mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة الأنبياء
 
  الجلالين  
   سورة الأنبياء   
   ( 20 من 113 )  
  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة الأنبياء

 الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ‏}‏

‏{‏ اقترب ‏}‏ قرب ‏{‏ للناس ‏}‏ أهل مكة منكري البعث ‏{‏ حسابهم ‏}‏ يوم القيامة ‏{‏ وهم في غفلة ‏}‏ عنه ‏{‏ معرضون ‏}‏ عن التأهب له بالإيمان ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ‏}‏

‏{‏ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ‏}‏ شيئاً فشيئاً أي قرآن ‏{‏ إلا استمعوه وهم يلعبون ‏}‏ يستهزئون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون

‏{‏ لاهية ‏}‏ غافلة ‏{‏ قلوبهم ‏}‏ عن معناه ‏{‏ وأسَرُّوا النجوى ‏}‏ الكلام ‏{‏ الذين ظلموا ‏}‏ بدل من واو ‏{‏ وأسروا النجوى الذين ظلموا ‏}‏ ‏{‏ هلْ هذا ‏}‏ أي محمد ‏{‏ إلا بشر مثلكم ‏}‏ فما يأتي به سحر ‏{‏ أفتأتون السحر ‏}‏ تتبعونه ‏{‏ وأنتم تبصرون ‏}‏ تعلمون أنه سحر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم ‏}‏

‏{‏ قال ‏}‏ لهم ‏{‏ ربي يعلم القول ‏}‏ كائناً ‏{‏ في السماء والأرض وهو السميع ‏}‏ لما أسروه ‏{‏ العليم ‏}‏ به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ‏}‏

‏{‏ بل ‏}‏ للانتقال من غرض إلى آخر في المواضع الثلاثة ‏{‏ قالوا ‏}‏ فيما أتى به من القرآن هو ‏{‏ أضغاث أحلام ‏}‏ أخلاط رآها في النوم ‏{‏ بل افتراه ‏}‏ اختلقه ‏{‏ بل هو شاعر ‏}‏ فما أتى به شعر ‏{‏ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ‏}‏ كالناقة والعصا واليد قال تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ‏}‏

‏{‏ ما آمنت قبلهم من قرية ‏}‏ أي أهلها ‏{‏ أهلكناها ‏}‏ بتكذيبها ما أتاها من الآيات ‏{‏ أفهم يؤمنون ‏}‏ لا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ‏}‏

‏{‏ وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي ‏}‏ وفي قراءة بالياء وفتح الحاء ‏{‏ إليهم ‏}‏ لا ملائكة ‏{‏ فاسألوا أهل الذكر ‏}‏ العلماء بالتوراة والإنجيل ‏{‏ إن كنتم لا تعلمون ‏}‏ ذلك فإنهم يعلمونه، وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ‏}‏

‏{‏ وما جعلناهم ‏}‏ أي الرسل ‏{‏ جسداً ‏}‏ بمعنى أجساداً ‏{‏ لا يأكلون الطعام ‏}‏ بل يأكلونه ‏{‏ وما كانوا خالدين ‏}‏ في الدنيا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ‏}‏

‏{‏ ثم صدقناهم الوعد ‏}‏ بإنجائهم ‏{‏ فأنجيناهم ومن نشاء ‏}‏ المصدقين لهم ‏{‏ وأهلكنا المسرفين ‏}‏ المكذبين لهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ‏}‏

لقد أنزلنا إليكم ‏}‏ يا معشر قريش ‏{‏ كتاباً فيه ذكركم ‏}‏ لأنه بلغتكم ‏{‏ أفلا تعقلون ‏}‏ فتؤمنون به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين ‏}‏

‏{‏ وكم قصمنا ‏}‏ أهلكنا ‏{‏ من قرية ‏}‏ أي أهلها ‏{‏ كانت ظالمة ‏}‏ كافرة ‏{‏ وأنشأنا بعدها قوماً أخرين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ‏}‏

‏{‏ فلما أحسُّوا بأسنا ‏}‏ شعر أهل القرية بالإهلاك ‏{‏ إذا هم منها يركضون ‏}‏ يهربون مسرعين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ‏}‏

فقالت لهم الملائكة استهزاء ‏{‏ لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم ‏}‏ نعمتم ‏{‏ فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ‏}‏ شيئاً من دنياكم على العادة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين ‏}‏

‏{‏ قالوا يا ‏}‏ للتنبيه ‏{‏ ويلنا ‏}‏ هلاكنا ‏{‏ إنا كنا ظالمين ‏}‏ بالكفر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ‏}‏

‏{‏ فما زالت تلك ‏}‏ الكلمات ‏{‏ دعواهم ‏}‏ يدعون بها ويرددونها ‏{‏ حتى جعلناهم حصيداً ‏}‏ كالزرع المحصود بالمناجل بأن قتلوا بالسيف ‏{‏ خامدين ‏}‏ ميتين كخمود النار إذا طفئت ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ‏}‏

‏{‏ وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ‏}‏ عابثين بل دالين على قدرتنا ونافعين عبادنا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين ‏}‏

‏{‏ لو أردنا أن نتخذ لهواً ‏}‏ ما يلهى به من زوجة أو ولد ‏{‏ لاتخذناه من لدنا ‏}‏ من عندنا من الحور العين والملائكة ‏{‏ إن كنا فاعلين ‏}‏ ذلك، لكنا لم نفعله فلم نُرده ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ‏}‏

