من مثل يوسف قراع كتايب ولقاء أعداء وخوض لجاج أو من يشق من الأنام غباره في رد آراء ونقض حجاب إن خاض يومًا في بيان حقيقة أنهى عن الثوري والحلاج وإذا تكلم في الغريب وضبطه لم يعبأ بالعتبي والزجاج جمع الفصاحة والصباحة والتقا والجود في وجد وفي إحراج تخشاه أسد الغاب في أجماتها والروم في الأسوار والأبراج إنا بني قحطان لم تخلق لغير غياث ملهوف ومنعة لاج نبري طلا الأعراب في الهيجا وفي اللأواء سوف تماري الأعراج بسيوفنا البيض اليمانية التي طبعت لحز غلاصم ووداج تأبى لنا الإحجام عن أعداينا يوم اللقاء طهارة الأمشاج أنصار خير العالمين وحزبه وحماته في الجحفل الرجراج وفداته بنفوسهم ونفيسهم من غدر مغتال وسبة هاج ولنا مفاخر في القديم شهيرة كالصبح في وضح وفي إبلاج منا التبابعة الذين ببابهم كانت تنيخ جباة كل خراج ولأمرهم كانت تدين ممالك الدنيا بلا قهر ولا إحراج من يقتدح زندًا فإن زنادهم في الجود وارية بلا إخراج بوابهم مفتوحة لضيوفهم أبدًا بلا قفل ولا مزلاج ومما اشتهر من شعره قوله: أرق عيني بارق من أثالكأنه في جنح ليلي ذبال أثار شوقًا في ضمير الحشى عبرتي في صحن خدي أسال حكى فؤاد قلقًا واشتعال وجفن عيني أرقًا وانهمال جوانح تلفح نيرانها وأدمع تنهل مثل العزال قولوا وشاة الحب ما شئتم ما لذة الحب سوى أن يقال عذرًا للوامي ولا عذر لي فزلة العالم ما إن تقال قم نطرد الهم بمشمولة تقصر الليل إذا الليل طال عتقها في الدن خمارها والبكر لا تعرف غير الحجال لا تثقب المصباح لا واسقني على سنى البرق وضوء الهلال فالعيش نوم والردى يقظة والمرء ما بينهما كالخيال خذها على تنغيم مسطارها بين خوابيها وبين الدوال في روضة باكر وسميها أخمل دارين وأنسى أوال كأن فار المسك مغبوقة فيها إذا هبت صبًا أو شمال من كل ساجي الطرف ألحاظه مفوقات أبدًا للنضال من عاذري والكل لي عاذل من حسن الوجه قبيح الفعال من خلني الوعد كذابه ليان لا يعرف غير المطال كأنه الدهر وأي امرئ يبقى على حال إذا الدهر حال أما تراني آخذًا ناقضًا عليه ما سوغني من محال ولم أكن قسط له عائبًا كمثل ما عابته قبلي رجال هم خوفوا الدهر وهم خففوا على بني الدهر خطاه الثقال ورثت من عامرهم سيدًا غمر رداء الحمد عمر النوال وكعبة للجود منصوبة يسعى إليها الناس من كل حال خذها أبا زيان من شاعر مستملح النزعة عذب المقال يلتفظ الألفاظ لفظ النوى وينظم الآلاء نظم اللآل مجاريًا مهيار في قوله ما كنت لولا طمعي في الخيال ومما قال أيضًا واشتمل ذلك على شيء من نظمه ونثره.
وهذا الرجل مغرب النزعة في شفوف نظمه على نثره: عجبًا لها أيذوق طعم وصالها من ليس يطمع أن يمر ببالها وأنا الفقير إلى تعلة ساعة منها وتمنعني زكاة جمالها كم ذا وعن عيني الكرى متأنف يبدو ويخفى في خفي مطالها يسمو لها بدر الدجا متضايلًا كتضاءل الحسناء في أسمالها وابن السبيل يجيء يقبس نارها ليلًا فتمنحه عقيلة مالها أشري فعطرها وعطل شهبها يأبى شذا المعطار من معطالها وسواد طرته كجنح ظلامها وبياض غرته كضوء هلالها دعني أشم بالوهم أدنى لمحة من نغرها وأشم مسكة خالها ما راد طرفي في حديقة خدها إلا لفتنته بحسن دلالها أنسيب شعري رق مثل نسيمها فشمول راحك مثل ريح شمالها وانقل أحاديث الهوى واشرح غريب لغاتها وأذكر ثقات رجالها وإذا مررت برامة فتوق من أطلايها وتمش في أطلالها وانصب لمغزلها حبالة قانص ودع الكرى شر كالصيد غزالها وأسل جداولها بفيض دموعها وانضح جوانحها بفضل سجالها أنا من بقية معشر عركتهم هذي النوى عرك الرحى بثقالها أكرم بها فئة أريق نجيعها بغيًا فراق العين حسن جمالها حلت مدامة وصلها وحلت لهم فإن انتشوا فبحلوها وحلالها ليصوغ من ألحانه في حانها ما سوغ القسيس من أرمالها وتعلقت في سهر ورد فأسهرت عينًا يؤرقها طروق خيالها فخبا شهاب الدين لما أشرقت وخبا فلم يثبت لنور جلالها ما جن مثل جنونه أحد ولا سمحت يد بيضاء بمثل نوالها وبدت على الشوذي منها نفحة ما لاح منها غير لمعة آلها بطلت حقيقته وحالت حاله فيما يعبر عن حقيقته حالها هذي صبابتهم ترق صبابة فيروق شاربها صفاء زلالها إعلم أبا الفضل بن يحيى أنني من بعدها أجري على آسالها فإذا رأيت مولهًا مثلي فخذ في عذله إن كنت من عذالها لا تعجين لما ترى من شأنها في حلها إن كان أو ترحالها فصلاحها بفسادها ونعيمها بعذابها ورشادها بضلالها ومن العجايب أن أقيم ببلدة يومًا وأسلم من أذى جهالها من حمير من ذي وعين من ذرى حجر من العظماء من أقيالها وإذا رجعت لطينتي معنى فما سلسالهم بأرق من صلصالها لله درك أي نجل كريمة ولدته فاس منك بعد حبالها ولأنت لاعد منك والد فخرها وسماك سؤددها وبدر كمالها أغلظ على من عاث من أنذالها واخشع لمن تلقاه من أبدالها والبس بما أوليتها من نعم حلل الثناء وجر من أذيالها خذها أبا الفضل بن يحيى تحفة جاءتك لم ينسج على منوالها ما جال في مضمارها شعر ولا سمحت قريحة شاعر بمثالها واتل أبا البركات من بركاتها وادفع محال شكوكه بمحالها هذه أمتع الله ببقايك وأسعد بلقايك.
وأراها بما تؤمله من شريف اعتنايك وترجوه من جميل احتفايك ما تعرف به من احتذايك وتعترف له ببركة اعتفايك كريمة الأحياء وعقيلة الأموات والأحياء بنت الأذواء والأقيال ومقصورة الأسرة والحجال بل أسيره الأساوير والأحجال.
على أنها حليفة جاورت سيف بن ذي يزن في رأس غمدان وجاوزت مسلمة بن مخلد يوم جابية شيم من غمده قيد ابن الغطنابة بين يدي النعمان قربت ببني جفنة مزار جلق وسعرت لبني تميم نار محلق ومرت على معتاد غالب فما أنست ناره وطافت ببيت عبد الله بن دارم فلم ترض جواره ولو حلت بفناية واستحلت ما أحل لها من مبذول حبائه لاغتفر لها ما جنته ببطن أواره ولحلت لها حبوتًا مجاشع وزرارة مزقت على مزيقيا حللًا وأذهبت يوم حليمة مثلا وأركبت عنزًا شر يومها يجدع جملا وناطت بأذن مارية قرطها وجرت على أثر الكندي مرطها وقفها بين الدخول فحومل فوقفت وأنفها يوم دارة جلجل فأنفت منه ومنا ألفت عقر ناقته وانتهس عبيطها ودخل خدر عنيزة وأمال غبيطها.
