mozilla/4.5 (compatible; httrack 3.0x; windows 98) المكتبة الإسلامية - الجلالين - سورة الجاثية
 
  الجلالين  
   سورة الجاثية   
   ( 44 من 113 )  
  السابق   الفهرس   التالي  
   الموضوعات
 

  
 

 سورة الجاثية

 الآية رقم ‏(‏ 1 ‏)‏

‏{‏حم ‏}‏

‏{‏ حم ‏}‏ الله أعلم بمراده به ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 2 ‏)‏

‏{‏تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ‏}‏

‏{‏ تنزيل الكتاب ‏}‏ القرآن مبتدأ ‏{‏ من الله ‏}‏ خبره ‏{‏ العزيز ‏}‏ في مُلكه ‏{‏ الحكيم ‏}‏ في صنعه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 3 ‏)‏

‏{‏إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين ‏}‏

‏{‏ إن في السماوات والأرض ‏}‏ أي في خلقهما ‏{‏ لآيات ‏}‏ دالة على قدرة الله ووحدانيته تعالى ‏{‏ للمؤمنين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 4 ‏)‏

‏{‏وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ‏}‏

‏{‏ وفي خلقكم ‏}‏ أي في خلق كل منكم من نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن صار إنساناً ‏{‏ و ‏}‏ خلق ‏{‏ ما يبث ‏}‏ يفرق في الأرض ‏{‏ من دابة ‏}‏ هي ما يدب على الأرض من الناس وغيرهم ‏{‏ آيات لقوم يوقنون ‏}‏ بالبعث ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 5 ‏)‏

‏{‏واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ‏}‏

‏{‏ و ‏}‏ في ‏{‏ اختلاف الليل والنهار ‏}‏ ذهابهما ومجيئهما ‏{‏ وما أنزل الله من السماء من رزق ‏}‏ مطر لأنه سبب الرزق ‏{‏ فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الريح ‏}‏ تقليبها مرة جنوباً ومرة شمالاً وباردة وحارة ‏{‏ آيات لقوم يعقلون ‏}‏ الدليل فيؤمنون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 6 ‏)‏

‏{‏تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ‏}‏

‏{‏ تلك ‏}‏ الآيات المذكورة ‏{‏ آيات الله ‏}‏ حججه الدالة على وحدانيته ‏{‏ نتلوها ‏}‏ نقصها ‏{‏ عليك بالحق ‏}‏ متعلق بنتلوا ‏{‏ فبأي حديث بعد الله ‏}‏ أي حديثه وهو القرآن ‏{‏ وآياته ‏}‏ حججه ‏{‏ يؤمنون ‏}‏ أي كفار مكة، أي لا يؤمنون، وفي قراءة بالتاء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 7 ‏)‏

‏{‏ويل لكل أفاك أثيم ‏}‏

‏{‏ ويل ‏}‏ كلمة عذاب ‏{‏ لكل أفاك ‏}‏ كذاب ‏{‏ أثيم ‏}‏ كثير الإثم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 8 ‏)‏

‏{‏يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ‏}‏

‏{‏ يسمع آيات الله ‏}‏ القرآن ‏{‏ تتلى عليه ثم يصر ‏}‏ على كفره ‏{‏ مستكبراً ‏}‏ متكبراً عن الإيمان ‏{‏ كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم ‏}‏ مؤلم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 9 ‏)‏

‏{‏وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ‏}‏

‏{‏ وإذا علم من آياتنا ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ شيئاً اتخذها هزؤاً ‏}‏ أي مهزوءاً بها ‏{‏ أولئك ‏}‏ أي الأفاكون ‏{‏ لهم عذاب مهين ‏}‏ ذو إهانة ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 10 ‏)‏

‏{‏من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم ‏}‏

‏{‏ من ورائهم ‏}‏ أي أمامهم لأنهم في الدنيا ‏{‏ جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا ‏}‏ من المال والفعال ‏{‏ شيئاً ولا ما اتخذوا من دون الله ‏}‏ أي الأصنام ‏{‏ أولياء ولهم عذاب عظيم ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 11 ‏)‏