‏{‏ بل نقذف ‏}‏ نرمي ‏{‏ بالحق ‏}‏ الإيمان ‏{‏ على الباطل ‏}‏ الكفر ‏{‏ فيدمغه ‏}‏ يذهبه ‏{‏ فإذا هو زاهق ‏}‏ ذاهب، ودمغه في الأصل‏:‏ أصاب دماغه بالضرب وهو مقتل ‏{‏ ولكم ‏}‏ يا كفرا مكة ‏{‏ الويْل ‏}‏ العذاب الشديد ‏{‏ مما تصفون ‏}‏ الله به من الزوجة أو الولد ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ‏}‏

‏{‏ وله ‏}‏ تعالى ‏{‏ من في السماوات والأرض ‏}‏ ملكاً ‏{‏ ومن عنده ‏}‏ أي الملائكة مبتدأ خبره ‏{‏ لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ‏}‏ لا يعيون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏يسبحون الليل والنهار لا يفترون ‏}‏

‏{‏ يسبحون الليل والنهار لا يفترون ‏}‏ عنه فهو منهم كالنفس منا لا يشغلنا عنه شاغل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون ‏}‏

‏{‏ أم ‏}‏ بمعني بل للانتقال والهمزه للإنكار ‏{‏ اتخذوا آلهة ‏}‏ كائنة ‏{‏ من الأرض ‏}‏ كحجر وذهب وفضة ‏{‏ هم ‏}‏ أي الآلهة ‏{‏ ينشرون ‏}‏ أي يحيون الموتى ‏؟‏ لا، ولا يكون إلهاً إلا من يحيى الموتى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عن ما يصفون ‏}‏

‏{‏ لو كان فيهما ‏}‏ أي السماوات والأرض ‏{‏ آلهة إلا الله ‏}‏ أي غيره ‏{‏ لفسدتا ‏}‏ أي خرجتا عن نظامهما المشاهد، لوجود التمانع بينهم على وفق العادة وفق العادة عند تعدد الحاكم من التمانع في الشيء وعدم الاتفاق عليه ‏{‏ فسبحان ‏}‏ تنزيه ‏{‏ الله رب ‏}‏ خالق ‏{‏ العرش ‏}‏ الكرسي ‏{‏ عما يصفون ‏}‏ الكفار الله به من الشريك له وغيره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏لا يسأل عن ما يفعل وهم يسألون ‏}‏

‏{‏ لا يُسال عما يفعل وهم يسُألون ‏}‏ عن أفعالهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون ‏}‏

‏{‏ أم اتخذوا من دونه ‏}‏ تعالى أي سواه ‏{‏ آلهة ‏}‏ فيه استفهام توبيخ ‏{‏ قل هاتوا برهانكم ‏}‏ على ذلك ولا سبيل إليه ‏{‏ هذا ذكر من معي ‏}‏ أمتي وهو القرآن ‏{‏ وذكر من قبلي ‏}‏ من الأمم وهو التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله ليس في واجد منها أن مع الله إلهاً مما قالوا، تعالى عن ذلك ‏{‏ بل أكثرهم لا يعلمون الحق ‏}‏ توحيد الله ‏{‏ فهم معرضون ‏}‏ عن النظر الموصل إليه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ‏}‏

‏{‏ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي ‏}‏ وفي قراءة بالياء وفتح الحاء ‏{‏ إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ‏}‏ أي وحدوني ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون ‏}‏

‏{‏ وقالوا اتخذ الرحمن ولداً ‏}‏ من الملائكة ‏{‏ سبحانه بل ‏}‏ هم ‏{‏ عباد مكرمون ‏}‏ عنده والعبودية تنافي الولادة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ‏}‏

‏{‏ لا يسبقونه بالقول ‏}‏ لا يأتون بقولهم إلا بعد قوله ‏{‏ وهم بأمره يعملون ‏}‏ أي بعده ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ‏}‏

‏{‏ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ‏}‏ ما عملوا وما هم عاملون ‏{‏ ولا يشفعون إلا لمن ارتضي ‏}‏ تعالى أن يشفع له ‏{‏ وهم من خشيته ‏}‏ تعالى ‏{‏ مشفقون ‏}‏ خائفون‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ‏}‏

‏{‏ ومن يقل منهم إني إله من دونه ‏}‏ أي الله أي غيره، وهو إبليس دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعتها ‏{‏ فذلك نجزيه جهنم كذلك ‏}‏ كما نجريه ‏{‏ نجزي الظالمين ‏}‏ المشركين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ‏}‏

‏{‏ أوَ لم ‏}‏ بواو وتركها ‏{‏ يرَ ‏}‏ يعلم ‏{‏ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رَتُقاً ‏}‏ سداً بمعنى مسدودة ‏{‏ ففتقناهما ‏}‏ جعلنا السماء سبعاً والأرض من سبعاً، أو فتق السماء أن كانت لا تمطر فأمطرت، وفتق الأرض أن كانت لا تنبت فأنبتت ‏{‏ وجعلنا من الماء ‏}‏ النازل من السماء والنابع من الأرض ‏{‏ كل شيء حيَ ‏}‏ من نبات وغيره أي فالماء سبب لحياته ‏{‏ أفلا يؤمنون ‏}‏ بتوحيدي

 الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون ‏}‏

‏{‏ وجعلنا في الأرض رواسي ‏}‏ جبالاً ثوابت لـ ‏{‏ أن ‏}‏ لا ‏{‏ تميد ‏}‏ تتحرك ‏{‏ بهم وجعلنا فيها ‏}‏ الرواسي ‏{‏ فجاجاً ‏}‏ مسالك ‏{‏ سبلاً ‏}‏ بدل، طرقاً نافذة واسعة ‏{‏ لعلهم يهتدون ‏}‏ إلى مقاصدهم في الأسفار ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ‏}‏

