أيها الشادي بأحلى نغم *** أمزج الشدو بلحمي ودمي لا تدعني في أنيني غارقاً*** لا تدعني هائماً في حلمي أنا لولاك، لما أفنيت في *** طرقات الحب أعلى هممي أنا لولاك، لما سرت ولم *** أتعثر في طريق مظلم أنا لولاك، لما سلت يدي *** قلماً، أكرم به من قلم طال ليلي – أيها الشادي – فهل ***كنت تدري أنني لم أنم؟ قال صحبي إن حبي تهمة ***لست – لو يدرون – بالمتهم أوما يدرون أني عاشق *** صامد في الدرب، لم ينهزم عشق الحسن، ففي أحشائه ***منه نار، وهو لم يجترم عهده بالبدر وضاء، فهل *** أصبح البدر صريع الظلم؟ عهده بالليل يرخي طرفه *** يتحاشى نظرات الأنجم ما دهى الشاعر أضحى هائماً*** وهو فيما قد مضى، لم يهم؟ أنت يا هاربة عبر المدى*** خففي من وجده المضطرم مأتم أن تنكري إحساسه *** ليس ما تخشينه بالمأتم يحلم الإنسان أن يهرب من*** قدر، أكذب به من حلم! أو تنسين بأن الكون يا *** فتنتي، في قبضة المنتقم؟ وجهك المشرق، ما قصته ***صار ممزوجاً بلون الألم؟ والجبين الغض ماذا ناله *** يرتدي اليوم رداء السأم؟ أرسلي شدوك، تهتز الربى ***طرباً، يدنو زمان الموسم! أغمضي عينيك عن كل أسى*** واسكبي البسمة من أحلى فم أشعريني أن دنياك التي *** كنت أستلهم منها نغمي لم تزل تحمل في آفاقها *** عالماً من حبك المحترم هل يموت الروض، هل تفنى الرؤى ***هل يصير "الصقر" مثل "الرخم"؟ هل يصير الحر عبدا آبقاً ***مستبداً قاطعاً للرحم؟ هل يتيه الشهم في أوهامه ***ينحني بعد بلوغ القمم؟ ربما، لكن حباً راسخاً *** في فؤادي ليس بالمنفصم ربما أخفقت في مد يدي *** وانثنى طرفي، وخارت قدمي ربما أوهمت غيري أنني *** سوف أسلو، سوف أنسى سقمي ربما، لكن قلبي لم يزل *** في حنين والأسى في ضرم هرم الشعر، تراخى عوده*** والأسى يحفر قبر الهرم!