‏{‏هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ‏}‏

‏{‏ هذا ‏}‏ أي القرآن ‏{‏ هديّ ‏}‏ من الضلالة ‏{‏ والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب ‏}‏ حظ ‏{‏ من رجز ‏}‏ أي عذاب ‏{‏ أليم ‏}‏ موجع ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 12 ‏)‏

‏{‏الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ‏}‏

‏{‏ الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك ‏}‏ السفن ‏{‏ فيه بأمره ‏}‏ بإذنه ‏{‏ ولتبتغوا ‏}‏ تطلبوا بالتجارة ‏{‏ من فضله ولعلكم تشركون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 13 ‏)‏

‏{‏وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ‏}‏

‏{‏ وسخر لكم ما في السماوات ‏}‏ من شمس وقمر ونجوم وماء وغيره ‏{‏ وما في الأرض ‏}‏ من دابة وشجر ونبات وأنهار وغيرها أي خلق ذلك لمنافعكم ‏{‏ جميعاً ‏}‏ تأكيد ‏{‏ منه ‏}‏ حال، أي سخرها كائنة منه تعالى ‏{‏ إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ‏}‏ فيها فيؤمنون ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 14 ‏)‏

‏{‏قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون ‏}‏

‏{‏ قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ‏}‏ يخافون ‏{‏ أيام الله ‏}‏ وقائعه، أي اغفر للكفار ما وقع منهم من الأذى لكم وهذا قبل الأمر بجهادهم ‏{‏ ليجزي ‏}‏ أي الله وفي قراءة بالنون ‏{‏ قوماً بما كانوا يكسبون ‏}‏ من الغفر للكفار أذاهم ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 15 ‏)‏

‏{‏من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون ‏}‏

‏{‏ من عمل صالحاً فلنفسه ‏}‏ عمل ‏{‏ ومن أساء فعليها ‏}‏ أساء ‏{‏ ثم إلى ربكم ترجعون ‏}‏ تصيرون فيجازي المصلح والمسيء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 16 ‏)‏

‏{‏ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين ‏}‏

‏{‏ ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب ‏}‏ التوراة ‏{‏ والحكم ‏}‏ به بين الناس ‏{‏ والنبوة ‏}‏ لموسى وهارون منهم ‏{‏ ورزقناهم من الطيبات ‏}‏ الحلالات كالمنّ والسلوى ‏{‏ وفضلناهم على العالمين ‏}‏ عالمي زمانهم العقلاء ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 17 ‏)‏

‏{‏وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة في ما كانوا فيه يختلفون ‏}‏

‏{‏ وآتيانهم بينات من الأمر ‏}‏ أمر الدين من الحلال والحرام وبعثة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ‏{‏ فما اختلفوا ‏}‏ في بعثته ‏{‏ إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ‏}‏ أي لبغي حدث بينهم حسداً له ‏{‏ إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 18 ‏)‏

‏{‏ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ‏}‏

‏{‏ ثم جعلناك ‏}‏ يا محمد ‏{‏ على شريعة ‏}‏ طريقة ‏{‏ من الأمر ‏}‏ أمر الدين ‏{‏ فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ‏}‏ في عبادة غيره الله ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 19 ‏)‏

‏{‏إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ‏}‏

‏{‏ إنهم لن يغنوا ‏}‏ يدافعوا ‏{‏ عنك من الله ‏}‏ من عذابه ‏{‏ شيئاً وإن الظالمين ‏}‏ الكافرين ‏{‏ بعضهم أولياء بعض والله وليُّ المتقين ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 20 ‏)‏

‏{‏هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون ‏}‏

‏{‏ هذا ‏}‏ القرآن ‏{‏ بصائر للناس ‏}‏ معالم يتبصرون بها في الأحكام والحدود ‏{‏ وهدىّ ورحمة لقوم يوقنون ‏}‏ بالبعث ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 21 ‏)‏