وأغرت أبا قابوس بزياد واسرجت للزبيدي فرس أبي داود ونافرت بحاتم طي كعب إياد وساورت للمساور بمثل جوده الساير.
ولئن بلت الجعفري لبيدا فلقد استعبدت الأسدي عبيدًا وقطعت به في أثر سليماه الأسدية بيدًا أرته المنية على حربة هندها الملحوب وما حال قريضه دون جريضه وأقفر من أهله ملحوب وما زالت تخبط في شعاب الأنساب فترشد وتنشد ضالتها اليمانية فتنشد: إن كنت من سيف بن ذي يزن فانزل بسيف البحر من عدن وذر الشآم وما بناه به الرومي من قصر ومن فدن تعلف سيل العرم وترد غسان وتمهد لها أهضام تبالة فتقول مرعي ولا كالسعدان تساجل عن سميحة بابن خرام وتناضل بسمير يوم خزام وتنسي قاتل ستة آلاف وكاسي بيت الله الحرام ثلاثة الأفواف فلو ساجلت بنبعها أبا كرب وأرته ضراعة خدها الترب لساجلت به أخضر الجلدة في بيت العرب ما جدًا يملا الدلو إلى عقد الكرب بل لو حطت بفناء بيتها الحجري رحلها وساجلت بفناء حدها ذي رعين لاستوفت سجلها.
كم عاذت بسيفها اليزني فأدركت ذحلها ولاذت بركنها اليمني فأجزل محلها.
ولو استسقت بأوديتها لأذهبت محلها.
كافحت عن دينها الحنيفي فما كهم حسامها ونافحت عن نبيها الأمي فأيدت بروح القدس سهامها.
سدت باب الدرب دون بني الأصفر وشدت لموته ثوب موت أحمر وما شغلها كسر تاج كسرى عن قرع هامة قيصر.
ولقد حلت من سنام نسبها اليعربي باسمك ذروة وتعلقت من ذمام نبيها العربي بأوثق عروة.
تفرد صاحب تيماء بأبلقه الفرد فعز وتمرد رب دومة الجندل لما كان من مارد في حرز فما ظنك أعزك الله بمن حل من قدسي عقله بمعقل قدس يطار إليه فلا يطار وراد من فردوس أدبه في جنة لا يضام رايدها ولا يضار.
زها بمجاورة الملك فازدهى رؤساء الممالك وشغف بمجاورة الملك فاشتغل عن مطالعة المسالك أيشق غباره وعلى جبين المرزم مثاره أو ينتهك ذماره وقلب الأسد بيته ودار أخيه أسامة زاره.
ولما قضت من أنديتها العربية أوطارها واستوفت على أشرف منازعها الأدبية أطوارها وعطرت بنوافح أنفاسها الذكية آثارها وأطلعت في ظلم أنفاسها الدجوجية كواكبها النيرة وأقمارها عطفت على معقلتها الشاذليلة فحلت عقالها وأمر لها فراق الوطن.
فلما استمر لها حلالها استودعت بطنان تبالة آلها وتركت أهضامها المخصبة وحلالها.
أطلت على دارات العرب فحيت أطلالها ودعت لزيارة أختها اليونانية أذواء حمير وأقيالها.
أطمعتها بلمعية ألمعيتها الأعجمية ومثلها يطمع وجاء بها من قدماء الحكماء كل أوحدي الأحوذية فباتت تخب إليه وتوضع باحثة عن مركز دارتهم الفيثاغورية آخذة في إصلاح هيئتهم الإنكساغورية مؤثرة لما تدل عليه دقائق حقائق بقايا علوم مقايسهم البراهانية وتشير إليه رموز كنوز وصايا علماء نواميسهم الكلدانية من مأثور تأثير لاهوتية قواهم السيماوية راغبة فيما يفاض على مادتها الجسمانية ويطرأ على عاقليتها الهيولانية من علويات آثار مواهبها الربانية موافقة لمثلهم المفارقة أفضل موافقة موافقة لما وافق من شوارد آرايهم الموفقة أحسن موافقة.
وتحت هذه الأستار محذرات أسرار أضر بها الإسرار وطالما نكر معارفها الإنكار ونقلت من صدور أولئك الصدور إلى بطون هذه الأوراق في ظهور فوق دفاتر فلسفيات معاني علومهم الرقاق.
وفي تلك المغاني أبكار معاني سكن الجوانح والصدور بدل الأرايك والخدور ولحن في دياجي ظلم هذه الأحاجي كأقمار في أطمار بهرن وما ظهرن وسطعن وما لمعن فعشقن وما رمقن واستملحن وما ملحن.
أدرن خمور أجفانهن على ما خوريات ألحانهن فهيجت البلابل نغم هذه البلابل واستفرغته الأكياس مترعات تلك الأكواس.
ما سحر بابل كخمر بابل ولا منتقى أغانيهن الأوايل كحمايمكم الهوادل إن وصلت هديلها بحفيف وصلن ثقيلهن بخفيف.
إيه أيها الشمري المشمعل دعنا من حديثك المضمحل سر بنا أيها الفارس الندس من حظيرة النفس إلى حضرة القدس صرح بإطلاق الجمال وجل من عالميتك الملكوتية في أفسح مجال تمش بين مقاصر قصورها ومعاصر خمورها رخي البال مرخي السربال فما ينسج لك على منوال نادم عليها من شغف دن سقراط إن استحسنت لها حسان فما يصلح لك صالح بن علاط.
بت صريع محياها فقد أوصت بمعالجة عقير معاقرة عقارها بقراط لا تخش صاحب شرطتها فلا شرط له عليك ولا اشتراط مالك غير مبديك الأول من قال امتثل الأمر وما عليك من أمر وال.
على رسلك ما هذا العجل لا خطأ تتوقعه ولا خطل أمكره أنت في هذه الكريهة أم بطل.
لو علم أنك ضبارية هذا الخميس وخبعثة ذلك الخميس لما عاني اليم رسيس شوقًا إليك محمد بن خميس على أن لا غالب اليوم لأني غالب ولا طالب يدرك شأو هذا الطالب فقه بلا تفهيق وحذق في تحذلق.
أقسم أبا الفضل بمالك على أبي البركات من الفضل ذلك العراقي الأرومة لا هذا الفارس الجرثومة وإن يك ذلك إسرايلي الأصل وهذا إسمعيلي الجنس علوي الفضل.
فلتلك الذات شرف تلك الأدوات.
قدم لي غالبنا المذكور من بأسه الغر لأرفع وأسمى من مقعد وقوطيهم المشهور من إغرناطة الحمراء ومن متبوأ أبي أميتهم المرحوم من جنات جزيرتهم الخضراء فيما لنت أبا الفضل من هذه العربجة وألوك.
أرأيت في عمرك مثل هذا الصعلوك لا والله ما على ظهر هذه الغبراء من يتظاهر بمثل هذه المعرفة في بني غبرا.
فأي شيء هذا المنزع إيش لا حال لنا معك ولا عيش من يضحك على هذا الطيش.
ما هذا الخبل أخمار بك أم ثمل إرجع إلى ما كنت بصدده وقيت الزلل خذ في الجد فما يليق بك الهزل.
رق عن ذلك فحك لنا منه أرق غزل ماذا أقول وأي عقل يطاوعني على هذا المعقول.
أفحمتني والله عن مكالمتكم هذه المحن ومنعتني من طلب مسالمتكم ما لكم علي في دنياكم هذه من الإحن.
إن تكلمت كلمت وإذا استعجمت عجمت.
