mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة لقمان
 
  الجلالين  
   سورة لقمان   
   ( 30 من 113 )  
  السابق   الأحاديث   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة لقمان

 الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏الم ‏}‏

‏{‏ آلم ‏}‏ الله أعلم بمراده به‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏تلك آيات الكتاب الحكيم ‏}‏

‏{‏ تلك ‏}‏ أي هذه الآيات ‏{‏ آيات الكتاب ‏}‏ القرآن ‏{‏ الحكيم ‏}‏ ذي الحكمة والإضافة بمعنى من‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏هدى ورحمة للمحسنين ‏}‏

هو ‏(‏ هدى ورحمة ‏)‏ بالرفع ‏(‏ للمحسنين ‏)‏ وفي قراءة العامة بالنصب حالاً من الآيات العامل فيها ما في ‏"‏ تلك ‏"‏ من معنى الإشارة ‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ‏}‏

‏{‏ الذين يقيمون الصلاة ‏}‏ بيان للمحسنين ‏{‏ ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ‏}‏ هم الثاني تأكيد‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ‏}‏

‏{‏ أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون ‏}‏ الفائزون‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ‏}‏

‏{‏ ومن الناس من يشتري لهو الحديث ‏}‏ أي ما يلهي منه عما يعني ‏{‏ ليضلَّ ‏}‏ بفتح الياء وضمها ‏{‏ عن سبيل الله ‏}‏ طريق الإسلام ‏{‏ بغير علمٍ ويتخذها ‏}‏ بالنصب عطفاً على يضل، وبالرفع عطفاً على يشتري ‏{‏ هزؤاً ‏}‏ مهزوءاً بها ‏{‏ أولئك لهم عذاب مهين ‏}‏ ذو إهانة‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ‏}‏

‏{‏ وإذا تتلى عليه آياتنا ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ ولَّى مستكبراً ‏}‏ متكبراً ‏{‏ كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً ‏}‏ صمماً وجملتا التشبيه حالان من ضمير ولَّى أو الثانية بيان للأولى ‏{‏ فبشِّره ‏}‏ أعلمه ‏{‏ بعذاب أليم ‏}‏ مؤلم وذكر البشارة تهكم به وهو النضر بن الحارث، كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الأعاجم ويحدث بها أهل مكة ويقول‏:‏ إن محمداً يحدثكم أحاديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم أحاديث فارس والروم فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ‏}‏

‏{‏ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم ‏}‏ ‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم ‏}‏

‏{‏ خالدين فيها ‏}‏ حال مقدرة أي‏:‏ مقدراً خلودهم فيها إذا دخلوها ‏{‏ وعد الله حقاً ‏}‏ أي وعدهم الله ذلك وحقه حقاً ‏{‏ وهو العزيز ‏}‏ الذي لا يغلبه شيء فيمنعه من إنجاز وعده ووعيده ‏{‏ الحكيم ‏}‏ الذي لا يضع شيئاً إلا في محله‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم ‏}‏

‏{‏ خلق السماوات بغير عمَدٍ ترونها ‏}‏ أي العمد جمع عماد وهو الاسطوانة، وهو صادق بأن لا عمد أصلاً ‏{‏ وألقى في الأرض رواسي ‏}‏ جبالاً مرتفعة لـ ‏{‏ أن ‏}‏ لا ‏{‏ تميد ‏}‏ تتحرك ‏{‏ بكم وبثَّ فيها من كل دابة وأنزلنا ‏}‏ فيه التفات عن الغيبة ‏{‏ من السماء ماءً فأنبتنا فيها من كل زوجٍ كريمٍ ‏}‏ صنف حسن‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين ‏}‏

‏{‏ هذا خلق الله ‏}‏ أي مخلوقه ‏{‏ فأروني ‏}‏ أخبروني يا أهل مكة ‏{‏ ماذا خلق الذين من دونه ‏}‏ غيره‏:‏ أي آلهتكم حتى أشركتموها به تعالى، وما إستفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره وأروني معلق عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين ‏{‏ بل ‏}‏ للانتقال ‏{‏ الظالمون في ضلالٍ مبينٍ ‏}‏ بيّن بإشراكهم وأنتم منهم‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد ‏}‏

‏{‏ ولقد آتينا لقمان الحكمة ‏}‏ منها العلم والديانة والإصابة في القول، وحكمه كثيرة مأثورة، كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك‏:‏ ألا أكتفي إذا كفيت، وقيل له أي الناس شر‏؟‏ قال‏:‏ الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئاً ‏{‏ أن ‏}‏ أي وقلنا له أن ‏{‏ أشكر لله ‏}‏ على ما أعطاك من الحكمة ‏{‏ ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ‏}‏ لأن ثواب شكره له ‏{‏ ومن كفر ‏}‏ النعمة ‏{‏ فإن الله غني ‏}‏ عن خلقه ‏{‏ حميد ‏}‏ محمود في صنعه‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ أذكر ‏{‏ إذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنيّ ‏}‏ تصغير إشفاق ‏{‏ لا تشرك بالله إن الشرك ‏}‏ بالله ‏{‏ لظلم عظيم ‏}‏ فرجع إليه وأسلم‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ‏}‏

‏{‏ ووصينا الإنسان بوالديه ‏}‏ أمرناه أن يبرهما ‏{‏ حملته أمُه ‏}‏ فْوهنت ‏{‏ وهناُ على وهنٍ ‏}‏ أي ضعفت للحمل وضعفت للطلق وضعفت للولادة ‏{‏ وفصاله ‏}‏ أي فطامه ‏{‏ في عامين ‏}‏ وقلنا له ‏{‏ أنِ اشكر لي ولوالديك إلىَّ المصير ‏}‏ أي المرجع‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ‏}‏

‏{‏ وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم ‏}‏ موافقة للواقع ‏{‏ فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ‏}‏ أي بالمعروف‏:‏ البر والصلة ‏{‏ واتبع سبيل ‏}‏ طريق ‏{‏ من أناب ‏}‏ رجع ‏{‏ إليَّ ‏}‏ بالطاعة ‏{‏ ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ‏}‏ فأجازيكم عليه وجملة الوصية وما بعدها اعتراض‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير ‏}‏

‏{‏ يا بنيّ إنها ‏}‏ أي الخصلة السيئة ‏{‏ إن تك مثقال حبة من خردلِ فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض ‏}‏ أي في أخفى مكان من ذلك ‏{‏ يأت بها الله ‏}‏ فيحاسب عليها ‏{‏ إن الله لطيف ‏}‏ باستخراجها ‏{‏ خبير ‏}‏ بمكانها‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ‏}‏

‏{‏ يا بنيّ أقْم الصلاة وأمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك ‏}‏ بسبب الأمر والنهي ‏{‏ إن ذلك ‏}‏ المذكور ‏{‏ من عزم الأمور ‏}‏ أي معزوماتها التي يعزم عليها لوجوبها‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور ‏}‏

‏{‏ ولا تصعِّر ‏}‏ وفي قراءة تصاعر ‏{‏ خدك للناس ‏}‏ لا تمل وجهك عنهم تكبراً ‏{‏ ولا تمش في الأرض مرحاً ‏}‏ أي خيلاء ‏{‏ إن الله لا يحب كل مختالٍ ‏}‏ متبختر في مشيه ‏{‏ فخور ‏}‏ على الناس‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ‏}‏

‏{‏ واقصد في مشيك ‏}‏ توسط فيه بين الدبيب والإسراع، وعليك السكينة والوقار ‏{‏ واغضض ‏}‏ اخفض ‏{‏ من صوتك إن أنكر الأصوات ‏}‏ أقبحها ‏{‏ لصوت الحمير ‏}‏ أوله زفير وآخره شهيق‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ‏}‏

