كشفت دراسة علمية أن 16% من الفرنسيات اللاتي يولدن اليوم يتوقع تجاوزهن المائة عام، في حين يتوقع أن يعيش نصفهن حتى الرابعة والتسعين من العمر حسب ما أورده المعهد الوطني الفرنسي للدراسات السكانية. وأظهرت الدراسة تقدم متوسط الأعمار في فرنسا عام 2004 إلى 83.8 عاما للنساء و76.7 للرجال، ما يعني أن المتوسط زاد بمقدار ثمانية أشهر لدى النساء وتسعة أشهر لدى الرجال مقارنة مع عام 2002. ناقوس الخطر ويوجد في فرنسا حاليا نحو ثلاثة ملايين شخص تزيد أعمارهم عن الثمانين عاما، في حين كان متوسط الأعمار عام 1950 يبلغ 63 عاما للرجال و69 للنساء. ويسجل التاريخ أن متوسط الأعمار في فرنسا في القرن الثامن عشر لم يتجاوز الخامسة والعشرين عاما بسبب الارتفاع الكبير في وفيات المواليد، بينما يبلغ اليوم عدد المعمرين الذين تجاوزوا المائة عام 15 ألف شخص. ويصل تعداد الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر 16 مليونا مقابل 11 مليونا عام 1950 و14 مليونا عام 1980. ودقت الدراسة التي أشرف عليها عالم الدراسات السكانية جيل بيزو ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن من تقل أعمارهم عن العشرين تتراجع أعدادهم حيث بلغوا 24.9 مليونا العام الماضي في حين كانوا 30 مليونا عام 1980 و32 مليونا عام 1960. وتأتي فرنسا في المرتبة الثانية عالميا بعد اليابان من حيث طول الأعمار، تليها كل من إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا. وترافق تقدم متوسط الأعمار مع تراجع أعداد الوفيات بفارق 25 ألف نسمة مقارنة مع عام 2002. نوعية الغذاء وتوقفت الدراسات عند بعض الملاحظات التي لا تخلو من طرافة، إذ تبين أن الرجال باتوا أكثر اهتماما بصحتهم وأقل إقبالا على شرب الخمر. فقد بلغت نسبة شاربي الخمر بين الرجال 52.1% عام 2002 مقابل 57.7% عام 1996 وفقا لدراسة صادرة عن المعهد الوطني للوقاية والتربية الصحية. كما أبدى الفرنسيون حرصا أكثر عند قيادة السيارة وتراجع عدد قتلاهم في حوادث السيارات بمقدار 323 رجلا، بينما توقف العدد نفسه لدى النساء عند رقم 78 امرأة. وأضيف إلى العاملين السابقين عامل اهتمام الرجال الفرنسيين على نحو أفضل بنوعية الغذاء، حيث قال المدير العام لمركز البحث من أجل دراسة وملاحظة ظروف الحياة روبير روشفور إن الفرنسي الذي كان يعتبر أن القوة الجسدية والعضلات المفتولة أكثر ارتباطا بقدرته على إغراء النساء أصبح مقتنعا بأن الرشاقة هي العامل الأوفر حظا في هذا المجال. وأعطى روشفور مثالا على الاهتمام المتزايد من جانب الرجال بالغذاء الصحي بارتفاع نسبة الذين يستخدمون زيت الزيتون في طعامهم من 19.2% عام 1996 إلى 30.1% عام 2002، كما زادت نسبة الذين يتناولون الطعام الخالي من المركبات الكيميائية على مدى نفس العامين من 5.6% إلى 16.9%. وأدى هذا الحرص الرجالي –حسب روشفور- إلى انخفاض نسبة الكولسترول في الدم وتراجع أمراض القلب في أوساطهم