أما لهذه العلة آس أم على هذه الفيلة مواس ما حيلتي في طبع بلدكم الجاسي.
إما يلين لضعفي أما يرق قلب زمانكم القاسي.
ما هذه الدمن يا بني حضروات الدمن أظهرتم المحن فقلب لكم ظهر المجن.
إن مر بكم الولي حمقتموه وإن زجركم العالم فجرتم عليه ففسقتموه وإذا نجم فيكم الحكيم غصصتم به فكفرتموه وزندقتموه كونوا فوضى فما لكم اليوم مسرًا سواه واذهبوا من مراعيكم المستوبلة حيث شئتم فقد أهملكم الرعاة.
ضيعتم النص والشرائع وأظهرتم في بدعكم العجايب والبدايع.
نفقتم النفاق وأقمتم سوق الفسوق على ساق.
استصغرتم الكباير وأبحتم الصغاير.
أين غنيكم الشاكر يتفقد فقيركم الصابر أين عالمكم الماهر يرشد متعلمكم الحاير.
مات العلم بموت العلماء وحكم الجهل بقطع دابر الحكماء.
جرد لنا شريعتك يا أفضل الشارعين.
أتم فيها موعظتك يا أفصح التابعين.
لا والله ما يوقظكم من هذا الوسن وعظ الحسن ولا ينقذكم من فتن هذا الزمن إلا سيف معلمه أبي الحسن والسلام.
قدم غرناطة في أواخر عام ثلاثة وسبعماية.
وتوفي في يوم مقتل صاحبه الوزير أبي عبد الله بن الحكيم فر من دهليز جاره فيمن كان بها من الأعلام بعد أن نهبت ثيابه حسبما جرى على غيره من الحاضرين وهو يقول هكذا تقوم الساعة بغتة.
ولقيه بعض قرابة السلطان ممن كان الوزير قد وتره فشرع الرمح إليه فتوسل إليه برسول الله فلم يقبل منه وطعنه فقتله يوم عيد الفطر عام ثمانية وسبعماية وآخر العهد به مطرحًا بالعراء خارج باب الفخارين لا يعلم قبره لمكان الهرج في تلك الأيام.
نسل الله جميل ستره.
وساء بأثر قتله إياه حال ذلك الرجل وفسد فكره وشرد نومه وأصابته علة ردية فكان يثب المرة بعد الأخرى يقول ابن خميس يقتلني حتى مات لأيام من مقتل المذكور.
ابن إبراهيم الملكشي محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم الملكشي يكنى أبا عبد الله.
حاله كان فاضلا متخلقًا أديبًا شاعرًا صوفيًا جميل العشرة حسن الخلق كريم العهد طيب النفس.
كتب عن الأمراء بإفريقية ونال حظوة ثم شرق وحج ولقي جلة ووصل الأندلس عام ثمانية عشر وسبعماية فلقي بغرناطة حفاية وانسحبت بها عليه جراية ثم انصرف إلى وطنه وناله به اعتقال ثم تخلص من النكبة وأقام به يزجي وقته إلى آخر عمره.
وجرى ذكره في الإكليل الزاهر: كاتب الخلافة ومشعشع الأدب المزري بالسلافة كان يرحمه الله بطل مجال ورب روية وارتجال قدم على هذا البلاد وقد نبا به وطنه وضاق ببعض الحوادث عطنه فتلوم بها تلوم النسيم بين الخمايل وحل بها محل الطيف من الوشاح الجايل ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة ومبرة يانعة.
ثم آثر قطره فولي وجهه شطره واستقبله دهره بالإنابة وقدله خطة الكتابة واستقامت حاله وحطت رحاله وله شعر أنيق وتصوف شعره نقلت من خط الوزير أبي بكر بن ذي الوزارتين مما قيد عنه وكان خبيرًا بحاله: رضي نلت من كل ما يهوى فلا توقفني موقف الذل والشكوى وصفحاُ عن الجاني المسيء لنفسه كفاه الذي يلقاه من شدة البلوى بما بيننا من خلوة معنوية أرق من النجوى وأحلى من السلوى قفي أتشكى لوعة البين ساعة ولا يك هذا آخر العهد بالنجوى قفي ساعة في عرصة الدار وانظري إلى عاشق لا يستفيق من البلوى وكم قد سألت الريح شوقًا إليكم فما حن مسراها إلي ولا ألوى فيا ريح حتى أنت ممن يغار بي ويا نجد حتى أنت تهوي الذي أهوى خلقت ولي قلب جليد على النوى ولاكن على فقد الأحبة لا يقوى وحدث بعض من عني بأخباره أيام مقامه بمالقة واستقراره أنه لقي ليلة بباب الملعب في أبوابها ظبية من ظبيات الأنس وفتنة من فتن هذا الجنس فخطب وصالها واتقى بفؤاده نصالها حتى همت بالانقياد وانعطفت انعطاف الغصن المياد فأبقى على نفسه وأمسك وأنف من لم أنس وقفتنا بباب الملعب بين الرجا واليأس من متجنب وعدت فكنت مراقبًا لحديثها يا ذل وقفة خايف مترقب وتذللت فذللت بعد تعزز يأتي الغرام بكل أمر معجب بدوية أبدي الجمال بوجهها ما شيت من خد شريق مذهب تدنو وتبعد نفرة وتجنبًا فتكاد تحسبها مهاة الرباب ورنت بلحظ فاتر لك فاتن أنضى وأمضى من حسام المضرب وأرتك بابل سحرها بجفونها فسبت وحق لمثها أن تستب وتضاحكت فحكت بنير ثغرها لمعات نور ضياء برق خلب بمنظم في عقد سمطى جوهر عن شبه ثور الأقحوان الأشنب وتمايلت كالغصن أخضله الندى ريان من ماء الشبيبة مخصب تثنيه أرياح الصبابة والصبا فتراه بين مشرق ومغرب أبت الروادف أن تميل بميله فرست وجال كأنه في لولب منسوجًا بهلال وجه لاح في خلل السجوف لحاجب ومحجب يا من رأى فيها محبًا مغرمًا لم ينقلب إلا بقلب قلب فأجال نار الفكر حتى أوقدت في القلب نار تشوق وتلهب فتلاقت الأرواح قبل جسومها وكذا البسيط يكون قبل مركب فتلاقت الأرواح قبل جسومها وكذا البسيط يكون قبل مركب ومن مقطوعاته البديعة مما سمع منه بغرناطة حرسها الله أيام مقامه بها قوله: أرى لك يا قلبي بقلبي محبة بعثت بها سرى إليك رسولا فقابله بالبشر واقبل عشية فقد هب مسكي للنسيم عليلا ولا تعتذر بالقطر أو بلل الندى فأحسن ما يأتي النسيم بليلا ونقلت من خط الفقيه القاضي أبي جعفر الرعيني مما أملاه علي بمنزله بغرناطة.
قال وحضرت في عام ثلاثة عشر وسبعماية يوم إحرام الكعبة العلية وذلك في شهر ذي القعدة على اصطلاحهم في ذلك وصفته أن يتزين سدنة البيت من شيبة بأحسن زي ويعمدوا إلى كرسي يصل فيه صاعده إلى ثلث الكسوة ويقطعها من هنالك ويبقى الثلثان إلى المويم وهو يوم مشهود عند سكان الحرم يحتفل له ويقوم المنشدون أدراج الكعبة ينشدون.
