السنة والبدعة وحكم كل منها
السنة لغة: "الطريقة".
واصطلاحًا: "ما كان عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأصحابه من عقيدة أو عمل".
واتباع السنة واجب لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}[ سورة الأحزاب، الآية: 21.]. وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا بالنواجذ) [سبق تخريجه.].
والبدعة لغة: "الشيء المستحدث".
واصطلاحًا: "ما أحدث في الدين على خلاف ما كان عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه من عقيدة أو عمل".
وهي حرام لقوله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [سورة النساء، الآية: 115.]. وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) [سبق تخريجه قريبًا.].
الآثار الواردة في الترغيب في السنة والتحذير من البدعة:
1- من أقوال الصحابة: قال ابن مسعود رضي الله عنه الصحابي الجليل المتوفى سنة 32هـ عن بضع وستين سنة: (اتبعوا) أي التزموا آثار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير زيادة ولا نقص (ولا تبتدعوا) لا تحدثوا بدعة في الدين (فقد كفيتم) أي كفاكم السابقون مهمة الدين حيث أكمل الله تعالى الدين لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأنزل قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُم} [سورة المائدة، الآية: 3.]. فلا يحتاج الدين إلى تكميل.
2- من أقوال التابعين: قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز المولود سنة 63هـ المتوفى سنة 101هـ قولًا يتضمن ما يأتي:
أ- وجوب الوقوف حيث وقف القوم - يعني بهم - النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه فيما كانوا عليه من الدين عقيدة وعملًا، لأنهم وقفوا عن علم وبصيرة، ولو كان فيما حدث بعدهم خير لكانوا به أحرى.
ب- أن كان ما أحدث بعدهم خير لكانوا به أحرى.
جـ- أن من الناس من قصر في اتباعهم فكان جافيًا، ومن الناس من تجاوز فكان غاليًا، والصراط المستقيم ما بين الغلو والتقصير.
3- من أقوال تابعي التابعين: قال الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو المتوفى سنة 157هـ (عليك بآثار من سلف) الزم طريقة الصحابة والتابعين لهم بإحسان لأنها مبنية على الكتاب والسنة (وإن رفضك الناس) أبعدوك واجتنبوك (وإياك وأراء الرجال) أحذر أراء الرجال وهي ما قيل بمجرد الرأي من غير استناد إلى كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، (وإن زخرفوه) جملوا اللفظ وحسنوه فإن الباطل لا يعود حقًا بزخرفته وتحسينه.