طهران : الضمانات الموجودة حاليا في الملف النووي الايراني كافية
: أعلنت إيران أن الضمانات في المجال النووي الموقعة عليها " كافية " لضمان ان البلاد لا تصنع القنبلة الذرية . وقال المسؤول الإيراني البارز فى الملف النووي، محمد جواد ظريف، للتلفزيون الرسمي أمس إن " الجمهورية الإسلامية تعتقد ان الضمانات الموضوعية بأن أنشطتنا النووية سلمية واردة في البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ". وتخوض فرنسا وبريطانيا وألمانيا مفاوضات دبلوماسية للحصول من إيران على " ضمانات موضوعية " بأن البلاد لا تسعى لامتلاك السلاح النووي وتعرض على طهران تعاونا في المجالات التجارية والتكنولوجية والأمنية . والمسألة الرئيسية تبقى تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم في صنع محروقات لمفاعلات نووية، لكن يمكن ان يشكل ايضا إحدى مراحل صنع قنبلة نووية ، ويرغب الأوروبيون في ان تتعهد ايران بوقف تخصيب اليورانيوم ويرون في ذلك افضل " ضمانة موضوعية " للطبيعة المدنية للبرنامج النووي الإيراني . وأعلن ظريف أيضا ان ايران تريد " ضمانات " من الجانب الأوروبي، وقال : " على الأوروبيين تقديم ضمانات حازمة حول تمكن إيران من الحصول على التكنولوجيا النووية وكذلك حول التعاون السياسي والأمني والاقتصادي " . من جهته، أعلن ناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ان المباحثات مع الدول الأوروبية الثلاث ستستمر " رغم الوتيرة البطيئة " في تقدمها ، وأكد علي آغا محمدي مجددا أن وقف التخصيب بالكامل من قبل إيران " لن يكون مقبولا ". وكان سيد على اغا محمدى رئيس لجنة الاعلام فى مجلس الامن القومى الايرانى، قد أعرب عن تفاؤله ازاء المفاوضات الجارية حاليا بين بلاده والترويكا الاوروبية ( المانيا وفرنسا وبريطانيا )، على الرغم من بطئها، وقال ان الحوار فى النهاية "سيكون مثمرا ". ونقلت اذاعة طهران أمس عن محمدى اتهامه لواشنطن بانها تحاول اتخاذ قرارات تؤثر على القرار الدولى فى مجال الاولويات السياسية والاقتصادية للاتحاد الاوروبى ازاء ايران والعالم الاسلامى ومنطقة الشرق الاوسط ، مشيرا الى ان " نتيجة الحوار الاوروبى الايرانى ستكون ذات تاثير بالغ على الامريكيين وسيكون انسحابهم فى النهاية دليلا على عدم قدرتهم على فرض سياستهم على العالم اجمع ". كما اكد المسؤول الايرانى مجددا رفض بلاده المطلق تعليق تخصيب اليورانيوم بشكل دائم . ووصف وزير الخارجية الايرانى كمال خرازى بدوره، المباحثات التى جرت اخيرا بين ايران والدول الاوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا والمانيا )، بانها كانت " صعبة وجادة ". وقال خرازي فى تصريح اوردته وكالة الانباء الايرانية لدى زيارته محطة بوشهر النووية أمس الاول، ان الافكار التى طرحتها ايران فى هذه المباحثات قد مهدت الطريق للمباحثات الفنية ، ودعا الجانب الاوروبى الى ان يظهر جديته فى المباحثات من اجل التوصل الى نتيجة حاسمة فى مجال الضمانات الموضوعية . وكان رئيس الفريق النووى الايرانى المفاوض مع الترويكا الاوروبية سيروس ناصرى، قد أعلن في وقت سابق ان موضوع وقف تخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووى ليس مطروحا فى المحادثات مع اوروبا، وان "المسؤولين الامريكيين اما انهم لم يطلعوا على هذه المحادثات واما انهم متوهمون". وتطرق ناصرى فى تصريح اوردته وكالة الانباء الايرانية ، إلى تصريحات وزيرة الخارجية الامريكية كاندوليزا رايس والتوجهات التشجيعية لواشنطن بدل توجيه تهديدات الى ايران، وقال انه خلال المحادثات مع الاطراف الاوروبية قد حل التوصل الى اتفاق يثق به الطرفان محل بحث توقف عمليات التخصيب. واضاف ناصري يقول ان الاوروبيين فى البداية طرحوا موضوع وقف عمليات تخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووى مقابل عدة امتيازات، الا انه خلال عدة جولات من المحادثات والزيارة الاخيرة لامين المجلس الاعلى للامن القومى الايرانى حسن روحانى الى المانيا وفرنسا ومحادثاته مع جيرهارد شرودر وجاك شيراك، تبين لهما انه يجب ان نصل الى توافق يرضى به الجانبان. وقال ناصرى : " يبدو ان الاوروبيين يستعدون للتوصل الى موقف منطقى"، واصفا الجولة الرابعة للمحادثات بين ايران اوروبا التى اختتمت فى جنيف بانها كانت "مهمة وحساسة للغاية"، واكد ان الطرفين يبذلان جهودا للتوصل الى حل ايجابى ونهائى . وأكد ناصرى انه سواء تم الاتفاق مع اوروبا ام لم يتم فان ايران ستنتج وقودها النووى فى غضون 10 الى 20 عاما المقبلة وستنافس اوروبا فى الاسواق العالمية ، وقال فى حديث اوردته وكالة مهر الايرانية، " إن المحادثات جادة للغاية وبالغة الدقة وتمضى قدما وفقا للخطة التى وضعناها "، واوضح ان موضوع وقف تخصيب اليورانيوم لم يكن مطروحا فى اتفاق باريس بالرغم من محاولتهم درجها فى احد البنود مقابل ضمانات موضوعية .