نداء الإيمان | التاريخ(هجرى - ميلادى ) | مواقيت الصلاة واتجاه القبلة | موجز الصحافة | إلى كل المسلمات | قرأت لك
عمرو موسي لـ القدس العربي : العراق الحالي ليس مثالا لأي دولة عربية
اعتبر الامين العام للجامعة العربية الدكتور عمرو موسي ان المشروع الامريكي لاقامة الشرق الاوسط الكبير موضوع عابر وواحد من مسائل بتيجي وبتروح ، الا انه شدد علي ان الاصلاحات اصبحت حتمية في العالم العربي.
وقال موسي في تصريحات خاصة لـ القدس العربي علي هامش منتدي الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة لقد سمعنا عن المشروع الامريكي من وسائل الاعلام مع انه يخص هذه المنطقة والناس الذين يعيشون فيها .
وردا علي سؤال حول ما اذا كان المشروع الامريكي يهدد بنهاية القومية العربية والجامعة العربية قال موسي ولا نهاية ولا حاجة، هذه مسائل بتيجي وتروح، انما الهوية لا تضيع، ولكن علينا كمواطنين عرب ان نحافظ علي تلك الهوية من خلال اصلاح احوالنا، وليس بالتجمد، بل ان نتقدم .
وقال الامين العام لا يوجد بديل للاصلاحات، ولا يمكن للعالم العربي ان يستمر بهذا الوضع، ولا يمكن ابدا ان نقبل بالوضع الذي نحن فيه .
واعتبر ان فكرة الاصلاحات اصبح يلتف حولها فكر الامير والوزير والمواطن العادي في العالم العربي، لانهم جميعا يريدون ان ينتقلوا من مرحلة الي مرحلة جديدة .
وردا علي سؤال حول ما اذا كان يعتقد جديا ان اجراء انتخابات بلدية في السعودية وتعديل الدستور في مصر كانا ممكنين، بدون ضغوط امريكية قال موسي اعتقد ان ما حدث هو تطور طبيعي، وليس مسألة ضغوط امريكية، بل رغبة شعبية .
واشار الي ان الديمقراطية يجب ان ترتبط بالسلام والديمقراطية، وان الحضارة الاسلامية تمكننا من القيام بتلك الاصلاحات .
وكان الامين العام للجامعة العربية دخل في سجال مع عضو الكونغرس الامريكي دانا روهابكر اثناء الجلسة الافتتاحية للمنتدي، معتبرا انه كما ان لدي العرب اصولية، فان في الولايات المتحدة اصولية بلغت حد شن الحرب، واثارة صراع حضارات.
وكان عضو الكونغرس اشار في كلمته الي ضرورة مواجهة ما سماه بـ التطرف الاسلامي في سبيل تحقيق الديمقراطية.
واعتبر موسي الذي ترك جانبا ورقة كان اعدها حول علاقة الديمقراطية بالتنمية ليرد علي السياسي الامريكي، انه لا توجد مشكلة لدي العرب مع الولايات المتحدة سوي سياستها في الشرق الاوسط، وانه شخصيا يكن اعجابا للشعب الامريكي بعد ان عاش في امريكا نحو عشر سنوات، لكنه شدد علي ان العرب غاضبون من الاوضاع في فلسطين ومن المعايير الامريكية المزدوجة التي تنحاز لطرف ضد طرف اخر ولو جاء ذلك علي حساب القانون الدولي.
وانتقد الامين العام النتائج الطائفية التي اسفرت عنها الانتخابات العراقية محذرا من اثارها علي العراق والمنطقة.
واعتبر موسي في وقت لاحق امس في افتتاح ندوة العراق ودول الجوار التي ينظمها علي مدي يومين في الشارقة، مركز الخليج للابحاث، ان العراق في وضعه الحالي لا يمكن ان يكون مثالا لاي دولة عربية في المجال الديمقراطي منتقدا المساومات التي تجري حاليا لتشكيل الحكومة الجديدة علي اسس عرقية وطائفية. وكانت الديمقراطية البطل دائما في حوارات منتدي الدوحة للديمقراطية والتجارة الحرة.