‏{‏ وجلعنا السماء سقفاً ‏}‏ للأرض كالسقف للبيت ‏{‏ محفوظاً ‏}‏ عن الوقوع ‏{‏ وهم عن آياتها ‏}‏ من الشمس والقمر والنجوم ‏{‏ معرضون ‏}‏ لا يتفكرون فيها فيعلمون أن خالقها لا شريك له ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ‏}‏

‏{‏ وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل ‏}‏ تنوينه عوض عن المضاف إليه من الشمس والقمر وتابعه وهو النجوم ‏{‏ في فلك ‏}‏ مستدير كالطاحونة في السماء ‏{‏ يسبحون ‏}‏ يسيرون بسرعة كالسابح في الماء، وللتشبيه به أتى بضمير جمع من يعقل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون ‏}‏

ونزل لما قال الكفار إنَّ محمداً سيموت‏:‏ ‏{‏ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ‏}‏ البقاء في الدنيا ‏{‏ أفائن مت فهم الخالدون ‏}‏ فيها ‏؟‏ لا، فالجملة الأخيرة محل الاستفهام الإنكاري ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏

‏{‏كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ‏}‏

‏{‏ كل نفس ذائقة الموت ‏}‏ في الدنيا ‏{‏ ونبلوكم ‏}‏ نختبركم ‏{‏ بالشر والخير ‏}‏ كفقر وغنى وسقم وصحة ‏{‏ فتنة ‏}‏ مفعول له، أي لننظر أتصبرون وتشكرون أم لا ‏{‏ وإلينا ترجعون ‏}‏ فنجازيكم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏

‏{‏وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون ‏}‏

‏{‏ وإذا رآك الذين كفروا إن ‏}‏ ما ‏{‏ يتخذونك إلا هزؤاً ‏}‏ أي مهزوءاً به يقولون ‏{‏ أهذا الذي يذكر آلهتكم ‏}‏ أي يعيبها ‏{‏ وهم بذكر الرحمن ‏}‏ لهم ‏{‏ هم ‏}‏ تأكيد ‏{‏ كافرون ‏}‏ به إذا قالوا ما نعرفه‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏

‏{‏خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ‏}‏

ونزل في استعجالهم العذاب ‏{‏ خلق الإنسان من عجل ‏}‏ أي أنه لكثرة عجله في أحواله كأنه خلق منه ‏{‏ سأريكم آياتي ‏}‏ مواعيدي بالعذاب ‏{‏ فلا تستعجلون ‏}‏ فيه فأراهم القتل ببدر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 38 ‏)‏

‏{‏ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ‏}‏

‏{‏ ويقولون متى هذا الوعد ‏}‏ بالقيامة ‏{‏ إن كنتم صادقين ‏}‏ فيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 39 ‏)‏

‏{‏لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ‏}‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏ لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون ‏}‏ يدفعون ‏{‏ عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون ‏}‏ يمنعون منها في القيامة وجواب لو ما قالوا ذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 40 ‏)‏

‏{‏بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ‏}‏

‏{‏ بل تأتيهم ‏}‏ القيامة ‏{‏ بغتة فتبهتهم ‏}‏ تحيرهم ‏{‏ فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون ‏}‏ يمهلون لتوبة أو معذرة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 41 ‏)‏

‏{‏ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ‏}‏

‏{‏ ولقد استهزىء برسل من قبلك ‏}‏ فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏ فحاق ‏}‏ نزل ‏{‏ بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ‏}‏ وهو العذاب فكذا يحيق بمن استهزأ بك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 42 ‏)‏

‏{‏قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون ‏}‏

‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ من يكلؤكم ‏}‏ يحفظكم ‏{‏ بالليل والنهار من الرحمن ‏}‏ من عذابه إن نزل بكم، أي‏:‏ لا أحد يفعل ذلك، والمخاطبون لا يخافون عذاب الله لإنكارهم له ‏{‏ بل هم عن ذكر ربهم ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ معرضون ‏}‏ لا يتفكرون فيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 43 ‏)‏

‏{‏أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون ‏}‏

‏{‏ أم ‏}‏ فيها معنى الهمزة للإنكار‏:‏ أي أ ‏{‏ لهم آلهة تمنعهم ‏}‏ مما يسوؤهم ‏{‏ من دوننا ‏}‏ أي ألَهم من يمنعهم منه غيرنا ‏؟‏ لا ‏{‏ لا يستطيعون ‏}‏ أي الآلهة ‏{‏ نصر أنفسهم ‏}‏ فلا ينصرونهم ‏{‏ ولا هم ‏}‏ أي الكفار ‏{‏ منا ‏}‏ من عذابنا ‏{‏ يصحبون ‏}‏ يجارون، يقال صحبك الله‏:‏ أي حفظك وأجارك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 44 ‏)‏

‏{‏بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ‏}‏

بل متعنا هؤلاء وآباءهم ‏}‏ بما أنعمنا عليهم ‏{‏ حتى طال عليهم العمر ‏}‏ فاغتروا بذلك ‏{‏ أفلا يرون أنا نأتي الأرض ‏}‏ نقصد أرضهم ‏{‏ ننقصها من أطرافها ‏}‏ بالفتح على النبي ‏{‏ أفهم الغالبون ‏}‏ ‏؟‏ لا، بل النبي وأصحابه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 45 ‏)‏