‏{‏ ألم تروْا ‏}‏ تعلموا يا مخاطبين ‏{‏ أن الله سخَّر لكم ما في السموات ‏}‏ من الشمس والقمر والنجوم لتنتفعوا بها ‏{‏ وما في الأرض ‏}‏ من الثمار والأنهار والدواب ‏{‏ وأسبغ ‏}‏ أوسع وأتمَّ ‏{‏ عليكم نعمه ظاهرةً ‏}‏ وهي حسن الصورة وتسوية الأعضاء وغير ذلك ‏{‏ وباطنةً ‏}‏ هي المعرفة وغيرها ‏{‏ ومن الناس ‏}‏ أي أهل مكة ‏{‏ من يجادل في الله بغير علم ولا هدىً ‏}‏ من رسول ‏{‏ ولا كتاب منير ‏}‏ أنزله الله، بل بالتقليد‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ‏}‏

‏{‏ وإذا قيل لهم اتَّبعوا ما أَنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا ‏}‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏ أ ‏}‏ يتبعونه ‏{‏ ولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ‏}‏ أي موجباته‏؟‏ لا‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ‏}‏

‏{‏ ومن يُسلم وجهه إلى الله ‏}‏ أي يقبل على طاعته ‏{‏ وهو محسن ‏}‏ موحد ‏{‏ فقد استمسك بالعروة الوثقى ‏}‏ بالطرف الأوثق الذي لا يخاف انقطاعه ‏{‏ وإلى الله عاقبة الأمور ‏}‏ مرجعها‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ‏}‏

‏{‏ ومن كفر فلا يَحزُنْك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ كفره ‏}‏ لا تهتم بكفره ‏{‏ إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور ‏}‏ أي بما فيها كغيره فمجاز عليه‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ ‏}‏

‏{‏ نمتعهم ‏}‏ في الدنيا ‏{‏ قليلاً ‏}‏ أيام حياتهم ‏{‏ ثم نضطرهم ‏}‏ في الآخرة ‏{‏ إلى عذابٍ غليظٍ ‏}‏ وهو عذاب النار لا يجدون عنه محيصاً‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ‏}‏

‏{‏ ولئن ‏}‏ لام قسم ‏{‏ سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ‏}‏ حذف منه نون الرفع لتوالي الأمثال، وواو الضمير لالتقاء الساكنين ‏{‏ قل الحمد لله ‏}‏ على ظهور الحجة عليهم بالتوحيد ‏{‏ بل أكثرهم لا يعلمون ‏}‏ وجوبه عليهم‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد ‏}‏

‏{‏ لله ما في السماوات والأرض ‏}‏ ملكاً وخلقاً وعبيداً فلا يستحق العبادة فيهما غيره ‏{‏ إن الله هو الغني ‏}‏ عن خلقه ‏{‏ الحميد ‏}‏ المحمود في صنعه‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ‏}‏

‏{‏ ولو أن ما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر ‏}‏ عطف على اسم أن ‏{‏ يمده من بعده سبعة أبحر ‏}‏ مداداً ‏{‏ ما نفدت كلمات الله ‏}‏ المعبر بها عن معلوماته بكتبها بتلك الأقلام بذلك المداد ولا بأكثر من ذلك لأن معلوماته تعالي غير متناهية ‏{‏ إن الله عزيز ‏}‏ لا يعجزه شيء ‏{‏ حكيم ‏}‏ لا يخرج شئ عن علمه وحكمته‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير ‏}‏

‏{‏ ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ‏}‏ خلقاً وبعثاً، لأنه بكلمة كن فيكون ‏{‏ إن الله سميعٌ ‏}‏ يسمع كل مسموع ‏{‏ بصيرٌ ‏}‏ يبصر كل مبصر لا يشغله شيء عن شيء‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏ألم تر أن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى وأن الله بما تعملون خبير ‏}‏

