mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة الزمر
 
  الجلالين  
   سورة الزمر   
   ( 38 من 113 )  
  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة الزمر

 الأية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ‏}‏

‏{‏ تنزيل الكتاب ‏}‏ القرآن مبتدأ ‏{‏ من الله ‏}‏ خبره ‏{‏ العزيز ‏}‏ في ملكه ‏{‏ الحكيم ‏}‏ في صنعه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ‏}‏

‏{‏ إنا أنزلنا إليك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ الكتاب بالحق ‏}‏ متعلق بأنزل ‏{‏ فاعبد الله مخلصا له الدين ‏}‏ من الشرك‏:‏ أي موحداً له ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار ‏}‏

‏{‏ ألا الله الدين الخالص ‏}‏ لا يستحقه غيره ‏{‏ والذين اتخذوا من دونه ‏}‏ الأصنام ‏{‏ أولياء ‏}‏ وهم كفار مكة قالوا ‏{‏ ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ‏}‏ قربى مصدر بمعنى تقريباً ‏{‏ إن الله يحكم بينهم ‏}‏ وبين المسلمين ‏{‏ في ما هم فيه يختلفون ‏}‏ من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة، والكافرين النار ‏{‏ إن الله لا يهدي من هو كاذب ‏}‏ في نسبة الولد إليه ‏{‏ كفار ‏}‏ بعبادته غيره الله ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار ‏}‏

‏{‏ لو أراد الله أن يتخذ ولداً ‏}‏ كما قالوا‏:‏ ‏(‏اتخذ الرحمن ولداً‏)‏ ‏{‏ لاصطفى مما يخلق ما يشاء ‏}‏ واتخذه ولداً غير من قالوا من الملائكة بنات الله وعزيز ابن الله والمسيح ابن الله ‏{‏ سبحانه ‏}‏ تنزيهاً له عن اتخاذ الولد ‏{‏ هو الله الواحد القهار ‏}‏ لخلقه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار ‏}‏

‏{‏ خلق السماوات والأرض بالحق ‏}‏ متعلق بخلق ‏{‏ يكوّر ‏}‏ يدخل ‏{‏ الليل على النهار ‏}‏ فيزيد ‏{‏ ويكور النهار ‏}‏ يدخله ‏{‏ على الليل ‏}‏ فيزيد ‏{‏ وسخَّر الشمس والقمر كل يجزي ‏}‏ في فلكه ‏{‏ لأجل مسمى ‏}‏ ليوم القيامة ‏{‏ ألا هو العزيز ‏}‏ الغالب على أمره المنتقم من أعدائه ‏{‏ الغفار ‏}‏ لأوليائه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون ‏}‏

‏{‏ خلقكم من نفس واحدة ‏}‏ أي آدم ‏{‏ ثم جعل منها زوجها ‏}‏ حواء ‏{‏ وأنزل لكم من الأنعام ‏}‏ الإبل والبقر والغنم الضأن والمعز ‏{‏ ثمانية أزواج ‏}‏ من كل زوجان ذكر وأنثى كما بيّن في سورة الأنعام ‏{‏ يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق ‏}‏ أي نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً ‏{‏ في ظلمات ثلاث ‏}‏ هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ‏{‏ ذلكم الله ربكم له الملك لا إله هو فأنَّى تصرفون ‏}‏ عن عبادته إلى عبادة غيره ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ‏}‏

‏{‏ إن تكفروا فإن الله غنيٌ عنكم ولا يرضى لعباده الكفر ‏}‏ وإن أراده من بعضهم ‏{‏ وإن تشكروا ‏}‏ الله فتؤمنوا ‏{‏ يرضه ‏}‏ بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه‏:‏ أي الشكر ‏{‏ لكم ولا تزر ‏}‏ نفس ‏{‏ وازرة وزر ‏}‏ نفس ‏{‏ أخرى ‏}‏ أي لا تحمله ‏{‏ ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور ‏}‏ بما في القلوب ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ‏}‏

