mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة فصلت
 
  الجلالين  
   سورة فصلت   
   ( 40 من 113 )  
  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة فصلت

 الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏حم ‏}‏

‏{‏ حم ‏}‏ الله أعلم بمراده به

 الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏تنزيل من الرحمن الرحيم ‏}‏

‏{‏ تنزيل من الرحمن الرحيم ‏}‏ مبتدأ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ‏}‏

‏{‏ كتاب ‏}‏ خبره ‏{‏ فصلت آياته ‏}‏ بينت بالأحكام والقصص والمواعظ ‏{‏ قرآناً عربياً ‏}‏ حال من كتاب بصفته ‏{‏ لقوم ‏}‏ متعلق بفصلت ‏{‏ يعلمون ‏}‏ يفهمون ذلك، وهم العرب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ‏}‏

‏{‏ بشيراً ‏}‏ صفة قرآناً ‏{‏ ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون ‏}‏ سماع قبول ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون ‏}‏

‏{‏ وقالوا ‏}‏ للنبي ‏{‏ قلوبنا في أكنَّةٍ ‏}‏ أغطية ‏{‏ مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ‏}‏ ثقل ‏{‏ ومن بيننا وبينك حجاب ‏}‏ خلاف في الدين ‏{‏ فاعمل ‏}‏ على دينك ‏{‏ إننا عاملون ‏}‏ على ديننا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين ‏}‏

‏{‏ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه ‏}‏ بالإيمان والطاعة ‏{‏ واستغفروه وويلٌ ‏}‏ كلمة عذاب ‏{‏ للمشركين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون ‏}‏

‏{‏ الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم ‏}‏ تأكيد ‏{‏ كافرون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ‏}‏

‏{‏ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرٌ غير ممنون ‏}‏ مقطوع ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين ‏}‏

‏{‏ قل أئنكم ‏}‏ بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأولى ‏{‏ لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ‏}‏ الأحد والاثنين ‏{‏ وتجعلون له أنداداً ‏}‏ شركاء ‏{‏ ذلك رب ‏}‏ أي مالك ‏{‏ العالمين ‏}‏ جمع عالم، وهو ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه بالياء والنون، تغليباً للعقلاء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ‏}‏

‏{‏ وجعل ‏}‏ مستأنف ولا يجوز عطفه على صلة الذي للفاصل الأجنبي ‏{‏ فيها رواسي ‏}‏ جبالاً ثوابت ‏{‏ من فوقها وبارك فيها ‏}‏ بكثرة المياه والزروع والضروع ‏{‏ وقدَّر ‏}‏ قسَّم ‏{‏ فيها أقواتها ‏}‏ للناس والبهائم ‏{‏ في ‏}‏ تمام ‏{‏ أربعة أيام ‏}‏ أي الجعل وما ذكر معه في يوم الثلاثاء والأربعاء ‏{‏ سواءً ‏}‏ منصوب على المصدر، أي استوت الأربعة استواءً لا تزيد ولا تنقص ‏{‏ للسائلين ‏}‏ عن خلق الأرض بما فيها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ‏}‏

‏{‏ ثم استوى ‏}‏ قصد ‏{‏ إلى السماء وهي دخان ‏}‏ بخار مرتفع ‏{‏ فقال لها وللأرض ائتيا ‏}‏ إلى مرادي منكما ‏{‏ طوعاً أو كرهاً ‏}‏ في موضع الحال، أي طائعتين أو مكرهتين ‏{‏ قالتا أتينا ‏}‏ بمن فينا ‏{‏ طائعين ‏}‏ فيه تغليب المذكر العاقل أو نزلنا لخاطبها منزلته ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ‏}‏

‏{‏ فقضاهنَّ ‏}‏ الضمير يرجع إلى السماء لأنها في معنى الجمع الآيلة إليه، أي صيَّرها ‏{‏ سبع سماوات في يومين ‏}‏ الخميس والجمعة فرغ منها في آخر ساعة منه، وفيها خلق آدم ولذلك لم يقل هنا سواء، ووافق ما هنا آيات خلق السماوات والأرض في ستة أيام ‏{‏ وأوحى في كل سماءٍ أمرها ‏}‏ الذي أمر به من فيها من الطاعة والعبادة ‏{‏ وزينا السماء الدنيا بمصابيح ‏}‏ بنجوم ‏{‏ وحفظاً ‏}‏ منصوب بفعله المقدَّر، أي حفظناها من استراق الشياطين السمع بالشهب ‏{‏ ذلك تقدير العزيز ‏}‏ في ملكه ‏{‏ العليم ‏}‏ بخلقه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ‏}‏

