سورة يس
الآية رقم ( 1 )
{يس }
{ يَس } الله أعلم بمراده به .
الآية رقم ( 2 )
{والقرآن الحكيم }
{ والقرآن الحكيم } المحكم بعجيب النظم، وبديع المعاني .
الآية رقم ( 3 )
{إنك لمن المرسلين }
{ إنك } يا محمد { لمن المرسلين } .
الآية رقم ( 4 )
{على صراط مستقيم }
( على ) متعلق بما قبله ( صراط مستقيم ) أي طريق الأنبياء قبلك التوحيد والهدى ، والتأكيد بالقسم وغيره رد لقول الكفار له " لست مرسلاً " .
الآية رقم ( 5 )
{تنزيل العزيز الرحيم }
{ تنزيل العزيز } في ملكه { الرحيم } بخلقه خبر مبتدأ مقدر، أي القرآن .
الآية رقم ( 6 )
{لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون }
{ لتنذرْ به { قوماً } متعلق بتنزيل { ما أنذر آباؤهم } أي لم ينذروا في زمن الفترة { فهم } أي القوم { غافلون } عن الإيمان والرشد .
الآية رقم ( 7 )
{لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون }
{ { لقد حق القول } وجب { على أكثرهم } بالعذاب { فهم لا يؤمنون } أي الأكثر .
الآية رقم ( 8 )
{إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون }
{ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } بأن تضم اليها الأيدي لأن الغل يجمع اليد إلى العنق { فهي } أي الأيدي مجموعة { إلى الأذقان } جمع ذقن، وهي مجتمع اللحيين { فهم مقمحون } رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها، وهذا تمثيل، والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له .
الآية رقم ( 9 )
{وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون }
{ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً } بفتح السين وضمها في الموضعين { فأغشيناهم فهم لا يبصرون } تمثيل أيضاً لسدّ طرق الإيمان عليهم .
الآية رقم ( 10 )
{وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون }
{ وسواء عليهم أأنذرتهم } بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والآخرى وتركه { أم لم تنذرهم لا يؤمنون } .
الآية رقم ( 11 )
{إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم }
{ إنما تنذر } ينفع إنذارك { من أتَّبع الذكر } القرآن { وخشي الرحمن بالغيب } خافه ولم يره { فبشّره بمغفرة وأجر كريم } هو الجنة .
الآية رقم ( 12 )
{إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين }
{ إنا نحن نحي الموتى } للبعث { ونكتب } في اللوح المحفوظ { ما قدَّموا } في حياتهم من خير وشر ليجازوا عليه { وأثارهم } ما استنَّ به بعدهم { وكل شيء } نصبه بفعل يفسره { أحصيناه } ضبطناه { في إمام مبين } كتاب بيّن، هو اللوح المحفوظ .
الآية رقم ( 13 )
{واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون }
{ واضرب } اجعل { لهم مثلا } مفعول أول { أصحاب } مفعول ثان { القرية } أنطاكية { إذ جاءها } إلى آخره بدل اشتمال من أصحاب القرية { المرسلون } أي رسل عيسى .
الآية رقم ( 14 )
{إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون }
{ إذْ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما } إلى آخره بدل من إذ الأولى { فَعَزَزْنَا } بالتخفيف والتشديد: قوَّينا الإثنين { بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون } .
الآية رقم ( 15 )
{قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون }
{ قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن } ما { أنتم تكذبون } .
الآية رقم ( 16 )
{قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون }
{ قالوا ربنا يعلم } جار مجرى القسم، وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في { إنا إليكم لمرسلون } .
الآية رقم ( 17 )
{وما علينا إلا البلاغ المبين }
{ وما علينا إلا البلاغ المبين } التبليغ المبين الظاهر بالأدلة الواضحة وهي إبراء الأكمه والأبرص والمريض وإحياء الميت .
الآية رقم ( 18 )
{قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم }
{ قالوا إنا تطيرنا } تشاءَمنا { بكم } لانقطاع المطر عنا بسببكم { لئن } لام قسم { لم تنتهوا لنرجمنكم } بالحجارة { وليمسنكم منا عذاب أليم } مؤلم .