‏{‏ وإذا مسَّ الإنسان ‏}‏ أي الكافر ‏{‏ ضرٌ دعا ربه ‏}‏ تضرَّع ‏{‏ منيباً ‏}‏ راجعاً ‏{‏ إليه ثم إذا خوّله نعمة ‏}‏ أعطاه إنعاماً ‏{‏ منه نسيَ ‏}‏ ترك ‏{‏ ما كان يدعو ‏}‏ يتضرّع ‏{‏ إليه من قبل ‏}‏ وهو الله، فما في موضع من ‏{‏ وجعل الله أنداداً ‏}‏ شركاء ‏{‏ ليضل ‏}‏ بفتح الياء وضمها ‏{‏ عن سبيله ‏}‏ دين الإسلام ‏{‏ قل تمتع بكفرك قليلاً ‏}‏ بقية أجلك ‏{‏ إنك من أصحاب النار ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب ‏}‏

‏{‏ أمَن ‏}‏ بتخفيف الميم ‏{‏ هو قانت ‏}‏ قائم بوظائف الطاعات ‏{‏ آناء الليل ‏}‏ ساعاته ‏{‏ ساجداً وقائماً ‏}‏ في الصلاة ‏{‏ يحذر الآخرة ‏}‏ أي يخاف عذابها ‏{‏ ويرجو رحمة ‏}‏ جنة ‏{‏ ربه ‏}‏ كمن هو عاص بالكفر أو غيره، وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة ‏{‏ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ‏}‏ أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل ‏{‏ إنما يتذكر ‏}‏ يتعظ ‏{‏ أولوا الألباب ‏}‏ أصحاب العقول ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ‏}‏

‏{‏ قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم ‏}‏ أي عذابه بأن تطيعوه ‏{‏ للذين أحسنوا في هذه الدنيا ‏}‏ بالطاعة ‏{‏ حسنة ‏}‏ هي الجنة ‏{‏ وأرض الله واسعة ‏}‏ فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات ‏{‏ إنما يوفى الصابرون ‏}‏ على الطاعة وما يبتلون به ‏{‏ أجرهم بغير حساب ‏}‏ بغير مكيال ولا ميزان ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ‏}‏

‏{‏ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين ‏}‏ من الشرك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏وأمرت لأن أكون أول المسلمين ‏}‏

‏{‏ وأمرت لأن ‏}‏ أي بأن ‏{‏ أكون أول المسلمين ‏}‏ من هذه الأمة ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ‏}‏

‏{‏ قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏قل الله أعبد مخلصا له ديني ‏}‏

‏{‏ قل الله أعبد مخلصاً له ديني ‏}‏ من الشرك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين ‏}‏

‏{‏ فاعبدوا ما شئتم من دونه ‏}‏ غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى ‏{‏ قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ‏}‏ بتخليد الأنفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدَّة لهم في الجنة لو آمنوا ‏{‏ ألا ذلك هو الخسران المبين ‏}‏ البيَّن ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون ‏}‏

‏{‏ لهم من فوقهم ظلل ‏}‏ طباق ‏{‏ من النار ومن تحتهم ظلل ‏}‏ من النار ‏{‏ ذلك يخوِّف الله به عباده ‏}‏ أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه ‏{‏ يا عباد فاتقون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد ‏}‏

‏{‏ والذين اجتنبوا الطاغوت ‏}‏ الأوثان ‏{‏ أن يعبدوها وأنابوا ‏}‏ أقبلوا ‏{‏ إلى الله لهم البشرى ‏}‏ بالجنة ‏{‏ فبشر عباد ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب ‏}‏

‏{‏ الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ‏}‏ وهو ما فيه صلاحهم ‏{‏ أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ‏}‏ أصحاب العقول ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ‏}‏

‏{‏ أفمن حق عليه كلمة العذاب ‏}‏ أي‏:‏ ‏(‏لأملأن جهنم‏)‏ ‏{‏ أفأنت تنقذ ‏}‏ تخرج ‏{‏ من في النار ‏}‏ جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للإنكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ‏}‏