‏{‏ فإن أعرضوا ‏}‏ أي كفار مكة عن الإيمان بعد هذا البيان ‏{‏ فقل أنذرتكم ‏}‏ خوَّفتكم ‏{‏ صاعقةً مثل صاعقة عادٍ وثمود ‏}‏ عذاباً يهلككم مثل الذي أهلكهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ألا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ‏}‏

‏{‏ إذْ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم ‏}‏ أي مقبلين عليهم ومدبرين عنهم فكفروا كما سيأتي، والإهلاك في زمنه فقط ‏{‏ أن ‏}‏ أي بأن ‏{‏ لا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ‏}‏ علينا ‏{‏ ملائكة فإنا بما أرسلتم به ‏}‏ على زعمكم ‏{‏ كافرون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ‏}‏

‏{‏ فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا ‏}‏ لما خوِّفوا بالعذاب ‏{‏ من أشد منا قوة ‏}‏ أي لا أحد، كان واحدهم يقلع الصخرة العظيمة من الجبل يجعلها حيث يشاء أوَ يروْا ‏}‏ يعلموا ‏{‏ أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوَّة وكانوا بآياتنا ‏}‏ المعجزات ‏{‏ يجحدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ‏}‏

‏{‏ فأرسلنا عليهم ريحاً صرصراً ‏}‏ باردة شديدة الصوت بلا مطر ‏{‏ في أيام نحساتِ ‏}‏ بكسر الحاء وسكونها مشؤومات عليهم ‏{‏ لنذيقهم عذاب الخزي ‏}‏ الذل ‏{‏ في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى ‏}‏ أشد ‏{‏ وهم لا ينصرون ‏}‏ بمنعه عنهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون ‏}‏

‏{‏ وأما ثمود فهديناهم ‏}‏ بيّنا لهم طريق الهدى ‏{‏ فاستحيوا العمى ‏}‏ اختاروا الكفر ‏{‏ على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون ‏}‏ المهين ‏{‏ بما كانوا يكسبون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون ‏}‏

‏{‏ ونجينا ‏}‏ منها ‏{‏ الذين آمنوا وكانوا يتقون ‏}‏ الله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ يوم يُحشر ‏}‏ بالياء والنون المفتوحة وضم الشين وفتح الهمزة ‏{‏ أعداء الله إلى النار فهم يوزعون ‏}‏ يساقون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ‏}‏

‏{‏ حتى إذا ما ‏}‏ زائدة ‏{‏ جاءُوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون ‏}‏

‏{‏ وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ‏}‏ أي أراد نطقه ‏{‏ وهو خلقكم أول مرةٍ وإليه ترجعون ‏}‏ قيل‏:‏ هو من كلام الجلود، وقيل‏:‏ هو من كلام الله تعالى كالذي بعده وموقعه قريب مما قبله بأن القادر على إنشائكم ابتداء وإعادتكم بعد الموت أحياء قادر على إنطاق جلودكم وأعضائكم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون ‏}‏

‏{‏ وما كنتم تستترون ‏}‏ عن ارتكابكم الفواحش من ‏{‏ أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ‏}‏ لأنكم لم توقنوا بالبعث ‏{‏ ولكن ظننتم ‏}‏ عند استتاركم ‏{‏ أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ‏}‏

‏{‏ وذلكم ‏}‏ مبتدأ ‏{‏ ظنكم ‏}‏ بدل منه ‏{‏ الذي ظننتم بربكم ‏}‏ نعت والخبر ‏{‏ أرادكم ‏}‏ أي أهلككم ‏{‏ فأصبحتم من الخاسرين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين ‏}‏

‏{‏ فإن يصبروا ‏}‏ على العذاب ‏{‏ فالنار مسوىّ ‏}‏ مأوى ‏{‏ لهم وإن يستعتبوا ‏}‏ يطلبوا العتبى، أي الرضا ‏{‏ فما هم من المعتبين ‏}‏ المرضيين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ‏}‏