فقلت في ذلك: ألم ترها قد شمرت تطلب الجدا وتخبر أن الأمر قد بلغ الحدا فجد كما جدت إليها وشمر عن الساعد الأقوى تنل عندها سعدا طوت بردها طي السجل كناية لأمر خفي سره طوت البردا فكم سترت سود البرود جمالها وغطته لاكن عن سنها الرمدا وكم خال ذاك الخال عما مقصر عن العلم بالأنساب لا يعرف الحدا لقد سفرت عن وجهها الكعبة التي لها المسني في حسنها المبدا وقالت ألا أين مكللي قصدوا إلى جمالي فقد أبدي الحجاب الذي أبدا فلبت لها العاشق من كل جانب يومونها يستقربون لها البعدا فمن ندف أشفى على تلف ومن محب على قرب يهيم بها وجدا ومن ساهر على النجوم ولم يذق بعينيه طعم النور أو يبلغ القصدا بسائل عن بدر وبدر تجاهه كذلك اشتراك اللفظ قد ينغص الخدا ومن مستهام لا يقر قراره كأن به من حر أشواقه وقدا يقلب قلبًا بين جنبيه موريا أوار الأسى فيه فتحسبه زندا إذا ما حدى حادي الركاب ركابه كأن قلوب الراكبين له نجدا أحاد بها إن أنت جئت بها مني ونلت المنى والأمن فانزل ورد وردا لين صدقت فيك الوعيد جرايم فعفوًا لجميل الصفح يصدقك الوعدا وعد مفضيًا للبيت طف واستلم وقم بها للمقام الرحب واسجد وكن عبدا ورد في الثنا والحمد والشكر واجتهد فمن عرف الإحسان زادته حمدا وعج نحو فرض الحب وأقض حقوقه وزر قبر من أولاك من هديه رشدا قال وكنت في زمن الحداثة أفضل الأصيل على السحر وأقول فيه رقة المودع ورقة المعتذر.
فلما كان أوان الأسفار واتصلت ليالي السير إلى أوقات الأسحار وأيت أفق الشرق أشرق ووجدت القايل يفضل السحر أصدق فابتدأت راكبًا فلما جيت لذكر الجناب العلي النبوي أتممت ماشيًا وأنا في رملة بين مصر وعقبة إيله وقلت: ما أحسن الأفق الشرقي إسفارا فكم هذا في دجى الإدلاج أسفارا إذا بدا سارت الأظعان هادية له وصارت به الظلماء أنوارا يجلو غياهب ليل طالما سدلت على المحبين في الظلماء أستار ونم من ه نسيم ثم ذا بعد على أحاديث كانت ثم أسرارا سرت سحيرا فبرت سر ذي سحر أهدت له ريح من يهواه معطارا كأنما فلق الغصباح حين بدا خدر بهجة حسن الشمس قد وارا حقي بدت وتبدت حسن صورتها فعممته الأرض أنجادًا وأغوارا كأنه دعوة المختار حين بدت دانت لها الخلق إعلانًا وإصرارا من نوره كل نور أنت تبصره ونوره زاد الأبصار إبصارا هدا به الله أقوامًا به سعداء لولاه كانوا مع الكفر كفارا هو الشفيع الذي قالت شفاعتهللموبقين ألا لا تدخلوا النارا هو العفو عن الجاني وإن عظمتمن المسيء ذنوب كان غفارا هو الكريم الذي ما رد سائلهيوما ولو كرر التسآل تكرارا هو الحبيب الذي ألقى محبتهفي كل قلب فقلبي نحوه طارا أحبه كل مخلوق وهام بهحتى الجمادات أحجارًا وأشجارًا وانشق بدر الدجا من نور غرتهوانهلت السحب من كفيه أنهارا ومن مقطوعاته قال ومما نظمته في ليل السرى وتخيل طيف الكرى أقصيد قصدته أي معنى لم يجد غير طرف جفن قريحشاخصا نحوها يذر الدموعا وكتب إلى صديقه شيخنا أبي بكر بن شبرين من بجاية وهو معتقل بقصبتها وقد امتحنه بذلك أبو عبد الله بن سيد الناس: شرح حالي لمن يريد سؤاليإنني في اعتقال مولي الموال مطلق الحمد والثناء عليهوهو للعطف والجميل موال لا أرى للولاة في احتكاماوولي مال على كل وال أرتجى بالمصاب تكفير ذنبيحسبما جاء في اصحاح العوال لا تدوم الدنا ولا الخير فيهاوكذا الشر ذا وذا للزوال فاغتنم ساعة الوصال وكممن محنة وهي منحة من نوال فإذا غبت عنك فاحضرتجدها للجواب المفيد عن السؤال فهي نور للنهار والنور منهاوهي الأنس في الليالي الطوال فاستدمها تدم ولا تضج منهاوأدرها على اليمين ووال فإن الكأس مجراها على اليمين ومسراها لفي الصبح المبين تغنى عن الإصباح والمصباح فأجابه رحمه الله: أرغمن هذه القيود الثقالرب ود مصيره للتغال طال صبري على الجديدين حتىكدت مما لقيت أن يشفقا ل إن بعض الرضا لديه فسيحأي مدد به وأي ابتقال حاش لله أن أكون لشيءشاده الصانع القديم بغال إن عندي من الثناء عليهلأماني لم يملهن القال يا إماء الذي بودي لوأمكن نصي إليه أوار قال أرج دنياك وأرج مولاح واعلمأن راجي سواه غير مقال وابتغاء الثواب من ربك اعملفهو يجزي الأعمال بالمثقال واغتنم غيبة الرقيب ففيهالقلوب الرجال أي صقال وأحل في الوجود فكر غنيعن ضروب الإنعام والأحقال وإذا الوقت ضاق وسعهبالصبر ولا تنس من شهير المقال المغبون.
وللسعداء تخصيص ومع التقريب تمحيص وما عن القضاء محيص والمتصرف في ماله غير معتوب وقديم الحقيقة إلى الحيف ليس بمنسوب.
وقد ورد خطاب عمادي أطاب الله محضره وسدد إلى المرامي العلية نظره ناطقًا بلسان التفويض سارحا من الرضا في الفضاء العريض لايذًا بالانقياد والتسليم قايمًا على أسكفة باب الأدب لمثابة حكم الحكيم.
ومنها: والوقايع عافاكم الله وعاظ ونحن هجود.
وفي الحي إيقاظ وما كل المعاني تؤديها الألفاظ.
وهذا الفناء الذي نشأ عن الوقت هو إن شاء الله عين البقيا.
وإذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا وما هي إلا فتون وجنون فنون وحديث كله مجون.
وقد يجمع الله الشتيتين ولن يغلب عسر يسرين ولا بأس ويا خطب لا مساس وأبعد الله اليأس وإنما يوفي الأجر الصابرون ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
وهي طويله بديعة.
أسمع بحضرة غرناطة لما قدم عليها وارتسم في جملة الكتاب بها وحدث عن رضي الدين أبي أحمد إبراهيم الطهري بسماعه من الشريف يونس بن يحيى الهاشمي وبسماعه من أبي الوقت طراد.
وعن الإمام سراج الدين أبي حفص عمر بن طراد المعري القاضي بالحرم الشريف وعن شرف الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد الهمداني وعن الإمام بهاء الدين الخميري عن أبي الطاهر السلفي وعن جماعة غيرهم.
وكان وروده على الأندلس في أوايل عام خمسة عشر وسبعماية وحضر بها غزوات ولقي من كان بها من الأعلام.
ثم انصرف عنها في أوايل عام ثمانية عشر وأحل بسبتة فأكرم رييسها أبو عمر يحيى بن أبي طالب العزفي قدومه وأنزله بدار جليلة كان بها علو مطل على البحر لم يتمكن من مفتاحه لأمر اقتضى ذلك فكتب إليه: يا صاحب البلد المليح المشرقما مثله في مغرب أو مشرق ومنها: وخفضت عيشي فيه فارفعمنزلي حتى أرى الدنيا بطرف مطرق وتجول في البلاد ولقي من بها واتصل بالأمير أبي علي بسجلماسة.
ومدحه بقصيدة حفظ منها: فيا يوسفى الحسن والصفح والرضاتصدق على الدنيا بسلطانك العدل ثم اتصل بوطنه.