‏{‏ ألم ترَ ‏}‏ تعلم يا مخاطب ‏{‏ أن الله يُولج ‏}‏ يدخل ‏{‏ الليل في النهار ويولج النهار ‏}‏ يدخله ‏{‏ في الليل ‏}‏ فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر ‏{‏ وسخَّر الشمس والقمر كلُّ ‏}‏ منهما ‏{‏ يجري ‏}‏ في فلكه ‏{‏ إلى أجل مسمى ‏}‏ هو يوم القيامة ‏{‏ وأن الله بما تعملون خبير ‏}‏ ‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير ‏}‏

‏{‏ ذلك ‏}‏ المذكور ‏{‏ بأن الله هو الحق ‏}‏ الثابت ‏{‏ وأن ما يدعون ‏}‏ بالياء والتاء يعبدون ‏{‏ من دونه الباطل ‏}‏ الزائل ‏{‏ وأن الله هو العليُّ ‏}‏ على خلقه بالقهر ‏{‏ الكبيرُ ‏}‏ العظيم‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ‏}‏

‏{‏ ألم ترَ أن الفلك ‏}‏ السفن ‏{‏ تجري في البحر بنعمة الله ليريكم ‏}‏ يا مخاطبين بذلك ‏{‏ من آياته إنَّ في ذلك لآياتٍ ‏}‏ عبراً ‏{‏ لكل صبَّار ‏}‏ عن معاصي الله ‏{‏ شكور ‏}‏ لنعمته‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ‏}‏

‏{‏ وإذا غشيهم ‏}‏ أي علا الكفار ‏{‏ موجٌ كالظلل ‏}‏ كالجبال التي تُظل من تحتها ‏{‏ دعوا الله مخلصين له الدين ‏}‏ أي الدعاء بأن ينجيهم أي لا يدعون معه غيره ‏{‏ فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد ‏}‏ متوسط بين الكفر والإيمان، ومنهم باق على كفره ‏{‏ وما يجحد بآياتنا ‏}‏ ومنها الإنجاء من الموج ‏{‏ إلا كل ختارٍ ‏}‏ غدار ‏{‏ كفورٍ ‏}‏ لنعم الله تعالى‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور ‏}‏

‏{‏ يا أيها الناس ‏}‏ أي أهل مكة ‏{‏ اتقوا ربكم واخشوْا يوماً لا يجزي ‏}‏ يغني ‏{‏ والد عن ولده ‏}‏ فيه شيئاً ‏{‏ ولا مولود عن هو جاز عن والده ‏}‏ فيه ‏{‏ شيئاً إن وعد الله حقٌ ‏}‏ بالبعث ‏{‏ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ‏}‏ عن الإسلام ‏{‏ ولا يغرنكم بالله ‏}‏ في حلمه وإمهاله ‏{‏ الغرور ‏}‏ الشيطان‏.‏

 

الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ‏}‏

‏(‏ إن الله عنده علم الساعة ‏)‏ متى تقوم ‏(‏ وينزل ‏)‏ بالتخفيف والتشديد ‏(‏ الغيث ‏)‏ بوقت يعلمه ‏(‏ ويعلم ما في الأرحام ‏)‏ أذكر أم أنثى ، ولا يعلم واحداً من الثلاثة غير الله تعالى ‏(‏ وما تدري نفس ماذا تكسب غداً ‏)‏ من خير أو شر ويعلمه الله تعالى ‏(‏ وما تدري نفس بأي أرض تموت ‏)‏ ويعلمه الله تعالى ‏(‏ إن الله عليم ‏)‏ بكل شيء ‏(‏ خبير ‏)‏ بباطنه كظاهره ، روى البخاري عن ابن عمر حديث ‏:‏ ‏"‏ مفاتيح الغيب خمسة إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة ‏"‏ ‏.‏

  السابق   الأحاديث   الفهرس   التالي