د. محمد مورو** لا شك أن سيرة الأنبياء والرسل تمثل ذخيرة حية ونابضة ومفعمة بالتجارب لكل داعية أو مصلح، ولهذا لم يكن حرص القرآن الكريم على إثبات وتحليل هذه التجارب وغيرها إلا دعوة للتأمل في تلك التجارب بهدف الاستفادة منها، والتأمل كذلك في الأمراض والأعراض التي تلحق بالأمم والجماعات فتقودها إلى طريق الهلاك حتى نتجنبها. ولا شك كذلك أن للتجارب خصوصياتها زمانا ومكانا، وأنه من الخطأ التقليد الهندسي للتجارب السابقة، والصحيح الاستفادة منها كمنهج متكامل تتغير طريقة تركيبه على الواقع في كل مرحلة. ومهما كانت درجة التشابه بين حالة نمر بها وتجربة سابقة لأمة أو نبي فإن من الضروري إدراك استحالة الانطباق الهندسي بين حالتين مهما بلغت درجة التشابه، وهذا لا يمنع بالطبع الاستفادة من تلك التجارب مع إدراك أهمية الإبداع والتجديد في الفهم والممارسة ومواجهة المستجدات. وتمثل حياة الأنبياء وأحوال الأمم التي ظهروا فيها كل أنواع وأشكال طرق الإصلاح الديني والاجتماعي والأخلاقي والسياسي والاقتصادي، وكذا تمثل أوضاع الأمم التي ظهروا فيها مختلف أنواع الفساد والانحراف والزيغ والأمراض الاجتماعية والدينية والأخلاقية والسياسية والاقتصادية التي تعرض لنا ونواجهها. وقد اخترت في هذا المقال تجربة أعتبرها أقرب التجارب شبها بنا، دون إغفال المتغيرات الطبيعية بالضرورة، وهي تجربة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في دعوة بني إسرائيل. أوجه التشابه بين العصرين وأوجه الشبه كثيرة بين حالتنا المعاصرة وحالة نبي الله عيسى ابن مريم في بني إسرائيل، بل هي أكثر التجارب شبها بأحوالنا المعاصرة؛ فوجب الاهتمام بها ودراستها والاستفادة منها. وأول أوجه الشبه تلك هي أن نبي الله عيسى عليه السلام لم يأتِ لنقض شريعة موسى أو تغيير دين اليهود، بل جاء ليكمل الناموس، ويؤكد على المعاني الصحيحة والفهم الصحيح والممارسة الصحيحة. فنحن مع عيسى عليه السلام أمام أمة مكلفة برسالة، ولم تفقد مرجعيتها النظرية، ولكنها افتقدت روح المنهج والفهم والممارسة، وفقدت الكثير من الشروط التي تكفل لها الاستمرار على هذه المهمة؛ فكان المطلوب استعادة روح المنهج والممارسة لدى هذه الأمة حتى لا تفقد بدايات وشروط استمرارها كأمة رسالية، وهذا هو المطلوب منا الآن، وعلى علمائنا -الذين يقومون بدور أنبياء بني إسرائيل- القيام به والدعوة إليه. ومن أوجه التشابه أيضا وجود الظروف الموضوعية والذاتية شديدة التشابه بيننا وبين تلك التجربة؛ فالأمة اليهودية في ذلك الوقت كانت أمة محكومة بالأجانب؛ أي خاضعة لسيادة خارجية هي الدولة الرومانية، ونحن بدورنا خاضعون للنفوذ الغربي. والدولة الرومانية في ذلك العصر كانت قد بلغت أوج قوتها، ودخل في حوزتها العالم المعمور كله ما عدا الشرق الأقصى، مثل أمريكا الآن التي تهيمن على العالم فيما يعرف بعصر القطب الواحد أو النظام العالمي الجديد. كما كانت الفلسفات والأفكار ذات طابع عالمي، وكذلك العقائد والمذاهب؛ بمعنى أن الحياة الفكرية من الهند إلى الأطلسي مرورا بالإسكندرية ونابلس وروما كانت شديدة الترابط والاتصال، وهذا هو حالنا الآن مع إدراك الفارق الكمي وليس النوعي في سرعة الاتصال حاليا. بل حتى قبل ظهور المسيح بقليل، إبان الصراع بين الفرس والروم الذي شابه الصراع بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا والذي انتهى أيامها لصالح الرومان، وانتهى حاليا لصالح أمريكا، كان هذا الصراع يجد له أنصارا داخل أمة اليهود؛ فهناك من ينحاز إلى الرومان، وهناك من ينحاز إلى الفرس!! مثل حالتنا بالضبط. إذن