‏(‏ وقيضنا ‏)‏ سببنا ‏(‏ لهم قرناء ‏)‏ من الشياطين ‏(‏ فزينوا لهم ما بين أيديهم ‏)‏ من أمر الدنيا واتباع الشهوات ‏(‏ وما خلفهم ‏)‏ من أمر الآخرة بقولهم لا بعث ولا حساب ‏(‏ وحق عليهم القول ‏)‏ بالعذاب وهو ‏"‏ لأملأن جهنم ‏"‏ الآية ‏(‏ في ‏)‏ جملة ‏(‏ أمم قد خلت ‏)‏ هلكت ‏(‏ من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ‏)‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ‏}‏

‏{‏ وقال الذين كفروا ‏}‏ عند قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوْا فيه ‏}‏ ائتوا بالغط ونحوه وصيحوا في زمن قراءته ‏{‏ لعلكم تغلبون ‏}‏ فيسكت عن القراءة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ‏}‏

قال الله تعالى فيهم‏:‏ ‏{‏ فلنذيقنَّ الذين كفروا عذاباً شديداً ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ‏}‏ أي أقبح جزاء عملهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون ‏}‏

‏{‏ ذلك ‏}‏ العذاب الشديد وأسوأ الجزاء ‏{‏ جزاء أعداء الله ‏}‏ بتحقيق الهمزة الثانية وإبدالها واواً ‏{‏ النار ‏}‏ عطف بيان للجزاء المخبر به عن ذلك ‏{‏ لهم فيها دار الخلد ‏}‏ أي إقامة لا انتقال منها ‏{‏ جزاءً ‏}‏ منصوب على المصدر بفعله المقدر ‏{‏ بما كانوا بآياتنا ‏}‏ القرآن ‏{‏ يجحدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ‏}‏

‏{‏ وقال الذين كفروا ‏}‏ في النار ‏{‏ ربنا أرنا الذَّيْن أضلانا من الجن والإنس ‏}‏ أي إبليس وقابيل سنَّا الكفر والقتل ‏{‏ نجعلهما تحت أقدامنا ‏}‏ في النار ‏{‏ ليكونا من الأسفلين ‏}‏ أي أشد عذاباً منا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ‏}‏

‏{‏ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ‏}‏ على التوحيد وغيره بما وجب عليهم ‏{‏ تتنزل عليهم الملائكة ‏}‏ عند الموت ‏{‏ أن ‏}‏ بأن ‏{‏ لا تخافوا ‏}‏ من الموت وما بعده ‏{‏ ولا تحزنوا ‏}‏ على ما خلفتم من أهل وولد فنحن نخلفكم فيه ‏{‏ وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ‏}‏

‏{‏ نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ‏}‏ أي نحفظكم فيها ‏{‏ وفي الآخرة ‏}‏ أي نكون معكم فيها حتى تدخلوا الجنة ‏{‏ ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ‏}‏ تطلبون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏نزلا من غفور رحيم ‏}‏

‏{‏ ننزلاً ‏}‏ رزقاً مهيئاً منصوب بجعل مقدراً ‏{‏ من غفور رحيم ‏}‏ أي الله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ‏}‏

‏{‏ ومن أحسن قولاً ‏}‏ أي لا أحد أحسن قولاً ‏{‏ ممن دعا إلى الله ‏}‏ بالتوحيد ‏{‏ وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ‏}‏

‏{‏ ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ‏}‏ في جزئياتهما بعضهما فوق بعض ‏{‏ ادفع ‏}‏ السيئة ‏{‏ بالتي ‏}‏ أي بالخصلة التي ‏{‏ هي أحسن ‏}‏ كالغضب بالصبر والجهل بالحلم والإساءة بالعفو ‏{‏ فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ‏}‏ أي فيصير عدوك كالصديق القريب في محبته إذا فعلت ذلك فالذي مبتدأ وكأنه الخبر وإذا ظرف لمعنى التشبيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏

‏{‏وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ‏}‏

‏{‏ وما يلقاها ‏}‏ أي يؤتى الخصلة التي هي أحسن ‏{‏ إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ ‏}‏ ثواب ‏{‏ عظيم ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏

‏{‏وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ‏}‏

‏{‏ وإما ‏}‏ فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ‏{‏ ينزغنك من الشيطان نزغ ‏}‏ أي يصرفك عن الخصلة وغيرها من الخير صارف ‏{‏ فاستعذ بالله ‏}‏ جواب الشرط وجواب الأمر محذوف، أي يدفعه عنك ‏{‏ إنه هو السميع ‏}‏ للقول ‏{‏ العليم ‏}‏ بالفعل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏

‏{‏ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ‏}‏

‏{‏ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن ‏}‏ أي الآيات الأربع ‏{‏ إن كنتم إياه تعبدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 38 ‏)‏

‏{‏فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ‏}‏

‏{‏ فإن استكبروا ‏}‏ عن السجود لله وحده ‏{‏ فالذين عند ربك ‏}‏ أي فالملائكة ‏{‏ يسبحون ‏}‏ يصلون ‏{‏ له بالليل والنهار وهم لا يسأمون ‏}‏ لا يملون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 39 ‏)‏

‏{‏ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير ‏}‏

‏{‏ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعةً ‏}‏ يابسة لا نبات فيها ‏{‏ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت ‏}‏ تحركت ‏{‏ وربت ‏}‏ انتفخت وعلت ‏{‏ إن الذي أحياها لمحي الموتى إنه على كل شيء قدير ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 40 ‏)‏

‏{‏إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ‏}‏

‏{‏ إن الذين يلحدون ‏}‏ من ألحد ولحد ‏{‏ في آياتنا ‏}‏ القرآن بالتكذيب ‏{‏ لا يخفون علينا ‏}‏ فنجازيهم ‏{‏ أفمن يُلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ‏}‏ تهديد لهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 41 ‏)‏

‏{‏إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز ‏}‏

‏{‏ إن الذين كفروا بالذكر ‏}‏ القرآن ‏{‏ لما جاءهم ‏}‏ نجازيهم ‏{‏ وإنه لكتاب عزيز ‏}‏ منيع ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 42 ‏)‏

‏{‏لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ‏}‏

‏{‏ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ‏}‏ أي ليس قبله كتاب يكذبه ولا بعده ‏{‏ تنزيل من حكيم حميد ‏}‏ أي الله المحمود في أمره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 43 ‏)‏

‏{‏ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم ‏}‏

‏{‏ ما يقال لك ‏}‏ من التكذيب ‏{‏ إلا ‏}‏ مثل ‏{‏ ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة ‏}‏ للمؤمنين ‏{‏ وذو عقاب أليم ‏}‏ للكافرين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 44 ‏)‏

‏{‏ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ‏}‏

‏{‏ ولو جعلناه ‏}‏ أي الذكر ‏{‏ قراناً أعجمياً لقالوا لولا ‏}‏ هلا ‏{‏ فصلت ‏}‏ بينت ‏{‏ آياته ‏}‏ حتى نفهمها ‏{‏ أ ‏}‏ قرآن ‏{‏ أعجمي و ‏}‏ نبي ‏{‏ عربي ‏}‏ استفهام إنكار منهم بتحقيق الهمزة الثانية وقلبها ألف بإشباع ودونه ‏{‏ قل هو للذين آمنوا هدىّ ‏}‏ من الضلالة ‏{‏ وشفاءٌ ‏}‏ من الجهل ‏{‏ والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر ‏}‏ ثقل فلا يسمعونه ‏{‏ وهو عليهم عمىً ‏}‏ فلا يفهمونه ‏{‏ أولئك ينادون من مكان بعيد ‏}‏ أي هم كالمنادى من مكان بعيد لا يسمع ولا يفهم ما ينادى به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 45 ‏)‏

‏{‏ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب ‏}‏

‏{‏ ولقد آتينا موسى الكتاب ‏}‏ التوراة ‏{‏ فاختلف فيه ‏}‏ بالتصديق والتكذيب كالقرآن ‏{‏ ولولا كلمة سبقت من ربك ‏}‏ بتأخير الحساب والجزاء للخلائق إلى يوم القيامة ‏{‏ لقضي بينهم ‏}‏ في الدنيا فيما اختلفوا فيه ‏{‏ وإنهم ‏}‏ أي المكذبين به ‏{‏ لفي شك منه مريب ‏}‏ موقع في الريبة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 46 ‏)‏

‏{‏من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد ‏}‏

‏{‏ من عمل صالحاً فلنفسه ‏}‏ عمل ‏{‏ ومن أساء فعليها ‏}‏ أي فضرر إساءته على نفسه ‏{‏ وما ربك بظلام للعبيد ‏}‏ أي بذي ظلم لقوله تعالى ‏(‏إن الله لا يظلم مثقال ذرة‏)‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 47 ‏)‏