‏{‏قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ‏}‏

‏{‏ قل ‏}‏ لهم ‏{‏ إنما أنذركم بالوحي ‏}‏ من الله لا من قبل نفسي ‏{‏ ولا يسمع الصم الدعاء إذا ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية بينها وبين الياء ‏{‏ ما ينذرون ‏}‏ هم لتركهم العمل بما سمعوه من الإنذار كالصم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 46 ‏)‏

‏{‏ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ‏}‏

‏{‏ ولئن مستهم نفحة ‏}‏ وقعة خفيفة ‏{‏ من عذاب ربك ليقولن يا ‏}‏ للتنبيه ‏{‏ ويلنا ‏}‏ هلاكنا ‏{‏ إنا كنا ظالمين ‏}‏ بالإشراك وتكذيب محمد ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 47 ‏)‏

‏{‏ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ‏}‏

‏{‏ ونضع الموازين القسط ‏}‏ ذوات العدل ‏{‏ ليوم القيامة ‏}‏ أي فيه ‏{‏ فلا تظلم نفس شيئاً ‏}‏ من نقص حسنة أو زيادة سيئة ‏{‏ وإن كان ‏}‏ العمل ‏{‏ مثقال ‏}‏ زنة ‏{‏ حبة من خردل أتينا بها ‏}‏ بموزونها ‏{‏ وكفى بنا حاسبين ‏}‏ مُحْصيين كل شيء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 48 ‏)‏

‏{‏ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين ‏}‏

‏{‏ ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان ‏}‏ أي التوراة الفارقة بين الحق والباطل والحلال والحرام ‏{‏ وضياءً ‏}‏ بها ‏{‏ وذكراً ‏}‏ عظة بها ‏{‏ للمتقين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 49 ‏)‏

‏{‏الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون ‏}‏

‏{‏ الذين يخشون ربهم بالغيب ‏}‏ عن الناس أي في الخلاء عنهم ‏{‏ وهم من الساعة ‏}‏ أي أهوالها ‏{‏ مشفقون ‏}‏ خائفون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 50 ‏)‏

‏{‏وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ‏}‏

‏{‏ وهذا ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون ‏}‏ الاستفهام فيه للتوبيخ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 51 ‏)‏

‏{‏ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ‏}‏

‏{‏ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل ‏}‏ أي هداه قبل بلوغه ‏{‏ وكنا به عالمين ‏}‏ بأنه أهل لذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 52 ‏)‏

‏{‏إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ‏}‏

‏{‏ إذا قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل ‏}‏ الأصنام ‏{‏ التي أنتم لها عاكفون ‏}‏ أي على عبادتها مقيمون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 53 ‏)‏

‏{‏قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ‏}‏

‏{‏ قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ‏}‏ فاقتدنيا بهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 54 ‏)‏

‏{‏قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ‏}‏

‏{‏ قال ‏}‏ لهم ‏{‏ لقد كنتم أنتم وآباؤكم ‏}‏ بعبادتها ‏{‏ في ضلال مبين ‏}‏ بَيّن ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 55 ‏)‏

‏{‏قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ‏}‏

‏{‏ قالوا أجئتنا بالحق ‏}‏ في قولك هذا ‏{‏ أم أنت من اللاعبين ‏}‏ فيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 56 ‏)‏

‏{‏قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ‏}‏

‏{‏ قال بل ربكم ‏}‏ المستحق للعابدة ‏{‏ رب ‏}‏ مالك ‏{‏ السماوات والأرض الذي فطرهن ‏}‏ خلقهن على غير مثال سبق ‏{‏ وأنا على ذلكم ‏}‏ الذي قلته ‏{‏ من الشاهدين ‏}‏ به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 57 ‏)‏

‏{‏وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ‏}‏

‏{‏ وتالله لأكيدن أصنامهم بعد أن تولوا مدبرين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 58 ‏)‏

‏{‏فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ‏}‏

‏{‏ فجعلهم ‏}‏ بعد ذهابهم إلى مجتمعهم في يوم عيد لهم ‏{‏ جُذاذاً ‏}‏ بضم الجيم وكسرها‏:‏ فتاتاً بفأس ‏{‏ إلا كبيراً لهم ‏}‏ علق الفأس في عنقه ‏{‏ لعلهم إليه ‏}‏ أي إلى الكبير ‏{‏ يرجعون ‏}‏ فيرون ما فعل بغيره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 59 ‏)‏

‏{‏قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ‏}‏

‏{‏ قالوا ‏}‏ بعد رجوعهم ورؤيتهم ما فعل ‏{‏ من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ‏}‏ فيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 60 ‏)‏

‏{‏قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ‏}‏

‏{‏ قالوا ‏}‏ أي بعضهم لبعض ‏{‏ سمعنا فتى يذكرهم ‏}‏ أي يعيبهم ‏{‏ يقال له إبراهيم ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 61 ‏)‏

‏{‏قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ‏}‏

‏{‏ قالوا فأتوا به على أعين الناس ‏}‏ أي ظاهراً ‏{‏ لعلهم يشهدون ‏}‏ عليه أنه الفاعل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 62 ‏)‏

‏{‏قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ‏}‏

‏{‏ قالوا ‏}‏ له بعد إتيانه ‏{‏ أأنت ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفاً وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والأخرى وتركه ‏{‏ فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 63 ‏)‏

