mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن) - سورة الهمزة
 
  تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)  
   سورة الهمزة   
   ( 220 من 230 )  
  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 تفسير سورة الهمزة

وهي مكية

‏[‏1 ـ 9‏]‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ‏}‏

‏{‏وَيْلٌ‏}‏ أي‏:‏ وعيد، ووبال، وشدة عذاب ‏{‏لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ‏}‏ الذي يهمز الناس بفعله، ويلمزهم بقوله، فالهماز‏:‏ الذي يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل، واللماز‏:‏ الذي يعيبهم بقوله‏.‏

ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه في طرق الخيرات وصلة الأرحام، ونحو ذلك، ‏{‏يَحْسَبُ‏}‏ بجهله ‏{‏أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ‏}‏ في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر‏.‏

‏{‏كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ‏}‏ أي‏:‏ ليطرحن ‏{‏فِي الْحُطَمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ‏}‏ تعظيم لها، وتهويل لشأنها‏.‏

ثم فسرها بقوله‏:‏ ‏{‏نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ‏}‏ التي وقودها الناس والحجارة ‏{‏الَّتِي‏}‏ من شدتها ‏{‏تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ‏}‏ أي‏:‏ تنفذ من الأجسام إلى القلوب‏.‏

ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها، قد أيسوا من الخروج منها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ‏}‏ أي‏:‏ مغلقة ‏{‏فِي عَمَدٍ‏}‏ من خلف الأبواب ‏{‏مُمَدَّدَةٍ‏}‏ لئلا يخرجوا منها ‏{‏كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا‏}‏ ‏.‏

‏[‏نعوذ بالله من ذلك، ونسأله العفو والعافية‏]‏‏.‏

  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي