mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة مريم
 
  الجلالين  
   سورة مريم   
   ( 18 من 113 )  
  السابق   الآيات القرآنية  الأحاديث   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة مريم

 الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏كهيعص ‏}‏

‏{‏ كَهيعَص ‏}‏ الله أعلم بمراده بذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏ذكر رحمة ربك عبده زكريا ‏}‏

هذا ‏{‏ ذكر رحمت ربك عبده ‏}‏ مفعول رحمة ‏{‏ زكريا ‏}‏ بيان له ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏إذ نادى ربه نداء خفيا ‏}‏

‏{‏ إذا ‏}‏ متعلق برحمة ‏{‏ نادى ربه نداءً ‏}‏ مشتملاً على دعاء ‏{‏ خفياً ‏}‏ سراً جوف الليل لأنه أسرع للإجابة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ‏}‏

‏{‏ قال رب إني وهن ‏}‏ ضعف ‏{‏ العظم ‏}‏ جميعه ‏{‏ مني واشتعل الرأس ‏}‏ مني ‏{‏ شيباً ‏}‏ تمييز محوَّل عن الفاعل أي‏:‏ انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك ‏{‏ ولم أكن بدعائك ‏}‏ أي‏:‏ بدعائي إياك ‏{‏ ربّ شقياً ‏}‏ أي‏:‏ خائباً فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ‏}‏

‏{‏ وإني خفت الموالي ‏}‏ أي الذين يلوني في النسب كبني العم ‏{‏ من ورائي ‏}‏ أي بعد موتي على الدين أن يُضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين ‏{‏ وكانت امرأتي عاقراً ‏}‏ لا تلد ‏{‏ فهب لي من لدنك ‏}‏ من عندك ‏{‏ ولياً ‏}‏ إبناً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ‏}‏

‏{‏ يَرثني ‏}‏ بالجزم جواب الأمر وبالرفع صفة ولياً ‏{‏ ويرث ‏}‏ بالوجهين ‏{‏ من آل يعقوب ‏}‏ جدّي العلم والنبوة ‏{‏ واجعله رب رضياً ‏}‏ أي‏:‏ مرضياً عندك ‏.‏ قال تعالى ي إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا ‏}‏

‏{‏ يا زكريا إنا نبشرك بغلامِ ‏}‏ يَرثُ كما سألت ‏{‏ اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سمياً ‏}‏ أي‏:‏ مسمى بيحيى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ‏}‏

‏{‏ قال ربّ أنَّى ‏}‏ كيف ‏{‏ يكون لي غلامٌ وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتياً ‏}‏ من عتا‏:‏ يبس، أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتي‏:‏ عتو وكسرت التاء تخفيفاً وقلبت الواو الأولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ‏}‏

‏{‏ قال ‏}‏ الأمر ‏{‏ كذلك ‏}‏ من خلق غلامِ منكما ‏{‏ قال ربك هو علىَّ هين ‏}‏ أي‏:‏ بأن أرد عليك قوة الجماع وافتق رحم امرأتك للعلوق ‏{‏ وقد خلقتك من قبل ولم تكُ شيئاً ‏}‏ قبل خلقك ولإظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ‏}‏

‏{‏ قال رب اجعل آية ‏}‏ أي علامة على حمل امرأتي ‏{‏ قال آيتك ‏}‏ عليه ‏{‏ ألا تكلم الناس ‏}‏ أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله ‏{‏ ثلاث ليال ‏}‏ أي بأيامها كما في آل عمران ثلاثة أيام ‏{‏ سَوياً ‏}‏ حال من فاعل تكلم أي بلا علة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ‏}‏

‏{‏ فخرج على قومه من المحراب ‏}‏ أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة ‏{‏ فأوحى ‏}‏ أشار ‏{‏ إليهم أن سبحوا ‏}‏ صلوا ‏{‏ بُكرة وعشياً ‏}‏ أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى، وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا ‏}‏

‏{‏ يا يحيى خذ الكتاب ‏}‏ أي‏:‏ التوراة ‏{‏ بقوة ‏}‏ بجد ‏{‏ وآتيناه الحكم ‏}‏ النبوة ‏{‏ صبياً ‏}‏ ابن ثلاث سنين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا ‏}‏

‏{‏ وحناناً ‏}‏ رحمة للناس ‏{‏ من لدنا ‏}‏ من عندنا ‏{‏ وزكاة ‏}‏ صدقة عليهم ‏{‏ وكان تقياً ‏}‏ روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا ‏}‏

‏{‏ وبرّاً بوالديه ‏}‏ أي‏:‏ محسناً إليهما ‏{‏ ولم يكن جباراً ‏}‏ متكبراً ‏{‏ عصياً ‏}‏ عاصياً لربه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ‏}‏

‏{‏ وسلامٌ ‏}‏ منا ‏{‏ عليه يوم وُلد ويوم يموت ويوم يُبعث حياً ‏}‏ أي‏:‏ في هذه الأيام المخوفة التي يرى ما لم يره قبلها فهو آمن فيها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ‏}‏

‏{‏ وأذكر في الكتاب ‏}‏ القرآن ‏{‏ مريم ‏}‏ أي‏:‏ خبرها ‏{‏ إذ ‏}‏ حين ‏{‏ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً ‏}‏ أي‏:‏ اعتزلت في مكانِ نحو الشرق من الدار ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ‏}‏

‏{‏ فاتخذت من دونهم حجاباً ‏}‏ أرسلت ستراً تستتر به لتغلي رأسها أو ثيابها أو تغسل من حيضها ‏{‏ فأرسلنا إليها روحنا ‏}‏ جبريل ‏{‏ فتمثل لها ‏}‏ ب لبسها ثيابها ‏{‏ بشراً سوياً ‏}‏ تام الخلق ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ‏}‏

‏{‏ قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً ‏}‏ فتنتهي عني بتعوذي ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ‏}‏

‏{‏ قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاماً زكياً ‏}‏ بالنبوة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ‏}‏

‏{‏ قالت أنَّى يكون لي غلام ولم يمسني بشر ‏}‏ يتزوج ‏{‏ ولم أك بغيّاً ‏}‏ زانية ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ‏}‏

‏{‏ قال ‏}‏ الأمر ‏{‏ كذلك ‏}‏ من خلق غلام منك من غير أب ‏{‏ قال ربك هو عليَّ هينٌ ‏}‏ أي‏:‏ بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه ‏{‏ ولنجعله آيةً للناس ‏}‏ على قدرتنا ‏{‏ ورحمة منا ‏}‏ لمن آمن به ‏{‏ وكان ‏}‏ خلقه ‏{‏ أمراً مقضياً ‏}‏ به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصوراً‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏فحملته فانتبذت به مكانا قصيا ‏}‏

‏{‏ فحملته فانتبذت ‏}‏ تنحَّت ‏{‏ به مكاناً قصياً ‏}‏ بعيداً من أهلها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ‏}‏

‏{‏ فأجاءَها ‏}‏ جاءَ بها ‏{‏ المخاض ‏}‏ وجع الولادة ‏{‏ إلى جذع النخلة ‏}‏ لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة ‏{‏ قالت يا ‏}‏ للتنبيه ‏{‏ ليتني متُّ قبل هذا ‏}‏ الأمر ‏{‏ وكنت نساً منسياً ‏}‏ شيئاً متروكاً لا يعرف ولا يذكر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا ‏}‏

‏{‏ فناداها من تحتها ‏}‏ أي‏:‏ جبريل وكان أسفل منها ‏{‏ ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً ‏}‏ نهر ماء كان قد انقطع ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ‏}‏

‏{‏ وهزي إليك بجذع النخلة ‏}‏ كانت يابسة والباء زائدة ‏{‏ تساقط ‏}‏ أصله بتاءين قلبت الثانية سيناً وأدغمت في السين، وفى قراءة تركها ‏{‏ عليك رطباً ‏}‏ تمييز ‏{‏ جنياً ‏}‏ صفته ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ‏}‏

