بقلم: عمرو عبداللطيف هاشم تمر الحكومة الإيرانية حاليا باختبار سياسي وقانوني صعب ومعقد, إذ في الوقت الذي تدفعها فيه الظروف الداخلية والإقليمية إلي المضي إلي آخر مدي في الأخذ بالخيار النووي فإن القوي العالمية ــ ممثلة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ــ تعارض بشدة في أن تصبح إيران دولة نووية في هذه المنطقة البالغة الأهمية للعالم أجمع. فبالنسبة للظروف الداخلية والإقليمية فإن النظام الحاكم في طهران والذي يسانده الشعب بشدة مقتنع تماما بالأهمية البالغة في ان تتحول البلد إلي قوة نووية خاصة انها ليست بعيدة عن إسرائيل عدوها الأول والتي تسمح لها الولايات المتحدة بأن تظل الدولة النووية الوحيدة في الشرقين الأوسط والأدني رغم انها دولة محتلة وغاصبة, وتدرك إيران ان تخليها عن هذا الطموح قد يكون فيه اضاعة الفرصة مستقبلا في القدرة علي استمرار النظام الإسلامي علما بأن إيران من ناحية امكانياتها العسكرية والتكنولوجية قادرة علي انتاج القنبلة النووية بل ولديها أيضا الوسائل القادرة علي حمل الرءوس النووية سواء لامتلاكها الصاروخ شهاب الذي يصل مداه إلي1500 كيلو متر, كما تمتلك400 طائرة ميج29 بعيدة المدي إلي آخر ذلك من امكانيات أخري تساعد علي انتاج وحمل السلاح النووي, الأمر الذي تضع فيه الشعوب العربية والإسلامية آمالا عريضة في أن تصبح إيران عنصر توازن ردع نووي ضد الطموحات الإسرائيلية, ومما يؤكد الاصرار الداخلي للنظام الحاكم في طهران علي المضي قدما في صناعة السلاح النووي هو القانون الذي اصدره أخيرا مجلس النواب الإيراني الذي يدعو الحكومة إلي ضرورة تخصيب اليورانيوم. أما بالنسبة للظروف الدولية فإن الغرب بصفة عامة سواء أمريكا أو أوروبا فإنه يرفض بشدة أن تنتج إيران أسلحة نووية إلي الحد الذي كانت معه واشنطن في البداية تهدد باستخدام القوة لمنع إيران من تحقيق احلامها النووية إلا أن الولايات المتحدة وجدت نفسها حاليا في حل من استخدام القوة حاليا بعد أن وجدت ان معارضة الاتحاد الأوروبي لإيران في هذا الخصوص لاتقل عن المعارضة الأمريكية بل إن الموقف الأوروبي وصل إلي المدي الذي يهدد فيه الاتحاد الأوروبي باحالة ملف إيران النووي إلي مجلس الأمن الأمر الذي من شأنه ان يشكل عقبة كبيرة أمام النظام الإيراني وبالتالي يعتبر قيدا قانونيا دوليا شرعيا أمام طهران, وهنا سوف يختلف الوضع عما هو عليه في العراق التي واجه غزو قوات التحالف لها معارضة دولية شرسة. الخلاصة ان إيران أمامها خياران كلاهما صعب فإما ان تصمم علي التحول إلي الخيار النووي لضمان حماية أمنها والاستجابة إلي تطلعات جماهيرها الأمر الذي من شأنه أن يعرضها إلي عقوبات دولية علي رأسها عقوبات اقتصادية قاسية, وإما محاولة اقناع الاتحاد الأوروبي بأن اهدافها تقتصر علي الاستخدام السلمي, علما بأن الدول الأوروبية في عجلة من الوقوف علي الموقف الإيراني النهائي في ضوء ماتؤكده بعض التقديرات من أن إيران قادرة علي انتاج السلاح النووي في فترة بين عام وعامين علي أكثر تقدير, ويبدو ان مهمة طهران سوف تكون في منتهي الصعوبة خاصة بعد ان رفض الاتحاد الأوروبي يوم21 مايو اقتراحها بأن تتولي روسيا عملية تخصيب اليورانيوم في إيران.