الآية رقم ( 19 )
{قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون }
{ قالوا طائركم } شؤمكم { معكم } بكفركم { أئن } همزة استفهام دخلت على إن الشرطية ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى { ذكرتم } وعظتم وخوِّفتم، وجواب الشرط محذوف، أي تطيرتم وكفرتم وهو محل الاستفهام، والمراد به التوبيخ { بل أنتم قوم مسرفون } متجاوزون الحدَّ بشرككم .
الآية رقم ( 20 )
{وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين }
{ وجاء من أقصا المدينة رجل } هو حبيب النجار كان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد { يسعى } يشتد عدواً لما سمع بتكذيب القوم الرسلَ { قال يا قوم اتبعوا المرسلين } .
الآية رقم ( 21 )
{اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون }
{ اتبعوا } تأكيد للأول { مَن لا يسألكم أجراً } على رسالته { وهم مهتدون } فقيل له: أنت على دينهم .
الآية رقم ( 22 )
{وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون }
فقال { وما لي لا أعبد الذي فطرني } خلقني، أي لا مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك { وإليه ترجعون } بعد الموت فيجازيكم بكفركم .
الآية رقم ( 23 )
{أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون }
{ أأتخذ } في الهمزتين ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي { من دونه } أي غيره { آلهة } أصناماً { إن يُردْن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم } التي زعمتموها { شيئاً ولا ينقذون } صفة آلهة .
الآية رقم ( 24 )
{إني إذا لفي ضلال مبين }
{ إني إذاً } أي إن عبدت غير الله { لفي ضلال مبين } بيَّن .
الآية رقم ( 25 )
{إني آمنت بربكم فاسمعون }
{ إني آمنت بربكم فاسمعون } أي اسمعوا قولي، فرجموه فمات .
الآية رقم ( 26 )
{قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون }
{ قيل } له عند موته { ادخل الجنة } وقيل دخلها حياً { قال يا } حرف تنبيه { ليت قومي يعلمون } .
الآية رقم ( 27 )
{بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين }
{ بما غفر لي ربي } بغفرانه { وجعلني من المكرمين } .
الآية رقم ( 28 )
{وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين }
{ وما } نافية { أنزلنا على قومه } أي حبيب { من بعده } بعد موته { من جند من السماء } أي ملائكة لإهلاكهم { وما كنا منزلين } ملائكة لإهلاك أحد .
الآية رقم ( 29 )
{إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون }
{ إن } ما { كانت } عقوبتهم { إلا صيحة واحدة } صاح بهم جبريل { فإذا هم خامدون } ساكنون ميتون .
الآية رقم ( 30 )
{يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون }
{ يا حسرة على العباد } هؤلاء ونحوهم ممن كذبوا الرسل فأهلكوا، وهي شدة التألم ونداؤها مجاز، أي هذا أوانك فاحضري { ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءُون } مسوق لبيان سببها لاشتماله على استهزائهم المؤدى إلى إهلاكهم المسبب عنه الحسرة .
الآية رقم ( 31 )
{ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون }
( ألم يروا ) أي أهل مكة القائلون للنبي " لست مرسلاً " والاستفهام للتقرير : أي علموا ( كم ) خبرية بمعنى كثيراً معمولة لها بعدها معلقة لما قبلها عن العمل ، والمعنى إنا ( أهلكنا قبلهم ) كثيراً ( من القرون ) الأمم ( أنهم ) أي المهلكين ( إليهم ) أي المكذبين ( لا يرجعون ) أفلا يعتبرون بهم ، وأنه الخ : بدل مما قبله برعاية المعنى المذكور .
الآية رقم ( 32 )
{وإن كل لما جميع لدينا محضرون }
{ وإن } نافية أو مخففة { كل } أي كل الخلائق مبتدأ { لما } بالتشديد بمعنى إلا، أو بالتخفيف، فاللام فارقة وما مزيدة { جميع } خبر المبتدأ، أي مجموعون { لدينا } عندنا في الموقف بعد بعثهم { محضرون } للحساب خبر ثان .
الآية رقم ( 33 )
{وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون }
{ وآية لهم } على البعث خبر مقدم { الأرض الميتة } بالتخفيف والتشديد { أحييناها } بالماء مبتدأ { وأخرجنا منها حباً } كالحنطة { فمنه يأكلون } .
الآية رقم ( 34 )
{وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون }
{ وجعلنا فيها جنات } بساتين { من نخيلٍ وأعنابٍ وفجَّرنا فيها من العيون } أي بعضها .