‏{‏أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ‏}‏

‏{‏ أم ‏}‏ بمعنى همزة الإنكار ‏{‏ حسب الذين اجترحوا ‏}‏ اكتسبوا ‏{‏ السيئات ‏}‏ الكفر والمعاصي ‏{‏ أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءً ‏}‏ خبر ‏{‏ محياهم ومماتهم ‏}‏ مبتدأ ومعطوف والجملة بدل من الكاف والضميران للكفار، المعنى‏:‏ أحسبوا أن نجعلهم في الآخرة في خير كالمؤمنين في رغد من العيش مساو لعيشهم في الدنيا حيث قالوا للمؤمنين‏:‏ لئن بعثنا لنُعطى من الخير مثل ما تعطون قال تعالى على وفق إنكاره بالهمزة‏:‏ ‏{‏ ساءَ ما يحكمون ‏}‏ أي ليس الأمر كذلك فهم في الآخرة في العذاب على خلاف عيشهم في الدنيا والمؤمنون في الآخرة في الثواب بعملهم الصالحات في الدنيا من الصلاة والزكاة والصيام وغير ذلك، وما مصدرية، أي بئس حكماً حكمهم هذا ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 22 ‏)‏

‏{‏وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون ‏}‏

‏{‏ وخلق الله السماوات ‏}‏ خلق ‏{‏ الأرض بالحق ‏}‏ متعلق بخلق ليدل على قدرته ووحدانيته ‏{‏ ولتجزى كل نفس بما كسبت ‏}‏ من المعاصي والطاعات فلا يساوي الكافر المؤمن ‏{‏ وهم لا يظلمون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 23 ‏)‏

‏{‏أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ‏}‏

‏{‏ أفرأيت ‏}‏ أخبرني ‏{‏ من اتخذ إلهة هواه ‏}‏ ما يهواه من حجر بعد يراه أحسن ‏{‏ وأضله الله على علم ‏}‏ منه تعالى‏:‏ أي عالما بأنه من أهل الضلاله قبل خلق ‏{‏ وختم على سمعه وقلبه ‏}‏ فلم يسمع الهدى ولم يعقله ‏{‏ وجعل على بصره غشاوةٌ ‏}‏ ظلمة فلم يبصر الهدى، ويقدر هنا المفعول الثاني لرأيت أيهتدي ‏{‏ فمن يهديه من بعد الله ‏}‏ أي بعد إضلاله إياه، أي لا يهتدي ‏{‏ أفلا تذَّكرون ‏}‏ تتعظون، فيه إدغام إحدى التاءين في الذال ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 24 ‏)‏

‏{‏وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون ‏}‏

‏{‏ وقالوا ‏}‏ أي منكرو البعث ‏{‏ ما هي ‏}‏ أي الحياة ‏{‏ إلا حياتنا ‏}‏ التي في ‏{‏ الدنيا نموت ونحيا ‏}‏ أي يموت بعض ويحيا بعض بأن يولدوا ‏{‏ وما يهلكنا إلا الدهر ‏}‏ أي مرور الزمان، قال تعالى‏:‏ ‏{‏ وما لهم بذلك ‏}‏ المقول ‏{‏ من علم إن ‏}‏ ما ‏{‏ هم إلا يظنون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 25 ‏)‏

‏{‏وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ‏}‏

‏{‏ وإذا تتلى عليهم آياتنا ‏}‏ من القرآن الدالة على قدرتنا على البعث ‏{‏ بينات ‏}‏ واضحات حال ‏{‏ ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآياتنا ‏}‏ أحياء ‏{‏ إن كنتم صادقين ‏}‏ أنا نبعث ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 26 ‏)‏

‏{‏قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون ‏}‏

‏{‏ قل الله يحييكم ‏}‏ حين كنتم نطفاً ‏{‏ ثم يميتكم ثم يجمعكم ‏}‏ أحياء ‏{‏ إلى يوم القيامة لا ريب ‏}‏ شلك ‏{‏ فيه ولكن أكثر الناس ‏}‏ وهم القائلون ما ذكر ‏{‏ لا يعلمون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 27 ‏)‏

‏{‏ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون ‏}‏

‏{‏ ولله ملك السماوات والأرض ويوم تقوم الساعة ‏}‏ يبدل منه ‏{‏ يومئذِ يخسر المبطلون ‏}‏ الكافرون، أي يظهر خسرانهم بأن يصيروا إلى النار ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 28 ‏)‏