‏{‏ لكن الذين اتقوْا ربهم ‏}‏ بأن أطاعوه ‏{‏ لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار ‏}‏ أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية ‏{‏ وعد الله ‏}‏ منصوب بفعله المقَّدر ‏{‏ لا يخلف الله الميعاد ‏}‏ وعده ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ‏}‏

‏{‏ ألم تر ‏}‏ تعلم ‏{‏ أن الله أنزل من السماء ماءً فسلكه ينابيع ‏}‏ أدخله أمكنة نبع ‏{‏ في الأرض ثم يخرج به زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج ‏}‏ ييبس ‏{‏ فتراه ‏}‏ بعد الخضرة مثلاُ ‏{‏ مصفراً ثم يجعله حطاماً ‏}‏ فتاتاً ‏{‏ إن في ذلك لذكرى ‏}‏ تذكيراً ‏{‏ لأولي الألباب ‏}‏ يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ‏}‏

‏{‏ أفمن شرح الله صدره للإسلام ‏}‏ فاهتدى ‏{‏ فهو على نور من ربه ‏}‏ كمن طبع على قلبه، دلَّ على هذا ‏{‏ فويلٌ ‏}‏ كلمة عذاب ‏{‏ للقاسية قلوبهم من ذكر الله ‏}‏ أي عن قبول القرآن ‏{‏ أولئك في ضلال مبين ‏}‏ بيّن ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ‏}‏

‏{‏ الله نزَّل أحسن الحديث كتاباً ‏}‏ بدل من أحسن، أي قرآناً ‏{‏ متشابهاً ‏}‏ أي يشبه بعضه بعضاً في النظم وغيره ‏{‏ مثانَي ‏}‏ ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما ‏{‏ تقشعر منه ‏}‏ ترتعد عند ذكره وعيده ‏{‏ جلود الذين يخشوْن ‏}‏ ‏{‏ يخافون ربهم ثم تلين ‏}‏ تطمئن ‏{‏ جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اله ‏}‏ أي عند ذكر وعده ‏{‏ ذلك ‏}‏ أي الكتاب ‏{‏ هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون ‏}‏

‏{‏ أفمن يتقي ‏}‏ يلقى ‏{‏ بوجهه سوء العذاب يوم القيامة ‏}‏ أي أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة ‏{‏ وقيل للظالمين ‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏ ذوقوا ما كنتم تكسبون ‏}‏ أي جزاءَه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏كذب الذين من قبلهم فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ‏}‏

‏{‏ كذَّب الذين من قبلهم ‏}‏ رسلهم في إتيان العذاب ‏{‏ فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ‏}‏ من جهة لا تخطر ببالهم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ‏}‏

‏{‏ فأذاقهم الله الخزي ‏}‏ الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره ‏{‏ في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا ‏}‏ أي المكذبون ‏{‏ يعلمون ‏}‏ عذابها ما كذبوا ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ‏}‏

‏{‏ ولقد ضربنا ‏}‏ جعلنا ‏{‏ للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون ‏}‏ يتعظون ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ‏}‏

‏{‏ قرآناً عربياً ‏}‏ حال مؤكدة ‏{‏ غير ذي عوج ‏}‏ أي لبس واختلاف ‏{‏ لعلهم يتقون ‏}‏ الكفر ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ‏}‏

‏{‏ ضرب الله ‏}‏ للمشرك والموحِّد ‏{‏ مثلا رجلاً ‏}‏ بدل من مثلا ‏{‏ فيه شركاء متشاكسون ‏}‏ متنازعون سيئة أخلاقهم ‏{‏ ورجلاً سالماً ‏}‏ خالصاً ‏{‏ لرجل هل يستويان مثلاً ‏}‏ تميز أي لا يستوي العبد بجماعه والعبد لواحد، فإن الأول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحيَّر فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك، والثاني مثل للموحّد ‏{‏ الحمد لله ‏}‏ وحده ‏{‏ بل أكثرهم ‏}‏ أي أهل مكة ‏{‏ لا يعلمون ‏}‏ ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون ‏}‏