‏{‏قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ‏}‏

‏{‏ قال ‏}‏ ساكتاً عن فعله ‏{‏ بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ‏}‏ عن فاعله ‏{‏ إن كانوا ينطقون ‏}‏ فيه تقديم جواب الشرط وفيها قبله تعرض لهم بأن الصنم المعلوم عجزه عن الفعل لا يكون إلهاً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 64 ‏)‏

‏{‏فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ‏}‏

‏{‏ فرجعوا إلى أنفسهم ‏}‏ بالتفكر ‏{‏ فقالوا ‏}‏ لأنفسهم ‏{‏ إنكم أنتم الظالمون ‏}‏ بعبادتكم من لا ينطق ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 65 ‏)‏

‏{‏ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ‏}‏

‏{‏ ثم نكسوا ‏}‏ من الله ‏{‏ على رءُوسهم ‏}‏ أي ردوا إلى كفرهم وقالوا والله ‏{‏ لقد علمتَ ما هؤلاء ينطقون ‏}‏ أي فكيف تأمرنا بسؤالهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 66 ‏)‏

‏{‏قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ‏}‏

‏{‏ قال أفتعبدون من دون الله ‏}‏ أي بدله ‏{‏ ما لا ينفعكم شيئاً ‏}‏ من رزق وغيره ‏{‏ ولا يضركم ‏}‏ شيئاً إذا لم تعبدوه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 67 ‏)‏

‏{‏أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ‏}‏

‏{‏ أف ‏}‏ بكسر الفاء وفتحها بمعنى مصدر أي نتناً وقبحاً ‏{‏ لكم ولما تعبدون من دون الله ‏}‏ أي غيره ‏{‏ أفلا تعقلون ‏}‏ أن هذه الأصنام لا تستحق العبادة ولا تصلح لها، وإنما يستحقها الله تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 68 ‏)‏

‏{‏قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ‏}‏

‏{‏ قالوا حرِّقوه ‏}‏ أي إبراهيم ‏{‏ وانصروا آلهتكم ‏}‏ أي بتحريقه ‏{‏ إن كنتم فاعلين ‏}‏ نصرتها فجمعوا له الحطب الكثير وأضرموا النار في جميعه وأوثقوا إبراهيم وجعلوه في منجنيق ورموه في النار قال تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 69 ‏)‏

‏{‏قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم ‏}‏

‏(‏ قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ‏)‏ فلم تحرق منه غير وثاقه ، وذهبت حرارتها وبقيت إضاءتها وبقوله ‏"‏ وسلاماً ‏"‏ سلم من الموت ببردها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 70 ‏)‏

‏{‏وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ‏}‏

‏{‏ وأرادوا به كيداً ‏}‏ وهو التحريق ‏{‏ فجعلناهم الأخسرين ‏}‏ في مرادهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 71 ‏)‏

‏{‏ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ‏}‏

‏{‏ ونجيناه ولوطاً ‏}‏ ابن أخيه هاران من العراق ‏{‏ إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ‏}‏ بكثرة الأنهار والأشجار وهي الشام نزل إبراهيم بفلسطين ولوط بالمؤتفكة وبينهما يوم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 72 ‏)‏

‏{‏ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين ‏}‏

‏{‏ ووهبنا له ‏}‏ أي لإبراهيم وكان سأل ولداً كما ذكر في الصافات ‏{‏ إسحاق ويعقوب نافلة ‏}‏ أي زيادة على المسؤول أو هو ولد الولد ‏{‏ وكلاً ‏}‏ أي هو وولداه ‏{‏ جعلنا صالحين ‏}‏ أنبياء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 73 ‏)‏

‏{‏وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ‏}‏

‏{‏ وجعلناهم أئمة ‏}‏ بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء يقتدى بهم في الخير ‏{‏ يهدون ‏}‏ الناس ‏{‏ بأمرنا ‏}‏ إلى ديننا ‏{‏ وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ‏}‏ أي أن تفعل وتقام وتؤتى منهم ومن أتباعهم، وحذف هاء إقامة تخفيف ‏{‏ وكانوا لنا عابدين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 74 ‏)‏

‏{‏ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين

‏{‏ ولوطاً آتيناه حكماً ‏}‏ فصلاً بين الخصوم ‏{‏ وعلماً ونجيناه من القرية التي كانت تعمل ‏}‏ أي أهلها الأعمال ‏{‏ الخبائث ‏}‏ من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور وغير ذلك ‏{‏ إنهم كانوا قوم سوء ‏}‏ مصدر ساءه نقيض سرَّه ‏{‏ فاسقين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 75 ‏)‏

‏{‏وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ‏}‏

‏{‏ وأدخلناه في رحمتنا ‏}‏ بأن أنجيناه من قومه ‏{‏ إنه من الصالحين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 76 ‏)‏

‏{‏ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ‏}‏

‏(‏ و ‏)‏ اذكر ‏(‏ نوحاً ‏)‏ وما بعده بدل منه ‏(‏ إذ نادى ‏)‏ دعا على قومه بقوله ‏"‏ رب لا تذر ‏"‏ الخ ‏(‏ من قبل ‏)‏ أي قبل إبراهيم ولوط ‏(‏ فاستجبنا له فنجيناه وأهله ‏)‏ الذين في سفينته ‏(‏ من الكرب العظيم ‏)‏ أي الغرق وتكذيب قومه له ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 77 ‏)‏

‏{‏ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ‏}‏

‏{‏ ونصرناه ‏}‏ منعناه ‏{‏ من القوم الذين كذبوا بآياتنا ‏}‏ الدالة على رسالته أن لا يصلوا إليه بسوء ‏{‏ إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 78 ‏)‏

