نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
حوار مفتوح حول الأدب الإسلامي
في افتتاح الموسم الثقافي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية
محمد شلال الحناحنة
افتتح المكتب الإقليمي لرابطة الأدب الإسلامي العالمية في المملكة العربية السعودية موسمه الثقافي لعام 1425ه 1426ه في الرياض بندوة عنوانها: "حوار مفتوح حول الأدب الإسلامي".
وقد تحدث في الندوة كل من د.عبدالقدوس أبوصالح رئيس الرابطة، والناقد د.سعد أبوالرضا الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ونائب رئيس مكتب البلاد العربية في الرابطة، والأديب د.ناصر الخنين نائب رئيس المكتب الإقليمي للرابطة في الرياض، والأديب د. وليد قصاب الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومدير تحرير مجلة الأدب الإسلامي، وقد حضر هذا اللقاء الثقافي الشهري، جمهور من الأدباء والمثقفين والمتابعين.

منهج الاعتدال والوسطية


بداية تحدث د.عبدالقدوس أبوصالح رئيس الرابطة، مرحباً بالأدباء والمثقفين الذين حضروا حباً للأدب الإسلامي ورابطته، وحرصاً على متابعة ندواتها، وقال: إن هدفنا من الندوة أن نتفق جميعاً على مفهوم متقارب لتعريف الأدب الإسلامي، وكما تعرفون فإن الرابطة هيئة أدبية تجمع المنتسبين لها من الأدباء مبتعدة عن الصراعات السياسية، مع اهتمامها بقضايا الأمة، وقضايا المسلمين في كل مكان في فلسطين والعراق، والبوسنة والهرسك وغيرها، كما أنها تلتزم منهج الاعتدال والوسطية والبعد عن الغلو والتطرف في تعاملها مع الآخرين، وهو منهج شيخنا الكبير أبي الحسن الندوي رحمه الله، وقد تميز بإخلاصه في نصح حكام الأمة، وحسن صلته بهم، وهو المنهج الإسلامي القويم الذي ينبغي أن يميز المسلمين في سبيل معالجة قضاياهم، والنهوض بأمتهم.

موقف الأدب الإسلامي من الآخر


.. ثم تحدث د.سعد أبوالرضا عن موقف الأدب الإسلامي من الآخر، وقال: إن الآخر الذي نعنيه هو من يخالفنا الرأي بالنسبة للأدب، وهذا ينطبق على الأشخاص والأفكار، لأن هناك من لا يوافق على فكرة الأدب الإسلامي، وبعض هؤلاء يرى أن الأدب العربي يغني عن ذلك، فالأدب العربي لدى هؤلاء كله إسلامي!! ولا ندري كيف يجعلون من المجون والخمريات أدباً إسلامياً!! ونحن مع الأدب العربي الذي يوافق التصور الإسلامي، وندعو إليه، كما أننا لا ننكر في الأدب الإسلامي المذاهب الأدبية والمناهج المختلفة، وما أكثرها، بل نأخذ منها ما يوافق ثوابتنا وتصورنا الإسلامي، أما ما أثارته الحداثة في هذا المجال من البنيوية إلى التفكيكية فهي تعبر عن اتجاهاتها الغربية الخاصة.
كما نرى أن التفكيكية مثلاً تدعو إلى نهائية المعنى.. وهذا خطر عظيم على الفكر والأدب.
إننا لا نصادر الرأي الآخر لكن ندعو إلى دراسته بما يوافق ثوابتنا الإسلامية، وتصورات ديننا للإنسان والكون والحياة.

أصول الالتزام في الأدب الإسلامي


وتناول د.ناصر الخنين الأصول الشرعية للالتزام في الأدب الإسلامي، وقال: إنها واضحة وظاهرة في المفهوم الإسلامي، فالإسلام هو الانقياد لله والاستسلام له في الأقوال والأعمال وجعلها مخلصة لله، وقد قال تعالى في محكم كتابه العزيز: قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين (162) لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (163) (الأنعام).
وهذا منتهى الالتزام، والأديب يوقظ الأذهان والقلوب والمشاعر من خلال أدبه بأسلوب فني رائع، ويؤثر في الآخرين، وفي ميولهم وعواطفهم وسلوكهم واتجاهاتهم، فعليه أن يتقي الله في أدبه، ويلتزم بالمنهج القويم وهو منهج الإسلام الذي يرضي الله ورسوله {.
موقف الأدب الإسلامي من الغموض والوضوح في الشعر
وجاءت كلمة د. وليد قصاب أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام لتلقي الضوء على موقف الرابطة من الغموض والوضوح في الشعر، فقال: إن الأدب الإسلامي هو أدب الوضوح لأنه أدب ذو غاية.. فهو يحرص على التواصل مع المتلقي، ليوصل رسالته السامية، وقد نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، والبلاغة من البلوغ، والفصاحة تعني الإبانة، والثقافة العربية الإسلامية تتجه إلى الوضوح، ولا يعني ذلك الابتذال أو السطحية أو عدم العمق.
أما أصحاب الغموض في الأدب العربي، فحجتهم واهية، ودعواهم باطلة، فهم يزعمون أن عصرنا عصر عبثي، ولذلك ينبغي أن يعبر الأدب في رأيهم عن العبث والغموض، لأن الحياة تسير بغير منطق.
إننا في رابطة الأدب الإسلامي مع استخدام الرمز والصورة والإيحاء ولكن بشفافية بعيداً عن التعمية والعبث عند بعض رموز الحداثة الموبوءة، ونحن مع النص الجيد الذي يجعل القارئ يكتشف أشياء جديدة في النص، مما يهب النص ثراءً وجدة وعمقاً، مع تنوع القراءات، واختلاف الرؤى.

مراجعة الذات


وفي ختام اللقاء، فتح المجال للحوار، وتحدث الناقد د.حسين علي محمد فقال: هناك غموض شيطاني في الشعر مثل غموض الشاعر أدونيس، وهناك غموض حضاري شفيف مثل غموض الشاعر المصري أحمد سويلم.
كما طالب الشاعر فائق منيف بمراجعة الذات خلال هذه اللقاءات، وتساءل: لماذا نهمل طرق الوصول إلى الآخر؟ كما جاءت مداخلات أخرى لبعض الأدباء معبرة عن هموم الرابطة، ومستشرفة آفاق الأدب الإسلامي.
ثم أصغى الحضور لأمسية شعرية شارك فيها عدة شعراء منهم: د.وليد قصاب، ود.عمر خلوف، وسعد جبر، وعمر الرشيدي، وسامي البكر، وقد عبرت قصائدهم عن هموم وجدانية خاصة، وأخرى جماعية.

مجلة المجتمع    24/02/2005