يدخل عليه الكاردينال خلسة فيراع البابا) الكاردينال: (للبابا) سيدي.. أحدهم في الخارج ينتظر. البابا: قل له يأتينا غداً.. لقد نفذت الصكوك. الكاردينال: إنه يهوذا التاجر. البابا: ويله !! ماذا يريد هذا الماكر؟ الكاردينال: ربما أراد دخول الجنة. البابا: ولكنها محرمةٌ عليهم. الكاردينال: ربما أراد المساومة في أمر الصكوك ! البابا: الصكوك !! أدخله فوراً. الكاردينال: حالاً يا سيدي. (يخرج) ( يسرع البابا فيخفي النقود ويعود إلى التصنع في عبادته ) يهوذا : طاب مساؤك أيها البابا العظيم . البابا : ماذا تريد يا يهوذا ؟ هل تطمع في الجنة أنت أيضاً . يهوذا : ولم لا يا مولانا ؟ البابا : لقد حرمت عليكم منذ زمن . يهوذا : ( في سخرية ) لم تعد كذلك ؛ لقد أصبحت الجنة لمن يدفع . البابا : ويلك !! أتهزأ بنا وبديننا . ويلك !! أتهزأ بنا وبديننا. يهوذا: عفواً.. لا أقصد ذلك يا مولانا. البابا: إذاً.. ما الذي جاء بك ؟ يهوذا: لقد جئت من أجل النار. البابا: جهنم ؟! يهوذا: إنني أرغب في شراء جهنم كاملةً يا مولانا. البابا: (ساخراً) إنها لك بالمجان. يهوذا: أتبيعني إياها ؟! البابا: وبأبخس الأثمان. يهوذا: وتكتب لي بذلك ؟! البابا: حالاً... (للكاردينال) أيها الكاردينال. الكاردينال: أمرك سيدي. البابا: بع لهذا الجشع نار جهنم. الكاردينال: والثمن يا سيدي ؟! البابا: خذ منه القليل (لهما) هيا.. انصرفا ودعوني لصلاتي. يهوذا: (في سخرية) فليبارك الرب تلك الصلوات. الكاردينال: هيا بنا. (يخرجان) (3) (داخل الكنيسة البابا والكاردينال يجوبان المكان في غضب ظاهر) البابا: ما هذا ؟! إنها كارثة.. كارثةٌ وحق المسيح ! الكاردينال: لم يعد يأتي الناس إلينا. البابا: هل آمن الناس جميعًا ؟! هل تحولوا إلى ملائكة ؟! الكاردينال: أبداً.. ولكن.. آه.. تذكرت (يضرب على يده) إنه يهوذا. البابا: ماذا؟ يهوذا !! الكاردينال: نعم.. لقد عرفت سبب عزوف الناس عن شراء الصكوك. البابا: قل. وحق المسيح الكاردينال: إنه يهوذا. البابا: يهوذا.. التاجر الماكر !! الكاردينال: نعم يا سيدي لقد أعلن في الناس أنه اشترى جهنم وأعلن أيضًا أنه لن يدخل أحد من المذنبين فيها. البابا: ولم يعد يحرص الناس على دخول الجنة. الكاردينال: لأنه لم تعد هناك جهنمٌ أصلاً. البابا: وإنما يشتري الناس صكوكًا في الجنة خوفًا من دخول النار. الكاردينال: هذا هو السر.. البابا: لقد أفسد علينا هذا الماكر.. عليَّ به الكاردينال: حالاً يا سيدي. (يخرج ) البابا: المجرم... الماكر.. ولكنهم اليهود !! اليهود !! قاتلهم الله. (يدخل الكاردينال مصطحبًا يهوذا) يهوذا: طاب مساؤك... يا مولانا البابا: (محتداً) ماذا فعلت يا يهوذا؟ يهوذا: عن أي شيء يتحدث مولانا العظيم ؟! البابا: لا تتصنع الغباء أيها المخادع... كيف تغلق النار وتمنع الناس من دخولها ؟! يهوذا: وهل يطمع مولانا في دخولها؟ سأفتحها حالاً. البابا: أيها الجاهل.. وهل تملك دخول أحدٍ النار ؟! يهوذا: ولكنك تملك دخولهم الجنة. البابا: أيها المخادع... ستقيلني من هذه البيعة. يهوذا: لا.. لن أقليك.. لقد بعتني وانتهى الأمر. البابا: قلت ستقيلني.. يعني ستقيلني. يهوذا: عفوًا يا مولانا.. ولكنني لن أقيلك. البابا: سأدفع لك ثلاثة أضعاف ثمنها الأصلي. يهوذا: بل خمسة أضعاف ثمنها.. وصكًّا بدخول الجنة مجاناً. البابا: قبلت.. هيا أعد لي النار. يهوذا: هي لك منذ الآن. البابا: وتعلن ذلك للناس. يهوذا: دع الباقي عليَّ.. سيكون الناس على بابك زرافات ووحداناً. البابا: هيا أغرب عن وجهي أيها اليهودي المخادع. يهوذا: (في سخرية) سندعك لصلاتك.. ها.. ها. (يخرجان) البابا: هلموا أيها الناس.. أنقذوا أنفسكم من النار.. لقد فتحت جهنم أبوابها اليوم للعصاة.. أنقذوا أنفسكم منها واحصلوا على صكوك الغفران.. الآن.. هيا.. خلِّصوا أنفسكم.. -تـطـفـأ الإنـارة تدريجيًا - -ستــــــارة -