نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
جفاف في موسم خصب
أيها الشادي بأحلى نغم *** أمزج الشدو بلحمي ودمي
لا تدعني في أنيني غارقاً*** لا تدعني هائماً في حلمي
أنا لولاك، لما أفنيت في *** طرقات الحب أعلى هممي
أنا لولاك، لما سرت ولم *** أتعثر في طريق مظلم
أنا لولاك، لما سلت يدي *** قلماً، أكرم به من قلم
طال ليلي – أيها الشادي – فهل ***كنت تدري أنني لم أنم؟
قال صحبي إن حبي تهمة ***لست – لو يدرون – بالمتهم
أوما يدرون أني عاشق *** صامد في الدرب، لم ينهزم
عشق الحسن، ففي أحشائه ***منه نار، وهو لم يجترم
عهده بالبدر وضاء، فهل *** أصبح البدر صريع الظلم؟
عهده بالليل يرخي طرفه *** يتحاشى نظرات الأنجم
ما دهى الشاعر أضحى هائماً*** وهو فيما قد مضى، لم يهم؟
أنت يا هاربة عبر المدى*** خففي من وجده المضطرم
مأتم أن تنكري إحساسه *** ليس ما تخشينه بالمأتم
يحلم الإنسان أن يهرب من*** قدر، أكذب به من حلم!
أو تنسين بأن الكون يا *** فتنتي، في قبضة المنتقم؟
وجهك المشرق، ما قصته ***صار ممزوجاً بلون الألم؟
والجبين الغض ماذا ناله *** يرتدي اليوم رداء السأم؟
أرسلي شدوك، تهتز الربى ***طرباً، يدنو زمان الموسم!
أغمضي عينيك عن كل أسى*** واسكبي البسمة من أحلى فم
أشعريني أن دنياك التي *** كنت أستلهم منها نغمي
لم تزل تحمل في آفاقها *** عالماً من حبك المحترم
هل يموت الروض، هل تفنى الرؤى ***هل يصير "الصقر" مثل "الرخم"؟
هل يصير الحر عبدا آبقاً ***مستبداً قاطعاً للرحم؟
هل يتيه الشهم في أوهامه ***ينحني بعد بلوغ القمم؟
ربما، لكن حباً راسخاً *** في فؤادي ليس بالمنفصم
ربما أخفقت في مد يدي *** وانثنى طرفي، وخارت قدمي
ربما أوهمت غيري أنني *** سوف أسلو، سوف أنسى سقمي
ربما، لكن قلبي لم يزل *** في حنين والأسى في ضرم
هرم الشعر، تراخى عوده*** والأسى يحفر قبر الهرم!

مجلة إبداع    23/04/2005