‏{‏ فكلي ‏}‏ من الرطب ‏{‏ واشربي ‏}‏ من السريّ ‏{‏ وقري عيناً ‏}‏ بالولد تمييز محول من الفاعل أي‏:‏ لتقر عينك به أي‏:‏ تسكن فلا تطمح إلى غيره ‏{‏ فإما ‏}‏ فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة ‏{‏ ترين ‏}‏ حذفت منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لالتقاء الساكنين ‏{‏ من البشر أحداً ‏}‏ فيسألك عن ولدك ‏{‏ فقولي إني نذرت للرحمن صوماً ‏}‏ أي إمساكاً عن الكلام في شأنه وغيره من الأناسي بدليل ‏{‏ فلن أكلم اليوم إنساً ‏}‏ أي‏:‏ بعد ذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا ‏}‏

‏{‏ فأتت به قومها تحمله ‏}‏ حال فرأوه ‏{‏ قالوا يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً ‏}‏ عظيماً حيث أتيت بولد من غير أب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا ‏}‏

‏{‏ يا أخت هارون ‏}‏ هو رجل صالح أي‏:‏ يا شبيهته في العفة ‏{‏ ما كان أبوك أمراً سوء ‏}‏ أي‏:‏ زانياً ‏{‏ وما كانت أمك بغيا ‏}‏ زانية فمن أين لك هذا الولد ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا ‏}‏

‏{‏ فأشارت ‏}‏ لهم ‏{‏ إليه ‏}‏ أن كلموه ‏{‏ قالوا كيف نكلم من كان ‏}‏ أي وجد ‏{‏ في المهد صبياً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ‏}‏

‏{‏ قال إني عبد الله آتاني الكتاب ‏}‏ أي‏:‏ الإنجيل ‏{‏ وجعلني نبياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ‏}‏

‏{‏ وجعلني مباركاً أينما كنت ‏}‏ أي‏:‏ نفاعاً للناس إخبار بما كتب له ‏{‏ وأوصاني بالصلاة والزكاة ‏}‏ أمرني بهما ‏{‏ ما دمت حياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ‏}‏

‏{‏ وبراً بوالدتي ‏}‏ منصوب بجعلني مقدراً ‏{‏ ولم يجعلني جباراً ‏}‏ متعاظماً ‏{‏ شقياً ‏}‏ عاصياً لربه

 الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ‏}‏

‏{‏ والسلام ‏}‏ من الله ‏{‏ عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً ‏}‏ يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى ‏.‏ قال تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ‏}‏

‏{‏ ذلك عيسى ابن مريم قولُ الحق ‏}‏ بالرفع خبر مبتدأ مقدر أي‏:‏ قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت، والمعنى القول الحق ‏{‏ الذي فيه يمترون ‏}‏ من المرية أي‏:‏ يشكون وهم النصارى‏:‏ قالوا إن عيسى ابن الله، كذبوا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏

‏{‏ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ‏}‏

‏{‏ ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه ‏}‏ تنزيهاً له عن ذلك ‏{‏ إذا قضى أمراً ‏}‏ أي‏:‏ أراد أن يحدثه ‏{‏ فإنما يقول له كن في فيكونُ ‏}‏ بالرفع بتقدير هو، وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏

‏{‏وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ‏}‏

‏(‏ وأن الله ربي وربكم فاعبدوه ‏)‏ بفتح أن بتقدير اذكر ، وبكسرها بتقدير قل بدليل ‏"‏ ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ‏"‏ ‏(‏ هذا ‏)‏ المذكور ‏(‏ صراط ‏)‏ طريق ‏(‏ مستقيم ‏)‏ مؤد إلى الجنة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏

‏{‏فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ‏}‏

‏{‏ فاختلف الأحزاب من بينهم ‏}‏ أي النصارى في عيسى أهو ابن الله أو إله معه أو ثالث ثلاثة ‏{‏ فويل ‏}‏ فشدة عذاب ‏{‏ للذين كفروا ‏}‏ بما ذكر وغيره ‏{‏ من مشهد يوم عظيم ‏}‏ أي‏:‏ حضور يوم القيامة وأهواله‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 38 ‏)‏

‏{‏أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين ‏}‏

‏{‏ أسمع بهم وأبصر ‏}‏ بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم ‏{‏ يوم يأتوننا ‏}‏ في الآخرة ‏{‏ لكن الظالمون ‏}‏ من إقامة الظاهر مقام المضمر ‏{‏ اليوم ‏}‏ أي‏:‏ في الدنيا ‏{‏ في ضلال مبين ‏}‏ أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي‏:‏ إعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صماً عمياً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 39 ‏)‏