‏{‏وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ داود وسليمان ‏}‏ أي قصتهما ويبدل منهما ‏{‏ إذ يحكمان في الحرث ‏}‏ هو زرع أو كرم ‏{‏ إذ نفشت فيه غنم القوم ‏}‏ أي رعته ليلاً بلا راع بأن انفلتت ‏{‏ وكنا لحكمهم شاهدين ‏}‏ فيه استعمال ضمير الجمع لإثنين، قال داود لصاحب الحرث رقاب الغنم، وقال سليمان‏:‏ ينتفع بدرها ونسلها وصوفها إلى أن يعود الحرث كما كان بإصلاح صاحبها فيردها إليه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 79 ‏)‏

‏{‏ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ‏}‏

‏{‏ ففهمناها ‏}‏ أي الحكومة ‏{‏ سليمان ‏}‏ وحكمهما باجتهاد ورجع داود إلى سليمان وقيل بوحي والثاني ناسخ للأول ‏{‏ وكلاً ‏}‏ منهما ‏{‏ آتينا ‏}‏ ه ‏{‏ حكماً ‏}‏ نبوة ‏{‏ وعلماً ‏}‏ بأمور الدين ‏{‏ وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير ‏}‏ كذلك سخرا للتسبيح معه لأمره به إذا وجد فترة لينشط له ‏{‏ وكنا فاعلين ‏}‏ تسخير تسبيحهما معه، وإن كان عجباً عندكم‏:‏ أي مجاوبته للسيد داود ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 80 ‏)‏

‏{‏وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون ‏}‏

‏{‏ وعلمناه صنعة لَبُوسِ ‏}‏ وهي الدرع لأنها تلبس، وهو أول من صنعها وكان قبلها صفائح ‏{‏ لكم ‏}‏ في جملة الناس ‏{‏ لنحصنكم ‏}‏ بالنون لله وبالتحتانية لداود وبالفوقانية للبوس ‏{‏ من بأسكم ‏}‏ حربكم مع أعدائكم ‏{‏ فهل أنتم ‏}‏ يا أهل مكة ‏{‏ شاكرون ‏}‏ نعمتي بتصديق الرسول‏:‏ أي اشكروني بذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 81 ‏)‏

‏{‏ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ سخرنا ‏{‏ لسليمان الريح عاصفة ‏}‏ وفي آية أخرى‏:‏ رخاء، أي شديدة الهبوب وخفيفته حسب إرادته ‏{‏ تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ‏}‏ وهي الشام ‏{‏ وكنا بكل شيء عالمين ‏}‏ من ذلك علم الله تعالى بأن ما يعطيه سليمان يدعوه إلى الخضوع لربه ففعله تعالى على مقتضى علمه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 82 ‏)‏

‏{‏ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذلك وكنا لهم حافظين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ سخرنا ‏{‏ من الشياطين من يغوصون له ‏}‏ يدخلون في البحر فيُخرجون منه الجواهر لسليمان ‏{‏ ويعلمون عملاً دون ذلك ‏}‏ أي سوى الغوص من البناء وغيره ‏{‏ وكنا لهم حافظين ‏}‏ من أن يُفسدوا ما عملوا، لأنهم كانوا إذا فرغوا من عمل قبل الليل أفسدوه إن لم يشتغلوا بغيره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 83 ‏)‏

‏{‏وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ أيوب ‏}‏ ويبدل منه ‏{‏ إذ نادى ربه ‏}‏ لما ابتلي بفقد جميع ماله وولده وتمزيق جسده وهجر جميع الناس له إلا زوجته سنين ثلاثاُ أو سبعاً أو ثماني عشرة وضيق عيشه ‏{‏ أني ‏}‏ بفتح الهمزة بتقدير الياء ‏{‏ مسنيَ الضر ‏}‏ أي الشدة ‏{‏ وأنت أرحم الراحمين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 84 ‏)‏

‏{‏فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ‏}‏

‏{‏ فاستجبنا له ‏}‏ نداءه ‏{‏ فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ‏}‏ أولاده الذكور والإناث بأن أحيوا له وكل من الصنفين ثلاث أو سبع ‏{‏ ومثلهم معهم ‏}‏ من زوجته وزيد في شبابها، وكان له أندر للقمح وأندر للشعير فبعث الله سحابتين أفرغت إحداهما على أندر القمح الذهب وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض ‏{‏ رحمة ‏}‏ مفعول له ‏{‏ من عندنا ‏}‏ صفة ‏{‏ وذكرى للعابدين ‏}‏ ليصبروا فيثابوا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 85 ‏)‏

‏{‏وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ إسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين ‏}‏ على طاعة الله وعن معاصيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 86 ‏)‏

‏{‏وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين ‏}‏

‏{‏ وأدخلناهم في رحمتنا ‏}‏ من النبوة ‏{‏ إنهم من الصالحين ‏}‏ لها وسمي ذا الكفل لأنه تكفل بصيام جميع نهاره وقيام جميع ليله وأن يقضي بين الناس ولا يغضب فوف بذلك وقيل لم يكن نبياً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 87 ‏)‏

‏{‏وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ ذا النون ‏}‏ صاحب الحوت وهو يونس بن متى ويبدل منه ‏{‏ إذ ذهب مغاضباً ‏}‏ لقومه أي غضبان عليهم مما قاسى منهم ولم يؤذن له في ذلك ‏{‏ فظن أن لن نقدر عليه ‏}‏ أي نقضي عليه بما قضيناه من حبسه في بطن الحوت، أو نضيق عليه بذلك ‏{‏ فنادى في الظلمات ‏}‏ ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ‏{‏ أن ‏}‏ أي بأن ‏{‏ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ‏}‏ في ذهابي من بين قومي بلا إذن ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 88 ‏)‏