الآية رقم ( 35 )
{ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون }
{ ليأكلوا من ثمره } بفتحتين وضمتين، أي ثمر المذكور من النخيل وغيره { وما عملته أيديهم } أي لم تعمل الثمر { أفلا يشكرون } أنعمه تعالى عليهم .
الآية رقم ( 36 )
{سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون }
{ سبحان الذي خلق الأزواج } الأصناف { كلها مما تنبت الأرض } من الحبوب وغيرها { ومن أنفسهم } من الذكور والإناث { ومما لا يعلمون } من المخلوقات العجيبة الغريبة .
الآية رقم ( 37 )
{وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون }
{ وآية لهم } على القدرة العظيمة { الليل نسلخ } نفصل { منه النهار فإذا هم مظلمون } داخلون في الظلام .
الآية رقم ( 38 )
{والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم }
{ والشمس تجري } إلى آخره من جملة الآية لهم: آية أخرى والقمر كذلك { لمستقرِ لها } أي إليه لا تتجاوزه { ذلك } أي جريها { تقدير العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه .
الآية رقم ( 39 )
{والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم }
{ والقمرُ } بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده { قدَرناه } من حيث سيره { منازل } ثمانية وعشرين منزلاً في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوماً وليلة إن كان تسعة وعشرين يوماً { حتى عاد } في آخر منازله في رأي العين { كالعرجون القديم } أي كعود الشماريخ إذا عتق فإنه يرق ويتقوس ويصفر .
الآية رقم ( 40 )
{لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون }
{ لا الشمس ينبغي } يسهل ويصح { لها أن تدرك القمر } فتجتمع معه في الليل { ولا الليل سابق النهار } فلا يأتي قبل انقضائه { وكل } تنويه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر والنجوم { في فلك } مستدير { يسبحون } يسيرون نزلوا منزلة العقلاء .
الآية رقم ( 41 )
{وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون }
{ وآية لهم } على قدرتنا { أنا حملنا ذريتهم } وفي قراءة: ذرياتهم، أي آباءهم الأصول { في الفلك } أي سفينة نوح { المشحون } المملوء ,
الآية رقم ( 42 )
{وخلقنا لهم من مثله ما يركبون }
{ وخلقنا لهم من مثله } أي مثل فلك نوح وهو ما عملوه على شكله من السفن الصغار والكبار بتعليم الله تعالى { ما يركبون } فيه .
الآية رقم ( 43 )
{وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون }
{ وإن نشأ نغرقهم } مع إيجاد السفن { فلا صريخ } مغيث { لهم ولا هم ينقذون } ينجون .
الآية رقم ( 44 )
{إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين }
{ إلا رحمة منا ومتاعاً إلى حين } أي لا ينجيهم إلا رحمتنا لهم وتمتيعنا إياهم بلذاتهم إلى انقضاء آجالهم .
الآية رقم ( 45 )
{وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون }
{ وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم } من عذاب الدنيا كغيرهم { وما خلفكم } من عذاب الآخرة { لعلكم ترحمون } أعرضوا .
الآية رقم ( 46 )
{وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين }
{ وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين } .
الآية رقم ( 47 )
{وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين }
{ وإذا قيل } أي قال فقراء الصحابة { لهم أنفقوا } علينا { مما رزقكم الله } من الأموال { قال الذين كفروا للذين آمنوا } استهزاءً بهم { أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } في معتقدكم هذا { إن } ما { أنتم } في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا { إلا في ضلال مبين } بيَّن وللتصريح بكفرهم موقع عظيم .
الآية رقم ( 48 )
{ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين }
{ ويقولون متى هذا الوعد } بالبعث { إن كنتم صادقين } فيه .
الآية رقم ( 49 )
{ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون }
قال تعالى: { ما ينظرون } أي ينتظرون { إلا صيحة واحدة } وهي نفخة إسرافيل الأولى { تأخذهم وهم يخصِّمون } بالتشديد أصله يختصمون نقلت حركة التاء إلى الحاء وأدغمت في الصاد، أي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع وأكل وشرب وغير ذلك، وفي قراءة يخصمون كيضربون، أي يخصم بعضهم بعضاً .
الآية رقم ( 50 )
{فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون }
{ فلا يستطيعون توصية } أي أن يوصوا { ولا إلى أهلهم يرجعون } من أسواقهم وأشغالهم بل يموتون فيها .
