الصفة الرابعة: "المجيء"
مجيء الله للفصل بين عباده يوم القيامة ثابت بالكتاب، والسنة وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّك} [ سورة الفجر، الآية: 22.]. و {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ}[ سورة البقرة، الآية: 210.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (حتى إذا لم يبق إلا من يعبد الله أتاهم رب العالمين). متفق عليه. في حديث طويل[رواه البخاري، كتاب الأذان (806)، ومسلم، كتاب الإيمان (183).].
وأجمع السلف على ثبوت المجيء لله تعالى، فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، وهو مجيء حقيقي يليق بالله تعالى.
وقد فسره أهل التعطيل بمجيء أمره. ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
الصفة الخامسة: "الرضا"
الرضا من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}[ سورة البينة، الآية: 8.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها) [رواه مسلم، كتاب الذكر (2734).]. رواه مسلم.
وأجمع السلف على إثبات الرضا لله تعالى فيجب إثباته له من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهو رضا حقيقي يليق بالله تعالى، وقد فسره أهل التعطيل بالثواب. نرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
الصفة الخامسة: "المحبة"
المحبة من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[ سورة المائدة، الآية: 54.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم خيبر: (لأعطين الراية غدًا رجلًا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله) [رواه البخاري، كتاب المغازي (4210)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة (2406).]. متفق عليه.
وأجمع السلف على ثبوت المحبة لله يحب، ويحب، فيجب إثبات ذلك حقيقة من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهي محبة حقيقية تليق بالله تعالى، وقد فسرها أهل التعطيل بالثواب، والرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
الصفة السابعة: "الغضب"
الغضب من صفات الله الثابتة له بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى فيمن قتل مؤمنًا متعمدًا: {وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ}[ سورة النساء، الآية: 93.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن الله كتب كتابًا عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي)[ رواه البخاري، كتاب التوحيد (7554)، ومسلم، كتاب التوبة (2751).]. متفق عليه.
وأجمع السلف على ثبوت الغضب لله فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهو غضب حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام، ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه رابع: أن الله تعالى غاير بين الغضب والانتقام فقال تعالى: {فَلَمَّا آسَفُونَا} أي أغضبونا {انْتَقَمْنَا مِنْهُم}[ سورة الزخرف، الآية: 55.]. فجعل الانتقام نتيجة للغضب فدل على أنه غيره.
الصفة الثامنة: "السخط"
السخط من صفات الله الثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّه}[ سورة محمد، الآية: 28.].
وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك)[ صحيح مسلم، كتاب الصلاة (486).]. الحديث رواه مسلم.
وأجمع السلف على ثبوت السخط لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهو سخط حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بالانتقام. ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
الصفة التاسعة: "الكراهة"
الكراهة من الله لمن يستحقها ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُم}[ سورة الأنفال، الآية: 46.].
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن الله كره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال) ["صحيح البخاري"، كتاب الزكاة (1477).]. رواه البخاري.
وأجمع السلف على ثبوت ذلك لله فيجب إثباته من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهي كراهة حقيقية من الله تليق به، وفسر أهل التعطيل الكراهة بالإبعاد. نرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة.
الصفة العاشرة: "النزول"
نزول الله إلى السماء الدنيا من صفاته الثابتة له بالسنة، وإجماع السلف.
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : )ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له...( [رواه البخاري، كتاب التهجد (1145)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين (758).] الحديث متفق عليه.
وأجمع السلف على ثبوت النزول لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل.
وهو نزول حقيقي يليق بالله، وفسره أهل التعطيل بنزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، ونرد عليهم بما سبق في القاعدة الرابعة وبوجه رابع: أن الأمر ونحوه لا يمكن أن يقول: من يدعوني فأستجيب له... إلخ.