‏{‏فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ‏}‏

‏{‏ فاستجبنا له ونجيناه من الغم ‏}‏ بتلك الكلمات ‏{‏ وكذلك ‏}‏ كما نجيناه ‏{‏ ننجي المؤمنين ‏}‏ من كربهم إذا استغاثوا بنا داعين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 89 ‏)‏

‏{‏وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر ‏{‏ زكريا ‏}‏ ويبدل منه ‏{‏ إذ نادى ربه ‏}‏ بقوله ‏{‏ رب لا تذرني فرداً ‏}‏ أي بلا ولد يرثني ‏{‏ وأنت خير الوارثين ‏}‏ الباقي بعد فناء خلقك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 90 ‏)‏

‏{‏فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ‏}‏

‏{‏ فاستجبنا له ‏}‏ نداءه ‏{‏ ووهبنا له يحيى ‏}‏ ولداً ‏{‏ وأصلحنا له زوجه ‏}‏ فأتت بالولد بعد عقمها ‏{‏ إنهم ‏}‏ أي من ذُكر من الأنبياء ‏{‏ كانوا يسارعون ‏}‏ يبادرون ‏{‏ في الخيرات ‏}‏ الطاعات ‏{‏ ويدعوننا رغباً ‏}‏ في رحمتنا ‏{‏ ورهباً ‏}‏ من عذابنا ‏{‏ وكانوا لنا خاشعين ‏}‏ متواضعين في عبادتهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 91 ‏)‏

‏{‏والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ اذكر مريم ‏{‏ التي أحصنت فرجها ‏}‏ حفظته من أن ينال ‏{‏ فنفخنا فيها من روحنا ‏}‏ أي جبريل حيث نفخ في جيب درعها فحملت بعيسى ‏{‏ وجعلناها وابنها آية للعالمين ‏}‏ الإنس والجن والملائكة حيث ولدته من غير فحل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 92 ‏)‏

‏{‏إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ‏}‏

‏{‏ إن هذه ‏}‏ أي ملة الإسلام ‏{‏ أمتكم ‏}‏ دينكم أيها المخاطبون أي يجب أن تكونوا عليها ‏{‏ أمة واحدة ‏}‏ حال لازمة ‏{‏ وأنا ربكم فاعبدون ‏}‏ وحدون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 93 ‏)‏

‏{‏وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون ‏}‏

‏{‏ وتَقطَّعوا ‏}‏ أي بعض المخاطبين ‏{‏ أمرهم بينهم ‏}‏ أي تفرقوا أمر دينهم متخالفين فيه، وهم طوائف اليهود والنصارى قال تعالى‏:‏ ‏{‏ كل إلينا راجعون ‏}‏ أي فنجازيه بعمله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 94 ‏)‏

‏{‏فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون ‏}‏

‏{‏ فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران ‏}‏ أي لا جحود ‏{‏ لسعيه وإنا له كاتبون ‏}‏ بأن نأمر الحفظة بكتبه فنجازيه عليه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 95 ‏)‏

‏{‏وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ‏}‏

‏{‏ وحرام على قرية أهلكناها ‏}‏ أريد أهلها ‏{‏ أنهم لا ‏}‏ زائدة ‏{‏ يرجعون ‏}‏ أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 96 ‏)‏

‏{‏حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ‏}‏

‏{‏ حتى ‏}‏ غاية لامتناع رجوعهم ‏{‏ إذا فتحت ‏}‏ بالتخفيف والتشديد ‏{‏ يأجوج ومأجوج ‏}‏ بالهمز وتركه إسمان أعجميان لقبيلتين، ويقدر قبله مضاف أي سدهما وذلك قرب القيامة ‏{‏ وهم من كل حدب ‏}‏ مرتفع من الأرض ‏{‏ ينسلُون ‏}‏ يسرعون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 97 ‏)‏

‏{‏واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ‏}‏

‏{‏ واقترب الوعد الحق ‏}‏ أي يوم القيامة ‏{‏ فإذا هي ‏}‏ أي القصة ‏{‏ شاخصة أبصار الذين كفروا ‏}‏ في ذلك اليوم لشدته، يقولون ‏{‏ يا ‏}‏ للتنبيه ‏{‏ ويلنا ‏}‏ هلاكنا ‏{‏ قد كنا ‏}‏ في الدنيا ‏{‏ في غفلة من هذا ‏}‏ اليوم ‏{‏ بل كنا ظالمين ‏}‏ أنفسنا بتكذيبنا للرسل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 98 ‏)‏

‏{‏إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ‏}‏

‏{‏ إنكم ‏}‏ يا أهل مكة ‏{‏ وما تعبدون من دون الله ‏}‏ أي غيره من الأوثان ‏{‏ حصب جهنم ‏}‏ وقودها ‏{‏ أنتم لها واردون ‏}‏ داخلون فيها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 99 ‏)‏

‏{‏لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ‏}‏

‏{‏ لو كان هؤلاء ‏}‏ الأوثان ‏{‏ آلهة ‏}‏ كما زعمتم ‏{‏ ما وردوها ‏}‏ دخلوها ‏{‏ وكل ‏}‏ من العابدين والمعبودين ‏{‏ فيها خالدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 100 ‏)‏