وفاته نقلت من خط شيخنا أبي بكر المذكور: وفي عام أربعين وسبعماية توفي بتونس صاحبنا الحاج الفاضل المتصوف الكاتب أبو عبد الله محمد بن علي المليكثي الشهير بابن عمر صدر في ابن راجح الحسني محمد بن علي بن الحسن بن راجح الحسني من أهل تونس يكنى أبا عبد الله.
حاله هذا الرجال الفاضل صاحب رواء وأبهة نظيف البزة فاره المركب صدوف عن الملة مقيم للرسم مطفف في مكيال الإطراء جموح في إيجاب الحقوق مترام إلى أقصى آماد التوغل سخي اللسان بالثناء ثرثاره فكه مطبوع حسن الخلق عذب الفكاهة مخصوص حيث حل من الملوك والأمراء بالأثرة وممن دونهم بالمداخلة والصحبة ينظم الشعر ويحاضر بالأبيات ويتقدم في باب التحسين والتقبيح ويقوم على تاريخ بلده ويثابر على لقاء أهل المعرفة والأخذ عن أولى الرواية.
قدم على الأندلس في إحدى جمادين عام خمسين وسبعماية مفلتًا من الوقيعة بالسلطان أبي الحسن بالجهات الشرقية بأيدي بني زيان وأحلافهم فمهد له سلطانها رحمه الله كنف بره وأواه إلى سعة رعيه وتأكدت بيني وبينه صحبة.
شعره كتبت إليه لأول قدومه بما نصه أحذو حذو أبيات ذكر أن شيخنا أبا محمد الحضرمي خاطبه بها: أمن جانب الغربي نفحة بارحسرت منه أرواح الجوى في الجوانح قدحت بها زند الغرام وإنماتجافيت في دين السلو لقادح وما هي إلا نسمة حاجريةرمى الشوق منها كل قلب بقادح رجحنا لها من غير شك كأنهاشمايل أخلاق الشريف ابن راجح فتى هاشم سبقًا إلى كل عليةوصبرًا معار الحبل في كل فادح أصيل العلاجم السيادة ذكرهطراز نضار في برود المدايح وفرقان مجد يصدع الشك نورهحبا الله منه كل صدر بشارح وفارس ميدان البيان إذا انتضىصحايفه أنست مضاء الصفايح رقيق كما راقتك نغمة هاجعوجزل كما راعتك صولة جارح إذا ما احتبى مستحفزًا في بلاغةوخيض خضم القول منه بسايح وقد شرعت في مجممع الحفل نحوهأسنة حرب للعيون اللوامح ليهنك شمس الدين ما حزت من علا خواتمها موصولة بالفواتح رعى الله ركبًا أطلع الصبح مسفرًالمرآك من فوق الربى والأباطح ومنها: أقول لقومي عندما حط كورهاوساعدها السعدان وسط المسارح ذروها وأرض الله لا تعرضوا لهابمعرض سوء فهي ناقة صالح إذا ما أردنا القول فيها فمن لنابطوع القوافي وانبعاث القرايح بقيت مني نفس وتحفة رايدومورد ظمآن وكعبة مادح ولا زلت تلقى الرحب والبر حيثماأرحت السرى من كل غاد ورايح فأجابني بما نصه: أمن مطلع لأنوار لمحة لامحتعار لمفقود عن الحي نازح وهل بالمني من مورد الوصل يرتويغليل عليل للتواصل جانح فيا فيض عين الدمع مالك والحمىورند الحمى والشيح شيح المشايح مرابع آرامى ومورد ناقتيفسقيًا لها سقيًا لناقة صالح ترى حي تلك الحور للحور مهيعيدل وهل حسم لداء التبارح ويا دوحة الرويحان هل لي عودة لعقر عقار الأنس بين الأباطح وهل أنت إلا طلة حاتميةتغص نواديها بغاد ورايح أقام بها الفخر ابن الخطيب منابرًالترتيل آيات للندى والمنايح وشفع بالإنجيل حمد مديحهوأوتر بالتوراة شفع المدايح وفرق بالفرقان كل فريقةنأت عن رشاد فيه معنى النصايح وهل هو إلا للبرية مرشدلكل هدى هاد لأرجح راجح فبشراك شمس الدين سادبك الورى وأورى الهدى للرشد أوضح واضح متى قلت لم تترك مقالا لقايلفإن لم تقل لم يغن حمد لمادح فمن حام بالحي الذي أنت أهلهوعام ببحر من عطايك طافح يحق له أن يشفع الحمد بالثناويغدو بذاك البحر أسبح سابح ويا فوز ملك دمت صدر صدورهوبشى له قد راح أربح رابح فدونكها يا مهدي المدح مدحةأجبت بها عن مدح أشرف مادح يهنيك بالعام الذي عم حمدهمواهب هاتيك البحار الطوافح فخذها سمى الفخر يا خير مسبلعلى الخلق أغضا ستور التسامح ودم خاطب العليا لها خير خاطبوأتوق تواق وأطمح طامح وتلقاني بمالقة عند قدومي من الرسالة إلى المغرب في محرم عام ستة وخمسين وسبعماية ونظم لي هذه الأبيات ولا حول ولا قوة إلا بالله: قدومك ذا أبدي لذي الراية الحمراثغور الرضا تعبر عن شنب البشرا وأينع فجر الرشد من فلق الهدىوكونه نهرا وفجره فجرا ونصبح في أحيان المن نستلممواطنكم شفعًا وآثاركم وترا ونخطب ما يا ابن الخطيب تشامن كرايم ذاك الحي إذ نهز الشعرا فقابلت بالإقبال والبر والرضاوأقريت من يقرا وأقررت من قرا فأبنا قدس الحمد حضرة قدسناوأقدامنا تملا وأمداحكم تقرا هنيا لنا نلنا ونلنا ولم نزلننال ولاكن هذه المنة الكبرا ويهني الورى هذا الإياب فإن فينتايجه للدهر ما يسهر الدهرا أرانا سنا ذا اليوم أجمل منظروجلى لنا من وجهك الشمس والبدرا أما والذي أوليت من نعمة غدتتعلمنا للمنعم الحمد والشكرا لأنت لسان الدين للدين حجةتؤيده سرًا وتعضده جهرا بقيت لنا كتفًا منيعًا مشرفًاودمت له عضدًا ودمت له نصرا ودمنا بكم في كل أمن ومنةندير المنا خمرا أو نصلى العدا جمرا ومن أمثل ما مدح به السلطان لأول قدومه بالنسبة إلى غير ذلك من شعره: أما والعيون النجل ترمق عن سحروورد رياض الخد والكأس والخمر وريحانه والراح والطل والطلاونرجسه والزهر والنور والنهر ونور جبين الشمس في رونق الضحاوهالة بدر التم منتصف الشهر لقد قلدت آراء يوسف ملكهقلايد نصر لن تبيد مع الدهر وقد أيده الإسلام منه بناصرنصير وخير النصر نصر بني نصر فأصبح روض الرشد يعبق طيبهودوح الهدى بالزهر أزهاره تزرى فيا سايلي عنه وعن سطواته إذالاح محفوفًا براياته الحمر وجز مع الأقدام جيشًا عرمرماوشرد بالتأييد شرذمة الكفر لخليلة تنبيك عما وراءهاولا غرو فالإفصاح يعرف بالعجز فيا فوز من أدناه بالغنم والغناويا ويل من أقصاه للقفر والفقر يمينًا بما اختارت يداك وأحرزتمن الملك والتأييد والنهي والأمر لقد أصعدت مجدى مدائحك التيومجدك والعليا مدحت بها شعر وحق لمثلي يشع الحمد بالثناويتلو معانيه مع الشفع والوتر فاحنى ثمار الأنس من روضة المناوأقطف زهير الحمد من شجر الشكر وأشرب ماء الفوز عذبًا ختامهرحيق براح السمح في أكوس البشر ولا برحت أمداحكم تعدز النهىوإلا فكم تنجني ن العسر لليسر ولا زالت الأقدار تخدم رأيكموراياتكم ما دام نجم للسر يسر فإن زلة بدت لك جهرة فصفحافما والله إذ كنت عن عمد فراجعته بقولي: أجلك عن عتب يغض من الودوأكرم وجه العذر منك عن الرد ولاكنني أهدي إليك نصيحتيوإن كنت قد أهديتها ثم لم تجد إذا مقول الإنسان جاوز حدهتحولت الأغراض منه إلى الضد فأصبح منه الجد هزلًا مذممًاوأصبح منه الهزل في معرض الجد فما استطعت فيضًا للعنان فإنهأحق السجايا بالعلا والمجد توفي يوم الخميس الثالث لشعبان عام خمسة وستين وسبعماية وقد ناهز السبعين سنة ودفن بروضتنا بباب إلبيرة وأعفي شارب الشعر من نابي مقصه.
