نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
متى تقف اسرائيل عند حدها؟
لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده بالضفة والقطاع، يوما واحداً منذ تفاهمات قمة شرم الشيخ، التي انعقدت يوم 8شباط الماضي وحتى يومنا هذا.
والغريب ان هذه الاعتداءات تتصاعد كلما لاح في الافق بوادر تحريك لمبادرات السلام، او امكانية لتدخل دولي اكثر فعالية، بهدف حلحلة الوضع الجامد السائد في المنطقة، ومحاولة اقناع الجانب الاسرائيلي بالكف عن اجراءاته وممارساته واعتداءاته المتلاحقة على الفلسطينيين.
وحتى أثناء زيارة الرئيس محمود عباس لواشنطن والدول التي استضافته بعد ذلك، وهي جولة كان الهدف منها حشد الجهود، واستقطاب التأييد من مختلف القوى الدولية المعنية بالعملية السلمية في الشرق الاوسط، فإن السلطات الاسرائيلية واصلت نشاطاتها العسكرية، وأرسلت طائراتها لتقصف المخيمات الفلسطينية في قطاع غزة، وقام جنودها باطلاق النار على المواطنين الفلسطينيين الابرياء العزل من اي سلاح، وكانت حصيلة هذه الاعتداءات استشهاد وجرح عدد لا يستهان به من المواطنين المدنيين، دون اي مبرر، ومن غير ان يقترفوا ذنباً يمكن ان يعاقبوا عليه بالتصفية الجسدية، او محاولة التصفية في اقل تقدير.
وفي الوقت الذي تطرح فيه الحكومة الاسرائيلية هذه الايام، امكانية للافراج عن اربعمائة اسير فلسطيني، وتتعهد بأن تتم هذه الخطوة بالسرعة الممكنة، فان اطلاق سراح هؤلاء الاسرى - وان كان بحد ذاته سيخفف من معاناة عدد محدود من بين الآلاف الذين تحتجزهم السلطات الاسرائيلية في غياهب سجونها ومعتقلاتها، ويفترض ان تفرج عن الاسرى جميعا، دون استثناء او تمييز.
في هذا الوقت بالذات الذي تتبلور فيه انطباعات الاسرة الدولية بحق مدى جدية ومصداقية النوايا الاسرائيلية تجاه التهدئة والسلام والقضية الفلسطينية، فان الاعتداءات والاجراءات التعسفية الاسرائيلية، لا يمكنها إلا ان تعطي انطباعا سيئاً للغاية حول المواقف الاسرائيلية ازاء القضايا المحورية لعملية السلام، وهي المحك الحقيقي للسلوكيات السياسية والامنية لحكومة ارئيل شارون.
وإذا استمرت الاعتداءات الاسرائيلية بنفس الوتيرة الحالية، فان احدا لا يمكنه ان يضمن تماسك التهدئة الراهنة، او يتكهن بردود فعل مختلف الفصائل الفلسطينية التي تلتزم حتى الآن حالة من ضبط النفس ازاء الاعتداءات الاسرائيلية.
ومن المؤكد ان السلطة الفلسطينية لم تتفاهم مع الحكومة الاسرائيلية على نوع من التهدئة يفتقر الى ابسط مفاهيم التهدئة المتعارف عليها عالمياً: وهو التزام الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بعدم اللجوء الى العنف، والعودة بدلاً من ذلك الى اساليب التفاوض والحوار.
أما ما يحدث حالياً فعلى النقيض تماماً من هذا المفهوم العقلاني والمنطقي حيث تعطي السلطات الاسرائيلية الضوء الاخضر لجيشها ليعبث في الاراضي الفلسطينية قتلاً واغتيالاً وتدميراً.
فهل من جهة عربية، او دولية - وخصوصا الولايات المتحدة - قادرة على اقناع الحكومة الاسرائيلية بالوقوف عند حدها، خدمة لقضية السلام العادل، وضمانا لأمن الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وشعوب المنطقة بأسرها؟

جريدة البيان    01/06/2005