بقلم: أحمـد البـري الي أين يسير سباق التسلح بين الدول العظمي ؟.. وهل هي جادة حقا في الحد من امتلاك اسلحة الدمار الشامل ؟ ان الشواهد كلها تؤكد ان هذه الدول تقول عكس ما تفعل, وتطالب الدول الفقيرة ودول العالم الثالث بمالا تفعله هي, وبالرغم من توقيعها معاهدات مثل حظر الانتشار النووي, والحد من سباق التسلح فإنها ماضية في طريقها نحو تطوير وامتلاك أحدث وسائل الدمار, وتفرق بين الدول وبعضها في هذا المجال, فهاهي إسرائيل تملك مايزيد علي200 رأس نووي, وهي الدولة الوحيدة في المنطقة التي توجد بحوزتها هذه الاسلحة, وفي الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة تخوض حروبا ضارية ضد بعض الدول بدعوي امتلاكها مثل هذه الاسلحة, وما حدث في العراق, الذي مازال يقبع تحت الاحتلال, خير شاهد علي ذلك, بل انها باتت تهدد ايران بشأن ما يتردد عن تطويرها برنامجا نوويا, وبالطبع فإنها لاتستطيع ان تسلك المسلك نفسه مع دولة مثل كوريا الشمالية التي اعلنت بوضوح انها ماضية في تطوير ترسانتها النووية. اننا امام مفارقات غريبة في عالم اليوم فالقوي يأكل الضعيف, ولا أري أي ملامح للعولمة التي يتحدث الكثيرون عنها والتي يبدو ان لها مفهوما آخر نعجز عن فهمه, ففي ظل هذا العالم مازال الملايين في انحاء شتي يعانون الجوع والتشرد, ولايجدون رغيف الخبز الذي هو أقل ما يجب تناوله من أجل الاستمرار في الحياة. أرأيتم هذا الفرق العجيب بين دولة تسعي الي امتلاك رؤوس نووية لكي تقتل بها الآخرين, ودولة تبذل قصاري جهدها للحصول علي القمح لكي تصنع منه الخبز لانقاذ مواطنيها من الموت جوعا ؟.. ثم هل نجد تفسيرا واضحا لفلسفة الكبار في عالم التسلح؟!.