وغير هذه الدعوى قرارها تجاوز القضية.
محمد بن علي بن عمر العبدري من أهل تونس شاطبي الأصل يكنى أبا عبد الله صاحبنا.
كان فاضلا منأبناء النعم وأخلاف العافية ولي أبوه الحجابة بتونس عن سلطانها برهة ثم عدا عليه الدهر واضطر ولده هذا إلى اللحاق بالمشرق فاتصل به سكناه وحج وآب إلى هذه البلاد.
ظريف النزعة حلو الضريبة كثير الانطباع يكتب ويشعر ويكلف بالأدب ثم انصرف إلى وطنه.
وخاطبني إلى هذا العهد يعرفني بتقلده خطة العلامة والحمد لله.
وجرى ذكره في كتاب الإكليل بما نصه: غذي نعمة هامية وقريع رتبة سامية صرفت إلى سلفه الوجوه ولم يبق بإفريقية إلا من يخافه ويرجوه وبلغ هو مدة ذلك الشرف الغاية من الترف.
ثم قلب الدهر له ظهر المجن واشتد به الخمار عند فراغ الدن ولحق صاحبنا هذا بالمشرق بعد خطوب سيرة وشدة كبيرة فامتزج بسكانه وقطانه ونال من اللذات ما لم ينله في أوطانه واكتسب الشمايل العذاب وكان كابن الجهم بعث إلى الرصافة ليرق فذاب ثم حوم على وطنه تحويم الطائر وألم بهذه المدينة إلمام الخيال الزاير فاغتنمت صفقة وده لحين وروده وخطبت موالاته على انقباضه وشروده فحصلت منه على درة تقتنى وحديقة الجنى.
شعره أنشدني في أصحاب له بمصر قاموا ببره: إذا كنت فيهم ثاويًا كنت سيدًاوإن غبت عنهم لم تنلك المظالم أولئك صحبي لا عدمت حياتهمولا عدموا السعد الذي هو دايم أغنى بذكراهم وطيب حديثهمكما غردت فوق الغصون الحمايم ومن شعره يتشوق إلى تلك الديار ويتعلل بالتذكار قوله: أحبتنا بمصر لو رأيتمبكائي عند أطراف النهار لكنتم تشفقون لفرط وجديوما ألقاه من بعد المزار ومن شعره: تغني حمام الأيك يومًا بذكرهمفأطرب حتى كدت من ذكرهم أفنا فقلت حمام الأيك لا تبك جيرةناءوا وانقضت وصلهم عنا فقال ولم يردد جوابًا لسايلألا ليتنا كنا جميعًا بذا ألحقنا ومن جيد شعره الذي أجهد فيه قريحته قوله يمدح السلطان المعظم أبا الحسن في ميلاد عام سبعة وأربعين وسبعماية: تقر ملوك الأرض أنك مولاهاوأن الدنا وقف عليك قضاياها ومنها: حكيت لنا للفاروق حتى كأننابعين لا تكذب رؤياها وسرت على آثاره خير سيرةقطعنا بأن الله ربك يرضاها إذا ذكرت سير الملوك بمحفلونادى بها النادي وحسن دنياها فجودك رواها وملكك زانهاوعدلك زاها وذكرك حلاها ومنها بعد كثير: ومنكم ذوو التيجان والهمم التيأناف على أعلى السماكين أدناها إذا غاب منهم مالك قام مالكمجدد للبيت المقدس علياها بناها على التقوى وأسس بيتهاأبو يوسف الزاكي وسير مبناها وأورثها عثمن خير خليفةوأحلم من ساس الأنام وأنداها وقام علي بعده خير مالكوخير إمام في الورى راقب الله علي بن عمر بن يعقوب ذو العلامذيق الأعادي حيثما سار بلواها أدام الله وأعطى الخلافة وقتهاونور أحلاك الخطوب وجلاها ووصلني كتاب منه مؤرخ في التاسع عشر من شهر شعبان المكرم من عام أربعة وستين وسبعماية جدد عهدي من شعره بما نصه: فيا أدمعي منهلة إثر بينهمكأن جفوني بالدمع عيون فيا معهدًا قد بنت عنه مكلفابديلي منه أنة وحنين سقتك غوادي المزن كرعشيةودادك محلول النطاق هتون فإن تكن الأيام لم تقض بيننابوصل فما يقضى فسوف يكون يعز علينا أن نفارق ربعكموأنا على أيدي الخطوب نهون ولو بلغتني العير عنكم رسالةوساعد دهر باللقاء ضنيين لكنا على ما تعلمون من الهوىولاكن لأحداث الزمان فنون
الجزء الثالث
محمد بن أحمد العزفي محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن أحمد العزفي
من أهل سبتة أبو القاسم بن أبي زكريا بن أبي طالب حاله من أهل الظرف والبراعة والطبع المعين والذكاء ربيس سبتة " وابن رؤساها " وانتقل إلى غرناطة عند خلعه وانصرافه عن بلده.
أقام بها.
تحت رعيٍ حسن الروا مالفًا للظرفاء واشتهر بها أدبه ونظر في الطب ودون فيه وبرع في بالتوشيح.
ثم انتقل إلى العدوة انتقال غبطة وأثرة فاستعمل بها في " خطط نبيهة " وكتب عن ملوكها وهو الآن بالحالة الموصوفة.
وجرى ذكره في " الأكليل " بما نصه: فرع تأود من الرياسة في دوحة.
وتردد بين غدوة في المجد وروحة نشأ والرياسة العزفية تعله وتنهله.
والدهر يسير أمله الأقصى ويسهله.
حتى اتسقت أسباب سعده وانتهت إليه رياسة سلفه من بعده.
فألقت إليه رحالها وحطت ومتعته بقربها بعدما شطت.
ثم كلح له الدهر بعد ما تبسم وعاد زعزعًا نسيمه الذي كان يتنسم وعاق هلاله عن تمه ما كان من تغلب ابن عمه واستقر بهذه البلاد نائى الدار بحكم الأقدار وإن كان نبيه المكان والمقدار وجرت عليه جراية واسعة ورعاية متتابعة وله أدب كالروض باكرته الغمايم والزهر تفتحت عنه الكمايم رفع منه راية خافقة وأقام له سوقًا نافقة.
وعلى تدفق أنهاره وكثرة نظمه واشتهاره فلم أظفر منه إلا باليسير التافه بعد انصرافه.
شعره قال: أفديك ياريح الصبا عوجى على تلك الربا واحد النامي سحرا ترسل غمامًا صبا على ربى غرناطة لكى تقضي ما ربا ثم أبلغى يا ربح عن صب سلامًا طيبًا ومن منظومة أيضًا في بعض القضاة الفاسيين وهو من البديع وورى فيه ببابين من أبواب المدينة: وليت بفاس أمور القضا فأحدثت فيه أمورًا شنيعة طربت له القضب اللدن وبادرت رجعا له تختال في بالحبرات مرت عليه ركعًا لا كنها جعلت تحيتها لدى الركعات قصرت صلاة الخوف منه فقربت فربانها وحفته بالزهرات والعود مثناه يطابق زيها في ردانات على رنات إن جس مثلثه بأن بفنة في اليم من ثقيلة النغمات فكان ما غنت عليه الورق من ألحانها ألقاه للقينات عكفت على ألحانها تشأ ولنا خلف الستاير باختلاف لغات فكأنها عجم تورات بالحجاب ووددت سورًا من التورات نطقت بأفصح نغمه في شدوها تتلو علينا هذه الآيات ومما أنشده ليلة ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لم أطلق نحو نجد وصولًا بعثت الفؤاد إليها رسولًا وكم حل قلبي رهينًا بها غداة نوى الركب فيها النزولا محل بها في الحلال إلى ضحى أصبح القوم فيها حلولا وقفت بوادي الغضا ساعة لعى أندب فيها الطلولا وفي البان من أيكه ساجع يرجع بالقضب منها الهديلا بعمق الهوى يا حمام الحمى ترفق بقلى المعنى قليلا فقد هجت تالله أشواقه بذكرك إلفا ثاني أو خليلا ألم تدر أن ادكارى الهوى يديب ويغنى الفؤاد العليلا رعى الله تلك المطايا التي إلى الحج وخدًا سرت أو ذميلا ويا عجبا كيف خفت بهم وحملت القلب حملًا ثقيلًا وود عنى الصبر إذ ودعوا فما أن وحدت إليه سبيلا وآثرت يا ويح نفسي المقام وآثر أهل الوداد الرحيلا وجادوا رجا الرضا بالنفوس وكنت بنفسي ضنينًا بخيلًا ندمت على السير إذا فأتى ولازمت حزنى دهرا طويلا وفاز المخفون إذا يمموا منازل آثارها لن تزولا ولا كنني أثقلتنى الذنوب وما كنت للثقل منها حمولًا ركبت مطية جهل الصبا وكانت أو أن التضابى ذلولا ومالت بي النفس نحو الهوى وقد وجدتني غرًا جهولًا فطربى لمن حل في طيبةً وعرس بالسفح منها الحمولا ونال المنى في منى عندما نوى بالمنازل منها نزولا وأصفى الضماير نحو الصفا يؤمل للوصل فيه الوصولا وجاء إلى البيت مستبشرًا ليطهر بالأمن فيه دخولا وطاف ولبى بذاك الحما ونال من الحجر قصدًا وسولا بلاد بها حل خير الورى فطوبى لمن مال فيها الحلولا نبى كريم سما رفعة وقدرًا جليلًا ومجدًا أصيلا وكان لأمته رحمة بفض الشفاعة فيهم كفيلا وكان رؤوفًا رحيمًا لهم عطوفًا شفيعًا عليهم وصولًا ولن يبلغ القول معشارها وإن كان الوصف فيها مطيلا وقس البيان وسحبانه يرى ذهنه في مداها كليلا تخبره الله في خلقه فكان الخطير لديه المثيلا ولم ير في الناس نداله ول ا في الخلايق منه بديلا وأبقى له الحكم في أرضه فكان الأمين عليها الوكيلا وكل ظلام وطلم بها على الفور لما أتى قد أزيلا وكانت كنار لظى فتنة فعادت من المن ظلًا ظليلًا وقد زان حسن الدجا جيله إذا ذكر الدهر جيلًا فجيلًا وأيامه غررر قد بدت بوجه الدنا والليالي حجولًا رسول كريم إذا جيته ويممت مغناه تلقى القولا بمولده في زمان الربيع ربيع أنانا يجر الذيولا فأهلا به الآن من زاير أنانا بفضل يفوق الفضولا سليل على غمام الندى ألا أيد الله ذالك السليلا فتى أوسع الناس من جوده عطًا جزيلًا وبرًا حفيلًا حلاه الوقار ولاقيه إذا ارتاح للجود يلفى عجولًا وقد شاع عنه جميل الثنا وعم البسيطة عرضًا وطولا وما من بالوعد إلا وفى فلم يك بالوعد يومًا مطولا ولا في علاه مغالٍ لمن يكثر في الملك قالًا وقيلا تفرد بالفضل في عصره وكان بعرف الأيادي كفيلا أطاعت له حين وافى البلاد رضى عندما حل فيها حلولا وجا لطاعته أهلها سراعًا يرومون فيها الدخولا فيه قدر الموإلى بها وأكسف فيها المعادى خمولًا ومهد بالأمن أفكارها وأمن بالعدل فيها السبيلا وكف أكف التعدي بها فلا يظلم الناس فيها فتيلا وجرد من عزمه مرهفًا لحسم أمور المناوى صقيلا وكل كفور معادلة سيأخذه الله أخذًا وبيلا أعز الخلايق لما ولى ونوه من كان منهم ذليلا وراعى لمن جاءه داخلًا حماه من القاصدين الدخيلا فكان بأفعاله قصده إلى منهج الفضل قصدًا جميلا وصح انتعاش المعالي به وقد كان شخص المالي عليلًا وشيد مبنى العلا بالندى ووثقه خشية أن يميلا ينيل ويعطى جزيل العطا فما زال أخرى الليالي منيلا ودام مدى الدهر في رفعة تثير من الحاسدين الغليلا ولا برح السعد في بابه يوم به مربعًا أو مقيلا محمد المكودى من أهل فاس يكنى أبا عبد الله حاله من " الإكليل ": شاعر لا يتعاطى ميدانه مرعى بيان ورف عضله وأينع سعدانه يدعو الكلام فيهطع لداعيه ويسعى في اجتلاب المعاني فتنجح مساعيه.
غير أنه أفرط في الانهماك وهوى إلى السمكة من أوج السماك.
وقدم على هذه البلاد مفلتًا من رهق تلمسان حين الحصار صفر اليمين واليسار من اليسار ملئ هوى أنحى على طريفه وتلاده وأخرجه من بلاده.
ولما " جدبه " البين وحل هذه البلاد " بحال تقبحها العين " والسيف بهزته لا بحسن بزتة دعوته إلى مجلس أعاره البدر هالته وخلع عليه الأصيل غلا لته وروض تفتح كمامه وهما عليه غمامه وكاس أنس تدور فتتلقى نجومها البدور.
فلما ذهبت المؤانسة بخجله وتذكر هواه ويوم نواه حتى خفنا حلول أجله جذبنا للمؤانسة زمامه واستقينا منها غمامه فأمتع وأحسب ونظر ونسب وتلكم في المسائل وحضر بطرف الأبيات وعيون الرسايل حتى نشر الصباح رايته واطلع النهار آيته.
غرامي فيك جل عن القياس وقد أسقيتنيه بكل كاس ولا أنسى هواك ولو جفاني عليك أقاربي طرا وناس ولا أدرى لنفسي من كمال سوى أنى لعهدك غير ناس وقال في غرض معروف: بعثت بخمرٍ فيه ماء وإنمابعثت بما فيه رايحة الخمر فقل عليه الشكر إذا قل سكرنافنحن بلا سكر وأنت بلا شكر ومما خاطبني به: رحماك بي فلقد خلدت في خلدي هوى أكابد منه حرة الكبد حللت عقد سلوى في فؤادي إذ حللت منه محل الروح في جسد مرآك بدري وذكراك التذاذ فمي ودين حبك أضماري ومعتقدي ومن جمالك نور لاح في بصري ومن ودادك روح حل في خلدي لا تحسبن فؤادي عنك مصطبر فقبل حبك كان الصبر طوع يدي وهاك جسمي قد أودى النحول به فلو طلبت وجودًا منه لم تجد ولا أدرى لنفسي من كمال سوى أنى لعهدك غير ناس وقال في غرض معروف: بعثت بخمرٍ فيه ماء وإنمابعثت بما فيه رايحة الخمر فقل عليه الشكر إذا قل سكرنافنحن بلا سكر وأنت بلا شكر ومما خاطبني به: رحماك بي فلقد خلدت في خلدي هوى أكابد منه حرة الكبد حللت عقد سلوى في فؤادي إذ حللت منه محل الروح في جسد مرآك بدري وذكراك التذاذ فمي ودين حبك أضماري ومعتقدي ومن جمالك نور لاح في بصري ومن ودادك روح حل في خلدي لا تحسبن فؤادي عنك مصطبر فقبل حبك كان الصبر طوع يدي وهاك جسمي قد أودى النحول به فلو طلبت وجودًا منه لم تجد بما بطرفك من غنج ومن حور وما بثغرك من در ومن برد وكيف تطلب عدلًا والهوى حكم وحكمه قط لم يعدل على أحد من لي بأغيد لا يرثى إلى شجن وليس يعرف ما يلقاه ذو كمد ما كانت من قبل إذ عانى لصولته أخال أن الرشا يسطو على الأسد إن جاد بالوعد لم تصدق مواعده فإن قنعت بزور الوعد لم يعد شكوته علتي منه فقال الأمر للطبيب فما برء الضنا بيدي فقلت إن شئت برني أو شفا ألمى فبار تشاف لماك الكوثري جد وإن بخذت فلى مولى يجود علىضعفى ويبرى ما أضنيت من جد وخرج إلى المدح فأطال المقرئون والعلماء محمد بن أحمد بن جزي الكلبي محمد بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمن بن يوسف بن جزي الكلبي يكنى أبا القاسم من أهل غرناطة وذوي الأصالة والنباهة فيها شيخنا رحمة الله عليه أوليته أصل سلفه من ولمة من حصون البراجلة نزل بها أولهم عند الفتح صحبة قريبهم أبى الخطار حسام بن ضرار الكلبي وعند خلع دعوة المرابطين وكانت لجدهم بجيان رياسة وانفراد بالتدبير.
حاله كان رحمه الله على طريقة مثلى من العكوف على العلم.
والاقتصاد على الاقتيات من حر النشب والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين فقيها حافظًا قايمًا على التدريس مشاركًا في فنون " من " العربية والفقه والأصول والقراءات والحديث والأدب حفظه للتفسير مستوعبًا للأقوال جماعة للكتب ملوكى الخزانة.
حسن المجلس ممتع المحاضرة قريب الغور صحيح الباطن.
تقدم خطيبًا بالمسجد الأعظم من بلده على حداثة سنة فاتفق على فضله وجرى على سننن أصالته.
مشيخته قرأ على الإستاذ أبى جعفر بن الزبير وأخذ عنه العربية والفقه والحديث والقرآن.
وروى أبي الحسن بن مستقور.
وقرأ القرآن على الأستاذ المقرى الراوية المكثر أبي عبد الله بن الكماد ولازم الخطيب أبا عبد الله بن رشيد وسمع على الشيخ الوزير أبى محمد عبد الله بن أحمد أبن ولازم الخطيب أبا عبد الله بن رشيد وسمع على الشيخ الوزير أبى محمد عبد الله بن أحمد أبن المؤذن وعلى الراوية المسن أبى الوليد الحضرمي.
يروي عن سهل بن مالك وطبقته.
وروى عن الشيخ الراوية أبى زكريا البرشاني وعن الراوية الخطيب أبى عبد الله محمد بن محمد بن علي الأنصاري والقاضي أبى المجد بن أبى على بن أبى الأحوض والقاضي أبى عبد الله بن برطال والشيخ الوزير ابن أبى عامر بن ربيع والخطيب الولى أبى عبد الله الطنجالي والأستاذ النظار المتفنن أبى القاسم قاسم بن عبد الله بن الشاط.
وألف الكثير في فنون شتى.
تواليفه منها كتاب " وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم " وكتاب " الأنوار السنية في الكلمات السنية " وكتاب " الدعوات والأذكار المخرجة من صحيح الأخبار " وكتاب " القوانين الفقهية في تلخيص مذهب المالكية " " والتنبيه على مذهب الشافعية والحنفية والحنبلية " وكتاب " تقريب الوصول إلى لعم الأصول " وكتاب " النور المبين في قواعد عقايد الدين " وكتاب " المختصر البارع في قراءة نافع " وكتاب " أصول القراء الستة غير نافع " وكتاب " الفوايد العامة في لحن العامة " إلى غير ذلك مما قيده في التفسير والقراءات وغير ذلك.
وله فهرسة كبيرة.
اشتملت على جملة من أهل المشرق ورب سكوت كان فيه بلاغه ورب كلام فيه عتب لعاتب وقال رحمه الله مثفقًا من ذنبه: يا رب إن ذنوبي اليوم قد كثرت فما أطيق لها حصرًا ولا عددًا وليس لي بعذاب النار من قبل ولا أطيق لها صبرًا ولا جلدًا فانظر إلهي إلى ضعفى ومسكنتي لا تذيقني حر الجحيم غدا وقال في مذهب الفخر: وكم من صفحة كالشمس تبدو قيسلى حسن قلب الحزين غضضت الطرف عن نظرى إليها محافظة على عرضى وديني وفاته فقد وهو يشخد الناس ويحرضهم ويثبت بصايرهم يوم الكاينة بطريف ضحويوم الإثنين السابع لجمادى االإلى عام أحد وأربعين وسبعماية تقبل الله شهادته.
عقبه ظاهر بين القضاء والكتابة.
ابن شقرال اللخمى محمد بن أحمد بن فتوح بن شقرال اللخمى شرقي الأصل من سكان غرناطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بالطرسونى حاله نقلت من خط شيخنا أبي البركات بن الحاج أمتع الله به كنى نفسه أبا عبد الرحمن ودعى بها وقتًا وكوتب بها.
وكان له ابن سماه عبد الرحيم فقلنا له سمه عبد الرحمن ليعضد لك الكنية التي اخترت فأبى.
كان هذا الرجل قيمًا على النحو والقراءات واللغة مجيدًا في ذلك محكمًا لما يأخذ فيه منه وكانت لديه مشاركة في الأصلين والمنطق طمح إليهما بفض نباهته وذكايه وشعوره بمراتب العلوم دون شيخ أرشده إلى ذلك.
يجمع إلى ماذكر خطا بارعًا وظرفًا وفكاهة وسخا نفس وجميل مشاركة لأصحابه.
بأقصى مايستطيع.
وكان صناع اليدين يرسم بالذهب ويسفر ويحكم عمل التراكيب الطيبة.
وعلى الجملة فالرجل من أجل نبلاء عصره الذين قل أمثالهم.
مشيخته أخذ القراءات عن الشيخ الأستاذ " أبي الحسن " ابن أبي بالعيش وبه تفقه ببلده المراية.
وقرأ على الأستاذ أبي بجعفر بن الزبير والخطيب أبي جعفر بن الزيات والراوية أبي بالحسن بن مستقور والولى أبي عبد الله الطمجالي وصهره الخطيب أبي تمام غالب بن حسن بن سيدبونه والخطيب أبي الحسن القيجاطي والخطيب المحدث أبي عبد الله بن رشيد وغيرهم.
شعره من شعره قوله: إذا قذفت بي حيثما شاءت النوى ففي كل شعب لي إليك طريق وإن أنا لم أبصر محياك باسمًا فإنسان عيني في الدموع غريق فإن لم تصل كفى بكفك وافيًا " فأسمال أحبابى لدى فتوق "