‏{‏لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ‏}‏

‏{‏ لهم ‏}‏ للعابدين ‏{‏ فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ‏}‏ شيئاً لشدة غليانها ‏.‏ ونزل لما قال ابن الزبعري عبد عزير والمسيح والملائكة فهم في النار على مقتضى ما تقدم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 101 ‏)‏

‏{‏إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ‏}‏

‏{‏ إن الذين سبقت لهم منا ‏}‏ المنزلة ‏{‏ الحسنى ‏}‏ ومنهم من ذكر ‏{‏ أولئك عنها مبعدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 102 ‏)‏

‏{‏لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ‏}‏

‏{‏ لا يسمعون حسيسها ‏}‏ صوتها ‏{‏ وهم في ما اشتهت أنفسهم ‏}‏ من النعيم ‏{‏ خالدون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 103 ‏)‏

‏{‏لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ‏}‏

‏{‏ لا يحزنهم الفزع الأكبر ‏}‏ وهو أن يؤمر بالعبد إلى النار ‏{‏ وتتلقاهم ‏}‏ تستقبلهم ‏{‏ الملائكة ‏}‏ عند خروجهم من القبور يقولون لهم ‏{‏ هذا يومكم الذي كنتم توعدون ‏}‏ في الدنيا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 104 ‏)‏

‏{‏يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين ‏}‏

‏{‏ يوم ‏}‏ منصوب باذكر مقدراً قبله ‏{‏ نطوي السماء كطي السجل ‏}‏ اسم ملك ‏{‏ للكتاب ‏}‏ صحيفة ابن آدم عند موته واللام زائدة أو السجل الصحيفة والكتاب بمعنى المكتوب واللام بمعنى على وفي قراءة للكتب جمعاً ‏{‏ كما بدأنا أول خلق ‏}‏ من عدم ‏{‏ نُعيده ‏}‏ بعد إعدامه فالكاف متعلقة بنعيد وضميره عائد إلى أول وما مصدرية ‏{‏ وعداً علينا ‏}‏ منصوب بوعدنا مقدراً قبله وهو مؤكد لمضمون ما قبله ‏{‏ إنا كنا فاعلين ‏}‏ ما وعدناه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 105 ‏)‏

‏{‏ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ‏}‏

‏{‏ ولقد كتبنا في الزبور ‏}‏ بمعنى الكتاب أي كتب الله المنزلة ‏{‏ من بعد الذكر ‏}‏ بمعنى أم الكتاب الذي عند الله ‏{‏ أن الأرض ‏}‏ أرض الجنة ‏{‏ يرثها عبادي الصالحون ‏}‏ عامٌ في كل صالح ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 106 ‏)‏

‏{‏إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين ‏}‏

‏{‏ إن في هذا ‏}‏ القرآن ‏{‏ لبلاغاً ‏}‏ كفاية في دخول الجنة ‏{‏ لقوم عابدين ‏}‏ عاملين به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 107 ‏)‏

‏{‏وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ‏}‏

‏{‏ وما أرسلناك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ إلا رحمة ‏}‏ أي للرحمة ‏{‏ للعالمين ‏}‏ الإنس والجنس بك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 108 ‏)‏

‏{‏قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون ‏}‏

‏{‏ قل إنما يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد ‏}‏ أي ما يوحى إليَّ في أمر الإله إلا وحدانيته ‏{‏ فهل أنتم مسلمون ‏}‏ منقادون لما يوحى إليَّ من وحدانية الإله والاستفهام بمعنى الأمر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 109 ‏)‏

‏{‏فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ‏}‏

‏{‏ فإن تولوا ‏}‏ عن ذلك ‏{‏ فقل آذنتكم ‏}‏ أعلمتكم بالحرب ‏{‏ على سواء ‏}‏ حال من الفاعل والمفعول، أي مستوين في علمه لا أستبد به دونكم لتتأهبوا ‏{‏ وإن ‏}‏ ما ‏{‏ أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ‏}‏ من العذاب أو القيامة المشتملة عليه وإنما يعلمه الله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 110 ‏)‏

‏{‏إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون ‏}‏

‏{‏ إنه ‏}‏ تعالى ‏{‏ يعلم الجهر من القول ‏}‏ والفعل منكم ومن غيركم ‏{‏ ويعلم ما تكتمون ‏}‏ أنتم وغيركم من السر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 111 ‏)‏

‏{‏وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ‏}‏

‏{‏ وإن ‏}‏ ما ‏{‏ أدري لعله ‏}‏ أي ما أعلمتكم به ولم يعلم وقته ‏{‏ فتنة ‏}‏ اختبار ‏{‏ لكم ‏}‏ ليرى كيف صنعكم ‏{‏ ومتاع ‏}‏ تمتع ‏{‏ إلى حين ‏}‏ أي انقضاء آجالكم وهذا مقابل للأول المترجى بلعل وليس الثاني محلاً للترجي ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 112 ‏)‏

‏{‏قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ‏}‏

‏(‏ قل ‏)‏ وفي قراءة قال ‏(‏ رب احكم ‏)‏ بيني وبين مكذبي ‏(‏ بالحق ‏)‏ بالعذاب لهم أو النصر عليهم ، فعذبوا ببدر وأحد وحنين والأحزاب والخندق ونصر عليهم ‏(‏ وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ‏)‏ من كذبكم على الله في قولكم ‏"‏ اتخذ ولداً ‏"‏ وعلي في قولكم ‏:‏ ساحر ، وعلى القرآن في قولكم ‏:‏ شعر ‏.‏

  السابق   الآيات القرآنية   الفهرس   التالي