فقد كان هناك أشياع وأتباع سياسيون لهذه القوة أو تلك داخل أمة اليهود في ذلك الوقت، وكذلك هناك الكثيرون ممن تأثروا بالفلسفات المختلفة من خارج إطار أمة اليهود، كحالتنا في التأثر بالمذاهب السياسية أو الفلسفية المختلفة. وبالطبع انتشرت بين اليهود -خاصة الطبقة الأرستقراطية المرتبطة بالنفوذ الروماني- أنماط وأذواق الملبس والمأكل والآداب الرومانية، وطرق الحياة والثقافة والألعاب وغيرها، كما نحن مع الثقافة الأمريكية هذه الأيام. وهكذا فنحن أمام حالة أمة خاضعة لنفوذ سياسي وعسكري أجنبي، مخترقة ثقافيا، مستلبة حضاريا. أليست هذه حالتنا بالضبط؟!. وحتى على المستوى العام إقليميا وعالميا؛ فإن الحالة كانت شبيهة بما نعيشه الآن؛ فقد كان معظم العالم المعروف في ذلك الوقت خاضعا سياسيا وعسكريا، ومنهوبا اقتصاديا للدولة الرومانية، وكان هناك سوء توزيع مروع للثروة؛ فكان هناك ثروة وترف وطغيان من ناحية، وفقر وضنك وهوان من ناحية أخرى. أليس هذا هو حال عالمنا المعاصر بالضبط الذي تستبد به القوى الكبرى وتنهبه، وبحيث ضاعت فيه الحقوق وازدوجت فيه المعايير؟. وبالإضافة إلى تلك الحالة المماثلة لنا إقليميا ودوليا؛ فإنه من ناحية الفساد والانحراف والأمراض الاجتماعية التي تفشت في اليهود في ذلك الوقت، من حب للجدل بلا طائل، والتمسك بالشكل على حساب الجوهر، واستخدام بعض رجال الدين لتبرير تصرفات الحاكم الأجنبي، وإعطاء غطاء شرعي لكل الممارسات الفاسدة أخلاقيا واقتصاديا، والتخلي عن شروط الأمة المختارة؛ فإننا نتشابه معهم في كثير من هذه الأمور. فروق وملاحظات وكما قلنا سابقا فإن التشابه لا يصل إلى حد الانطباق الهندسي؛ فهناك فروق وملاحظات يجب إدراكها، منها: - أن فساد وانحراف بني إسرائيل وصل إلى حد بعيد؛ بحيث فقدوا شروط الأمة المختارة، وهذا لا يمنع بالطبع وجود عدد قليل منهم كان لا يزال يتمسك فكرا وممارسةً بالدين الصحيح، ويدل على هذا قول الله -عز وجل- عن بني إسرائيل} :ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْكُمْ وَأَنْتُم مُّعْرِضُونَ{، وقوله سبحانه وتعالى} :بَل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ{؛ فقد كان هناك داخل أمة اليهود المنحرفة - في تيارها العام والرئيسي- الصالحون من أمثال آل عمران وعيسى نفسه، ولكنهم كانوا قلة. أما حالتنا الإسلامية الراهنة فنرى أنه توجد انحرافات كبيرة أيضا، إلا أن المجرى الرئيسي لا يزال صحيحا، ولا يمثل أقلية فقط، وهذا معناه أن فقدان صفة الأمة المختارة وشروطها لم يحدث لنا، ونسأل الله ألا يحدث؛ فما زلنا رغم الانحراف والأمراض الخطيرة نحمل -في التوجه العام- الشروط أو معظمها التي تؤهلنا للشهادة على الناس، والقيام بواجبات الأمة المختارة ورسالتها، ويجب ألا تخدعنا هذه الحقيقة أيضا عن ضرورة المسارعة في الإصلاح. - كانت أمة اليهود محدودة من حديث العدد والاتساع الجغرافي، في حين أن الأمة الإسلامية كثيرة العدد (حوالي 1500 مليون نسمة الآن) وممتدة من طنجة حتى جاكارتا، ومن سراييفو حتى جنوب أفريقيا، كما أن الإسلام موجود في كل مكان على وجه الأرض، وهذا فارق نوعي هام ينبغي أخذه في الاعتبار. تجربة يحيى عليه السلام ولكن قبل البدء في الاقتراب من تجربة وخطاب نبي الله عيسى ابن مريم نود التعرض لتجربة معاصرة لها، واجهت نفس الظروف، إنها تجربة النبي يحيى عليه السلام، وهو ابن خالة المسيح وكان في نفس سنه تقريبا. لقد ركز يحيى عليه السلام على جانب الحب؛ حب الإنسان، أي إنسان، تقيا كان أو عاصيا، صالحا أو طالحا، حتى ولو كان يملأ الأرض بذنوبه وضعفه