‏{‏وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ‏}‏

‏{‏ وأنذرهم ‏}‏ خوّف يا محمد كفار مكة ‏{‏ يوم الحسرة ‏}‏ هو يوم القيامة يتحسر فيه المسيء على ترك الإحسان في الدنيا ‏{‏ إذ قُضي الأمر ‏}‏ لهم فيه بالعذاب ‏{‏ وهم ‏}‏ في الدنيا ‏{‏ في غفلة ‏}‏ عنه ‏{‏ وهم لا يؤمنون ‏}‏ به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 40 ‏)‏

‏{‏إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون ‏}‏

‏{‏ إنا نحن ‏}‏ تأكيد ‏{‏ نرث الأرض ‏}‏ ومن عليها ‏}‏ من العقلاء وغيرهم بإهلاكهم ‏{‏ وإلينا يرجعون ‏}‏ فيه للجزاء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 41 ‏)‏

‏{‏واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ‏}‏

‏{‏ واذكر ‏}‏ لهم ‏{‏ في الكتاب إبراهيم ‏}‏ أي‏:‏ خبره ‏{‏ إنه كان صديقا ‏}‏ مبالغاً في الصدق ‏{‏ نبياً ‏}‏ ويبدل من خبره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 42 ‏)‏

‏{‏إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ‏}‏

‏{‏ إذ قال لأبيه ‏}‏ آزر ‏{‏ يا أبت ‏}‏ التاء عوض عن ياء الإضافة ولا يجمع بينهما وكان يعبد الأصنام ‏{‏ لمَ تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك ‏}‏ لا يكفيك ‏{‏ شيئاً ‏}‏ من نفع أو ضر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 43 ‏)‏

‏{‏يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا ‏}‏

‏{‏ يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطاً ‏}‏ طريقاً ‏{‏ سوياً ‏}‏ مستقيماً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 44 ‏)‏

‏{‏يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا ‏}‏

‏{‏ يا أبت لا تعبد الشيطان ‏}‏ بطاعتك إياه في عبادة الأصنام ‏{‏ إن الشيطان كان للرحمن عصياً ‏}‏ كثير العصيان ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 45 ‏)‏

‏{‏يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا ‏}‏

‏{‏ يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن ‏}‏ إن لم تتب ‏{‏ فتكون للشيطان ولياً ‏}‏ ناصراً وقريناً في النار ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 46 ‏)‏

‏{‏قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا ‏}‏

‏{‏ قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ‏}‏ فتعيبها ‏{‏ لئن لم تنته ‏}‏ عن التعرض لها ‏{‏ لأرجمنَّك ‏}‏ بالحجارة أو بالكلام القبيح فاحذرني ‏{‏ واهجرني مليّاً ‏}‏ دهراً طويلاً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 47 ‏)‏

‏{‏قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ‏}‏

‏(‏ قال سلام عليك ‏)‏ مني أي لا أصيبك بمكروه ‏(‏ سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً ‏)‏ من حفي أي باراً فيجيب دعائي وقد أوفى بوعده المذكور في الشعراء ‏"‏ واغفر لأبي ‏"‏ وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكره في براءة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 48 ‏)‏

‏{‏وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا ‏}‏

‏{‏ وأعتزلكم وما تدعون ‏}‏ تعبدون ‏{‏ من دون الله وأدعو ‏}‏ أعبد ‏{‏ ربي عسى أ ‏}‏ ن ‏{‏ لا أكون بدعاء ربي ‏}‏ بعبادته ‏{‏ شقياً ‏}‏ كما شقيتم بعبادة الأصنام ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 49 ‏)‏

‏{‏فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ‏}‏

‏{‏ فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله ‏}‏ بأن ذهب إلى الأرض المقدسة ‏{‏ وهبنا له ‏}‏ ابنين يأنس بهما ‏{‏ إسحاق ويعقوب وكلاً ‏}‏ منهما ‏{‏ جعلنا نبياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 50 ‏)‏

‏{‏ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ‏}‏

‏{‏ ووهينا لهم ‏}‏ للثلاثة ‏{‏ من رحمتنا ‏}‏ المال والود ‏{‏ وجعلنا لهم لسان صدق علياً ‏}‏ رفيعاً هو الثناء الحسن في جميع أهل الأديان ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 51 ‏)‏

‏{‏واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا ‏}‏

‏{‏ واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً ‏}‏ بكسر اللام وفتحها من أخلص في عبادته وخلصه الله من الدنس ‏{‏ وكان رسولاً نبياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 52 ‏)‏

‏{‏وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا ‏}‏

‏(‏ وناديناه ‏)‏ بقول ‏"‏ يا موسى إني أنا الله ‏"‏ ‏(‏ من جانب الطور ‏)‏ اسم جبل ‏(‏ الأيمن ‏)‏ أي الذي يلي يمين موسى حين أقبل من مدين ‏(‏ وقربناه نجياً ‏)‏ مناجياً بأن اسمعه الله تعالى كلامه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 53 ‏)‏

‏{‏ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ‏}‏

‏{‏ ووهينا له من رحمتنا ‏}‏ نعمتنا ‏{‏ أخاه هارون ‏}‏ بدل أو عطف بيان ‏{‏ نبياً ‏}‏ حال هي المقصودة بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسنَّ منه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 54 ‏)‏

‏{‏واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ‏}‏

‏{‏ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد ‏}‏ لم يعد شيئاً إلا وفى به وانتظر من وعده ثلاثة أيام أيام أو حولاً حتى رجع إليه في مكانه ‏{‏ وكان رسولاً ‏}‏ إلى جُرهم ‏{‏ نبياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 55 ‏)‏

‏{‏وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ‏}‏

‏{‏ وكان يأمر أهله ‏}‏ أي قومه ‏{‏ بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً ‏}‏ أصله مرضوو قبلت الواوان ياءين والضمة كسرة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 56 ‏)‏

‏{‏واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ‏}‏

‏{‏ واذكر في الكتاب إدريس ‏}‏ هو جدّ أبي نوح ‏{‏ إنه كان صديقاً نبياً ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 57 ‏)‏

‏{‏ورفعناه مكانا عليا ‏}‏

‏{‏ ورفعناه مكاناً علياً ‏}‏ هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة أدخلها بعد أن أذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 58 ‏)‏

‏{‏أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ‏}‏

‏{‏ أولئك ‏}‏ مبتدأ ‏{‏ الذين أنعم الله عليهم ‏}‏ صفة له ‏{‏ من النبيين ‏}‏ بيان له وهو في معنى الصفة وما بعده إلى جملة الشرط صفة للنبيين فقوله ‏{‏ من ذرية آدم ‏}‏ أي إدريس ‏{‏ وممن حملنا مع نوح ‏}‏ في السفينة أي إبراهيم ابن ابنه سام ‏{‏ ومن ذرية إبراهيم ‏}‏ أي إسماعيل وإسحاق ويعقوب ‏{‏ و ‏}‏ من ذرية ‏{‏ إسرائيل ‏}‏ هو يعقوب أي موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى ‏{‏ وممن هدينا واجتبينا ‏}‏ أي من جملتهم وخبر أولئك ‏{‏ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ‏}‏ جمع ساجد وباك أي فكونوا مثلهم وأصل بكي بكوي قبلت الواو ياء والضمة كسرة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 59 ‏)‏

‏{‏فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ‏}‏

‏{‏ فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة ‏}‏ بتركها كاليهود والنصارى ‏{‏ واتبعوا الشهوات ‏}‏ من المعاصي ‏{‏ فسوف يلقون غيّاً ‏}‏ هو واد في جهنم، أي يقعون فيه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 60 ‏)‏

‏{‏إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا ‏}‏

‏{‏ إلا ‏}‏ لكن ‏{‏ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون ‏}‏ ينقصون ‏{‏ شيئاً ‏}‏ من ثوابهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 61 ‏)‏

‏{‏جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا ‏}‏

‏{‏ جنات عدن ‏}‏ إقامة بدل من الجنة ‏{‏ التي وعد الرحمن عباده بالغيب ‏}‏ حال، أي غائبين عنها ‏{‏ إنه كان وعده ‏}‏ أي موعده ‏{‏ مأتياً ‏}‏ بمعنى آتياً وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله

 الآية رقم ‏(‏ 62 ‏)‏

‏{‏لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ‏}‏

‏{‏ لا يسمعون فيها لغواً ‏}‏ من الكلام ‏{‏ إلا ‏}‏ لكن يسمعون ‏{‏ سلاماً ‏}‏ من الملائكة عليهم أو من بعضهم على بعض ‏{‏ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً ‏}‏ أي على قدرهما في الدنيا، وليس في الجنة نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبداً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 63 ‏)‏

‏{‏تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ‏}‏

‏{‏ تلك الجنة التي نورث ‏}‏ تعطي ونزول ‏{‏ من عبادنا من كان تقياً ‏}‏ بطاعته، ونزل لما تأخر الوحي أياماً وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل‏:‏ ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ‏؟‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 64 ‏)‏

‏{‏وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ‏}‏

‏{‏ وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا ‏}‏ أي أمامنا من أمور الآخرة ‏{‏ وما خلفنا ‏}‏ من أمور الدنيا ‏{‏ وما بين ذلك ‏}‏ أي‏:‏ ما يكون في هذا الوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جمعيه ‏{‏ وما كان ربك نسيّاً ‏}‏ بمعنى ناسياً أي‏:‏ تاركاً لك بتأخير الوحي عنك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 65 ‏)‏

‏{‏رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ‏}‏

هو ‏{‏ ربّ ‏}‏ مالك ‏{‏ السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته ‏}‏ أي‏:‏ اصبر عليها ‏{‏ هل تعلم له سمياً ‏}‏ مسمى بذلك ‏؟‏ لا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 66 ‏)‏

‏{‏ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا ‏}‏

‏{‏ ويقول الإنسان ‏}‏ المنكر للبعث أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه الآية‏:‏ ‏{‏ أئذا ‏}‏ بتحقيق الهمزة الثانية وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الأخرى ‏{‏ ما متُّ لسوف أخرج حياً ‏}‏ من القبر كما يقول محمد، فالاستفهام بمعنى النفي أي‏:‏ لا أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا اللام ورد عليه بقوله تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 67 ‏)‏

‏{‏أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ‏}‏

‏{‏ أولا يَذَّكَّرُ الإنسان ‏}‏ أصله يتذكر أبدلت التاء ذالا وأدغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال وضم الكاف ‏{‏ أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئاً ‏}‏ فيستدل بالابتداء على الإعادة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 68 ‏)‏

‏{‏فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ‏}‏

‏{‏ فوربك لنحشرنهم ‏}‏ أي المنكرين للبعث ‏{‏ والشياطين ‏}‏ أي نجمع كلا منهم وشيطانه في سلسلة ‏{‏ ثم لنحضرنهم حول جهنم ‏}‏ من خارجها ‏{‏ جثياً ‏}‏ على الركب جمع جاث وأصله جثوو أو جثوي من جثا يجثوا أو يجثي لغتان ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 69 ‏)‏

‏{‏ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ‏}‏

‏{‏ ثم لننزعن من كل شيعة ‏}‏ فرقة منهم ‏{‏ أيهم أشد على الرحمن عتياً ‏}‏ جراءة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 70 ‏)‏

‏{‏ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا ‏}‏

‏{‏ ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها ‏}‏ أحق بجهنم الأشد وغيره منهم ‏{‏ صلياً ‏}‏ دخولا واحتراقاً فنبدأ بهم وأصله صلوي من صلي بكسر اللام وفتحها ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 71 ‏)‏

‏{‏وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ‏}‏

‏{‏ وإن ‏}‏ أي ما ‏{‏ منكم ‏}‏ أحد ‏{‏ إلا واردها ‏}‏ أي داخل جهنم ‏{‏ كان على ربك حتماً مقضياً ‏}‏ حتمه وقضى به لا يتركه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 72 ‏)‏

‏{‏ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ‏}‏

‏{‏ ثم ننجِّي ‏}‏ مشدداً ومخففاً ‏{‏ الذين اتقوا ‏}‏ الشرك والكفر منها ‏{‏ ونذر الظالمين ‏}‏ بالشرك والكفر ‏{‏ فيها جثياً ‏}‏ على الركب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 73 ‏)‏