لكن كل طرف كان يغني علي (ديمقراطيته).
وفد الكونغرس الامريكي الذي يضم عضوا من اصل لبناني، هو (داريل عيسي) يربط تحقيق الديمقراطية في العالم العربي بالتقدم علي مسار التطبيع مع اسرائيل.. بل انه طالب باتخاذ خطوات سريعة نحو التطبيع في سبيل (تشجيع اسرائيل علي المضي في طريق السلام). اما زميله (دونا رورباركر) فاعتبر ان سعي الولايات المتحدة، لنشر الديمقراطية في العالم العربي ليس خدمة اسرائيل بل للعرب انفسهم.
واعتبر ان الاستراتيجية الامريكية تقوم علي استبدال الاسلام الراديكالي بخيار الديمقراطية حسب تعبيره في ملاحظات علي هامش مشاركته بندوة حول الشرق الاوسط الكبير.
الحضور من معظم البلاد العربية لم يترددوا في اعلان تمردهم لمواجهة هكذا افكار وآراء.
صحافية مصرية طلبت اجابة صريحة من عضوي الكونغرس حول علاقة الديمقراطية بالتعذيب في سجن ابو غريب والمعايير المزدوجة للسياسة الامريكية في فلسطين. مشارك لبناني استنكر علي (ابن بلده سابقا) العضو عيسي، مطالبته بتفكيك حزب الله ونزع اسلحته.
وزير الخارجية الفرنسي السابق ـ هوبير فدرين ـ لم يستبعد ان يحدث انفجار في العالم العربي للمطالبة بالديمقراطية وشارك فدرين مخاوفه وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم من تصاعد الغضب لدي الشارع العربي الذي يسمع كثيرا من الحديث حول الديمقراطية ولا يري افعالا.
اي تعليق منتقد للسياسة الامريكية في الشرق الاوسط يلقي تأييدا وتصفيقا حماسيين حتي اذا كان من مستوي اتهام الموساد بتدبير هجمات ايلول (سبتمبر)، كما فعلت احدي الصحافيات المشاركات بالمؤتمر.
العضو رورباركر اكتفي بالاستنكار قائلا: انتم تعيشون واقعا مختلفا.
وربما كانت هذه الاجابة الصحيحة الوحيدة التي ادلي بها.
قليلون يقرون ان الضغوط الامريكية ساهمت بنصيب الاسد في دفع عجلة التغيير الديمقراطي، ولو لخطوة صغيرة، في مصر والسعودية مؤخرا، لكنهم يخشون الجهر بذلك حتي لا يواجهون اتهامات بـ العمالة !
الدكتور احمد الامين من الجامعة اللبنانية يلاحظ ان الديمقراطية والمجتمع المدني اصبحا موضع طلب ايديولوجي شديد في العالم العربي، سواء في سطح الحياة السياسية الثقافية او عمقها ولكن بدون عرض علي صعيد الواقع في المجتمعات العربية .
ويعتبر ان غياب الثقافة الديمقراطية علي مستويات الفرد والمجتمع والمؤسسات يؤدي الي الوقوع في ديمقراطية الواجهة التي غالبا ما تنقلب وبالا علي الديمقراطية الحقة.
وبدا امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وكأنه يرد علي هذه النقطة بالتحديد عندما قال في خطابه امام المنتدي اننا نجتهد من اجل بناء ثقافة متكاملة للتغيير، تحرص علي ان نعمقها وننشرها من خلال تطوير مؤسسات التعليم، واستكمال التشريعات الاساسية، وتمكين مؤسسات الرقابة القانونية من القيام بواجباتها، ومن خلال الممارسة اليومية الصريحة والعادلة، لانها هي السبيل المناسب لتأهيل المجتمع .
ولاحظ الامير محقا انه قبل خمس سنوات لم يكن الحديث عن الديمقراطية في الشرق الاوسط كما هو الحال عليه اليوم، فبالامس كانت اصوات قليلة تراهن علي ميلاد عصر الديمقراطية في المنطقة. اما اليوم فهناك من يراودهم الامل في ان يكون العد التنازلي لهذا العصر قد بدأ بالفعل .

جريدة القدس العربي    31/03/2005