نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
في ذكري شيخنا الغزالي
كتب :فريد عبد الخالق
ذكري الغزالي المعلم دائمة *** فالشيخ حيّ بيننا بعطائه
ما غاب عنا من نُفيد بعلمه *** في مشكلات العصر بعد رحيله
ذكراه تذكير بفيض معارفي *** ليست حضور الشيخ إثر غيابه
الله بالإيمان نوّر قلبه *** والنفس زكّتها معيّة ربّه
فالشيخ ملء العين.. لكنّ افتقا *** د إمامنا نحياه مُنذ فراقه
إن الخسارة فيه سر بكائه *** نبكي انقطاع النبع بعد فيوضه
الوعي بالإسلام زوّدنا به *** والنشء أحوج ما يكون لزاده
قد شاد في الإصلاح مدرسة علي الـ *** ـدين القويم وما استجد بعصره
نُعماه في سجني وعافيةي.. صحبـ *** ـنا الشيخ لم يفقد وضاءة وجهه
أبدًا نشيمُ الفضل فيه سجيةً *** ونراه في الضرّاء أحسن قدوة
آتاه ربّ الناس لين عريكةي *** وفتوة الرامي وكيٍس مُفوّه
وأبان للجيل الجديد سبيله *** كي نسترد الحق بعد ضياعه
بالعلم والعمل الدءوب وبذلنا *** حتمًا يُعيد الحق أهل طلابه
لا بالكلام ولا الحماسة والمني  *** تغيير حال الناس بعد فساده
والحق لا يُهديه غاصبه فما *** غير انتزاع الحق من سُرّاقه
ما بالضراعة والتذلل للعدو  *** وبالتنازل عود حق النّازه
والعين إن تدمع لذكراه فمن  *** شوقي للقيا من ندين بفضله
قد عاش فينا قدوة الداعين للـ *** إسلام عن علمي صحيحي نابه
يسع المخالفَ لا يجادلُه بعنـ *** ـفي أو تعالي أو لجاجي تافه
بالشرع والعقل السليم حجاجُه *** لمخالفي غرّي يصول بجهله
وحقائق الإسلام جلاها لكل *** الناس مؤمنهم وغير مُولّه
سمٍحى كما الإسلام يُسٍرى كُله *** تحقيق خير الناس أُسُّ خطابه
ونراه «مألفةً».. كما وصف النبي *** المؤمنين وجاء ضمن حديثه
يلقاك بالترحاب دون تكلّف  *** يُصغي إليك ولا يُدلّ بعلمه
بالخير يذكر من يغيب وإن جفا *** فدماثة الأخلاق بعض صفاته
لا زلت أذكر كيف كان لقاؤه *** عذبًا كما يحيي الظميءُ بريّه
يُدني البعيد من الرجاء يقينُه *** ويُزيل ريب الحائرين بصدقه
أخذ الكتاب بقوةي وجهاد أهـ *** ـل الحق للأعداء عروة وحيه
ودعا الشعوب وحاكميهم للوقو *** ف معًا فإن النصر رهنُ فدائه
لم يرض ذل المسلمين مرددًا: *** «في عزة الإسلام عزة أهله»
والله يأبي الضيم للإنسان فهـ *** ـو مُكرمى حرّى بنص كتابه
وأحال يأس المسلمين لصحوة *** أحيت قديمًا طال عهد ثُوائه
والزهر أوشك أن يُنضّر قفرنا *** والطير يصدحُ بعد نعق غرابه
أحييت بالإسلام أمتهُ لدُن *** فاءت للب الدين لا لقشوره
وملكت ناصية البيان ومن تكلـ *** ـم قلبُه أحيا القلوب بقيله
حسن التدبّر في الكتاب أجدته *** وحباك رب العرش حكمة فاقه
والأرض يُصلحها الحكيمُ برشده *** ويحيلها ذو الجهل أكثر بلة
ورُزقت بالقلب السليم وليس ينـ *** ـجي العبد قطُّ سوي سلامة قلبه
والله ناصرنا كما بالمؤمنيـ *** ـن كشيخنا في دينه وبمثله
مهما يكلفنا سبيل خلاصنا *** فغدًا نحقق قصدنا من طرقه
وإرادة الأوطان من قدر الإلـ *** ـه بها يصوغ الشعب شكل حياته
إن التحرر صار قصد شعوبنا *** مهر التحرر أن نقوم بحقه
الكل قد عرف الطريق لما نريـ *** ـد ونيله رهنُى بصحة نهجه
والفجر يطلع بعد أحلك ظلمة *** واليسر بعد العسر موعد جيئه
إصلاح أنفسنا السبيل لكي يُغيـ *** ـر ربنا حالاً ننوء بحمله
كم صُغت في ذكري الغزالي القصيـ *** ـد يفيض من قلبي يدينُ بسبقه
شيء يحدّثني بأن قصيدتي *** هذه ختامُ قصائدي في ذكره
مرحي بموت العبد يرجو ربه *** حسن الختام وأمن يوم معاده
والله يرزق من يشاء دعاء أبـ *** ـناء وعلمًا نافعًا من بعده
إن الحياة نعيشها حُلمًا وتو *** قظنا منايا قُدّرت من قبله
والله يجمع شمل من عاشوا له *** في جنة حول النبي وحوضه.

جريدة آفاق عربية    31/03/2005