أوصاف القرآن
وصف الله القرآن الكريم بأوصاف عظيمة كثيرة ذكر المؤلف منها ما يلي:
1- أنه كتاب الله المبين، أي: المفصح عما تضمنه من أحكام وأخبار.
2- أنه حبل الله المتين، أي: العهد القوي الذي جعله الله سببًا للوصول إليه والفوز بكرامته.
3- أنه سور محكمات، أي: مفصل السور، كل سورة منفردة عن الأخرى، والمحكمات المتقنات المحفوظات من الخلل والتناقض.
4- أنه آيات بينات، أي علامات ظاهرات على توحيد الله، وكمال صفاته، وحسن تشريعاته.
5- أن فيه محكمًا ومتشابهًا، فالمحكم: ما كان معناه واضحًا، والمتشابه: ما كان معناه خفيًا. ولا يعارض هذا ما سبق برقم (3) لأن الإحكام هناك بمعنى الإتقان والحفظ من الخلل والتناقض، وهنا بمعنى وضوح المعنى، وإذا رددنا المتشابه هنا إلى المحكم صار الجميع محكمًا.
6- أنه حق لا يمكن أن يأتيه الباطل من أي جهة {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[ سورة فصلت، الآية: 42.].
7- أنه بريء مما وصفه به المكذبون به من قولهم: إنه شعر؛ {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ}[ سورة يس، الآية: 69.] ، وقول بعضهم: {إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَر}[ سورة المدثر، الآيتان: 24.]. {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}[ سورة المدثر، الآية: 25.]. فقال الله متوعدًا هذا القائل: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}[ سورة المدثر، الآية: 26.].
8- أنه معجزة لا يمكن لأحد أن يأتي بمثله وإن عاونه غيره {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْأِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[ سورة الإسراء، الآية: 88.].
"رؤية الله في الآخرة"
رؤية الله في الدنيا مستحيلة لقوله تعالى لموسى وقد طلب رؤية الله: {لَنْ تَرَانِي}[ سورة الأعراف، الآية: 143.].
ورؤية الله في الآخرة ثابتة بالكتاب، والسنة، وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}[ سورة القيامة، الآيتان: 22، 23.]. وقال: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[ سورة المطففين، الآية: 15.]. فلما حجب الفجار عن رؤيته دل على أن الأبرار يرونه وإلا لم يكن بينهما فرق.
وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر لا تضامون في رؤيته) متفق عليه [رواه البخاري، كتاب مواقيت الصلاة (573)، ومسلم، كتاب المساجد (633).]. وهذا التشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي؛ لأن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، ولا شبيه له ولا نظير.
وأجمع السلف على رؤية المؤمنين لله تعالى دون الكفار بدليل الآية الثانية.
يرون الله تعالى في عرصات القيامة وبعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى.
وهي رؤية حقيقية تليق بالله، وفسرها أهل التعطيل بأن المراد بها رؤية ثواب الله، أو أن المراد بها رؤية العلم واليقين. ونرد عليهم باعتبار التأويل الأول بما سبق في القاعدة الرابعة، وباعتبار التأويل الثاني بذلك وبوجه رابع: أن العلم واليقين حاصل للأبرار في الدنيا وسيحصل للفجار في الآخرة.