نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
تدمير الأنفلونزا الآسيوية.. وتبقى التبعات
فيروس الأنفلونزا
أزمة كشفت منظمة الصحة العالمية عن آخر فصولها للإعلام بعد تكتم دام قرابة 6 أشهر، تاركة مشهد النهاية للولايات المتحدة لتغلق الستار على ملف فيروس الأنفلونزا الآسيوية القاتل، وتقوم بتدمير آخر عينات له على سطح الكرة الأرضية.
فبقرار وصفته المنظمة بأنه "غير حكيم" قامت الجمعية الأمريكية لأخصائيي علم الأمراض في أكتوبر 2004 بتوزيع فيروس الأنفلونزا المعروف باسم (H2N2) على 3700 معمل في 18 دولة كجزء من اختبار روتيني لقدرة المعامل على رصد السلالات.
وتخشى المنظمة من تفشي الفيروس وتحوله إلى وباء إذا تسرب إلى خارج هذه المعامل، خاصة أن ذلك الفيروس الذي أودى بحياة ما يتراوح بين مليون و4 ملايين نسمة عام 1957 سريع الانتشار بين البشر، ولم يعد يستخدم في لقاحات معالجة مرض الأنفلونزا منذ عام 1968؛ وهو ما يعني أن أي شخص ولد بعد هذا التاريخ لن يكون لديه مناعة ضده.
وما أثار المخاوف من عودته هو تلاحق ظهور فيروس أنفلونزا الطيور الآسيوي خلال الفترة الأخيرة، وتصاعد القلق من انتقاله للبشر.
جدير بالذكر أن فيروس H2N2 ظهر منذ نحو 50 عاما، وظل يسبب أوبئة سنويا لمدة عقد من الزمن إلى أن اختفى بظهور فيروس جديد. وكنتيجة لذلك لم تعد هناك ضرورة لتضمينه في اللقاحات، وهو فيروس الأنفلونزا القديم الوحيد الذي لا يزال موجودا في المعامل والذي لا يستطيع معظم الناس تكوين أجسام مضادة له.
تعقب العينات الضائعة
وقد صرحت منظمة الصحة العالمية في 14 إبريل 2004 أن كل المعامل التي كانت قد تلقت عينات من فيروس الأنفلونزا H2N2 لإجراء اختبارات عليها قد قامت بتدميرها، ما عدا عددا قليلا من المعامل في الولايات المتحدة. وقالت ماريا تشينج المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لوكالة رويترز: "من المقدر أن تنتهي عملية تدمير العينات في غضون اليومين القادمين".
وأضافت تشينج أنه لا توجد أي تقارير عن إصابة أي شخص بالفيروس، كما أن العينات التي أبلغ في بادئ الأمر عن إرسالها إلى مختبرات في لبنان والمكسيك وشيلي تبين عدم وصولها إلى معامل تلك الدول، وقد تم تعقبها وتدميرها.
كانت المنظمة قد أوضحت سابقا أن هناك مخاوف من احتمال ضياع عينات تم إرسالها إلى معملين في لبنان والمكسيك لكنها لم تصل، وظلت منظمة الصحة تحقق فيما حدث لتلك العينات حتى 16 إبريل 2004.
وقد أعلن في وقت لاحق على لسان الدكتور كلاوس شتوهر الذي يرأس برنامج الأنفلونزا في المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن الدول التي تم إرسال العينات إليها هي: بلجيكا وكندا وشيلي وفرنسا وألمانيا وهونج كونج وإيطاليا ولبنان والمكسيك وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان والبرازيل وإسرائيل وبرمودا واليابان والمملكة العربية السعودية. علما بأنه يتعين على المختبرات الحصول على موافقة حكوماتها لتلقي مثل هذه العينات.
5 دول متبقية
دمرت أغلبية تلك الدول العينات التي وصلتها ولم يتبق إلا 5 دول هي: البرازيل وإسرائيل وبرمودا واليابان والمملكة العربية السعودية، ولكن شتوهر قال: "لا نشعر بالقلق من أي من هذه الدول"، وأكد أنه واثق من أن كل المعامل خارج الولايات المتحدة ستنتهي من تدمير الفيروس خلال الساعات القليلة المقبلة، ولكن الوضع أقل وضوحا في الولايات المتحدة التي بها معظم المعامل التي أرسلت إليها عينات الفيروس.
وقد أشار شتوهر إلى أنه ليس من المؤكد أن كل المختبرات الأمريكية التي تلقت الفيروس قد تم التعرف على موقعها إلى الآن. وأضاف: "فلا بد من إجراء مزيد من العمل التدقيقي هناك".
وفي محاولة للتهدئة أعلن شتوهر أن المختبرات التي أرسلت إليها الفيروسات لاختبار قدرتها على التعرف على السلالات خبيرة في التعامل مع مثل هذه المسائل وقد تم بالفعل إخطارها بالخطر؛ ولذا فإن احتمالات التقاط شخص ما للفيروس ضئيلة. كما أكد أنها "مخاطرة ولكنها تعتبر صغيرة. وينبغي ألا تثير فزعا كبيرا". وشدد على أنه لا توجد مؤسسات طبية أخرى تحتفظ بعينات لفيروس الأنفلونزا القاتل.
وكانت هيئة الصحة العامة الكندية هي أول من أبلغ منظمة الصحة العالمية في 26 مارس 2005 باكتشاف فيروس H2N2. وقالت منظمة الصحة العالمية إنها أرجأت الإعلان عن الفيروس لأسباب أمنية حتى يتسنى للمختبرات تأمين العينات.
وتم اكتشاف الفيروس لأنه اختلط مع عينات أخرى لفيروس أنفلونزا في مختبر كندي، وتم التوصل إلى أن مصدر هذا الفيروس إنما هو من العينات التي استخدمت في اختبار كفاءة رصد السلالات.

موقع إسلام أون لاين    28/04/2005