‏{‏وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا ‏}‏

‏{‏ وإذا تتلى عليهم ‏}‏ أي المؤمنين والكافرين ‏{‏ آياتنا ‏}‏ من القرآن ‏{‏ بينات ‏}‏ واضحات حال ‏{‏ قال الذين كفروا للذين آمنوا أيُّ الفريقين ‏}‏ نحن وأنتم ‏{‏ خير مقاماً ‏}‏ منزلا ومسكناً بالفتح من قام وبالضم من أقام ‏{‏ وأحسن ندياً ‏}‏ بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه، يعنون نحن فنكون خيراً منكم قال تعالى‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 74 ‏)‏

‏{‏وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا ‏}‏

‏{‏ وكم ‏}‏ أي كثيراً ‏{‏ أهلكنا قبلهم من قرن ‏}‏ أي أمة من الأمم الماضية ‏{‏ هم أحسن أثاثاُ ‏}‏ مالاً ومتاعاً ‏{‏ روءْياً ‏}‏ منظراً من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم هلك هؤلاء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 75 ‏)‏

‏{‏قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ‏}‏

‏{‏ قل من كان في الضلالة ‏}‏ شرط جوابه ‏{‏ فليمدد ‏}‏ بمعنى الخبر أي يمد ‏{‏ له الرحمن مداً ‏}‏ في الدنيا يستدرجه ‏{‏ حتى إذا رأوا ما يدعون إما العذاب ‏}‏ كالقتل والأسر ‏{‏ وإما الساعة ‏}‏ المشتملة على جهنم فيدخلونها ‏{‏ فسيعلمون من هو شر مكاناً وأضعف جنداً ‏}‏ أعواناً أهم آم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند المؤمنين عليهم الملائكة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 76 ‏)‏

‏{‏ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ‏}‏

‏{‏ ويزد الله الذين اهتدوا ‏}‏ بالإيمان ‏{‏ هدى ‏}‏ يما ينزل عليهم من الآيات ‏{‏ والباقيات الصالحات ‏}‏ هي الطاعة تبقى لصاحبها ‏{‏ خير عند ربك ثواباً وخير مردّاً ‏}‏ أي ما يرد إليه ويرجع بخلاف أعمال الكفار والخيرية منا في مقابلة قولهم أي الفرقين خبر مقاماً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 77 ‏)‏

‏{‏أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ‏}‏

‏{‏ أفرأيت الذي كفر بآياتنا ‏}‏ العاصي بن وائل ‏{‏ وقال ‏}‏ لخبات بن الأرث القائل له نبعث بعد الموت والمطالب له بمال ‏{‏ لأوتينَّ ‏}‏ على تقدير البعث ‏{‏ مالاً وولداً ‏}‏ قال تعالى فأقضيك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 78 ‏)‏

‏{‏أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ‏}‏

‏{‏ أطلع الغيب ‏}‏ أي أعمله وأن يؤتى ما قاله واستغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت ‏{‏ أم اتخذ عند الرحمن عهداً ‏}‏ بأن يؤتى ما قاله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 79 ‏)‏

‏{‏كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ‏}‏

‏{‏ كلا ‏}‏ أي لا يؤتى ذلك ‏{‏ سنكتب ‏}‏ نأمر بكتب ‏{‏ ما يقول ونمدّ له العذاب مداً ‏}‏ نزيده بذلك عذاباً فوق عذاب كفره ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 80 ‏)‏

‏{‏ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ‏}‏

‏{‏ ونرثه ما يقول ‏}‏ من المال والولد ‏{‏ ويأتينا ‏}‏ يوم القيامة ‏{‏ فرداً ‏}‏ لا مال له ولا ولد ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 81 ‏)‏

‏{‏واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ‏}‏

‏{‏ واتخذوا ‏}‏ أي كفار مكة ‏{‏ من دون الله ‏}‏ الأوثان ‏{‏ آلهة ‏}‏ يعبدونهم ‏{‏ ليكونوا لهم عزاً ‏}‏ شفعاء عند الله بأن لا يعذبوا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 82 ‏)‏