‏{‏إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد ‏}‏

‏{‏ إليه يردُّ علم الساعة ‏}‏ متى تكون لا يعلمها غيره ‏{‏ وما تخرج من ثمرة ‏}‏ وفي قراءة ثمرات ‏{‏ من أكمامها ‏}‏ أوعيتها جمع كِم بكسر الكاف إلا بعلمه ‏{‏ وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ‏}‏ أعلمناك الآن ‏{‏ ما منا من شهيد ‏}‏ أي شاهد بأن لك شريكاً‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 48 ‏)‏

‏{‏وضل عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص ‏}‏

‏{‏ وضلَّ ‏}‏ غاب ‏{‏ عنهم ما كانوا يدعون ‏}‏ يعبدون ‏{‏ من قبل ‏}‏ في الدنيا من الأصنام ‏{‏ وظنوا ‏}‏ أيقنوا ‏{‏ ما لهم من محيص ‏}‏ مهرب من العذاب والنفي في الموضعين معلق عن العمل وجملة النفي سدت مسد المفعولين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 49 ‏)‏

‏{‏لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط ‏}‏

‏{‏ لا يسأم الإنسان من دعاء الخير ‏}‏ أي لا يزال يسأل ربه المال والصحة وغيرهما ‏{‏ وإن مسه الشر ‏}‏ الفقر والشدة ‏{‏ فيؤس قنوط ‏}‏ من رحمة الله، وهذا وما بعده في الكافرين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 50 ‏)‏

‏{‏ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ‏}‏

‏{‏ ولئن ‏}‏ لام قسم ‏{‏ أذقناه ‏}‏ آتيناه ‏{‏ رحمةٌ ‏}‏ غنى وصحة ‏{‏ منا من بعد ضراء ‏}‏ شدة وبلاء ‏{‏ مسته ليقولن هذا لي ‏}‏ أي بعلمي ‏{‏ وما أظن الساعة قائمة ولئن ‏}‏ لام قسم ‏{‏ رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى ‏}‏ أي الجنة ‏{‏ فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ‏}‏ شديد، واللام في الفعلين لام قسم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 51 ‏)‏

‏{‏وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض ‏}‏

‏{‏ وإذا أنعمنا على الإنسان ‏}‏ الجنس ‏{‏ أعرض ‏}‏ عن الشكر ‏{‏ وناء بجانبه ‏}‏ ثنى عطفه متبختراً، وفي قراءة بتقديم الهمزة ‏{‏ وإذا مسه الشر فذو دعاءٍ عريض ‏}‏ كثير ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 52 ‏)‏

‏{‏قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد ‏}‏

‏{‏ قل أرأيتم إن كان ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ من عند الله ‏}‏ كما قال النبي ‏{‏ ثم كفرتم به من ‏}‏ أي لا أحد ‏{‏ أضل ممن هو في شقاق ‏}‏ خلاف ‏{‏ بعيد ‏}‏ عن الحق أوقع هذا موقع منكم بياناً لحالهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 53 ‏)‏

‏{‏سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ‏}‏

‏{‏ سنريهم آياتنا في الآفاق ‏}‏ أقطار السماوات والأرض من النيرات والنبات والأشجار ‏{‏ وفي أنفسهم ‏}‏ من لطيف الصنعة وبديع الحكمة ‏{‏ حتى يتبين لهم أنه ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ الحق ‏}‏ المنزل من الله بالبعث والحساب والعقاب، فيعاقبون على كفرهم به وبالجائي به ‏{‏ أوَ لم يكف بربك ‏}‏ فاعل يكف ‏{‏ أنه على كل شيءٍ شهيد ‏}‏ بدل منه، أي أوَ لم يكفهم في صدقك أن ربك لا يغيب عنه شيء ما ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 54 ‏)‏

‏{‏ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط ‏}‏

‏{‏ ألا إنهم في مرية ‏}‏ شك ‏{‏ من لقاء ربهم ‏}‏ لإنكارهم البعث ‏{‏ ألا إنه ‏}‏ تعالى ‏{‏ بكل شيءِ محيط ‏}‏ علماً وقدرة فيجازيهم بكفرهم ‏.‏

  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي