طهران ـ وكالات الانباء: مع الاستعداد لاجراء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الايرانية غدا, نظم كل من الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومنافسه المتشدد وحاكم العاصمة محمود أحمدي نجاد أمس حملات دعائية لكسب أكبر عدد من المؤيدين في واحدة من أشرس وأهم الانتخابات في تاريخ إيران الحديث وسط ردود فعل تتأرجح بين الدعوة إلي مقاطعة التصويت أو تأييد نجاد الذي شكل فوزه في الدورة الأولي مفاجآت كبري. وأمام طلبة جامعة طهران, تعهد رفسنجاني بمناصرة الاصلاحات وتوفير الوظائف اذا فاز في جولة الاعادة وقال انه كان المحرك الاساسي لانشاء الاصلاحات واتخذت حكومة خاتمي خطوات اضافية, وأكد ان هذه الخطوات ستمضي ويجب وضع التخلف والتطرف جانبا وتوجه بعد ذلك الي جنوب طهران الذي يتسم بالفقر حيث يعيش الكثير من مؤيدي نجاد واحتشد نحو3 ألاف شخص في استاد رياضي لسماع رفسنجاني وهو يعد بالوظائف والإسكان والمزايا الاجتماعية وأوضح ان من أولوياته في المرحلة الثانية من حركة البناء التركيز علي الفقراء. وفي حملته الانتخابية حاول فريق نجاد عبر المؤتمرات الصحفية دخص ادعاءات المنافسين السياسيين والاتهامات الموجهة اليه بأنه متطرف خطير, وقال احد مساعدي نجاد ان البعض شبه فوز نجاد بالسلطة بتولي حركة طالبان الحكم لكن هذه أكاذيب انتشرت بشكل واسع وردا علي سؤال عن شعور الايرانيين الخائفين من عودة المحافظين المتشددين في حالة فوزهم بالسلطة الي السنوات الاولي للثورة الايرانية, أوضح مساعدو نجاد انه لم يكن هناك تطرف في تلك الفترة بل كان هناك مناخ من النزاهة وأبدي المساعدون استياءهم من وصف نجاد بالقاتل في اشارة لعمله كضابط سابق في حراس الثورة( الباسيج) وقالوا انه لم يكن قاتلا لصالح أجهزة المخابرات وان الباسيج جزء من الشعب كما لم يحصل نجاد علي أي دعم من المجموعات العسكرية كما يتهم خصوصه وأشار إلي ان علمية التصويت ستكون سرية ومن المستحيل معرفة لمن تمنح الاصوات. وبرغم تأييد الاصلاحيين والحكومة الايرانية علي رأسها الرئيس محمد خاتمي لرفسنجاني ضمنيا فان استقبال الناخبين له خلال حملاته الدعائية كان متباينا وقال الكثير من المواطنين انهم سيقاطعون الانتخابات لانهم لا يؤمنون بالنظام الحالي بما يكفي للمشاركة في الانتخابات, وأشار أخرون الي انه حتي في حالة مشاركتهم في الانتخابات فسيختارون رفسنجاني لأنه اختيار بين السيئ والأسوأ وبالنسبة للعديد من الفقراء, فقد ذكر الكثيرون منهم ان رفسنجاني الذي تعد أسرته من بين أغني العائلات في البلاد وارتبط حكمة بزيادة الفساد, فانهم لا يعرفون السكان الفقراء لكن نجاد واحد منهم وتوقع المحللون ان يتمكن رفسنجاني من الفوز في الانتخابات حتي لاتتاح الفرصة لنجاد المتشدد للسيطرة علي الحكم وعودة السلطة لأيدي المحافظين المعادين للغرب. ويرجع ان تشكل نتيجة الانتخابات التي يقول المحللون انه من الصعب التنبؤ بها, كيفية تعامل ايران مع الغرب في المستقبل بما في ذلك قضية الملف النووي وتحديد مصير الاصلاحات الداخلية وقلب نجاد التنبؤات باحتلاله المرتبة الثانية في الجولة الأولي غير الحاسمة يوم الجمعة الماضي بعد فوزه بأصوات الفقراء الذين يعجبون بأسلوب حياته المتواضع وتركيزه علي معالجة الفقر. وأشار محللون الي ان انتخاب رئيس متشدد قد ينهي الاصلاحات الهشة التي بدأت في عهد الرئيس الحالي محمد خاتمي. يأتي ذلك في الوقت الذي تشكلت فيه جبهة رفض في ايران في محاولة لقطع الطريق علي نجاد وأجمعت مجموعة كبيرة من الشخصيات السياسية والدينية والفنية علي التحذير من ان تؤدي مقاطعة الانتخابات وعمليات التزوير المحتملة إلي فوز نجاد. ودعت جبهة المشاركة وهي إبرز حزب اصلاحي يرأسه شقيق الرئيس خاتمي الي التصويت لرفسنجاني لتجنب كارثة وقال شقيق المرشد الأعلي للثورة الاسلامية هادي خامنئي ان رفسنجاني هو الأفضل كما طالب المرشح المحافظ والخاسر في الانتخابات الرئاسية محمد باقر قاليباف بالتصويت ضد نجاد. وعلي الصعيد الاقتصادي, أعرب المستثمرون في بورصة طهران عن شعورهم بالقلق منذ تأهل نجاد إلي الدورة الثانية من الانتخابات وأشاروا إلي مخاوفهم من ان يعيد النظر, في حالة فوزه, بالتقدم الذي حدث علي صعيد تحرير السوق المالية خلال السنوات الماضية وتراجعت اسعار اسواق المال في طهران فور الإعلان عن تأهل نجاد للدورة الثانية بعد ان كانت قد حققت ارتفاعا نتيجة التوقعات بفوز رفسنجاني وذكر أحد مساعدي وزير الاقتصاد ان رفسنجاني عبر عن اراء اقتصادية واضحة ودقيقة وفريقه معروف باعتماد سياسات مشجعة ومنسجمة وفي المقابل لم يعرض نجاد برنامجا اقتصاديا مطمئنا ولا يضم فريقه اقتصاديا معروفا قادرا علي تنفيذ مشروعاته, في الوقت نفسه أعلنت وزارة الداخلية الايرانية امس تفكيك شبكة كبري تنظم حملات معادية لمرشحي الانتخابات الرئاسية وألمحت الوزارة إلي ان هذه الحملات تستهدف بشكل رئيسي رفسنجاني, وذكر وزير الداخلية عبدالواحد موسوي ان هذه الشبكة كانت توزع أشرطة تهدف إلي التشويش علي افكار الناخبين.