الإنساني، كما كان شديد الحنان بوالديه وبالناس وبالمخلوقات وبالطيور وبالحيوانات وبالأشجار، ولكن مع ذلك كان يحيى عليه السلام يرفض مسايرة الظلم من أي نوع. إن هذه الجوانب الإنسانية –للأسف- غائبة في كثير من التجمعات الإسلامية المعاصرة، وبعضهم عُرف بالقسوة الشديدة ظنا منهم أن في هذا تمسكا واجبا بالشريعة، والصحيح على العكس تماما؛ لأن يحيى كان من أكثر الأنبياء والرسل تمسكا بالشريعة وبالكتاب؛ فالله عز وجل أمره قائلا: }يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ{. إن أهم ما نتعلمه من يحيى أنه -عليه السلام- كان رقيق الحاشية }وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا{، كان يخاطب الجانب الإنساني في الناس، كان إذا تكلم أبكى الناس خشوعا، وأثر في قلوبهم قبل عقولهم، وهذا بالطبع كان لازما لمواجهة المادية التي طغت على كل شيء، والقسوة التي صبغت كل شيء في ذلك الوقت. أما موقفه من المؤسسة الحاكمة، أو من الحاكم التابع للدولة الرومانية؛ فهو موقف تعليمي لكل داعية. فلم يكن هذا الحاكم مجرد طاغية، بل هو ممثل لمؤسسة الفساد الاقتصادي والسياسي والأخلاقي. وكان هذا الحاكم يريد أن يتزوج ابنة أخته، وذاك محرَّم في الشريعة بالطبع، وكان هذا السلوك وتلك الرغبة تعبيرا عن فساد أخلاقي طال كل شيء. لقد طلب هذا الحاكم من النبي يحيى أن يبحث له في الشريعة عن طريقة تحقق له رغبته (أي أراد أن يأخذ غطاء شرعيا للفساد)، ولكن النبي يحيى رفض بالطبع، وهذا يعني أن إعطاء الفساد الاقتصادي والسياسي والأخلاقي شرعية من أي نوع أمر مرفوض تماما، وقد دفع النبي يحيى راضيا نتيجة هذا الرفض ثمنا غاليا، كان هذا الثمن هو قتله وتقديم رأسه الشريف على طبق لامرأة ماجنة. معالم منهج المسيح نعود إلى تجربة المسيح عليه السلام في مواجهة الظرف الذاتي والموضوعي، وهي تجربة ثرية بلا شك، وهي أقرب التجارب شبها بما نعايشه الآن كما قلنا من قبل. لقد استخدم عيسى عليه السلام -كرسول مبلِّغ عن الله تعالى- أسلوبا يمكن القياس عليه من ناحية، ويمكن فهمه مجملا كمنهج رباني في مواجهة مثل هذه الحالة التي واجهها، أو الاستفادة من جزيئات هذه التجارب وملامحها التفصيلية من ناحية أخرى. كان المسيح وديعا، متواضعا، رحيما بالخاطئين والعاثرين، متجردا من أواصر المنافع والشهوات، غير مرتبط بالمؤسسة الحاكمة ولا بحلفائها، يوجه خطابه للجماهير الفقيرة والمطحونة والمريضة والعاجزة، والبؤساء من كل نوع. والمستضعفون -في الغالب- هم الحلفاء الطبيعيون لأي دعوة تغيير أو إصلاح؛ لأنهم لا يريدون استمرار الأوضاع التي ظلمتهم وهمَّشتهم. لم يوجه المسيح خطابه للمؤسسة الحاكمة بل إلى الجماهير، ولم يأت بجديد في الشريعة، بل أكد على الشريعة الموسوية، وناضل ضد فهمها النفعي، وضد التجارة بها أو الجمود على شكلها الخارجي فقط. وهذا يعني الدعاة كلهم بالطبع؛ حيث يجب أن يتوجهوا إلى الجماهير، ويحذروا أن يكونوا جزءا من مؤسسة الفساد شكلا ومضمونا، وعليهم أن ينحازوا إلى الفقراء والمستضعفين، وألا يقتصر خطابهم على الطائعين دون المذنبين. إننا الآن –كدعاة– لا نأتي الناس بدين جديد، ولا بنصوص شرعية جديدة، ولا حتى فهم جديد للشرائع والعقائد المستقرة؛ بل بممارسة جديدة وبدخول إلى روح النص كما فعل المسيح عليه السلام لتحقيق النهوض والإصلاح للأمة، والقضاء على أمراضها الاجتماعية والتصدي لمؤسسة الفساد، وإعادة صياغة الإنسان روحيا في مواجهة المادية الطاغية، والتأكيد على المرجعية الربانية بدلا من مرجعية المادة. كان المسيح يدرك أنه عندما يخلِّص الجماهير من العبودية