حياة با أخضر خطوات دخول جحر الضب من المواضيع التي بدأت تطفو على سطح القضية المفتعلة (قضية المرأة)، موضوع فتح كليات إعلامية للنساء بدعوى الارتقاء بالموهوبات منهن وتذليل المعوقات والصعوبات التي تقف حائلاً أمام استمرار إبداعهن ولتظل الأقلام القوية مشرعة في المجالات الإعلامية وفق المناهج المأخوذ بها أكاديمياً. وقد تفادى بذلك الرجال والنساء بل ممن تحسبهم من أهل الخير والصلاح وفتحت لهذه الدعوى وسائل الإعلام للمناداة بها وتحريك النفوس الضعيفة للمطالبة بإخراجها إلى النور في وقت تناذر الفتن وجلبها علينا بخيلها ورجالها لإدخالنا إلى جحر الضب. وإن المصارحة الأخوية مع إخوتنا هي سبيلنا لدرء المفاسد والأمن من غضب الجبار فأقول بحب أخوي من: خلال منهج أهل السنة والجماعة (الطائفة الناجية) فنحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر لذا نقول إن إخوتنا ما قصدوا بدعواهم تلك إلا رؤيتهم للزخم الإعلامي يواجهنا من جميع الجهات، فأرادوا النفير أمام هذه الهجمة الشرسة بكل القوى والتي منها النساء اللاتي لديهن قدرة إعلامية، ولكننا نقول لهم ليس كل من اجتهد يصيب والتنبيه لا يكفي وحده إن لم يضبط بضوابط الشرع. ومن خلال كل ما سبق أقول بلسان المحبة لكل المسلمين عامة وأهل بلادها على وجه الخصوص: من الملاحظ تسابق بعض نسائنا للعمل الإعلامي المرئي والمسموع مع ما يكتنفه من اختلاط وتبرج وإظهار زينة وخضوع في القول وتوزيع الابتسامات ورفع التكلف مع زملاء المهنة وحجاب هو ديكور ظاهري (يثير الضحك)، مما هو من الأمور المعلوم تحريمها بالضرورة وهذا كله حدث في ظل غياب الإعداد الأكاديمي. فلننظر بهدوء للموضوع من عدة زوايا لا بد منها: 1- هناك إعلام صحفي لا اختلاط فيه البتة وقد انتشر بين أخوات فاضلات من خلال مجلات هادفة وزوايا ثابتة وبحمد الله تعالى شق طريقه وأخذ مكانه بين سيل المجلات المخالفة وهذا النوع الإعلامي يحتاج إلى الوقفات الآتية: • إقامة دورات خاصة بالعمل الصحفي النسائي المتميز بخلوه من الاختلاط أو ضرورة النزول إلى أماكن بعيدة أو غير ذلك مما لا يليق إلا بالرجال وهذه الدورات لا بد من وضع مناهجها من قبل فئتين هما: فئة علماء الشريعة وفئة علماء الإعلام المزكين في دينهم وتضم من بين برامجها: فئة الدعوة من القرآن والسنة، فقه إنكار المنكر، مستويات عدة في أصول للعلم بمقاصد الشريعة ومعاني القواعد الفقهية المهمة كدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وسد الذرائع.. الغزو الفكري، المذاهب الفكرية، الأديان المعاصرة، السيرة النبوية ودروس تربوية منها.. وفي مناهج أقسام الإعلام بجامعاتنا ما يغنينا مع مراعاة أن في المناهج الجامعية ما هو خاص بالرجال فقط مما هو معلوم لعلمائنا. • تبني الأقلام الجادة في المواقع والمجلات والصحف الإسلامية التي انتشرت عن طريق تعيين مندوبات لها في كل مناطق بلادنا الحبيبة. • وضع الحوافز المناسبة للمجهود الصحفي لتتفرغ الصحفية المسلمة لهذا العمل المهم في زمن العولمة الإعلامية الفاسدة. 2- إن فتح أقسام إعلامية للنساء بجامعاتنا يعني تخرج دفعات متوالية لا بد أن نبحث لها عن عمل وسنجد أقلاماً تكتب وبإلحاح عن ضرورة إيجاد أعمال لهن في تخصصهن الذي يشمل الإخراج وتقديم البرامج والتمثيل والغناء والصحافة وغير ذلك لأن مجالات الصحافة الإسلامية قد اكتفت، عندئذ سيفتح باب جحر الضب وسندخله شئنا أم أبينا وبأيدينا بل بأيدي من نتوسم فيهم الخير وبحسن نياتهم ولن ينفعنا الندم ولا عض الأصابع لأن الأمر قد خرج من الحق إلى الباطل. 3- إن فتح هذا الباب سيقودنا كما قاد غيرنا إلى المطالبة بفتح أكاديميات متخصصة في الموسيقى والسينما والتمثيل تخرج لنا كل عام أشباه الرجال وأشباه الجواري الغواني ممن تطفح بهم المجلات المشغولة وبأخبارهم التي تبين حقيقة حياتهم حتى باتوا هم القدوات. 4- كما سيقودنا إلى إقامة المسابقات الخاصة بهذه الفئات وتكريمهم – كما يزعمون – والتنافس السنوي لتقديم أعمالهم مما هو معلوم للجميع مما نشاهده في الدول الأخرى التي ابتليت بنيران هذه الفتن حتى صار المعروف عندهم منكراً والمنكر معروفاً لذا حاربوا من هداهم الله تعالى إلى الحق أو زينوا لهم الباطل في ثوب الحق ليعودوا من جديد إلى حلبة الباطل. إخواني وأخواتي الأفاضل: إن المسلم في وقت الفتن عليه أن يلتزم بما كان عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – والسلف الصالح مع تحري الأدلة الصحيحة وأخذها من مصادرها الموثوقة والعلماء الثقاة وألا نجعل لأعدائنا سبيلاً لهزيمتنا وأهمها الهزيمة النفسية والشعور بالتبعية للغير. كما أن من الواجب علينا أن نكون نحن من نعطي العالم المتناحر من حولنا السبل السوية لنجاته ففي ديننا ما يكفي لذلك. ولا نوقظ فتنة المرأة ونخرجها من خدرها إلى جحرها. وأنتن يا معشر المسلمات في بلادي الحبيبة لا تكن المركب الذي يركبه أعداؤنا لتنفيذ مآربهم فأنت عند خالتك أكرم من أن تُهاني لفقدك لفطرتك ولحيائك والهدف من وجودك، وتذكري دائماً أنك الآن سلاح ذو حدين فاختاري أي حد أنت.