‏{‏كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ‏}‏

‏(‏ كلا ‏)‏ أي لا مانع من عذابهم ‏(‏ سيكفرون ‏)‏ أي الآلهة ‏(‏ بعبادتهم ‏)‏ أي ينفونها كما في آية أخرى ‏"‏ ما كانوا إيانا يعبدون ‏"‏ ‏(‏ ويكونون عليهم ضدا ‏)‏ أعواناً وأعداء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 83 ‏)

‏{‏ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ‏}‏

‏{‏ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين ‏}‏ سلطانهم ‏{‏ على الكافرين تؤزهم ‏}‏ تهيجهم إلى المعاصي ‏{‏ أزّاً ‏}‏

 الآية رقم ‏(‏ 84 ‏)‏

‏{‏فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ‏}‏

‏{‏ فلا تعجل عليهم ‏}‏ بطلب العذاب ‏{‏ إنما نعد لهم ‏}‏ الأيام والليالي أو الأنفاس ‏{‏ عداً ‏}‏ إلى وقت عذابهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 85 ‏)‏

‏{‏يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ‏}‏

اذكر ‏{‏ يوم نحشر المتقين ‏}‏ بإيمانهم ‏{‏ إلى الرحمن وفداً ‏}‏ جمع وافد بمعنى‏:‏ راكب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 86 ‏)‏

‏{‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ‏}‏

‏{‏ ونسوق المجرمين ‏}‏ بكفرهم ‏{‏ إلى جهنم وراداً ‏}‏ جمع وارد بمعنى ماش عطشان ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 87 ‏)‏

‏{‏لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ‏}‏

‏{‏ لا يملكون ‏}‏ أي الناس ‏{‏ الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً ‏}‏ أي شهادة أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 88 ‏)‏

‏{‏وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ‏}‏

‏{‏ وقالوا ‏}‏ أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله ‏{‏ اتخذ الرحمن ولداً ‏}‏ قال تعالى لهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 89 ‏)‏

‏{‏لقد جئتم شيئا إدا ‏}‏

‏{‏ لقد جئتم شيئاً إذّاً ‏}‏ أي منكراً عظيماً ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 90 ‏)‏

‏{‏تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ‏}‏

‏{‏ تكاد ‏}‏ بالتاء والياء ‏{‏ السماوات يتفطرن ‏}‏ بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون ‏{‏ منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّاً ‏}‏ أي تنطبق عليهم من أجل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 91 ‏)‏

‏{‏أن دعوا للرحمن ولدا ‏}‏

‏{‏ أن دعوا للرحمن ولداً ‏}‏ قال تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 92 ‏)‏

‏{‏وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ‏}‏

‏{‏ وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً ‏}‏ أي ما يليق به ذلك ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 93 ‏)‏

‏{‏إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا ‏}‏

‏{‏ إن ‏}‏ أي ما ‏{‏ كل من في السماوات والأرض إلا آتي للرحمن عبداً ‏}‏ ذليلا خاضاهاً يوم القيامة منهم عزيز وعيسى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 94 ‏)‏

‏{‏لقد أحصاهم وعدهم عدا ‏}‏

‏{‏ لقد أحصاهم وعدهم عداً ‏}‏ فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم ولا واحد منهم

 الآية رقم ‏(‏ 95 ‏)‏

‏{‏وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ‏}‏

‏{‏ وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ‏}‏ بلا مال ولا نصير يمنعه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 96 ‏)‏

‏{‏إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ‏}‏

‏{‏ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدّاً ‏}‏ فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 97 ‏)‏

‏{‏فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ‏}‏

‏{‏ فإنما يسرناه ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ بلسانك ‏}‏ العربي ‏{‏ لتبشر به المتقين ‏}‏ الفائزين بالإيمان ‏{‏ وتنذر ‏}‏ تخوف ‏{‏ به قوماً لُدّاً ‏}‏ جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 98 ‏)‏

‏{‏وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ‏}‏

‏{‏ وكم ‏}‏ أي كثيراً ‏{‏ أهلكنا قبلهم من قرن ‏}‏ أي أمة من الأمم الماضية بتكذيبهم الرسل ‏{‏ هل تحس ‏}‏ تجد ‏{‏ منهم من أحد أو تسمع لهم ركزاً ‏}‏ صوتاً خفياً ‏؟‏ لا، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء

  السابق   الآيات القرآنية  الأحاديث   الفهرس   التالي