الآية رقم ( 51 )
{ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون }
{ ونفخ في الصور } هو قرن النفخة الثانية للبعث، وبين النفختين أربعون سنة { فإذاهم } أي المقبورون { من الأجداث } القبور { إلى ربهم ينسلون } يخرجون بسرعة .
الآية رقم ( 52 )
{قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون }
{ قالوا } أي الكفار منهم { يا } للتنبيه { ويلنا } هلاكنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه { من بعثنا من مرقدنا } لأنهم كانوا بين النفختين نائمين لم يعذبوا { هذا } أي البعث { ما } أي الذي { وعد } به { الرحمن وصدق } فيه { المرسلون } أقروا حين لا ينفعهم الإقرار، وقيل: يقال لهم ذلك.
الآية رقم ( 53 )
{إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون }
{ إن } ما { كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدنيا } عندنا { محضرون } .
الآية رقم ( 54 )
{فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون }
{ فاليوم لا تظلم نفسٌ شيئاً ولا تجزون إلا } جزاء { ما كنتم تعملون } .
الآية رقم ( 55 )
{إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون }
{ إن أصحاب الجنة اليوم في شغْل } بسكون الغين وضمها عما فيه أهل النار مما يتلذذون به كافتضاض الأبكار، لا شغل يتعبون فيه، لأن الجنة لا نصب فيها { فاكهون } ناعمون خبر ثان لأن، والأول في شغل .
الآية رقم ( 56 )
{هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون }
{ هم } مبتدأ { وأزواجهم في ظلال } جمع ظلة أو ظل خبر: أي لا تصيبهم الشمس { على الأرائك } جمع أريكة، وهو السرير في الحجلة أو الفرش فيها { متكئون } خبر ثان متعلق على .
الآية رقم ( 57 )
{لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون }
{ لهم فيها فاكهة ولهم } فيها { ما يدَّعون } يتمنون .
الآية رقم ( 58 )
{سلام قولا من رب رحيم }
{ سلام } مبتدأ { قولاً } أي بالقول خبره { من رب رحيم } بهم، أي يقول لهم: سلام عليكم.
الآية رقم ( 59 )
{وامتازوا اليوم أيها المجرمون }
{ و } يقول { امتازوا اليوم أيها المجرمون } أي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم .
الآية رقم ( 60 )
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين }
{ ألم أعهد إليكم } آمركم { يابني آدم } على لسان رسلي { أن لا تعبدوا الشيطان } لا تطيعوه { إنه لكم عدوٌ مبين } بيَّن العداوة .
الآية رقم ( 61 )
{وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم }
{ وأن اعبدوني } وحِّدوني وأطيعوني { هذا صراط } طريق { مستقيم } .
الآية رقم ( 62 )
{ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون }
{ ولقد أضل منكم جبلاً } خلقاً جمع جبيل كقديم، وفي قراءة بضم الباء { كثيراً أفلم تكونوا تعقلون } عداوته وإضلاله أو ما جل بهم من العذاب فتؤمنون، ويقال لهم في الآخرة .
الآية رقم ( 63 )
{هذه جهنم التي كنتم توعدون }
{ هذه جهنم التي كنتم توعدون } بها .
الآية رقم ( 64 )
{اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون }
{ اصلوْها اليوم بما كنتم تكفرون } .
الآية رقم ( 65 )
{اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون }
( اليوم نختم على أفواههم ) أي الكفار لقولهم " والله ربنا ما كنا مشركين " ( وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم ) وغيرها ( بما كانوا يكسبون ) فكل عضو ينطق بما صدر منه .
الآية رقم ( 66 )
{ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون }
{ ولو نشاء لطمثنا على أعينهم } لأعميناها طمساً { فاستَبَقُوا } ابتدروا { الصراط } الطريق ذاهبين كعادتهم { فأنا } فكيف { يبصرون } حينئذ ؟: أي لا يبصرون .
الآية رقم ( 67 )
{ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون }
{ ولو نشاء لمسخناهم } قردة وخنازير أو حجارة { على مكانتهم } وفي قراءة: مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان أي في منازلهم { فما استطاعوا مضياً ولا يرجعون } أي لم يقدروا على ذهاب ولا مجيء .
الآية رقم ( 68 )
{ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون }
{ ومن نعمَّره } بإطالة أجله { نَنْكُسْهُ } وفي قراءة بالشديد من التنكيس { في الخلق } فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفاً وهرماً { أفلا يعقلون } أن القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون، وفي قراءة بالتاء .
