دعت الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم الأحد 10-4-2005 إلى تأسيس هيئة عربية للمتبرعين تعنى بنشر الوعي حول ثقافة التبرع بالدم في دول العالم النامي وتضم عددا كبيرا من الدول العربية المهتمة بالقضية والتي لها تجارب رائدة في هذا المجال. جاء هذا في ختام الندوة الدولية حول ثقافة التبرع بالدم التي انطلقت في مدينة وجدة شرق المغرب الجمعة 8-4-2005 تحت شعار "التبرع بالدم مسئولية الجميع" وشارك في فعالياتها عدد من الدول العربية والأفريقية والأوربية. ودعا الدكتور محمد أمين أفيلال رئيس جمعية المتبرعين بالدم للجهة الشرقية بوجدة إلى ضرورة تكوين لجنة عربية تسهم في بدء تأسيس الهيئة مؤلفة من د. نهال لاشين المحررة بالقسم العلمي والصحي بشبكة "إسلام أون لاين.نت"، حيث كانت صاحبة المبادرة بإنشاء هذه الهيئة على الإنترنت، وعضوين آخرين من الرابطة المغربية للمتبرعين بالدم. وقدمت "إسلام أون لاين.نت" في ورقة العمل التي طرحتها على الندوة بعنوان: "الإنترنت أداة إعلامية فعالة لنشر وعي التبرع بالدم".. عرضًا لتجربة الشبكة الخاصة بحملاتها الإلكترونية على موقعيها العربي والإنجليزي لنشر وعي ثقافة التبرع بالدم. كما دعت إسلام أون لاين.نت في ورقتها إلى تأسيس موقع عربي جامع للتبرع بالدم باسم "المنتدى العربي للتبرع بالدم"، يتيح الاستفادة من المميزات والخصائص التي يوفرها الإنترنت بنشر أدلة معلوماتية حول ثقافة التبرع بالدم، بالإضافة إلى إنشاء مجتمعات إلكترونية للعاملين في مجال التشجيع على التبرع بالدم لتبادل الخبرات فيما بينهم، وكذلك للمتبرعين والمحتاجين للدم؛ بحيث يكون هناك مرجع معلوماتي شامل حول كل ما يخص قضية التبرع بالدم. ولاقت هذه المبادرة قبولا حسنا، حيث أشار معظم الحضور إلى ضرورة استخدام الإنترنت في التواصل بين الحضور من الدول المختلفة لدعم هذا الملتقى واستمرارية الجهود. وأكد على هذا المعنى الدكتور محمد بن عجيبة رئيس الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم حيث أوضح مزايا الإنترنت في ورقة العرض الخاصة به بعنوان "وسائل استقطاب المتبرعين: تكييف الوسائل حسب الواقع والحاجيات"، مشيرا إلى أن الإنترنت وسيلة تحقق مجال انتشار أوسع لتبليغ المعلومات وتعد وسيلة صاحبة رسالة مباشرة ومستمرة، كما أكد على ضرورة مواصلة الجهود للحصول على المنفعة العامة، مطالبا مراسلة الوزارة المعنية لدعم مراكز تحاقن الدم في المغرب بطاقات بشرية ودعم معرفي وتكويني بالإضافة إلى الانفتاح على الهيئات العالمية والاطلاع على خبراتها لإثراء خبرات العاملين في هذا المجال بدول العالم النامي، والتي تشهد تراجعا في معدلات احتياطي الدم بمستشفياتها، وفقا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية في نشرتها الإعلامية الصادرة عام 2004. تجارب عربية رائدة فوزية فضلي ضيفة الشرف عن مرضى فقر الدم الوراثي وبالرغم من وجود هذا العجز في احتياطي الدم فإن هناك تجارب رائدة في دول الوطن العربي تم عرضها خلال الندوة، كان من بينها ما رصدته الأستاذة شيرين مجدي المحررة بموقع "عشرينات" الشبابي في ورقة عمل حول خبرات حملات التبرع بالدم في مصر، ومنها تجربة جمعية مصر شريان العطاء وهي جمعية أهلية تم إشهارها في 28-6-2004 ومشروعها هو "التبرع الطوعي المنتظم" الذي يهدف إلى توفير مجموعة محددة تتبرع بالدم بشكل منتظم لكل مريض دم مزمن. كذلك دعت ورقة "إسلام أون لاين.نت" إلى ضرورة الاقتداء بتجارب بعض الدول التي حققت نجاحا ملحوظا في هذا المجال مثل دولة إيران، حيث وصلت نسبة المتبرعين الطوعيين عام 2004 إلى 90% من المواطنين القابلين للتبرع. ومن أبرز ما يتم في إيران من أجل الترويج للتبرع الطوعي بالدم تدريس كتيبات خاصة بالتبرع بالدم في مراحل التعليم المختلفة، والطريف أن إيران انفردت برقم قياسي سجله إيراني يدعى "الشيخ إسلام" في مرات التبرع بالدم حيث تبرع بالدم 175 مرة حتى الآن. كما أشار الدكتور أفيلال إلى تجربة المغرب الرائدة في حملات التبرع بالدم من خلال ورقة العرض التي قدمها حول تجربة الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم المكونة من نحو 16 جمعية. وفي المقابل كشفت الندوة عن وجود دول مثل سوريا تعاني من مشكلة التبرع الإجباري بالدم نظرا لتراجع احتياطي الدم في فترة من الفترات، بالرغم من أن الوضع الحالي لا يشير إلى وجود أي مشاكل في احتياطي الدم. وفي هذا الصدد دعت مشاركتان من الهلال الأحمر السوري إلى عقد الملتقى القادم لمثل هذه الفعالية بسوريا. جدير بالذكر أن الرابطة المغربية أوصت على لسان الدكتور أفيلال بإقرار التماس تقدم به "عادل الإقليعي" مراسل إسلام أون لاين.نت في المغرب لإعفاء المصابين بفقر الدم الوراثي المزمن من تكلفة تحليل أكياس الدم، مشيرا بذلك إلى حالة فوزية فضلي ضيفة الشرف الممثلة عن مرضى الدم بالندوة، والتي أشادت بدور الرابطة في دعمها ومساعدتها في رسم البسمة على شفتها رغم إصابتها بمرض فقر الدم المزمن هي وإخوتها الأربعة.