لها أون لاين ساعات أثقل من الجبال مرت على السعوديين، ومحبي الشيخ سفر الحوالي في كل مكان من عالمنا العربي والإسلامي، منذ أعلن ليلة أمس عن دخوله ـ شفاه الله وعافاه ـ أزمة صحية شديدة. لقد كشفت هذه الأزمة التي تعرض لها الشيخ عن مدى حب الناس له عن وعي وتمييز، لا عن اندفاع وتهور، فالرجل كان سبباً في وضوح الرؤية لدى أكثر شباب الأمة، ولم يفتر أو يمل في يوم من الأيام من الرهان على شباب المسلمين، وأنهم خير شباب الدنيا المنوط بهم حماية البشر من أنفسهم، ومحاربة الغلو والشطط والإرهاب، وهداية النور للعالم كله. نعم هذا هو سفر الحوالي، وما هذا الفزع والجزع لما أصابه إلا شاهد من شواهد غراسه في قلوب المؤمنين الصادقين من أبناء هذه الأمة داخل السعودية وخارجها.. ولا نحتاج أن نعرف سفر الحوالي للناس والدعاة والمهتمين، فأقل الناس زاداً في التعامل مع الدعوة والفكر الإسلامي لا شك مر بهم هذه الاسم كثيراُ، ولا شك أنهم يحفظون له مواقف بيضاء في ذاكرتهم، متأسين به وبعلمه. إن الوعكة الصحية التي ألمت بالشيخ ـ يحفظه الله ـ يجب أن تكون وقفة ومراجعة للذات من أولئك العاقين للعلماء المخاصمين لأنفسهم قبل خصومة علمائهم ومجتمعاتهم.. يجب أن تكون تنبيهاً قوياً بأن العلماء هم أنفس ما تملك هذه الأمة.. إنهم أهم كنوزها، وركائز نهضتها.. كما يجب أن تكون وقفة من الجميع للنظر في كيفية الاستماع للعلماء، وفتح الطريق أمامهم فقلوب الناس تجمع عليهم، يجب أن تفسح أمامهم الوسائل الإعلامية المختلفة، ويجب أن نستمع لهم ونعي عنهم ما يقولون.. فصوتهم يجب أن يكون هو الأعلى وآراؤهم يجب أن تدرس ويلتفت لها بعناية، فهم أصدق من توجه إلى رفعة هذه الأمة، وهم وحدهم القادرون على ربطنا بديننا وتراثنا وثقافتنا للوصول إلى إصابة الهدفين: الدنيا والآخرة.. شفى الله الشيخ سفر الحوالى ورده لأمته ومحبيه صداحاً بالحق مبشراً بعدل الإسلام ورحمته.