نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
ثمرة التطبيع معطوبة

 

بقلم :رأي البيان

شن وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم هجوماً حاداً على الجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسى، أقرب للسباب منه للنقد أو التعليق السياسي، وزاد بكيل الاتهامات إلى الجزائر وسوريا، وتحميلهما مسؤولية إفشال محاولات تحطيم الجدار العربي المقاوم للتطبيع مع اسرائيل، تحت لافتة دفع قطار التسوية السلمية.


وكعادة صناع القرار الاسرائيلي تعمد شالوم النظر الى مقررات القمة العربية في الجزائر بطريقة معكوسة، وقراءة وثيقة صهيونية بدلاً من قراءة البيان الختامي للقمة، وفوت فرصة تاريخية للخروج من سرداب خداع الذات وتضليل الرأي العام، وبالتالي رأى في رفض العرب التطبيع المجاني مع اسرائيل تطرفاً من جانب موسى، بدلاً من ان يفهم منه انه دليل على التمسك الحقيقي بالسلام العادل والشامل والذي يفرض التزاماً على كل الاطراف، وليس العرب وحدهم.


شالوم اتهم الأمين العام للجامعة والجزائر - بلد المليون شهيد - وسوريا التي ترفع راية السلام منذ انطلاق قطار مدريد بأنهم وراء حرمان العرب من جائزة التطبيع مع اسرائيل، ولم يكشف لنا عن مضمون هذه الجائزة، وهل هو من نوع الجوائز التي اعتادت اسرائيل على منحها للعرب سواء الذين وقعوا معها معاهدات سلام او الذين لم يصبهم الدور بعد.


جوائز اسرائيل للعرب لم تخرج عن مفردات الاجتياح والتدمير والتخريب والمذابح الجماعية واغتصاب الارض، وصناعة الإرهاب الذي لم تسلم من أذاه دولة عربية، حتى تلك التي لا تربطها حدود مباشرة مع فلسطين المحتلة، مثلما حدث في تونس التي انتهكت سيادتها واخترقت من جانب عصابات الموساد لاغتيال الزعيم الفلسطيني أبو جهاد، وفي العراق الذي تعرضت منشآته النووية الى غارة دمرته، واغتيل احد أبرز العلماء النوويين العرب في عملية قذرة بباريس.


الوزير الإسرائيلي تمادى في أسلوب خداع الذات وتضليل الرأي العام وتحدث عن ثمرة التطبيع التي حرم منها العرب في قمة الجزائر، ولم يخجل من انكشاف الكذب، والتناقض في حديثه وكيف ان بلده لم يرد على يد العرب الممدودة بالسلام منذ قمة بيروت، ولم يتفاعل مع مبادرة السلام العربية، بل وأدمن إجهاض كل الخطوات السلمية من جانب الفلسطينيين والسوريين، حتى باتت المعادلة هكذا: كل خطوة سلام عربية تقابلها خطوات من العدوان الاسرائيلي.


الحاصل أن مسيرة الصلح العربي مع إسرائيل أظهرت بما لا يترك مجالاً للشك أن ثمرة التطبيع معطوبة، بل ومفخخة برسالة التدمير الشامل المباشر او الخفي، حيث استغل الإسرائيليون تطبيع العلاقات مع دول عربية لتسريب السموم القاتلة للحرث والنسل على شكل مبيدات زراعية محظورة دولياً، بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة إلى الإرهابيين ونشر الأوبئة المدمرة للمناعة الجسدية والروحية.


الأدهى ان يتهم من ينتمي الى فصيل الارهابيين الأوائل مرتكبي مذابح دير ياسين وبحر البقر وصابرا وشاتيلا دبلوماسياً عربياً مثل موسى بأنه متطرف، ولا يرى كل أدلة الاعتدال والعقلانية التي تميزه، وكأن اسرائيل تحصر معنى الاعتدال في الانبطاح والاذعان لإملاءاتها، وهو الأمر الذي يرفضه معظم العرب، ويتوجسون من ثمرة التطبيع المعطوبة.

مجلة البيان    26/03/2005