‏{‏ إنك ‏}‏ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ ميت وإنهم ميتون ‏}‏ ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت، نزلت لما استبطؤوا موته صلى الله عليه وسلم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون ‏}‏

‏{‏ ثم إنكم ‏}‏ أيها الناس فيما بينكم من المظالم ‏{‏ يوم القيامة عند ربكم تختصمون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين ‏}‏

‏{‏ فمن ‏}‏ أي لا أحد ‏{‏ أظلم ممن كذب على الله ‏}‏ بنسبة الشريك والولد إليه ‏{‏ وكذَّب بالصدق ‏}‏ بالقرآن ‏{‏ إذ جاءه أليس في جهنم مثوىً ‏}‏ مأوى ‏{‏ للكافرين ‏}‏ بلى ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون ‏}‏

‏{‏ والذى جاء بالصدق ‏}‏ هو النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ وصدق به ‏}‏ هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين ‏{‏ أولئك هم المتقون ‏}‏ الشرك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ‏}‏

‏{‏ لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ‏}‏ لأنفسهم بإيمانهم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏

‏{‏ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ‏}‏

‏{‏ ليكفّر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون ‏}‏ أسوأ وأحسن بمعنى السيء والحسن ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏

‏{‏أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فما له من هاد ‏}‏

‏{‏ أليس الله بكاف عبده ‏}‏ أي النبي، بلى ‏{‏ ويخوّفونك ‏}‏ الخطاب له ‏{‏ بالذين من دونه ‏}‏ أي الأصنام، أن تقتله أو تخبله ‏{‏ ومن يضلل الله فما له من هاد ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏

‏{‏ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام ‏}‏

‏{‏ ومن يهد الله فما له من مضلِّ أليس الله بعزيز ‏}‏ غالب على أمره ‏{‏ ذي انتقام ‏}‏ من أعدائه ‏؟‏ بلى ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 38 ‏)‏

‏{‏ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ‏}‏

‏{‏ ولئن ‏}‏ لام قسم ‏{‏ سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولنَّ الله قل أفرأيتم ما تدعون ‏}‏ تعبدون ‏{‏ من دون الله ‏}‏ أي الأصنام ‏{‏ إن أرادني الله بضرِّ هل هن كاشفاتٌ ضرَّه ‏}‏ لا ‏{‏ أو أرادني برحمة هل هن ممسكاتٌ رحمتَه ‏}‏ لا، وفي قراءة بالإضافة فيهما ‏{‏ قل حسبيَ الله عليه يتوكل المتوكلون ‏}‏ يثق الواثقون ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 39 ‏)‏

‏{‏قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون ‏}‏

‏{‏ قل يا قوم اعملوا على مكانتكم ‏}‏ حالتكم ‏{‏ إني عامل ‏}‏ على حالتي ‏{‏ فسوف تعلمون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 40 ‏)‏

‏{‏من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ‏}‏

‏{‏ من ‏}‏ موصولة مفعول العلم ‏{‏ يأتيه عذاب يخزيه ويحل ‏}‏ ينزل ‏{‏ عليه عذاب مقيم ‏}‏ دائم هو عذاب النار، وقد أخزاهم الله ببدر ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 41 ‏)‏

‏{‏إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ‏}‏

‏{‏ إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ‏}‏ متعلق بأنزل ‏{‏ فمن اهتدى فلنفسه ‏}‏ اهتداؤه ‏{‏ ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل ‏}‏ فتجبرهم على الهدى ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 42 ‏)‏

‏{‏الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ‏}‏

‏{‏ الله يتوفى الأنفس حين موتها و ‏}‏ يتوفى ‏{‏ التي لم تمت في منامها ‏}‏ أي يتوفاها وقت النوم ‏{‏ فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ‏}‏ أي وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس ‏{‏ إن في ذلك ‏}‏ المذكور ‏{‏ لآيات ‏}‏ دلالات‏.‏ ‏{‏ لقوم يتفكرون ‏}‏ فيعلمون أن القادر على ذلك، قادر على البعث، وقريش لم يتفكروا في ذلك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 43 ‏)‏

‏{‏أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ‏}‏

‏{‏ أم ‏}‏ بل ‏{‏ اتخذوا من دون الله ‏}‏ أي الأصنام آلهة ‏{‏ شفعاء ‏}‏ عن الله بزعمهم ‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ أ ‏}‏ يشفعون ‏{‏ ولو كانوا لا يملكون شيئاً ‏}‏ من الشفاعة وغيرها ‏{‏ ولا يعقلون ‏}‏ أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك ‏؟‏ لا ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 44 ‏)‏

‏{‏قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون ‏}‏

‏{‏ قل لله الشفاعة جميعاً ‏}‏ أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه ‏{‏ له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 45 ‏)‏

‏{‏وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ‏}‏

‏{‏ وإذا ذكر الله وحده ‏}‏ أي دون آلهتهم ‏{‏ اشمأزت ‏}‏ نفرت وانقبضت ‏{‏ قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه ‏}‏ أي الأصنام ‏{‏ إذا هم يستبشرون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 46 ‏)‏

‏{‏قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ‏}‏

‏{‏ قل اللهم ‏}‏ بمعنى يا الله ‏{‏ فاطر السماوات والأرض ‏}‏ مبدعهما ‏{‏ عالم الغيب والشهادة ‏}‏ ما غاب وما شوهد ‏{‏ أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ‏}‏ من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 47 ‏)‏

‏{‏ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ‏}‏

‏{‏ ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا ‏}‏ ظهر ‏{‏ لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ‏}‏ يظنون ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 48 ‏)‏

‏{‏وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ‏}‏

‏{‏ وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق ‏}‏ نزل ‏{‏ بهم ما كانوا به يستهزءُون ‏}‏ أي العذاب ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 49 ‏)‏

‏{‏فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون ‏}‏

‏{‏ فإذا مسَّ الإنسان ‏}‏ الجنس ‏{‏ ضر دعانا ثم إذا خوّلناه ‏}‏ أعطيناه ‏{‏ نعمة ‏}‏ إنعاماً ‏{‏ منا قال إنما أوتيته على علم ‏}‏ من الله بأني له أهل ‏{‏ بل هي ‏}‏ أي القولة ‏{‏ فتنة ‏}‏ بلية يبتلى بها العبد ‏{‏ ولكن أكثرهم لا يعلمون ‏}‏ أي التخويل استدراج وامتحان ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 50 ‏)‏

‏{‏قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ‏}‏

‏{‏ قد قالها الذين من قبلهم ‏}‏ من الأمم كقارون وقومه الراضين بها ‏{‏ فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 51 ‏)‏

‏{‏فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ‏}‏

‏{‏ فأصابهم سيئات ما كسبوا ‏}‏ أي جزاؤها ‏{‏ والذين ظلموا من هؤلاء ‏}‏ أي قريش ‏{‏ سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ‏}‏ بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 52 ‏)‏

‏{‏أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ‏}‏

‏{‏ أوَ لم يعلموا أن الله يبسط الرزق ‏}‏ يوسعه ‏{‏ لمن يشاء ‏}‏ امتحاناً ‏{‏ ويقدر ‏}‏ يضيقه لمن يشاء ابتلاء ‏{‏ إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ‏}‏ به ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 53 ‏)‏

‏{‏قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ‏}‏

‏{‏ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا ‏}‏ بكسر النون وفتحها، وقرئ بضمها تيأسوا ‏{‏ من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ‏}‏ لمن تاب من الشرك ‏{‏ إنه هو الغفور الرحيم ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 54 ‏)‏

‏{‏وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ‏}‏

‏{‏ وأنيبوا ‏}‏ ارجعوا ‏{‏ إلى ربكم وأسلموا ‏}‏ أخلصوا العمل ‏{‏ له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ‏}‏ بمنعه إن لم تتوبوا ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 55 ‏)‏

‏{‏واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ‏}‏

‏{‏ واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ‏}‏ هو القرآن ‏{‏ من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ‏}‏ قبل إتيانه بوقته ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 56 ‏)‏

‏{‏أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين ‏}‏

فبادروا قبل ‏{‏ أن تقول نفسٌ يا حسرتى ‏}‏ أصله يا حسرتي، أي ندامتي ‏{‏ على ما فرطت في جنب الله ‏}‏ أي طاعته ‏{‏ وإن ‏}‏ مخففة من الثقيلة، وإني ‏{‏ كنت لمن الساخرين ‏}‏ بدينه وكتابه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 57 ‏)‏

‏{‏أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ‏}‏

‏{‏ أو تقول لو أن الله هداني ‏}‏ بالطاعة فاهتديت ‏{‏ لكنت من المتقين ‏}‏ عذابه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 58 ‏)‏

‏{‏أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ‏}‏

‏{‏ أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرَّة ‏}‏ رجعة إلى الدنيا ‏{‏ فأكون من المحسنين ‏}‏ المؤمنين، فيقال له من قبّل الله ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 59 ‏)‏

‏{‏بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين ‏}‏

‏{‏ بلى قد جاءتك آياتي ‏}‏ القرآن وهو سبب الهداية ‏{‏ فكذبت بها واستكبرت ‏}‏ تكبرت عن الإيمان بها ‏{‏ وكنت من الكافرين ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 60 ‏)‏

‏{‏ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ‏}‏

‏{‏ ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ‏}‏ بنسبة الشريك والولد إليه ‏{‏ وجوههم مسودة أليس في جهنم مشوي ‏}‏ مأوى ‏{‏ للمتكبرين ‏}‏ عن الإيمان ‏؟‏ بلى ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 61 ‏)‏

‏{‏وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ‏}‏

‏{‏ وينجَّي الله ‏}‏ من جهنم ‏{‏ الذين اتقوْا ‏}‏ الشرك ‏{‏ بمفازتهم ‏}‏ أي بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه ‏{‏ لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 62 ‏)‏

‏{‏الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ‏}‏

‏{‏ الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ‏}‏ متصرف فيه كيف يشاء ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 63 ‏)‏

‏{‏له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون ‏}‏

‏{‏ له مقاليد السماوات والأرض ‏}‏ أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما ‏{‏ والذين كفروا بآيات الله ‏}‏ القرآن ‏{‏ أولئك هم الخاسرون ‏}‏ متصل بقوله‏:‏ ‏(‏وينجي الله الذين اتقوا‏)‏ 000الخ وما بينهما اعتراض ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 64 ‏)‏

‏{‏قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ‏}‏

‏{‏ قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ‏}‏ غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 65 ‏)‏

‏{‏ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ‏}‏

‏{‏ ولقد أوحيَ إليك وإلى الذين من قبلك ‏}‏ والله ‏{‏ لئن أشركت ‏}‏ يا محمد فرضاً ‏{‏ ليحبطن عملك ولتكوننَّ من الخاسرين ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 66 ‏)‏

‏{‏بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ‏}‏

‏{‏ بل الله ‏}‏ وحده ‏{‏ فاعبدْ وكن من الشاكرين ‏}‏ إنعامه عليك ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 67 ‏)‏

‏{‏وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عن ما يشركون ‏}‏

‏{‏ وما قدروا الله حق قدره ‏}‏ ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره ‏{‏ والأرض جميعاً ‏}‏ حال‏:‏ أي السبع ‏{‏ قبضته ‏}‏ أي مقبوضة له‏:‏ أي في ملكه وتصرفه ‏{‏ يوم القيامة والسماوات مطويات ‏}‏ مجموعات ‏{‏ بيمينه ‏}‏ بقدرته ‏{‏ سبحانه وتعالى عما يشركون ‏}‏ معه ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 68 ‏)‏

‏{‏ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ‏}‏

‏{‏ ونفخ في الصور ‏}‏ النفخة الأولى ‏{‏ فصعق ‏}‏ مات ‏{‏ من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ‏}‏ من الحور والوالدان وغيرهما ‏{‏ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ‏}‏ أي جميع الخلائق الموتى ‏{‏ قيام ينظرون ‏}‏ ينتظرون ما يفعل بهم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 69 ‏)‏

‏{‏وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ‏}‏

‏{‏ وأشرقت الأرض ‏}‏ أضاءت ‏{‏ بنور ربها ‏}‏ حين يتجلى الله لفصل القضاء ‏{‏ ووضع الكتاب ‏}‏ كتاب الأعمال للحساب ‏{‏ وجيء بالنبيين والشهداء ‏}‏ أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ ‏{‏ وقُضيَ بينهم بالحق ‏}‏ أي العدل ‏{‏ وهم لا يظلمون ‏}‏ شيئاً ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 70 ‏)‏

‏{‏ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ‏}‏

‏{‏ ووفّيَتْ كلُّ نفس ما عملت ‏}‏ أي جزاءه ‏{‏ وهو أعلم ‏}‏ عالم ‏{‏ بما يفعلون ‏}‏ فلا يحتاج إلى شاهد ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 71 ‏)‏

‏{‏وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ‏}‏

‏{‏ وسيق الذين كفروا ‏}‏ بعنف ‏{‏ إلى جهنم زمراً ‏}‏ جماعات متفرقة ‏{‏ حتى إذا جاءُوها فتحت أبوابها ‏}‏ جواب إذا ‏{‏ وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم ‏}‏ القرآن وغيره ‏{‏ وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب ‏}‏ أي‏:‏ ‏(‏لأملأن جهنم‏)‏ الآية ‏.‏ ‏{‏ على الكافرين ‏}‏ ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 72 ‏)‏

‏{‏قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ‏}‏

‏{‏ قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ‏}‏ مقدّرين الخلود ‏{‏ فبئس مثوى ‏}‏ مأوى ‏{‏ المتكبرين ‏}‏ جهنم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 73 ‏)‏

‏{‏وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ‏}‏

‏{‏ وسيق الذين اتقوا ربهم ‏}‏ بلطف ‏{‏ إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءُوها وفتحت أبوابها ‏}‏ الواو فيه للحال بتقدير قد ‏{‏ وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم ‏}‏ حال ‏{‏ فادخلوها خالدين ‏}‏ مقدّرين الخلود فيها، وجواب إذا مقدر، أي دخولها وسوقهم وفتح الأبواب قبل مجيئهم تكرمة لهم، وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 74 ‏)‏

‏{‏وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ‏}‏

‏{‏ وقالوا ‏}‏ عطف على دخولها المقدر ‏{‏ الحمد لله الذي صدقنا وعده ‏}‏ بالجنة ‏{‏ وأورثنا الأرض ‏}‏ أي أرض الجنة ‏{‏ نتبوأ ‏}‏ ننزل ‏{‏ من الجنة حيث نشاء ‏}‏ لأنها كلها لا يختار فيها مكان على مكان ‏{‏ فنعم أجر العاملين ‏}‏ الجنة ‏.‏

 الأية رقم ‏(‏ 75 ‏)‏

‏{‏وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين ‏}‏

‏{‏ وترى الملائكة حافّين ‏}‏ حال ‏{‏ من حول العرش ‏}‏ من كل جانب منه ‏{‏ يسبحون ‏}‏ حال من ضمير حافين ‏{‏ بحمد ربهم ‏}‏ ملابسين للحمد‏:‏ أي يقولون‏:‏ سبحان الله وبحمده ‏{‏ وقضيَ بينهم ‏}‏ بين جميع الخلائق ‏{‏ بالحق ‏}‏ أي العدل فيدخل المؤمنون الجنة، والكافرين النار ‏{‏ وقيل الحمد لله رب العالمين ‏}‏ ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة ‏.‏

  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي