نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
«كشمير» قضية مؤجلة حتي إشعار آخر
كتب :سمير حسين
وصفت محطة تليفزيون هندية خاصة الرئيس ال-باكستاني برفيز مشرف بأنه رجل يظهر مهارة في العلاقات العامة, وشبهت زيارته للهند -مطلع الأسبوع الجاري- بزيارة الزعيم الباكستاني الراحل ضياء الحق الذي وصل إلي نيودلهي بصورة مفاجئة عام 1984 لحضور مباراة في «الكريكيت» في الوقت الذي كانت القوات الهندية تقوم فيه مناورات عسكرية علي الحدود الباكستانية ردًا علي ما وصفته نيودلهي في حينه بدعم باكستاني للمتمردين السيخ الذين كانوا يقاتلون الهند.
وقد استقبلت الهند برفيز مشرف بقتل ستة مجاهدين كشميريين» حيث قتلت عضوين بارزين من جماعة حزب المجاهدين في عاصمة كشمير المحتلة سرينجار, كما قتلت بالرصاص قبيل الزيارة بساعات أربعة من كبار أعضاء جماعة البدر في معركة منفصلة في غرب سرينجار.
وقتٍل هؤلاء المجاهدين الذين يسعون لتقرير المصير يؤكد رفض الهند لأي حوار حول كشمير, علي الرغم من أن مشرف كان يأمل في الوصول مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج إلي اتفاق حول بداية حل لقضية كشمير أو وضع أسس يتم الاتفاق عليها لحل القضية التي تشكل كبري القضايا الشائكة في شبه القارة الهندية, وحاول مشرف أن يفرض فكرته.. مطالبًا الهند بإظهار سعة الصدر لحل النزاع الرئيسي بين البلدين المتمثل في قضية كشمير, رغم أن هذه كانت طموحات مشرف عند زيارته الأخيرة للهند, إلا أن تلك الطموحات اضطربت بتصلب الهنود الذين يركزون علي مبادرات بناء الثقة والتعاون الاقتصادي, وتأجيل المفاوضات حول كشمير.
كانت الهند قد اشترطت, عندما ألمح مشرف قبل الزيارة بشهر إلي استعداده حضور مباراة «الكريكيت» بين الهند وباكستان, وافقت نيودلهي علي ذلك ولكنها أصرت علي أن تكون الزيارة غير رسمية, ولن تشمل مفاوضات حول كشمير, وقال وزير الشئون الخارجية الهندي تتوار سينج «إن بلاده ترحب بأي أفكار باكستانية حول كشمير ما عدا إعادة ترسيخ خريطة الهند!!».
وبالفعل وقعت الهند وباكستان يوم الإثنين الماضي بيانًا مشتركًا قالتا فيه: إن عملية السلام «لن تعود للوراء» واتفقتا علي زيادة الروابط التجارية والسفر عبر الحدود في إقليم كشمير المتنازع عليه, واتفقت الدولتان في البيان المشترك علي ما يلي:
¼ تشكيل مجلس تجاري مشترك لتحسين العلاقات التجارية.
¼ إقامة خطوط سكك حديدية يربط بين ولاية راجستان الهندية وإقليم السند الباكستاني بحلول مطلع العام المقبل (2006).
¼ زيادة معدل خدمة الحافلات بين شطري كشمير والتي أطلقت في السابع من أبريل الجاري.
¼ السماح للشاحنات باستخدام هذا المسار لترويج التجارة.
¼ فتح خط حافلات جديد بين بونش في كشمير المحتلة وراوالاكوت في كشمير الحرة.
¼ إعادة فتح قنصليتي البلدين في بومباي وكراتشي بحلول نهاية العام الحالي.
¼ بدء تسيير خدمة حافلات بين أمريتسار ولاهور.
¼ كما تعهد الجانبان بعدم السماح لهجمات المسلحين بإعاقة سير عملية السلام.
«كشمير» الغائب الحاضر
وبنظرة سريعة علي ما اتفق عليه في البيان المشترك, نجد أن قضية كشمير حازت لقب الحاضر الغائب» فهي حاضرة في ضمير الجنرال برفيز مشرف, وأيضا في ضمير رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج, الأول كان يسعي جاهدا أن تجد كشمير لها بندًا في جدول الزيارة المتفق عليه, ونظرًا لأنه ضيف علي الهند فلم يستطع الوصول لتحقيق طموحه, والثاني كان يسعي جاهدًا أن يتعهد الجانبان بعدم السماح لهجمات المسلحين بإعاقة سير عملية السلام, وهو استبدال ذكي» فبدلا من أن يكون اللفظ عدم السماح للهجمات الإرهابية بإعاقة سير عملية السلام كان اللفظ المذكور في آخر بند من بنود الاتفاق, وقد سعت الهند من خلال هذها التعهد وقف عمليات المجاهدين جنود الاحتلال الهندي للولاية, أي أنه أصبح علي باكستان بعد ذلك أن تقوم بدور الشرطي لمنع المجاهدين من تنغيص حياة الهنود المسالمين!!
جملة القول: نستطيع أن نجمل ما سلف ونزيد عليه: إن باكستان فازت علي الهند في الكريكيت, وهو الفوز الثامن في عشرة لقاءات جمعت بين البلدين, ولكن خسرت باكستان, وفازت الهند فيما يخص قضية كشمير واستطاعت الهند فرض أجندتها ولتؤجل قضية كشمير حتي إشعار آخر.

جريدة آفاق عربية    26/04/2005