للمادة فإنه بهذا يضرب مؤسسة الفساد في مقتل، كان يدرك أنه حين ينحاز إلى الفقراء والمستضعفين فإنه يشعل الثورة على مؤسسة الفساد، ويعلن رفضه الخضوع لها وخدمتها. واجه المسيح تحجر الدين وتحوله إلى أشكال ومراسم خالية من المعنى والغاية، وواجه تحول التقوى إلى مجرد علم بالنصوص وبحث عن مراسم الشريعة، وواجه غلبة المظهر وانتشار الخلاف على النصوص والحروف، وتنازع التأويلات والتحليلات. كان النبي عيسى مثل النبي يحيى، يحب البسطاء ويحنو على الخاطئين، وكان أعداؤه يعيبون عليه ذلك، فقالوا عنه: "إنه محب للشاردين والخطاة". ولأن دعوة المسيح ويحيى -عليهما السلام- اتجهت إلى الجماهير ورفضت المؤسسة الحاكمة والمتحالفين معها؛ فقد تنكر لها الكهان ومحترفو الدين، وأحبها الجماهير. يقول العقاد في كتاب "المسيح": "لم تذهب دعوة يوحنا (يحيى) سدى بين الدهماء، وبقي اسم يوحنا مقدسا محبوبا لديهم؛ لدرجة أن الأدعياء خافوا أن يجترئوا عليه حتى لا يُغضِبوا أغلبية الشعب". وبديهي أن الانحياز للفقراء والمرضى والمستضعفين والدهماء ورفض المؤسسة الفاسدة، كان يعني بالضرورة أن يمارس كل من المسيح ويحيى -عليهما السلام- حياة الزهد، وأن يرفضوا الانتفاع بأي شكل من أشكال الصلة بتلك المؤسسة، بل أن يرفضوا تقاليدها الترفية، فلا يُعقَل أن يكون المناضلون ضد مؤسسة ما جزءا منها، يخدمونها أول النهار ثم يلعنونها آخره، أو يوجهون دعوتهم للجماهير الكادحة ثم يعيشون حياة الترف التي يعيشها مصاصو دماء هؤلاء الجماهير. أدرك المسيح أن المؤسسة الحاكمة هي سبب الفساد ورأسه، أما المذنبون والخاطئون الصغار فهم قبل أن يكونوا كذلك هم ضحايا تلك المؤسسة، ولذا اعتبر أن التطبيق الحرفي للشريعة في ظل مؤسسة ظالمة مستبدة فاسدة هو ظلم وخروج على الشريعة؛ ولذلك عندما جاءوا للمسيح وهو في الهيكل بامرأة زانية يريدون إحراجه، وقالوا له: "إن شريعة موسى تقول: ارجموا الزانية"، فما زاد على أن قال: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر". كان الظرف ساعتها لا يستدعي قاضيا أو حسيبا على الناس؛ بل كان يتطلب قلبا كبيرا يجذب إليه الضحايا والمظلومين، ولذلك عندما طلب منه أحدهم أن يقسم الميراث بينه وبين أخيه قال له: "من أقامني عليكم قاضيا أو حسيبا؟!". كان المسيح يوجه نظر الناس للدخول إلى لباب المسائل وليس قشورها، إلى اليد التي ترتدي القفاز وليس القفاز نفسه، إلى رأس الفساد وليس ضحاياه، وكذلك حين ينادي الجماهير: "طوبى للحزانى، طوبى للمساكين، طوبى للجياع والظمأى، طوبى للمطرودين في سبيل البر، طوبى للودعاء والرحماء، تعالوا لي يا جميع المتعبين والمثقلين"، إنه هنا لا يدعوهم إلى الجوع والاستسلام لحالهم، بل إلى الثورة على ناهبيهم وغاصبي قوتهم ومضطهديهم. إن الشريعة لم تكن يوما لاقتناص واصطياد الناس، ولم تكن الشريعة يوما معنى مجردا عن الزمان والمكان والظروف، ولم تكن الشريعة يوما إلا لإصلاح حال الإنسان، ولها غاياتها العليا دائما. وهكذا.. فإن المسيح عندما عالج المرضى يوم السبت، وقال له محترفو الدين: إن العمل يوم السبت محرَّم في شريعة موسى، قال لهم المسيح: "خُلق السبت للإنسان، ولم يُخلَق الإنسان للسبت"، وبعده عفا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن السارق ولم يقم عليه الحد، بل هدد بعقاب سيده الذي أجاعه فدفعه إلى السرقة. هكذا يفهم المخلصون وكبار العقول والقلوب الشريعة على حقيقتها. على أن أهم ما نتعلمه من تجربة المسيح هو عدم الوقوف على كلماته بحروفها، بل بمعانيها وغاياتها. ** رئيس تحرير مجلة المختار الإسلامية المصرية