نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
الأخطاء المنهجية في أبحاث "الطب النبوي"
د.صهباء محمد بندق**
 08/05/2005
كثيرٌ من الباحثين يقع في مغالطات بحثية في الأحاديث التي تحمل مضامين طبية، كما تقع منهم تجاوزات لحدود المنهج العلمي المتعارف عليه، وغالبا ما تتسم تلك الدراسات بغياب روح البحث العلمي، حيث تسودها الرغبة الملحة في إثبات مسائل طبية ما تزال في دائرة الغموض، ويطغى الجموح والهيجان العاطفي على صوت العقل والمنطق، فيغدو الهدف هو الانتصار المسبق لموضوع البحث وليس للبحث ذاته، وهذه إهانة عظيمة للعقل والدين معا، يجدر بالمسلمين الانتباه لها، فالخطأ المنهجي المتضمن في محاولة قسر النتائج التجريبية وجعلها مؤيدة لنصوص نبوية يجرد الباحث من نزاهته العلمية ويسلب البحث قيمته المعرفية.
بل إن تجاوز المعطيات التجريبية والاستغلال الخاطئ، والتطويع غير السليم للنتائج العلمية يعرّض السنة النبوية للضرر والتشويه نتيجة للأخطاء البشرية. فإلهاء المريض بدواء لم تثبت نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يلحق الضرر به، وقد يسبب له شكوكا في حال عدم الاستفادة أو حدوث ضرر باستعماله، وكذلك الأمر بالنسبة للسليم عندما يتعلق بأوهام على أنها من الوصايا الصحية النبوية.
ولعل من أسباب الارتكاز على المشاعر الدينية الفائرة، والتخلي عن الرؤية المنهجية والموضوعية بشأن الهدي النبوي في الطب.. ما تشهده الأمة من تطورات سياسية وأزمات ثقافية واقتصادية، ولدت روحا من الانهزام النفسي، البعض يحاول كبت عاطفته الدينية بشتى الوسائل، والبعض يحاول نقل المعركة إلى ميدانه الخاص في محاولة لا واعية لتفريغ الشعور الضاغط بالانسحاق الثقافي وضياع الهوية، هذا مع استبعاد فريق آخر -للأسف الشديد- يحاول استغلال تلك المشاعر الدينية الفائرة لتحقيق مآرب شخصية ولبناء أمجاد وهمية على أكتاف السنة النبوية.
وأود أن أنبه إلى أني عندما أذكر تلك الاعتراضات البحثية حول ما يتعلق بأبحاث ما يعرف بـ"الطب النبوي"، فهذا لا يعني مطلقا أنني أستبعد أي صورة من صور الإعجاز العلمي في حديثه صلى الله عليه وسلم، أو أنني لا أرى جدوى من الخوض في هذا المجال.

موقع إسلام أون لاين    13/05/2005