‏{‏وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون ‏}‏

‏{‏ وترى كل أمة ‏}‏ أي أهل دين ‏{‏ جاثية ‏}‏ على الركب أو مجتمعة ‏{‏ كل أمة تدعى إلى كتابها ‏}‏ كتاب أعمالها ويقال لهم‏:‏ ‏{‏ اليوم تجزون ما كنتم تعملون ‏}‏ أي جزاءه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 29 ‏)‏

‏{‏هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ‏}‏

‏{‏ هذا كتابنا ‏}‏ ديوان الحفظة ‏{‏ ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ‏}‏ نثبت ونحفظ ‏{‏ ما كنتم تعملون ‏}‏ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 30 ‏)‏

‏{‏فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين ‏}‏

‏{‏ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ‏}‏ جنته ‏{‏ ذلك هو الفوز المبين ‏}‏ البيَّن الظاهر ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 31 ‏)‏

‏{‏وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين ‏}‏

‏{‏ وأما الذين كفروا ‏}‏ فيقال لهم‏:‏ ‏{‏ أفلم تكن آياتي ‏}‏ القرآن ‏{‏ تتلى عليكم فاستكبرتم ‏}‏ تكبرتم ‏{‏ وكنتم قوماً مجرمين ‏}‏ كافرين ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 32 ‏)‏

‏{‏وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ‏}‏

‏{‏ وإذا قيل ‏}‏ لكم أيها الكفار ‏{‏ إن وعد الله ‏}‏ بالبعث ‏{‏ حق والساعة ‏}‏ بالرفع والنصب ‏{‏ لا ريب ‏}‏ شك ‏{‏ فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن ‏}‏ ما ‏{‏ نظن إلا ظناً ‏}‏ قال المبرد‏:‏ أصله إن نحن إلا نظن ظناً ‏{‏ وما نحن بمستيقنين ‏}‏ أنها آتية ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 33 ‏)‏

‏{‏وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ‏}‏

‏{‏ وبدا ‏}‏ ظهر ‏{‏ لهم ‏}‏ في الآخرة ‏{‏ سيئات ما عملوا ‏}‏ في الدنيا، أي جزاؤها ‏{‏ وحاق ‏}‏ نزل ‏{‏ بهم ما كانوا به يستهزءُون ‏}‏ أي العذاب ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 34 ‏)‏

‏{‏وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ‏}‏

‏{‏ وقيل اليوم ننساكم ‏}‏ نترككم في النار ‏{‏ كما نسيتم لقاء يومكم هذا ‏}‏ أي تركتم العمل للقائه ‏{‏ ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ‏}‏ ما نعين منه ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 35 ‏)‏

‏{‏ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ‏}‏

‏{‏ ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله ‏}‏ القرآن ‏{‏ هزؤاً وغرتكم الحياة الدنيا ‏}‏ حتى قلتم لا بعث ولا حساب ‏{‏ فاليوم لا يَخرجون ‏}‏ بالبناء للفعال وللمفعول ‏{‏ منها ‏}‏ من النار ‏{‏ ولا هم يستعتبون ‏}‏ لا يطلب منهم أن يرضوا ربهم بالتوبة والطاعة لأنها لا تنفع يومئذ ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 36 ‏)‏

‏{‏فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ‏}‏

‏{‏ فلله الحمد ‏}‏ الوصف بالجميل على وفاء وعده في المكذبين ‏{‏ رب السماوات ورب والأرض رب العالمين ‏}‏ خالق ما ذكر، والعالم ما سوى الله وجمع لاختلاف أنواعه، ورب بدل ‏.‏

 الآية رقم ‏(‏ 37 ‏)‏

‏{‏وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ‏}‏

‏{‏ وله الكبرياء ‏}‏ العظمة ‏{‏ في السماوات والأرض ‏}‏ حال، أي كائنة فيهما ‏{‏ وهو العزيز الحكيم ‏}‏ تقدم ‏.‏

  السابق   الفهرس   التالي