الآية رقم ( 69 )
{وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين }
{ وما علمناه } أي النبي { الشعر } رد لقولهم: إن ما أتى به من القرآن شعر { وما ينبغي } يسهل { له } الشعر { إن هو } ليس الذي أتى به { إلا ذكر } عظة { وقرآن مبين } مظهر للأحكام وغيرها .
الآية رقم ( 70 )
{لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين }
{ لينذر } بالياء والتاء به { من كان حياً } يعقل ما يخاطب به وهم المؤمنون { ويحق القول } بالعذاب { على الكافرين } وهم كالميتين لا يعقلون ما يخاطبون به .
الآية رقم ( 71 )
{أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون }
{ أوَ لم يروْا } يعلموا والاستفهام للتقرير والواو الداخلة عليها للعطف { أنا خلقنا لهم } في جملة الناس { مما عملت أيدينا } عملناه بلا شريك ولا معين { أنعاماً } هي الإبل والبقر والغنم { فهم لها مالكون } ضابطون .
الآية رقم ( 72 )
{وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون }
{ وذللناها } سخرناها { لهم فمنها ركوبهم } مركوبهم { ومنها يأكلون } .
الآية رقم ( 73 )
{ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون }
{ ولهم فيها منافع } كأصوافها وأوبارها وأشعارها { ومشارب } من لبنها جمع مشرب بمعنى شرب أو موضعه { أفلا يشكرون } المنعم عليهم بها فيؤمنون: أي ما فعلوا ذلك .
الآية رقم ( 74 )
{واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون }
{ واتخذوا من دون الله } أي غيره { آلهة } أصناماً يعبدونها { لعلهم يُنصرون } يمنعون من عذاب الله تعالى بشفاعة آلهتهم بزعمهم .
الآية رقم ( 75 )
{لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون }
{ لا يستطيعون } أي آلهتهم، نزلوا منزلة العقلاء { نصرهم وهم } أي آلهتهم من الأصنام { لهم جندٌ } بزعمهم نصرهم { محضرون } في النار معهم .
الآية رقم ( 76 )
{فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون }
{ فلا يحزنك قولهم } لك: لست مرسلا وغير ذلك { إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون } من ذلك وغيره فنجازيهم عليه .
الآية رقم ( 77 )
{أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين }
{ أوَ لم يرَ الإنسان } يعلم، وهو العاصي بن وائل { أنَّا خلقناه من نطفة } منيِّ إلى أن صيَّرناه شديداً قوياً { فإذا هو خصيم } شديد الخصومة لنا { مبينٌ } بيِّنها في نفي البعث .
الآية رقم ( 78 )
{وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم }
( وضرب لنا مثلاً ) في ذلك ( ونسي خلقه ) من المني وهو أغرب من مثله ( قال من يحيي العظام وهي رميم ) أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لأنه اسم لا صفة ، وروي أنه أخذ عظماً رميماً ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : أترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " نعم ويدخلك النار " .
الآية رقم ( 79 )
{قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم }
{ قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق } مخلوق { عليم } مجملاً ومفصلاً قبل خلقه وبعد خلقه .
الآية رقم ( 80 )
{الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون }
{ الذي جعل لكم } في جملة الناس { من الشجر الأخضر } المرخ والعفار أو كل شجر إلا العناب { ناراً فإذا أنتم منه توقدون } تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فإنه جمع فيه بين الماء والنار والخشب، فلا الماء يطفأ النار، ولا النار تحرق الخشب .
الآية رقم ( 81 )
{أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم }
{ أوَ ليس الذي خلق السماوات والأرض } مع عظمهما { بقادر على أن يخلق مثلهم } أي الأناسي في الصغر { بلى } أي هو قادر على ذلك أجاب نفسه { وهو الخلاًق } الكثير الخلق { العليم } بكل شيء .
الآية رقم ( 82 )
{إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون }
{ إنما أمره } شأنه { إذا أراد شيئاً } أي خلق شيء { أن يقول له كن فيكونُ } أي فهو يكون، وفي قراءة بالنصب عطفاً على يقول .
الآية رقم ( 83 )
{فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون }
{ فسبحان الذي بيده ملكوت } مُلك زيدت الواو والتاء للمبالغة، أي القدرة على { كل شيء وإليه ترجعون } تردُّون في الآخرة .